لقد الف المفكر نجاح الطائي حول هذا الموضوع كتاباً وذكر عدة ادلة على نفي كون ابو بكر مع النبي (ص) في الغار
الا أنه فاته دليلاً متيناً لم يذكره ، ونحن نعقب عليه بذكر هذا الدليل لأنه من صحيح البخاري
وارجو من الاخوة التأمل فيه وابداء اراءهم حول الدليل .
يحدثنا التاريخ أنّ المسلمين حينما هاجروا الى المدينة ، وكان النبي (ص) بعد لم يهاجر ، كان يصلي بالمسلمين سالم مولى ابي حذيفة في منطقة العصبة وهي موضع بقباء .
والسبب في تقدمه على وجوه المهاجرين الاولين انه كان أقرأهم ، والحال انه عبد ومولى لابي حذيفة .
وهذه الحادثة اثبتها اهل السير في مصنفاتهم ، ورواها البخاري في صحيحه حيث قال :
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس ابن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرآنا .))
صحيح البخاري ج 1 ص 170 كتاب الاذان / باب اهل العلم والفضل احق بالامامة
ثم نأتي ونسأل البخاري ونقول : من هم الذين كانوا يصلون خلف سالم مولى ابي حذيفة في هذه الفترة ( قبل قدوم النبي (ص) الى المدينة )
سيجيبنا البخاري ويقول : أنّ ابن عمر روى انّ ابو بكر وعمر و... و.... كانوا يصلون خلف سالم في هذه الفترة حيث قال :
حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة .
صحيح البخاري ج 8 - ص 115 كتاب الأحكام / باب استقضاء الموالي واستعمالهم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والذي يظهر من النقلين انهما رواية واحدة بدليل أنّ كليهما مرويان عن ابن عمر ، والراوي عنه في كلتا الروايتين هو نافع
والظاهر ان البخاري قطعهما جزئين ليفرقها على الأبواب ، كما هي عادته من تجزيء الرواية الى عدة اجزاء .
فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : كيف رويتم هذا والحال أنّ ابو بكر كان مع النبي (ص) في الغار في تلك الفترة ؟
الجواب : هنا اضطرب شراح البخاري ورواة الاحاديث ، واصابهم الهول والفزع من رواية ابن عمر ، وعدوه من المشكلات !!!
فالعيني يذهب الى أنّ هذا صحيح على طبق رواية ابن عمر !!!
والبيهقي والعسقلاني ذهبوا الى التأويل بـ : لعلّ ويحتمل !!!
واليك اقوالهم :
- قال العيني في عمدة القاري ج 24 ص 254
(( فإن قلت : عد أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه في هؤلاء مشكل جدا لأنه إنما هاجر في صحبة النبي ؟
قلت : لا إشكال إلا على قول ابن عمر إنّ ذلك كان قبل مقدم النبي .))
- وقال البيهقي في السنن الكبرى ج3 ص89 باب امامة المولى / بعد أن ذكر الروايتين قال :
((قال الشيخ كذا قال في هذا وفيما قبله وفيهم أبو بكر وعمر ولعله في وقت آخر فإنه إنما قدم أبو بكر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم .))
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقال العسقلاني في فتح الباري ج 13 - ص 147 بعد أن شرح الرواية قال :
(( والجواب عن استشكال عد أبي بكر الصديق فيهم لأنه انما هاجر صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع في حديث ابن عمر ان ذلك كان قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم
وذكرت جواب البيهقي بأنه يحتمل ان يكون سالم استمر يؤمهم بعد أن تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها فيحتمل ان يقال فكان أبو بكر يصلي خلفه إذا جاء إلى قباء .))
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إذن : فلا إشكال على طبق رواية ابن عمر أنّ أبي بكر لم يكن مع النبي (ص) في الغار ، وإنما كان في المدينة يصلي خلف سالم مولى أبي حذيفة .
والذي أجاب به البيهقي تفصّياً عن هذا الاشكال بإجابتين :
الإجابة الأولى : لعلّ صلاة أبي بكر خلف سالم كانت في وقت آخر ، وليس قبل قدوم النبي (ص) ، وانما بعد قدومه من مكة ؟
ويشكل على هذا الجواب :
أولاً : انه احتمال واجابة بـ " لعل " وهو مخالف لظاهر الرواية من أنّ صلاة سالم بهم كانت قبل قدوم النبي (ص) من مكة ، وهذا يعني انه كان في المدينة مع المهاجرين ، ولم يكن مع النبي (ص) في الغار .
ثانياً : ماهو الدليل على انّ سالم استمر بهم في الصلاة بعد قدوم النبي (ص) إلى المدينة ؟
بل الدليل على خلافه ، فقد ذكر المؤرخون أنّ صلاة سالم بهم كانت قبل قدوم النبي (ص) الى المدينة .
