اللهم صل على محمد وآل محمد
اهلا بالاخ الفارس ..
اليوم انا في شغل ..بل قل في اجازة زمنية من بحثك 8_8 ؟؟
كون كلامكم اليوم يا اخي تناول الجانب السياسي .. وانا ياحسرة لا احب السياسة ولا اتكلم فيها ؟؟
لان السياسة وعلمها واي شيئ يمت لها بصلة اتحاشها ؟كونها ليست من الثوابت في شيئ ؟ ولاتلتزم بالثوابت على خلاف العلوم الدينية السماوية .. قضلا بالعاملين عليها 8_8
قتقبل اجازتي اليوم ...
عموما قرات طرحك وكان معقولا ففيه نفس من الوعي والثقافة ..
جزيتم خيرا وفي ميزان اعمالكم
ممنون
إذا كان البناء له أوجه ضارّة فلا يمكن تعيين الإصلاح بإطلاقية في البناء، فقد يبني الإنسان بناءاً في ذهنه غير صحيح فيبني عليه مقدمات ونتائج غير صحيحة، وقد يبني بناءاً في الواقع الخارجي يقتل به المخلوقات أو يخرق به قوانين الطبيعة فيُفسد التوازن البيئي، كذلك الهدم فقد يهدم الإنسان في ذهنه فكرة خاطئة أو خُرافة فتخلق لديه رؤية أكثر عقلانية وواقعية، وقد يهدم بناءاً في الواقع الخارجي فيُحقق به العدالة، لذلك كان تعيين الإصلاح للبناء وللهدم في عَرَضهما أحق من تعيينهما في الجوهر..كالمسلم الذي يذبح البقرة والذبح لديه بناءا لتغذيته، بينما الذبح لدى الهندوسي هدم لا يجوز ..
الفكرة الفلسفية في البناء تأتي من تحقيق العدالة وهي عند أفلاطون تحقيق الإنسجام والتكافل بين كافة أفراد المجتمع، ولدى أرسطو تصرفات وِفق تشريعات تُحقق المساواه وتواجه الظُلم، وقضايا الهدم التي تُنتج صراعاً دينيا أو فكريا صِداميا -له تأويل سائغ- في الدين لا تُصنّف وِفق قضايا الهدم الإصلاحية، وبما أن القائم على الهدم تجاوز العدالة باعتماده على قوته حيث طغت عليه الأنانية فعمله خارج دائرة العدالة بدلالة خرقه لتشريعات المجتمع..هذا الخرق سينعكس على الأخلاق ويؤدي إلى كسر الفضائل..فالإنسان في ذاته كائن اجتماعي يملك وعياً وإرادة ولا يمكن أن يبقى معزولا عن الناس بمجرد إيمانه بمُقدس لديه، وكأن هذا الكائن كما هو مسئول قانونيا فهو أيضاً مسئول أخلاقياً، وكأن هناك تلازم بين القانون والأخلاق.
لشرح النقطة عاليه من وجهٍ آخر ..فقد تأملت في فلسفة الكوجيتو لديكارت التي تؤمن بالتفكير كشرط للشعور بالوجود فوجدته يؤمن بأن الآخر كائن افتراضي وأن الذات لديه كائن مستقل ومنغلق على نفسه..وفي رأيي أن هذه الطريقة في التفكير هي مُدخل خطير للشعور بالأنانية أو الدونية، وقد يتبعها القائم على الهدم دون معرفتها..والحل الأسلم لذلك هو الإعتبار بأن الذات هي جزء من وجود مجتمعي يضم الذات والآخر..وأنه لا وجود للذات إلا بتعيين الآخر له..في المحصلة أنا آخر عند الآخر..وأنا ذات عند نفسي..ولا أعيش في هذا الكون وحدي..وأن المنظومة التشريعية تفرض علىّ وعلى الآخر التمسك بالقانون كشرط لعدم التجاوز في حقوق الآخرين، وأن الإلتزام بهذه المنظومة هو في المُحصّلة ارتقاءٌ بالأخلاق.
وفي رأيي أن هذه الطريقة في التفكير هي مُدخل خطير للشعور بالأنانية أو الدونية، وقد يتبعها القائم على الهدم دون معرفتها..والحل الأسلم لذلك هو الإعتبار بأن الذات هي جزء من وجود مجتمعي يضم الذات والآخر..وأنه لا وجود للذات إلا بتعيين الآخر له..في المحصلة أنا آخر عند الآخر..وأنا ذات عند نفسي..ولا أعيش في هذا الكون وحدي..وأن المنظومة التشريعية تفرض علىّ وعلى الآخر التمسك بالقانون كشرط لعدم التجاوز في حقوق الآخرين، وأن الإلتزام بهذه المنظومة هو في المُحصّلة ارتقاءٌ بالأخلاق.
اللهم صل على محمد وآل محمد
بما ان البحث ههنا اليوم فيه رائحة الفلسفة التي احبها ..
اولا في بداية قولك حول الهدم والبناء جاءت الفكرة واضحة المعالم وخصوصا في الجانب الاخلاقي
واما رايك الذي اقتبسته ؟؟
فاقول ان رايكم اخي والذي اقتبسته ؟ كان موفقا وعقلائيا كونه يحمل نفس واعي في التعامل مع النفس والاخر ..
ويذكرني قولك بقول الامام الباقر عليه السلام ..
