نقلا عن العربية
كشفت محامية بحرينية عن تلقيها عدة اتصالات من دول خليجية وعربية لأشخاص يطلبون منها تبني قضية تغيير هويتهم الجنسية أمام محاكم بلادهم. وقالت المحامية فوزية جناحي التي تترافع حاليا أمام المحاكم البحرينية للحصول على حكم بتغيير هوية فتاة بحرينية تدعى زينب ربيع -33 عاما- تحولت إلى شاب باسم حسين ربيع، إنها تلقت اتصالا من فتاة سعودية تبلغ -38 عاما- تطلب الترافع من أجل إثبات ذكورتها، فيما رفضت الكشف عن حالتين مشابهتين في بلدين خليجييّن.
وأكدت المحامية البحرينية التي سبق لها كسب قضية مشابهة لفتاة (م) تحولت إلى رجل (س) عام 2005، أنها تشترط تقديم تقارير طبية من مستشفيات معترف بها قبل البدء في إجراءات القضية، وترفض طلبات الشواذ من الجنسين.
وتفتخر "جناحي" التي تمارس المهنة منذ 9 سنوات بأنها المحامية الأولى في العالم العربي التي تكسب قضية من هذا النوع، لكنها ليست الأولى في الترافع في مثل هذه القضايا فقد سبقها زميلها الكويتي عادل يحيى الذي ترافع في 13 قضية لتغيير جنس موكليه، لكن المحاكم الكويتية رفضت هذه القضايا بعد النظر فيها.
عدة اعتبارات للتحويل
وعلق الدكتور البحريني عيسى أمين الذي كشف على حالة حسين ربيع قائلا إن التشوهات الجنسية في مثل هذه الحالات تنقسم إلى قسمين تشوه الأعضاء الداخلية أو الخارجية. وأوضح الاستشاري في المسالك البولية لـ"العربية نت" أن عملية التحويل تخضع لعدة اعتبارات منها حالة "الهرمونات والكروموسومات والحالة النفسية".
وتعرض الحالات التي تطلب تغيير جنسها على أربعة أطباء هم طبيب المسالك البولية، وطبيب الغدد الصماء، وطبيب التجميل، ثم الطبيب النفساني للتأكد من حاجته الفعلية لهذه العملية، قبل عرضه على الطبيب الشرعي الذي تستأنس المحكمة برأيه ولا يكون ملزما لها.
وكشف "أمين" عن حالة عالجها قبل 20 عاما لفتاة كانت تعاني من تشوه ذكوري في صوتها والهيئة الخارجية لجسمها، لكنه تمكن من إعادتها "إلى الوضع الطبيعي بهدوء وبعيدا عن الأضواء".
من جانبها قالت المحامية "جناحي" إنها تقدم حاليا استشارات قانونية لفتيات خليجيات، وأخرى بالمغرب بالتواصل معهن عبر الهاتف ومن خلال الإنترنت.
وأبدت "جناحي" استعدادها للترافع عن الحالات المشابهة في الخليج، لكنها اعتذرت عن القيام بذلك في السعودية، مؤكدة أنها تنسق مع محامين سعوديين للترافع عن فتاة سعودية اتصلت بها بهذا الشأن.
فتاة تزوجت تتحول لرجل
ومن المقرر أن تعقد المحكمة المدنية الكبرى البحرينية في 20 فبراير الحالي للاطلاع على تقارير البحريني حسين الذي أجرى عمليتي تغيير لإزالة كتلة لحمية في منطقة الصدر، وتكبير العضو الذكري الذي كان يعاني من الضمور. وخاض "ربيع" تجربة الزواج حين كان فتاة، لكن زواجه لم ينجح لأنه كان دائم الشعور "برجوليته".
وأبدت "جناحي" ثقتها من حصول حسين على الاعتراف الرسمي بتغيير هويته في الأوراق الثبوتية الرسمية.
وتعول "جناحي" إلى جانب التقارير الطبية على الفتوى التي حصلت عليها من المحكمتين الشرعيتين السنية والشيعية البحرينيتين، وفتوى المرجع الشيعي السيد علي السيستاني الذي حصل حسين منه –بحسب محاميته- على حكم شرعي لتغيير جنسه بعد "التقارير المعتبرة التي قدمها".
ووجدت فوزية جناحي اعتراضا واسعا على قيامها بالترافع في مثل هذه القضايا قبل أن يبدأ الناس بتقبل الأمر. وقالت "جناحي" في حديث لـ"العربية.نت" إنها واجهت رفضا مجتمعيا في البداية "لاعتقاد البعض أني أقوم بمساعدة الشاذين جنسيا". ولا تتحدث "جناحي" عن عملية تغيير بل عملية "تصحيح للجنس".
رفض حالات شذوذ
وتحدثت "جناحي" عن امتناعها عن تبني حالات شذوذ، وقالت إنها تلقت اتصالا من "بوية" وشاب آخر يريد تغيير جنسه، لكنها رفضت "بسبب عدم تقديم التقارير الطبية اللازمة".
ويقول د."أمين" من جانبه إنه رفض 3 حالات لفتيات وأخرى لشاب لنفس الأسباب السابقة، ووجههم إلى استشارة طبيب نفسي.
وأشار الدكتور البحريني إلى أن المتحول جنسيا قد لا يتمكن من الإنجاب، أو حتى الاستمتاع في العملية الجنسية مثل الإنسان الطبيعي، موضحا أن الأمر يتعلق بـ"الأعضاء التناسلية التي قد تكون رممت في العملية التجميلية، ولكنها لا تعمل كما الحالات الطبيعية".
ولا توجد إحصائيات خليجية أو عربية لعدد المشوهين خلقيا أو الشاذين الذين يسعون إلى تغيير جنسهم لحساسية مثل هذه العمليات في العالم العربي، لكن الموضوع أخذ بعدا جديدا بعد نجاح عدة عمليات تغيير أجراها أشخاص في مستشفيات بشرق أسيا، وبعد قبول بعض المحاكم النظر في هذه القضايا.
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الزهراء ; 11-02-2008 الساعة 09:32 AM.