- وقد ذكر ابن عبد البر في الإستيعاب ج2 ص68 : ان سالم كان يؤم المهاجرين بقباء ، فيهم عمر قبل قدوم رسول الله (ص) المدينة .
- وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 3 ص 87 - 88
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن سعيد عن أبي كعب القرظي قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر بن الخطاب قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا أنس بن عياض و عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن المهاجرين الأولين لما قدموا من مكة إلى المدينة نزلوا بالعصبة إلى جنب قباء فأفهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم قرآنا
قال عبد الله بن نمير في حديثه فيهم عمر بن الخطاب وأبو سلمة بن عبد الأسد ))
والملاحظ أنّ صاحب الطبقات وتبعه ابن عبد البر حذفا اسم ابو بكر من الرواية .
الإجابة الثانية : يحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم؟
ويشكل على هذا الجواب :
أولا : أنّ الرواية صريحة في أنّ صلاة سالم بهم كانت قبل قدوم النبي (ص) .
ونطالب بالدليل على ان سالم صلى بهم ايضا بعد قدوم النبي (ص) الى المدينة ؟ وقد ذكرنا أنّ الدليل على خلافه .
اذ من المعلوم أنّ النبي (ص) كان يأمر بعض الصحابة للصلاة نيابة عنه فيما اذا كانت هناك حالة اضطرار كسفرٍ ومرضٍ
فهنا نسأل : ماهو الاضطرار الذي ادى بسالم أن يصلي بالمسلمين بعد قدوم النبي (ص) الى المدينة ؟
هل هو السفر ؟ والحال أنّ النبي (ص) في المدينة .
ام هو المرض ؟ والحال أنه لم يذكر المؤرخون أنّ النبي (ص) مرض بعد وصوله الى المدينة مباشرة .
مع الالتفات انّ النبي (ص) كان مهتماً بصلاة الجماعة اهتماماً بالغاً لانظير له ، بحيث أنه في مرض وفاته ( روحي فداه ) قام ــ ورجلاه تخطان الأرض وهو متوكئٌ على علي (ع) والعباس ــ وصلى بالمسلمين في المسجد وخطب فيهم ــ كما هو مذكور في الصحاح ــ
ثانياً : لو صحّ أن صلاة ابي بكر خلف سالم كانت بعد قدوم النبي (ص) من مكة ، فهذا معناه أن النبي (ص) كان حاضراً في المدينة ، فكيف تقدم سالم على النبي (ص) في صلاته !!
وهل يحتمل أن يكون النبي (ص) صلى خلف سالم ، ولو صلى النبي (ص) خلف سالم لكانت منقبة عظيمة له ذكرها المؤرخون ، ولايوجد عينٌ ولا اثرٌ لها .
ولو احتملنا أنّ النبي (ص) امر المسلمين أن يصلوا خلف سالم ويقتدوا به لوصل الينا ذلك ، والحال أنه لاعين ولا أثر له .
ثم لماذا لم يأمر النبي (ص) ابو بكر بالصلاة بهم مع انه اكثر فضلاً من سالم !!!
لا تنسونا من خالص دعائكم
علوي الصمود ,,
أحسنت أخي الحبيب علوي الصمود
إذا ماذا يقول الوهابية هذا البخاريهم الذي لا يأتي اليه الباطل من قدامه
ولا من خلفه
انتم يالشيعه مثل جحا اللي يكذب ويصدق كذبته فالي كان مع الرسول هو ابوبكر وهناك ادله تدل على ذلك
وعلى فكره الكلاب تنبح والقافله تسير احنا نحب الرسول وجميع اصحابه ولانفضل احد عن الثاني وحب الرسول يتطلب
طاعته وجتناب مانها عنه وامتثال اوامره
اللهمـ صليـِ على محمد والـ محمد
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عيل طلعـ ابويكر مو هو يلي بالغار
وطول الوقتـ معورين راسنا ... فضيله وفضيله هع
هذا الي عندك ... لو انتوا اصحاب حجه ودليل ماتقعدوا تصيحوا ,, بس اعذركم طاح ماي وجهكم هع
وفعلا .. القافله تسير والكلاب تنبح ...
صدقتي ... شيعة اهل البيت تسير وتسير دون توقف ... وابناء اكلة الاكباد تنبح وتكفر العالم
يقول الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان انه في احد الليالي رأيت في النوم كأني قد اجتزت في بعض الطرق ، فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير .
فقلت : ما هذا ؟
قالوا: هذه حلقة فيها رجل يقص .
فقلت : من هو ؟
قالوا : عمر بن الخطاب .
ففرقت الناس ، ودخلت الحلقة ، فإذا برجل يتكلم على الناس بشئ لم احصله ، فقطعت عليه الكلام ، وقلت : أيها الشيخ أخبرني ، ما وجه الدلالة على فضل صاحبك أبي بكر عتيق بن أبي قحافة في قول الله تعالى : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار ) ؟ .
