**سماحه المرجع الديني الاعلى ايه الله العظمى السيد محمود الصرخي الحسني **دام ظله **
س/هل أن الزهراء (عليها السلام) معصومة كعصمة الأنبياء (عليهم السلام) والأئمة (عليهم السلام) فإذا كان ذلك فهل إذا لم يوجد معصوم في زمانها فهل سوف تتصدى لقيادة الأمة الإسلامية عند ذلك وهل سوف تصلي جمعة أو جماعة بإمامتها ؟
بسمه تعالى :-
فاطمة الزهراء(عليها السلام) من المعصومين ولا فرق من هذه الجهة بين عصمتها(عليها السلام) وعصمة الأنبياء(عليها السلام) أو عصمة الأئمة(عليها السلام) وإذا سجل فرق فهو اعتباري وليس حقيقياً , فكما يقال أن الحسن بن علي إمام معصوم وليس بامرأة معصومة , كذلك يقال أن الزهراء(عليها السلام) امرأة معصومة وأم أئمة معصومين ولا يقال عنها (إمام معصوم) ولا (نبي معصوم) ولا (رجل معصوم) وما يطرح من أنواع للعصمة لا مدخلية لها من هذه الجهة , والفرض المحال المذكور في السؤال يرد فيه عدة مناقشات منها هل يشترط بالإمامة ((الإمام المعصوم)) الذي يمثل الامتداد للنبي(عليه الصلاة والسلام) الرجولة أو لا ؟
ومنها أن أدلة إمامة الجماعة والجمعة واشتراط الذكورة لإمامة الرجال .
هل تشمل المعصوم (هل تشمل الزهراء) أو لا ؟ إضافة لذلك يأتي النقاش في أصل الملازمة بين العصمة وقيادة الأمة وبين إمامة صلاة الجمعة والجماعة , وعلى جميع التقادير فما دامت الزهراء(عليها السلام) معصومة ومادام قولها قول النبي الأكرم(صلى الله عليه واله) وهو قول الله تعالى وما دام رضاها رضا النبي(صلى الله عليه واله) ورضا الله تعالى وما دام غضبها غضب النبي الأكرم(صلى الله عليه واله) وغضب الله سبحانه وتعالى و ... فإذا حكمت وأمرت بشيء فهو حكم النبي(صلى الله عليه واله) وهو حكم الله تعالى ولهذا يجب إطاعة أمرها وحكمها . وعليه لا يمكن تصور وقوع المعارضة الواقعية بين ما تأمر وتحكم به(عليها السلام) وبين ما يأمر ويحكم به غيرها من المعصومين(عليهم السلام) لان المعارضة الواقعية بين الحكمين تعني المعارضة بين حكمين إلهيين وهذا أمر مرفوض شرعاً وعقلاً ووجداناً . ويوجد تفصيل للكلام لا داعي لذكره في المقام لعدم ترتب للثمرة العلمية ولا العملية في كلام كهذا .