اقــــول :
ظاهر بداية الخطاب الإلهي ( الآية 10 ) تبين نداء الله تعالى الى النبي موسى ع فقط ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى ) ، ولا يظهر منه أنّ هناك إشرك معه في الخطاب لاخيه النبي هارون ع .
وكذلك نرى إنّ جواب النبي موسى ع لله تعالى في الآية ( 11 ) هو ايضا جواب صادر عن موسى ع وحده كما في قوله تعالى ( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ) ، بل ويظهر جلياً بعدها في الاية رقم ( 12 ) بان الموقف الذي جرى فيه هذا النداء الرباني مع موسى هو وجوابه لم يكن معهما احدٌ غيرهما كما هو في قوله تعالى ( وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ) ، وهذا يعني أنّ أخيه هارون لم يكن حاضرا هذا الموقف وطلب موسى ع من الله بأن يرسل إلى هارون اخيه يؤازره في المهمة التي سيرسل فيها الى فرعون وملئه . فتامل .
أما اذا انتقلنا الى الآيات في سورة طـه فهي كما ادناه :
اقـــول :
فالآية ( 42 ) تبدأ بالإمر الإلهي ( أذهَبْ ) الموجه لموسى ع فقط كما ظاهر الخطاب ، وهذا قريب المعنى والمقصد الذي ورد في آية رقم (10 ) من سورة الشعراء التي جائت بصيغة ( أنْ أئْت القوم الظالمين ) .
ثم مباشرتا في الاية التالية ( 43 ) يتحول الخطاب في سورة طه من اذْهب الى اذْهبا ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) ، وهذا يعني أن الخطاب اصبح موجها لكلاهما اي موسى ع وهارون ع ، وبعده ايضا الاية ( 44 ) تذكر ( فَقُولَا لَهُ ) ثم يرجع الخطاب الى الله تعالى من كلا النبيين موسى ع وهارون بـ ( قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى ) ، وهذا يعني بوضوح جيد ان آيات سورة طه تتحدث عن خطابين مختلفين زمانا موجهين من الله تعالى ،
فالاول : كان مع النبي موسى ع دون وجود / حضور اخيه النبي هارون ع وهذا آيته ( اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ) وهو نفس المطلب والموقف الذي ذكره الله تعالى وخصه بموسى في سورة الشعراء ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ،،،
وأما الخطاب الثاني : فكان من الله تعالى مع رسولاه موسى وهارون عليهما السلام ( اذْهَبَا إِلَىظ° فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىظ° (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىظ°(44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ... الخ ) .
ومن هنا وبهذا الاستظهار والتحليل للآيات الكريمة في السورتين استدللنا على ان هناك كان خطابين من الله في زمانين وضرفين مختلفين اولهما كان فقط مع نبيه موسى ، وكأنه بدأ به الأمر الإلهي للتحضير لإرساله هو واخيه هارون ع الى فرعون ، ولذلك جاء الخطاب بكلمة ( اذْهب ) أو ( أنْ ائْت القوم ) ...
والخطاب الثاني لاحق بعده ، ولعله حين جاء الوقت المناسب لتنفيذ المهمة بالذهاب الى فرعون ، فخاطبهما الله تعالى معا سويتا ( اذْهبا ) , ولقد جاوباه سويتا كما وظاهر سياق الآيات . وهذا يفسر بدوره قول الله تعالى لهما ( اني معكما ) على خلاف الاية التي في سورة الشعراء التي جائت بصيغة ( معكم ) ،،، هذا مقدار ما وفقناه لتوضيحه اذا اصبنا الحق , والحمد لله رب العالمين ، والله اعلم .
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 13-06-2017 الساعة 02:40 PM.