[صدى المهدي]

سؤال : هل السجود على التربة شرك أم سنة نبوية؟!

الجواب ...

الأكيد أن ذهن المخالفين محشو بأن الشيعة يسجدون على التربة عبادة لتلك الحجارة وهم بهذا نفس أهل الجاهلية عندما كانوا يعبدون الاصنام من غير مراجعة او تدبر وهذا بطبيعة الحال ظلم وبهتان لمئات الملايين من المسلمين الشيعة والبهتان هو أثقل من كل الذنوب لانك تصف مسلما بما ليس فيه عكس الغيبة التي تصف مسلما بما فيه .

ومن هنا نرد عليهم بالقول أن عملنا هذا أنما هو سنة نبوية وأنه موجود في كتب السنة قبل الشيعة وهذه الأدلة ...
أولاً : أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) . وفي لفظ الترمذي : ( جعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا ) .

*صحيح البخاري ج1 ص113
أخرجه عن علي وعبد الله بن عمر وأبي هريرة وجابر وابن عباس وحذيفة وأنس وأبي أمامة وأبي ذر .
وفي لفظ البيهقي : ( جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا) .

ثانياً : أخرج النسائي عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له : ( الأرض لك مسجد فحيثما أدركت الصلاة ).

ثالثاً : أخرج الحاكم في مستدركه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سجد على الحجر . قال الحاكم : هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي في التلخيص . وأخرج الشيخان في صحيحيهما في باب : التماس ليلة القدر من حديث أبي سعيد الخدري وفيه قال : (أقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته ).

رابعاً : أخرج البيهقي في السنن الكبرى عدة أحاديث منها : عن جابر بن عبد الله قال : ( كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الظهر فآخذ قبضة من الحصى في كفي حتى تبرد واضعها بجبهتي إذا سجدت من شدة الحر ) ...
وإضافة إلى ماسبق هذه الادلة.ايضا ومن كتب السنه : (صحيح البخاري 1 / 149 ح2 ، 1 / 190 ح98)، (صحيح مسلم 2 / 63)، ( سنن الترمذي 2 / 131 ح 317)، (سنن النسائي 2 / 56)، (سنن ابي داود 1 / 129 ح489)، (مسند احمد 2 / 240 ، 250).

ولعله يخطر في الذهن إنه ماهي العلة من السجود على التراب ؟؟!

فالجواب كالتالي روي عن هشام ابن الحكم انه قال للامام الصادق عليه السلام أخبرني عما يجوز السجود عليه وعما ﻻيجوز؟!
فقال الامام الصادق عليه السلام ( السجود ﻻيجوز اﻻ على اﻻرض او على ما أنبتت اﻻرض إلا ما أكل او لبس ) . فقلت جعلت فداك وما العلة في ذلك فقال الامام عليه السلام: ( ﻻن السجود خضوع لله عز وجل فلا ينبغي ان يكون على مايؤكل وما يلبس ﻻن أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون والساجد في سجوده في عبادة الله عز وجل فلا ينبغي ان يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين أغتروا بغرورها ) .

لذلك نحن نسجد على التربة وهي الارض بطبيعة الحال وخاصة التربة الحسينية التي هي قطعة من الارض نحملها في حلنا وترحالنا وهي لاتختلف عن اي أرض من جهة السجود ابدا بل لاجل التبرك بهذه الارض كونها تضم جسد المولى الامام الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة ويسهل حملها في الجيب فمتى مااردت الصلاة صليت ووضعتها للسجود عليها .

وللتوضيح أكثر اقول .....
اوﻻً :التربة بمعنى اﻻرض التي تقسم الى عدة اصناف كالرملية والطينية والمزيجية فهي الارض بعينها لا غيرها .
ثانياً : ان السجود على الشيء يختلف عن السجود للشيء ؟!

فالأول : انت تسجد عليه ولو صح انه عبادة لكان الذي يسجد على السجادة أيضاً يعبدها أليس كذلك .
والثاني : ان تضع أمامك شيء معين كان يكون صنما او غيره وتسجد له فهنا يكون الشرك والعياذ بالله فلاحظ الفرق وحكم عقلك ؟!!!!

ثالثاً : سجودنا على التربة الحسينية بسبب اننا نقدس هذه اﻻرض كما نقدس مكة والمدينة المنورة وتقديسنا لها ﻷستشهاد الإمام الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسيد شباب اهل الجنة عليها واﻻ من الناحية الشرعية فهي ﻻتختلف عن اي بقعة ارض في العالم فالمهم هو تعفير الجبين بالتراب فنحن جميعاً خلقنا من تراب ثم نرجع الى هذا التراب .

رابعاً: أن التطور الحديث في الأبنية والعمارات الشاهقة يجعل من الصعوبة في وقت الصلاة أن تجد تراب لتسجد عليه فلذلك أخذت هذه التربة الصغيرة من الارض لتوضع في البيوت والشقق السكنية وتحمل في الجيب حتى يتم السجود عليها وإتمام الصلاة بسجود شرعي كما كان رسول الله صلى الله عليه واله يفعل .

نتيجة مهمة :

وبعد الأجوبة والأدلة الشرعية والعقلية على المعترضين على الشيعة وسجودهم على التراب نقول لهم أننا نسجد على التراب وهذه أدلتنا الشرعية ومن كتبكم الان نوجه لكم هذا السؤال :
سؤال : ماهو دليلكم الشرعي من سنة النبي صلى الله عليه واله في السجود على السجادة ؟!
اتحداكم أن تأتوا بحديث واحد عن النبي ص يقول بالسجود على السجادة او اي قماش ؟!!

وأنصح من يقرأ هذا المقال من المخالفين بسؤال شيوخهم عن الدليل الشرعي في السجود على السجادة من غير مراوغة وأنما يعطي دليلا عن النبي صلى الله عليه واله يعني حديث صحيح فأذا لم يأتوا بأي حديث فأعلم أنهم كذابين منافقين وستكتشف شيئا فشيئا أكاذيب أخرى تم تلفيقها على الشيعة .



: الكاتب عطا العكيلي​
العتبة الحسينية المقدسة