احمد عبد الرحمن
من يدعي ان دعوات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي لتوسيع وتقوية الائتلاف العراقي الموحد انما ينطلق من ضعف وعدم ثقة ، فأنه اما جاهل بالكثير من الحقائق والمعطيات السياسية على الارض ، ولم يتمكن من قراءة الواقع السياسي العراقي القائم قراءة دقيقة وموضوعية، او انه يعرف ويدرك كل تفاصيل وجزئيات وحقائق ذلك الواقع ، لكنه يحاول رسم صورة اخرى له مغايرة للصورة الحقيقية، وهو ما يمكن ان يفهم على انه نوع من الدعاية السياسية "البروباغندا" المبكرة جدا قبل حلول موعد الانتخابات البرلمانية العامة بوقت طويل.
يعرف الجميع ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ابدى استعدادا كبيرا في مناسبات عديدة لتقديم تنازلات لاطراف اخرى، على حساب الاستحقاقات الانتخابية، وذلك من اجل انجاح العملية السياسية وتقوية وتعزيز المشروع الوطني العراقي.
وكان المجلس الاعلى واضحا الى حد كبير، منذ مرحلة المعارضة، وبعد الاطاحة بنظام صدام، في خطابه السياسي القائم على اساس الشراكة والمشاركة الواسعة بين جميع المكونات لادارة شؤون البلاد، بعيدا عن مبدأ التهميش والاقصاء والتغييب لاي مكون، مهما كان حجمه صغيرا، وحضوره قليلا.
انها نظرية شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم في العمل السياسي، اذ انه كان منذ وقت مبكر يرى ان العراق لايمكن ان يحكم ويدار من قبل مكون واحد او فئة معينة دون المكونات والفئات الاخرى، وتجربة حزب البعث الصدامي، وما خلفته من كوارث وماسي وويلات على العراق والعراقيين، بل وعلى بعض بلدان وشعوب المنطقة لهي اكبر واوضح دليل على ذلك.
واليوم فأن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وعموم تيار شهيد المحراب، يؤمن بأن الالتزام بمنهج المشاركة السياسية الواسعة، وتوحيد الرؤى، وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة، والاحتكام للثوابت والمباديء الوطنية، يمثل الخيار الصحيح، والضمانة الحقيقية لعدم مصادرة التضحيات الهائلة التي قدمها كل العراقيون، والجهود الجبارة التي بذلت ومازالت تبذل لتذليل المصاعب والعقبات، والتغلب على التحديات، والتقدم الى الامام.
والمجلس الاعلى الذي بادر لاخذ زمام المبادرة والتحرك لتوسيع وتقوية الائتلاف العراقي الموحد، هو في الواقع يتحرك باستمرار بدأب وجد لخلق فضاء سياسي واسع يستوعب كل المكونات، وبما من شأنه ان يدعم ويعزز ويقوي اسس وركائز ومقومات الدولة العراقية في كل المفاصل والميادين.
التعديل الأخير تم بواسطة al-baghdady ; 16-06-2009 الساعة 10:49 PM.