نقطتكم ثانياً
ثانيا: التشكيلات الشيعية الغير حكومية تعتمد بالدرجة الاساس في التدريب والتجهيز على مصادر ذاتية محدودة لا يمكن مقارنتها بمصادر الحكومة العراقية وان كان لبعضها مصادر تمويل اخرى. مثل هذه التشكيلات وحسب كل الاعراف والقوانين الدولية هي ميليشيا والاعم الاغلب من دول العالم ترفض وجود هكذا تشكيلات وتعتبرها خارجة عن القانون او على اقل تقدير تقلل من هيبة الدول المتواجدة فيها وتقلل من احترامها.
عزيزي الزلزال العلوي ،،
من البديهيات أنه لا يوجد أي تشكيل أو مليشيا شيعية في العراق أو خارجه تعتمد الدعم الذاتي في التدريب و التجهيز ،، حتى حزب الله في جنوب لبنان يعتمد إعتماداً أساسياً على الجمهورية الإسلامية في التجهيز و التدريب و إن أصبح الحزب اليوم على مكانة متقدمة من التدريب الذاتي فهذا بعد تراكم التجارب الميدانية ,, و لو كنت قريباً من ساحة الصراع في أيام المحتل الأميركي الذي اعترف بأن التشكيلات الشيعية قد كبدته النسبة الأعم الأغلب من خسائره التي بلغت خمسة آلاف جندي ،، لعلمت أن الآلة العسكرية الأقوى في الكرة الأرضية لجيش الولايات المتحدة ماكانت لتهزم بالتبرعات السخية من المحسنين و فاعلي الخير و لا الجمعيات الخيرية لتصف تمويلها و تدريبها بأنه مجهود ذاتي بل هو مجهود دولة كبيرة و قوية بخبرات تفوقت في الميدان لصالح التشيع
..
أما أن تكون تلك المليشيات مرفوضة دولياً بحسب الأعراف و القوانين ،، فيا أخي القوانين اليوم يصنعها كبار المستكبرين ،، الولايات المتحدة الأميركية لم تستشر الأمم المتحدة في إحتلال العراق و إستبدال الإحتلال البعثي الكافر ،، فراح مجلس الأمن يضفي الصبغة القانونية لعمل الأميركان بعدما أصبح الإحتلال أمراً واقعاً ،، و الأعراف الدولية اليوم تدعم و بوضوح آكلي لحوم البشر و قاطعي رؤوس الأطفال في سوريا كما تدعم الآلة التدميرية للكيان الصهيوني الذي يشن حملة إبادة على شعب محاصر فيقتل آلاف الأطفال و النساء و الأبرياء
،،
و حيث أننا في ظرف نواجه كشيعة حرباً عالمية تسند عدوانها أمم كبرى في المنطقة فلنترك مهزلة الأعراف الدولية جانباً و التي لم يهتز ضميرها لتهجير نصف مليون شيعي تركماني و تقتيلهم كما اهتز ضميرها لمقتل ثلاثة إسرائليين مستوطنين في أرض تعرف بالقانون الدولي بأنها محتلة ،، فأعطت الدعم لجيش اليهود بإبادة شعب أعزل
،،
المعركة اليوم بيننا وبين التكفير معركة وجود لن يقف معنا فيها الأعراف الدولية إلا إذا كنا قوة مرهوبة الجانب ،، و الشعب الشيعي اليوم بحاجة لكل رصاصة تطلق إلى قلب العدو .. و لتذهب إعتبارات الدول المنعمة بالأمن إلى الجحيم مادامت لا تكترث لشلال الدم الشيعي في العراق
..
هذا من ناحية ،،
و من ناحية أخرى ،، فإن كلامك الكريم يدل على بعدكم عن الساحة السياسية في العراق
،،
حيث أن تلك التشكيلات لم تعد في عرف الحكومة خارجة عن القانون ،، فمنظمة بدر و العصائب قد أصبحت جزءاً من منظومة السياسة في العراق و لديهم مقاعد برلمانية ،، و مساندتها اليوم للجيش العراقي هو بتنسيق و تفويض و دعم من الحكومة العراقية ،، حتى رواتب المتطوعين على تلك التشكيلات تسلهما الحكومة كما يعرف القاصي و الداني و لو كنت في البلد يمكنك أن تسأل كل من تطوع إلى صفوف تلكم التشكيلات عن رواتب المتطوعين لأخبرك بالحقيقة التي غابت عنكم ،، كما يخبرك بحقيقة التنسيق مع قوات الجيش العراقي ،، لكن لا العمل تحت إمرة الضباط العراقيين الذين لم يعد الشعب العراقي يثق بأغلبهم
..
