|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 23192
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 40
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زيـن العابديـن
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 06-10-2008 الساعة : 09:28 PM
إن من أهم الأسباب للفتن المذهبية والطائفية استعمال السب والشتم واللعن للطرف الآخر الذي تختلف معه عقائديا أو مذهبياً أو سياسياً كوسيلة من الوسائل تريد أن تحقق أهدافك منه.
حاول البعض أن يشرعن السب والشتم واللعن الذي هو أحد مصاديق السب في الشريعة الإسلامية وأن يلصق ذلك بقادته الميامين (ع) وأنهم استعملوه ضد من خالفهم وهذا ما لا يتناسب مع مقام بعض العلماء حتى يتناسب مع من مدحهم الله في الذكر الحكيم وقال في سيدهم ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ «القلم:4».
وهنا أعود مرة أخرى لأعرض موقف أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (ع) في بعض جوانبه وفي بعض كلامه دون جميعه.
حادثة وقعت في وقت الإعداد واستنهاض الناس للقتال في حرب صفين – كما يقول به البعض – وبعضٌ يقول أن هذه الحادثة وقعت أثناء الحرب والقتال وقد سمعها علي (ع) مباشرة، الحادثة رويت بعدة روايات وحاصلها أن بعض أصحاب علي (ع) تعرض لمعاوية وأصحابه بالسب واللعن ولكن الإمام علي (ع) استنكر ذلك وقال أن هذا العمل غير ناجح ولم يكن أمراً صحيحاً بل النهج القويم أن تشرح أفعال مخالفيك ليتعرف الآخرون عليها مع الخلق الإسلامي.
- الرواية الأولى:
فقد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم: عن عمر بن سعد «الأسدي»، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ:
خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا.. فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟!
قَالَ: بَلَى.
قالا: أو ليسوا مبطلين؟. قال: بلى. قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!.
قَالَ: كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا: لَعَّانِينَ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ، وَتَتَبْرَءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَ«لَوْ» قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ.
فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك[6].
|
|
|
|
|