وإذا كانت أمريكا وحلفائها قد فشلوا في إسقاط سورية وتقسيمها كما كان مخططا له، فالفضل يعود لعوامل رئيسية ثلاث: الأول، تماسك الجيش العربي السوري وصموده في وجه الحرب الإرهابية الكونية التي شنت ضده خلال السنوات الثلاث الماضية. الثاني، دخول محور المقاومة متضامنا على خط الصراع على سورية لإجهاض المشروع الصهيوأمريكي في أوج تقدمه. الثالث، الدعم السياسي اللامشروط الروسي والصيني الذي أجهض كل محاولات التدخل العسكري المباشر لإسقاط سورية على غرار ما حدث في ليبيا.
طبعا هناك عوامل ثانوية مساعدة أيضا، لكن ما يهمنا من وجهة نظر التقييم العام هو العوامل الرئيسية التي أفرزت نتائج ملموسة على الأرض، وحولت وجهة الصراع لغير صالح القوى المتآمرة.
ومن العوامل المساعدة مثلا، ما ذكره الرئيس السوري ‘بشار الأسد’ في حديثه الأخير لوفد من زواره الأردنيين، من أن سورية مارست نوعا من “الديمقراطية” (إن صح التعبير) في التعامل مع نقط الإرهاب السوداء على الأرض، حيث كان الجيش يتدخل لحماية المدن والقرى التي كانت تستنجد بالدولة ضد إجرام الإرهابيين، في حين كان يحترم إرادة التجمعات السكانية التي رحبت بالإرهابيين وشكلت لهم بيئة حاضنة، ظنا منها أنهم قدموا إلى سورية بمشروع إسلامي منقذ، وعندما إكتشفوا خطورة التكفيريين وزيفهم وحقيقة مشروعهم، فإنقلبوا عليهم وعادوا لحضن الدولة، الأمر الذي ساعد في القضاء على الإرهابيين وسرّع من وثيرة إستعادة المساحات الكبيرة التي خسرها الجيش العربي السوري في بدايات الأحداث.
صحيح أن سورية اليوم هي قاب قوسين أو أدنى من نجاح إستراتيجية الحسم على الأرض، وبسقوط “يبرود” و”حلب” خلال الأيام القلية القادمة، وتحرير ما تبقى من جيوب في الشمال على الحدود مع تركيا، تكون سورية قد إنتصرت على الإرهاب..