((فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال: (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي)
الحديث الرابع من الكتاب،ونقلها المجلسي في بحار النوار مجلد 28 صفحة 269
ويؤيد عدم وقوف أمير المؤمنين عليه السلام موقف المتفرج من كل ما يرتبط بمسألة الكرامة والشرف والحق الخاص الذي لم يؤمر ولم يوص من النبي صلى الله عليه وآله بالصبر عنه ما رواه الطبري في دلائل الإمامة من قصة دفن علي للزهراء عليها السلام خفية في الليل ، وجاء في الرواية : ( وإن المسلمين لما علموا وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا ، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور ، فضج الناس ولام بعضهم بعضا ، وقالوا : لم يختلف نبيكم فيكم إلا بنتا واحدة ، تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها ولا دفنها ولا الصلاة عليها ! بل ولم تعرفوا قبرها ! فقال ولاة الامر منهم : هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها ونزور قبرها . فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فخرج مغضبا قد احمرت عيناه ، ودرت أوداجه وعليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة وهو يتوكأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع ، فسار إلى النار من أنذرهم ، وقال : هذا علي بن أبي طالب كما ترونه ، يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف في رقاب الامرين . فتلقاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له : ما لك يا أبا الحسن ، والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها ، فضرب علي عليه السلام بيده إلى جوامع ثوبه فهزه ثم ضرب به الأرض ، وقال له : يا بن السوداء ، أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم ، وأما قبر فاطمة فو الذي نفس علي بيده لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم ، فإن شئت فاعرض يا عمر ، فتلقاه أبو بكر فقال : يا أبا الحسن ، بحق رسول الله وبحق من فوق العرش إلا خليت عنه ، فإنا غير فاعلين شيئا تكرهه . قال : فخلى عنه وتفرق الناس
فلطالما سمعنا قضية الاعتداء على الزهراء من الشيعه ويؤكدون على سكوت الامام علي وعدم دفاعه عنها ، ولم يتطرق أيا منهم الى هذه النقطة التي ذكرتها اخ حيدر القرشي مع أنها مهمة وتقرب المعنى وأقرب الى التصديق ..