كتب زياد بن أبيه والي معاوية على الكوفة كتابا إلى معاوية يخبره أن حجرا وأصحابه قد خالفوا الجماعة في لعن أبي تراب وخرجوا عن الطاعة ، فأمر معاوية بقتلهم ، فقتلوهم بمكان يعرف ب ( مرج عذراء ) ، وقد قالت عائشة لمعاوية : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : " سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء " دلائل النبوة للبيهقي 6 : 457 ، الإصابة لابن حجر 2 : 329 . ( * )
فمن هو أبو تراب الذي سن معاوية لعنه على منابر المسلمين ، وقتل حجر بن عدي لامتناعه عن سب أبي تراب ؟ إن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي يقول لنا بنفسه من هو أبو تراب هذا ، يقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " علي حبه إيمان وبغضه نفاق " .
ويقول ( صلى الله عليه وآله ) له أيضا : " لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق "صحيح مسلم 1 : 86 و 131 - كتاب الإيمان
ثم من هو معاوية ؟ ! أرسل إليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليأتي ، فقالوا : إنه يأكل ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " لا أشبع الله بطنه " ، وقد قال ابن عباس : " فما شبع بطنه أبدا "دلائل النبوة 6 : 243 .
روى مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : مامنعك أن تسب أبا التراب ، فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم "صحيح مسلم ج4ص 1871 .
وقال في ( بغية الطلب في تاريخ حلب ) : " أبو أيوب خالد بن زيد ، بدري ، وهو الذي نزل على النبي مقدمه المدينة ، وهوكان على مقدمة علي يوم صفين ، وهو الذي قال لمعاوية حين سب عليا : كف يا معاوية عن سب علي في الناس ، فقال معاوية : ما أقدر على ذلك منهم ، فقال أبو أيوب : والله لا أسكن أرضا أسمع فيها سب علي ، فخرج إلى سيف البحر حتى مات ، رحمه الله "بغية الطلب في تاريخ حلب ج7 ص 3033 .