|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 40050
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 84
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
ما هي الحقيقة العظمى التي كلف الله بها الثقلين في هذا الوجود ؟!
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 01:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الحقيقة العظمى التي كلف الله بها الثقلين في هذا الوجود ؟!
لا يختلف اثنان من المسلمين ـ وربما ومن غيرهم ـ بجميع طوائفهم وفرقهم ومذاهبهم أنها عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، واطِّراحُ كلِّ معبود سواه من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين والخلق أجمعين.
لأن هؤلاء المذكورين هم المنهي عن دعائهم في القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18، وفي السنة المطهرة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن سأله: أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال:
( أن تدعوَ لله ندا وهو خلقك...). وهناك آلهة أخرى غير هؤلاء قد يتعلق بها البشر، كالشمس التي ذكر الله تعالى أن قوم بلقيس في سبأ كانوا يسجدون لها من دون الله ، فجاء قوله تعالى : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }النساء36. ليشمل كل شيء يتعلق به البشر سوى الله تعالى كائنا ما كان!!
هذه الحقيقة العظمى تجاهلها أكثر البشر منذ فجر التاريخ ! ابتداء من عهد نوح عليه السلام عندما تعلق قومه بعبادة صالحيهم: ( ود، وسواع، وإخوانهما...) ومكث فيهم هذا العبد الصالح ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى ترك عبادة الصالحين، فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارا...كما حكى القرآن ذلك ! وجاءت رسل الله بعده ( تترى ) حتى ختمهم الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، والبشرية طوال هذه القرون دأبها دأب قوم نوح إلى اليوم ـ إلا من رحم الله ممن آمن بالرسل ـ ( وقليل ما هم ! ) ، وهذا ( القليل ) محارب من الكثرة الكاثرة منذ قال لنوح قومُهُ { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَابَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }هود27 ، وإلى اليوم ما زال هذا ( القليل ) الذين لا يدعون مع الله أحدا، ويدعون قومهم إلى ما دعتهم إليه رسل الله محاربين ومكَذَّبين كما حورب وكُذب قبلهم رسل الله أجمعون بشهادة القرآن الكريم وبشهادة واقع الناس اليوم! حيث قال فيهم أعداؤهم ما لا يجهله من قرأ القرآن ، أو أصغى إليه سمعه، ومن عاش هذا الواقع القائم الذي عليه الناس اليوم. لقد بعث الله تعالى عددا كثيرا جدا من الرسل { مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ }غافر78. لــــماذا ؟! { ِلئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ }النساء165. ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم [1-134] والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
ومن رحمته تعالى بعباده أنه قال:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15، ولذلك بعث رسلا جما غفيرا، وسمع به ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ اليوم من بأقطارها، فماذا بقي للناس على الله تعالى من حجة أو مستعتب؟! ولكن ! ويا هول ما بعد لكن!! ولكن مشكلتنا ـ الأكثر حدة وإلحاحا ـ هي مع الذين يشهدون لله تعالى بالوحدانية في الإلهية، ولنبيه محمد بالرسالة، ومع ذلك يدعون مع الله تعالى آحادا لا يحصي عددهم أحد غير خالقهم عز وجل !!! فبأي لسان ـ {َبعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ }الجاثية6 ـ نقنعهم بأن ما هم عليه هو ( عين ) ما كان عليه قوم نوح والذين جاءوا من بعدهم من الأمم !! {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) الكهف. {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (30) الأعراف. {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }يس60. والآيات في هذا المعنى أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر!! ولكن إذا قلنا لهم: عـيب !! قالوا: اطلع من البلاد !! فها أنا ذا طريد من أهلي وبيتي منذ أخرجت منه في يوم: 13/صفر/1412هـ ، وحُرّمَ عليَّ الرجوعُ إليه إلى اليوم الموافق: 13/ شوال/ 1430هـ = ثماني عشرة سنةً وتسعة أشهر، والحبل على الجرار. لا لشيء إلا لأنني قلت: ربّـيَ الله ! وفارقت عشرة من الولد وأمهم! والموعد الله عز وجل!!
يعقوب بن حسين بن عبد الله المعولي
|
|
|
|
|