فقال : وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه في ستة مواضع :
الاول : أن الله تعالى ذكر النبي صلى الله عليه وآله ، وذكر أبا بكر ، فجعله ثانيه ، فقال : " ثاني اثنين " .
الثاني : أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما ، فقال : " إذ هما في الغار " .
الثالث : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة ، فقال : " إذ يقول لصاحبه " .
الرابع : أنه أخبر عن شفقة النبي صلى الله عليه وآله عليه ، ورفقه . به ، لموضعه عنده ، فقال : " لا تحزن " .
الخامس : أنه أخبره أن الله معهما على حد سواء ، ناصرا لهما ، ودافعا عنهما ، فقال : " ان الله معنا " .
السادس : أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر ، لان الرسول لم تفارقه السكينة تط ، فقال : " فانزل الله سكينته عليه " .
فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، لا يمكنك ولا لغيرك الطعن فيها .
فقلت له : لقد حررت كلامك هذا ، واستقصيت البيان فيه ، وأتيت بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه في الاحتجاج ، غير أني بعون الله وتوفيقه ، سأجعل ما أتيت به كرماد إشتدت به الريح في يوم عاصف .
أما قولك : أن الله تعالى ذكره وذكر النبي صلى الله عليه وآله وجعل أبا بكر ثانيه ، فهو اخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا إثنين ، [ فما في ذلك من الفضل ؟ ] ، ، ونحن نعلم ضرورة أن مؤمنا وكافرا إثنان ، [ كما نعلم أن مؤمنا ومؤمنا اثنان ] ، فما أرى لك في ذكر العدد طائلا تعتد به .
وأما قولك : أنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فانه كالاول ، لان المكان يجمع المؤمنين والكفار ، وأيضا فان مسجد النبي صلى الله عليه وآله أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك قول الله تعالى : ( فما للذين كفررا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ).
وأيضا فان سفينة نوح قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة والانسان. فالمكان لا يدل على ما ادعيت من الفضيلة فبطل فضلان .
وأما قولك : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فانه أضعف من الفضلين الاولين ، لان الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قول الله عزوجل : ( إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ، ثم من نطفة ، ثم سواك رجلا ".
وأيضا فان اسم الصحبة يقع بين العاقل ولين البهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم ، فقال الله تعالى : ( وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) وقد سموا الحمار صاحبا فقالوا :
ان الحمار مع الحمار مطية * فإذا خلوت به فبئس الصاحب
وأيضا فقد سموا السيف صاحبا ، فقالوا في ذلك
جاورت هندا وذاك اجتنابي ومعي صاحب كتوم اللسان
يعني السيف .
فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل وبين البهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجة لصاحبك ؟ !
وأما قولك : أنه قال " لا تحزن " فانه وبال عليه ، ومنقصة ودليل على خطئه ، لان قوله : " لا تحزن " نهي ، وصورة النهي قول القائل : ( لا تفعل ) . فلا يخلو [ أن يكون ] الحزن وقع من أبى بكر على أحد وجهين :
إما طاعة أو معصية ، فان كان طاعة فالنبي لا ينهى عنها ، فدل على أنه معصية . فان انتهى وإلا فقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه .
وأما قولك أنه قال له : ( ان الله معنا ) فان النبي صلى الله عليه وآله أخبر أن الله معه خاصة ، وعبر عن نفسه بلفظ الجبع [ فقال : " معنا " كما عبر الله تعالى عن نفسه بلفظ الجمع ] فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ".
وقد قيل أيضا في هذا: أن أبا بكر قال : يارسول الله حزني على اخيك علي بن أبي طالب ما كان منه . فقال له النبي : ( لا تحزن ان الله معنا ) . أي : معي ومع أخي علي ابن أبي طالب .
وأما قولك أن السكينة نزلت على أبي بكر فانه كفر بحت ، لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله تعالى : ( فانزل سكينته عليه وايده بجنود لم تروها ) فان كان ابو بكر هو صاحب السكينه فهو صاحب الجنود ، وهذا إخراج النبي عليه السلام من النبوة ،
على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيرا له ، لان الله تعالى أنزل السكينة على النبي عليه السلام في موضعين ، وكان معه قوم مؤمنون ، فشركهم فيها ، فقال في موضع: ( ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ).
وفي موضع آخر : ( فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ".
ولما كان في هذا اليوم خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فانزل سكينته عليه ) . فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شركه من قبله من المؤمنين ، فدل باخراجه من السكينة على خروجه من الايمان.
قال الشيخ المفيد رحمه الله فلم يحر عمر بن الخطاب جوابا ، وتفرق الناس ، واستيقظت