[ارض النجف]

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان جمعية العمل الاسلامي بخصوص إقتحام قوات السلطة لحرم مدرسة النعيم الثانوية للبنين 29/3/2009م.

تدين جمعية العمل الاسلامي إقتحام قوات الأمن للحرم المدرسي والإعتداء على طلاب مدرسة النعيم الثانوية وإنتهاك حرمة دور العلم وقدسيتها، وتؤكد على حق المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم واحتجاجاتهم بالطرق السلمية المتعارفة حول قضايا الوطن المختلفة.

إن ما تعرض له الطلاب من مداهمة واطلاق الرصاص المطاطي والغازات الخانقة وانتهاك حرم المدرسة واعتقال بعض طلابها من داخل الحرم المدرسي، يؤكد عدم رغبة السلطة في الإستماع للرأي الآخر وتقبله واحترامه.

وكم كان الأجدر بالنظام أن يسائل نفسه : لماذا تتسع رقعة الإحتجاجات لتشمل معظم المواطنين وتصل إلى معظم القطاعات من التجار والعمال والمدرسين والصيادين وغيرهم حتى وصل الدور إلى طلاب المدارس وصفوف الدراسة؟ وربماالجامعات لاحقا كما حدث في فترات سابقة ايضا؟

إن المعالجات الامنية – التي لا تجيد السلطة غيرها - لن تحل الإحتقانات أو الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها أبناء الوطن ومن بينهم هؤلاءالطلاب وأهاليهم، وهذا النوع من المعالجة - التي تكرر الوقوع في الخطأ دائماً - لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعارضة وتأجيج الأوضاع والتأزم والإحتقان.

ولطالما كان خيار السلطة في هذا الاتجاه خيارا فاشلا وعقيما، وإذا كان الرصاص الحي والقتل والتعذيب وتحويل الجامعات والمدارس إلى ثكنات عسكرية– الذي جرب في السابق - قد أثبت فشله ولم يؤدي إلى نتيجة ، فإنه من المؤكد لن يوفر للسلطة ما تريد لا الآن ولا مستقبلا، وسيزيد حالة التراكم في الازمات وحالة الإحتقان والتوترات التي تخيم على الشارع.

إن الأزمات السياسية والاحتقانات التي يعاني منها المواطنون، لن يحلهاهذا النوع من المعالجات، ولن يحلها إلا احترام السلطة للمواطنين وإرادتهم والاستماع إليهم وإلى مطالبهم، والعمل على معالجة مصادر الخوف والقلق والغضب لديهم، وهذه الأمور تتطلب تغيير العديد من المفاهيم الخاطئة لدى السلطة، وإصلاح أوجه الخلل القاتل لديها، بدءا بفهم مسألة حق الشراكة للمواطنين في إدارة الحكم وحتى الوصول للعدالة الإجتماعية والتداول السلمي للسلطة وإشاعة أجواء الحرية والديمقراطية.

والمواطن الذي يراد منه أن يشارك في حفظ الامن من خلال مشروع الشراكة المجتمعية أو غيرها، لن يحتاج إلى هذه المشاريع المبتذلة والمجتزئة من سياقها إذا ما شعر أن هذا النظام يمثله وهو منه وإليه ، ومن الاولى دعوة المواطنين وإعطاؤهم دوراً أكبر في شراكة مجتمعية صادقة تؤدي للشراكة في الوطن وقراره ومحاربة أوجه الفساد ورسم مستقبل الوطن عوضاً عن اقتصار شراكتهم على وظائف دنيا كحراسة المدارس وما شابهها!!

تدعو جمعية العمل الاسلامي السلطة إلى احترام المواطنين والبحث عن أسباب احتجاجاتهم وغضبهم وأسباب تراكم الأزمات بينها وبين المواطنين والعمل على حلها بالحوار والطرق السلمية والحضارية التي تمارسها الكثير من الحكومات الأخرى المتقدمة ، وتعيشها مع شعوبها ومواطنيها الذين يشعرون أن الوطن وطنهم وهم شركاء فيه ومسؤولون عنه وعن حمايته وحماية مكتسباته، بدل افراغ مخازن الرصاص المطاطي ومسيلات الدموع وملئ المعتقلات التي لم ولن تنجز شيئا.

جمعية العمل الاسلامي
29 مارس 2009م الموافق 3 ربيع الثاني 1430هـ

للمزيد من الاحداث البحرين زورو هذا الموقع
http://www.amal-islami.net/
جمعية العمل الاسلامي