و هنا أسجل ملاحظة خطيرة بالنسبة لي ،، هل تعلم المرجعية بأن تلك التشكيلات اليوم تعمل في إطار الحكومة و إنها ليست خارجة على القوانين كما تتصور جنابك الكريم ؟؟!!!...
نقطتكم الثالثة
ثالثا: ما نخوض فيه الان هي حرب قذرة يريد كل طرف ان يشوه صورة الطرف الاخر باقذر الوسائل ووجود قوات غير حكومية تعطي ذريعة التصرف الطائفي في ظل حكومة هزيلة. ان اخذنا بنظر الاعتبار كل الدول المتآمرة على العراق والشيعة فانهم يتحينون الفرص لاظفاء عدم الشرعية على الحكومة لسحب البساط من تحت اقدامها.متجاهلين كل الوحوش الارهابية التي جلبوها من كل مزابل الارض لقتل العراقيين.
،،
عزيزي ،،
لو فرشتم أجسادكم و أجساد أبنائكم و كل ما تمتلكون سجادة حمراء ليتبختر عليها أخوانكم أهل السنة فلن يرض عنكم منهم أحد ،، فأعداؤنا اليوم لا يرضون منا إلا بإزالتنا و اللغة الوحيدة أمامنا هي الضرب بكل قوة و بأية وسيلة و عدم الإذعان لأبواقهم الإعلامية
،،
المرجعية سكتت عقداً من الزمان عن كل جرائم التكفيريين ،، و نعتتهم بإخواننا أهل السنة و أظهرت لهم حسن النية ،، لإعتبارات الوحدة الدينية و الوطنية و الحفاظ على وحدة العراق ووو ،،
و أنهار الدماء الشيعية تسيل في كل مناطق العراق ،، و طوال تلك الفترة لم يظهر شريف واحد في أعدائنا ليمتدح للشيعة و مراجعهم موقفاً مشرفاً و أمام الفتوى اليوم أصبح المراجع طائفيين بضمائر أعدائنا الإعلامية الميتة
..
لذلك فالحرب هي الحرب ،، و التخضع و الفوبيا من الإعلام المعادي لن يعطينا أفضلية القوة و المنعة
،،
هذه سوريا أمامكم لم يتمكن جيشها من صد الهجوم التكفيري حتى دخلت المليشيات الشيعية من الحرس الثوري و حزب الله و التشكيلات العراقية ليقلبوا المعادلة ،، و اليوم العالم بأسره بدأ يلين تجاه النظام السوري ليوجه سخطه الإعلامي تجاه التكفيريين ،، لنتعلم من التجارب بدلاً من أن نغرق في دوامات الخيال
نقاطكم الكريمة :
رابعا:اكثر من ثلاثة ملايين متطوع , اغلبهم عاطلون عن العمل . هؤلاء لبوا نداء المرجعية لحماية العراق والعراقيين فهل هناك تنظيم او تجمع بامكانه استيعاب هؤلاء وتجهيزهم وتدريبهم ليكونوا جاهزين للدفاع؟
خامسا: الشيعة الان يملكون حكم دولة( للاسف الشديد حكومة هزيلة وضعيفة ومتناحرة الى اقصى الحدود) فهل من المعقول ان نبقي كل الجهد خارج الاطار القانوني للدولة؟ ونبقى ننفخ في حجم التنظيمات الغير حكومية؟
،،
من قال لكم بأن المطلوب من التشكيلات الشيعية أن تستوعب كل هذا العدد ؟؟؟!!!!
،،
هذا تصور خيالي آخر بعيد كل البعد عن القراءة الواقعية ،، التشكيلات الشيعية ياعزيزي لها مؤسسات خاصة بالتعبئة و التجهيز ،، و بواسطة قنواتها القانونية المفتوحة مع الحكومة فإن عملية التجهيز تلك تتكفل بها الحكومة نفسها بحسب التنسيق الجاري على قدم و ساق بين الحكومة و التشكيلات الشيعية ،، و هذا ما يحصل على أرض الميدان ،، أما ما تتفضل به فهو خيالك الخصب هداك الله إلى كل خير .
،،،
أما إبقاء الجهد خارج الإطار القانوني للدولة ،، فهو خيال من جنابك الكريم أيضاً إيضاً إذ بينت لكم بأن كل الجهد العسكري اليوم في ساحة المعركة هو ضمن الإطار القانوني للدولة العراقية و لا يوجد ما هو خارج عنها إلا إذا قرر مقتدى الصدر الدخول عسكرياً كطرف مقاتل فهذا بحث آخر لم يتم التطرق إليه لأنه لم ير النور بعد
يتبع إن شاء الله تعالى