قدأخبر سبحانه ان في الصحابة جملة من المنافقين, قال تعالى: (( وَمِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم )) (التوبة:101), فهؤلاء صحابة موجودون في المدينة يعيشون مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يراهم ويرونه وهم منافقون قد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بنفاقهم ووجودهم الاجمالي بين صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) وان اخفى عنه شخوصهم ومعرفتهم التفصيلية لأسباب يعلمها المولى سبحانه.
ومع ذلك فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) قائلاً: (في أصحابي أثنا عشر منافقاً, فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سم الخياط, ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة, وأربعة لم أحفظ ما قاله شعبة فيهم) (صحيح مسلم 8: 122 الحديث 9, كتاب صفات المنافقين وأحكامهم) والمراد بالدبيلة: خرّاج ودمّل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً.
فأنت تلاحظ العلم الإجمالي وكذلك العلم التفصيلي عند النبي (صلى الله عليه وآله), ولم يقتصر النبي (صلى الله عليه وآله) هذا العلم على نفسه بل منحه لبعض الصحابة الذين يثق بهم كحذيفة بن اليمان الذي أطلعه على اسماء المنافقين وأحوالهم (انظر صحيح البخاري 4: 251 باب مناقب عمار وحذيفة, مسند أحمد 6: 449, سير أعلام النبلاء 2: 362).. ولعلمه (رضي الله عنه) تراه يقبل عليه مثل عمر بن الخطاب ليسأل: ((يا حذيفة بالله أنا من المنافقين؟!)) (انظر:مقدمة فتح الباري 402 وعدّه ابن حجر من الأحاديث الصحيحة).
ولدينا سؤال من اهل السنة وهو انه اذا كان عمر مطمئنا من ايمان نفسه فلم بسأل هل هو من جملة المنفقين ام لا؟