الأخلاق الإسلامية
معنى الخلُق :
هو الصورة الباطنية للإنسان والتي يمكن أن تظهر للآخرين بأشكال مختلفة على جوارحه الظاهرة للناس وهو السجية والدين والطبع.
ليس شيء في الميزان أثقل من حسن الخلُق بضم اللام وسكونها الدين والطبع والسجية وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنية وهي نفسها وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ولهما أوصاف حسنة وقبيحة ، والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنية أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرية ، ولهذا تكرر الأحاديث في مدح حسن الخلُق في غير موضع ، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلُق ) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلُقاً ) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن العبد ليدرك بحسن خلُقه درجة الصائم القائم ) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وأحاديث من هذا النوع كثيرة ، وكذلك جاء في ذم سوء الخلُق أحاديث كثيرة .
علم الأخلاق هو علم يُعرف به صلاح القلب وسائر الحواس .
التعريف المميز للأخلاق الإسلامية :
الأخلاق الإسلامية هي مجموعة الأقوال والأفعال التي يجب أن تقوم على أصول وقواعد وفضائل وآداب مرتبطة إرتباطا وثيقا بالعقيدة والشريعة الإسلامية من خلال القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام .
فالأخلاق في الإسلام ليست جزءا من الدين بل هي جوهره وروحه.
كفى حسن الخلق فضلا :
وكفى حسن الخلق فضلا أنه يستميل النفوس ويورث المحبة ويزيد في المودة ويهدي إلى الفعل الحسن .
قال تعالى في وصف النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما يوضع في ميزان امرء يوم القيامة أفضل من حسن الخلُق . (الكافي ج2)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أكثر ما تلج به أمتي الجنة : تقوى الله وحسن الخلُق (الكافي ج2)
توضيح : التقوى حسن المعاملة مع الرب ، وحسن الخلُق حسن المعاملة مع الخَلق ، وهما يوجبان دخول الجنة .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : لو كنا لا نرجو الجنة ولا نخشى الناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطالب بمكارم الأخلاق فإنها مما تدل على سبل النجاح ... (آداب النفس للعيناثي)
ويقول الشاعر :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
علامات حسن الخلُق :
ومن علامات حسن الخلُق طلاقة الوجه عند اللقاء ولطف الكلام وحسن المعاشرة.
فالواجب على كل ذي عقل وقلب أن يؤدب نفسه بمكارم الأخلاق فتمام السعادة بالخلُق الحسن .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما للإمام علي عليه السلام : ألا أخبرك بأشبهكم بي خُلُقا ؟
قال : بلى يا رسول الله.
قال : أحسنكم خُلُقا ، وأعظمكم حلما وأبرُكم بقرابته ، وأشدكم من نفسه أنصافا. (البحار ج77)
أهل البيت عليهم السلام والأخلاق :
لقد ورث أهل البيت عليهم السلام علوم الأنبياء وآخرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه الله عز وجل ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ولقد رأى الناس وسمعوا أخلاق آل محمد التي كانت تذكرهم بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم .