جملة من بواعث حبهم (عليهم السلام) مستفيدا من العلامة الاميني صاحب الغدير رحمه الله:
فهلم معي واقض ما انت قاض!بما ذا يقدّر ويسوي في سوق الاعتبار، وأىّ مقدار يقتضي ويستوجب من الحبّ؟ وما ظنك بحبهم مثلاً تجاه ما يلي؟:
1- انتسابهم إلى صاحب الرسالة الخاتمة (صلى الله عليه وآله وسلم) نسباً وصهراً، وهو أعظم خلق الله من الأوّلين والآخرين، وقد صحّ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وثبت وتواتر: كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي. ومعلوم لدى كلّ شعب حرمة ذي قربى الملوك والسلاطين والزعماء وكرامتهم.
2- حبّ الله وحبّ رسوله إياهم، وكونهم أحبّ خلق الله اليهما، كما جاء في حديث الراية والطير وغيرهما.
3- انتفاع المؤمن بدعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمن أحبّهم بمثل قوله: اللّهمّ وال من والاه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه، وأحبّ من أحبه. إلى أمثالها من الكثير الطيب الوارد في السنّة.
4- كون حبهم أجر الرسالة الخاتمة بنص من الكتاب باجماع من المسلمين على بكرة أبيهم: (قُل لاَّ أَسْــَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ ا لْمَوَدَّةَ فِى ا لْقُرْبَى)).
5- كون حبهم مسؤولاً عنه يوم القيامة لدى قدم وقدم كما جاء في قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْــُولُونَ).)وقد جاء فيها من طريق أبي سعيد الخُدري مرفوعاً: عن ولاية علي.
وقال المفسر الكبير الواحدي: روي في قوله تعالى وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْــُولُونَ): أي عن ولاية علىّ وأهل البيت، لأنّ الله أمر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعرّف الخلق انّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلا المودّة في القربى، والمعنى انّهم يسألون هل والوهم حقّ الموالاة كما أوصاهم النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أم أضاعوها وأهملوها فتكون عليهم المطالبة والتبعة. أ هـ.
وذكر الحافظ ابن حجر في الصواعق ص 89 مرفوعة أبي سعيد الخدري، وأردفها بكلمة الواحدي هذه، فقال: وأشار بقوله: كما أوصاهم النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الاحاديث الواردة في ذلك وهي كثيرة.
وذكر المرفوعة وكلمة الواحدي جمع من المؤلّفين الأعلام، واستشهد بعدها غير واحد منهم بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصحيح الوارد المتواتر في ذيل حديث الثقلين: والله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي.
وقال أبو المظفر السبط في تذكرته ص 10: قال مجاهد: وقفوهم انهم مسؤولون عن حبّ علىّ (عليه السلام) .
وذكر السيد الآلوسي في تفسيره 23: 80 عند الاية الشريفة أقوالاً فقال: وأولى هذه الأقوال أنّ السؤال عن العقايد والاعمال، ورأس ذلك لا إله إلا الله، ومن أجلّه ولاية علي كرّم الله وجهه، الخ.
وذكر جمال الدين الزرندي الحنفي في (نظم الدرر) ص 109 (توجد عندنا منه نسخة بخط يد المؤلف - ولله الحمد -) كلمة أبي الحسن الواحدي برمّتها فقال: ولم يكن أحد من العلماء المجتهدين والائمّة المحدّثين إلا وله في ولاية أهل البيت الحظّ الوافر، والفخر الزاهر، كما أمر الله عزّ وجلّ بذلك في قوله قُل لاَّ أَسْــَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ ا لْمَوَدَّةَ فِى ا لْقُرْبَى وتجده في التديّن معوّلا عليهم، متمسّكاّ بولايتهم، منتمياً إليهم.
ثمّ ذكر مواقف الأئمّة من حبّ أهل البيت وكلماتهم في ولائهم.