قال الإمام الباقر(ع): ((ان لله عباداً ميامين مياسير يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل القطر، ولله عباداً ملاعين مناكيد لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده بمنزلة الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه)).
وليس المراد بعيش الناس هنا أن الغني يتصدق على الجياع والعراة وكفى، بل المراد أن الميامين عند الله هم الذين يجاهدون ويعملون لحياة أعظم لكل الناس في كل زمان ومكان، والدليل على إرادة هذا المعنى قول الإمام: (هو مثل القطر) الذي به يحيا جميع العباد وكل البلاد، وينبت الزرع ويدر الضرع، وتحمل الأشجار وترخص الأسعار، أما أعداء الله والإنسانية الذين لا يطيب لهم العيش إلا من دماء خلق الله وأقوات أهل الأرض، فهم تماماً كالجراد الذي يأتي على الأخضر واليابس، لا يبقي شيئاً من هذا، ولا يذر لذاك أي أثر.
ولم يسعفني الوقت لعرض راي الفيلسوف الملا صدرا صاحب فلسفة (الحكمة المتعالية) رحمه الله تعالى
الإنسان كي يسعى لإثبات ذاته وبنائها بناءاً علمياً عملياً لابد له من شروط أهمها التخلي عن أي مطلب دنيوي كتحصيل المال مثلا، فطلب المال وطلب العلم لإثبات الذات لا يجتمعان، كالذي حرص على الدعوة بوظيفة تقوم أولاً وأخيرا على تحصيل المال أما الدعوة فهي عمل لديه مُعتاد وأحيانا بحُجة فراغ الأتباع وانتظارهم للداعي، في هذه الحالة أصبحت مقاومة النفس الأمّارة بالسوء في غاية الصعوبة، هذا لو أراد المواجهة أو خُلق لديه الدافع أصلاً، فالنفس تميل دوماً لحب الظهور وسد الحاجة، وغايتها أمام الناس تختلف عن غايتها الحقيقية باختلاف التبرير وشرح المقاصد العامة للفعل، لذلك فإن العالم الداعي الذي يسعي لتحصيل المال قلما ينتفع من علمه، وفي الغالب تنطبع لديه دعوة روتينية لا بحث فيها ولا نظر، فإبداعه مُقيد بقيد الرغبة في العلم.
هذه مقدمة خفيفة لفكرة أن اللاجئ لفِعل التوسل أحياناً ما يقع أسيراً لدعواتٍ تقليدية جامدة لا بحث فيها ولا نظر، فما عُرف عن السلف كافي للتعيين دون النظر، وهذا وحده كفيل بقتل الرغبة الإصلاحية لدى المتوسل وتستبدلها بأفكاراً جامدة كثيراً ما يتسبب تهويل الإنسان لها إلى جرائم عقدية ليست من الإسلام، هنا قد يكون للعِرفان دورٌ نهضوي، يجب التركيز فيه على احترام العلماء وتوقير العارفين والتأسي بما عُرف عنهم،والعِرفان ذوالدعوة العملية هو الأكثر تأثيراً في صلاح بني البشر عامة، وهو عين الحكمة ومسلك كافة فقهاء الدنيا وفلاسفتهم، فالطفل منذ الصِغر وبتقليده للكِبار لا يعرف إلا الدعوة العملية، وبصلاح الكبير يَصلُح الصغير، وقد تأتي مرحلة عُمرية للطفل يفترق فيها عن أفكار وأعمال المُعلّم يأتي منها الإختلاف.
سواءاً بقي البشر أو فنيوا من هذا العالم لن يضر الله شئيا،وإثبات الإنسان لذاته يأتي لتقويم سلوكه وعدالة أفكاره لنفسه كي ينتفع بها في هذا العالم، وأن يصنع لديه الإرادة لفِعل الخير، كل هذا يفعله الإنسان تبرّماً من النقص الذي لا يتسق مع فطرة الإنسان..فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يرضى بالنقص،قد يرضى حينها بالعجز لضعف قدراته، أما أن تُتاح له الفرصة لسد النقص –بعد رصده-فلا أعتقد ان هناك إنساناً سيُفرّط في هذه الفرصة، وبناء الإنسان لنفسه سيخلقه عزيزاً عند الناس، أو كما قيل بأن تبني نفسك وتبخل عن ما في أيدي الناس عامة فتُصبِحَ عزيزاَ.
لماذا أقول هذا الكلام؟..لأن فاعل التوسل عادةً ما يعتقد في ذاته النقص ولا يتبرم منه ويرضاه، يفعل ذلك بحُجة أن هؤلاء ساداتنا ومهما فعلنا فلن نصل لمنازلهم عند الله ، هذه فكرة فاسدة بالطبع وفسادها في جلبها للتواكل وللكسل، وأظن أن أكثر هؤلاء كُسالى لا يخدمون مجتمعاتهم أكثر من خدمتهم لأنفسهم، وهم معزولون داخل دائرة ضيقة لا تكاد تتسع إلا إلى من يوافقهم وأفعالهم، ليس الكل إنما لكل قاعدةٍ شواذ..إنما هذا التيار في الغالب لا يستمع للنصائح مقلداً، والسبب كما قلنا في السابق قد يجوز لفساد فكرة المواجهة من أناسٍ عملوا على تحطيم هذه القدوات لديهم، أو أنهم أنفسهم مِثالاً للفساد أكثر من الإصلاح، ومن يفهم هذا التيار جيداً يعرف كيف يتعامل معه.