بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)
«السلام عليك ياأمين الله في أرضه وحجته على عبادة»
أم مصطفى البصرية رعاها الله تعالى
هذه
مقدمة للرد :
إن الشيعة لم تقصد من هذه التسمية ما توهّمتيه ياام مصطفى من
مفهوم العبودّية لله، بل إنّهما ترمز
للمحبّة والولاء للمورد، وكم له نظير في الاستعارات والكنايات الأدبيّة، فلا مشاحة في الألفاظ إن كان المقصود واضحاً، فهذه كتب اللّغة تصرّح بأنّ من معاني {
العبودية} هي {
الخدمة} [المنجد: مادّة {عبد}] وأيضاً {
العبد} يطلق على {
المملوك} [العين: مادّة {عبد}]؛ فما المانع عقلاً وشرعاً أن
يقصد الشيعي معنى الخادم أو ينزّل نفسه منزلة المملوك من أئمّته (عليهم السلام).
فنقول: قد ورد استعمال
المشترك اللفظي في القرآن الكريم بشكل واضح وفي ألفاظ
قد يتوهم منها الشرك ـ حسب مباني بعض المتساهلين في إطلاق التوحيد والشرك على العباد ـ كقوله تعالى حكاية عن نبي الله يوسف (ع): ((وَقَالَ للَّذي ظَنَّ أَنَّه نَاج مّنْهمَا اذْكرْني عندَ
رَبّكَ ...)) (
يوسف: 42) ، وقد أجمع المفسرون أن مراد يوسف (ع) بالرب هنا هو
رب نعمة هذا الشخص الذي سيطلق سراحه وهو الملك، وهو أيضاً ما يفيده السياق الوارد في الآية،
فهل نتصور أن تطلق صفة الشرك على نبي الله يوسف(ع) لأنه استعمل لفظة(الرب) في هذا المورد؟!
فألفاظ مثل ((رب)) و ((عبد))
ألفاظ مشتركة تتبين معانيها بحسب سياقها الإستعمالي، وقد ورد إستعمال لفظة (
(عبد)) عند العرب بمعنى
الخادم كما في شعر حاتم الطائي أو المقنع الكندي الذي يقول فيه:
وإني
لعبد الضيف ما دام نازلاً عندي ****** وما لي خلة سواها تشبه العبدا
وقد ورد استعماله بمعنى (
الخادم) في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: ((وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم..)) [النور: 35]، فهل تراه يريد المولى سبحانه
ان يأمر بتزويج الذين يقولون بعبادتكم ويعدّونكم الهة لهم ؟!! فهذا كلام لا معنى له ..
والحاصل ان المراد بهذه الاسماء كعبد الحسن أو عبد الحسين
هو خادم الحسن أو خادم الحسين لا الاعتقاد بالوهية الحسن أو الحسين أو أن المتسمي بذلك هو عبد لهما،
فهذا لا يقول به أحد ممن تسمى بهذه الاسماء.
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل
( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه((؟ قال: قال علي بن أبي طالب (ع): ليس
عبد من عبيد الله ممن امتحن قلبه للايمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يودنا, وما من
عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا, فأصبحنا نفرح بحب المحب ونعرف بغض المبغض )), [
الكافي 5/229 )).
وعن محمد بن زيد الطبري قال: كنت قائماً على رأس الرضا (ع) بخراسان وعنده عدة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي, فقال: يا إسحاق
بلغني أن الناس يقولون إنا نزعم أن الناس عبيد لنا, لا وقرابتي من رسول الله (ص) ما قلته قط ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله, ولكني
أقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين , فليبلغ الشاهد الغائب, [
الكافي 1/187 باب فرض طاعة الأئمة(ع) ].
لاحظي في هذا الحديث وغيره كيف أن الامام
ينفي عن نفسه مفهوم العبودية لدى الناس بالتمليك القهري والجبر,
ويثبت عبودية الطاعة والولاية, وبذلك يصحح الامام مفهوم((
عبد)) المتداولة لدى الناس آنذاك, حيث
يظنوا أن العبد مملوك لهم من جميع الجهات, ومن حقهم التصرف في
كافة شؤونه وإكراهه, بل وإجباره على طاعة أوامر سيده, وهو مفهوم قومي (
أو عرفي ) مختلف مع مفهوم الشرع الذي يقول (( لا إكراه في الدين )), بينما الشرع منزّل من الخالق المالك الحقيقي للعباد, فيكف بالجبر إذن, وهو منافي للدين,
علماً بأن الاكراه هو الطاعة بغير رغبة والجبر بالقوة, ومن هذا تبين عدم قبول الاعمال من العبد كالصلاة والزكاة مثلا بالاكراه ( أي بغير طيبة نفس ), من هذا يتضح السبب من حث الشرع على عتق الرقاب, ويقول الامام الصادق عليه السلام: ((
ونحن نعتقهم )).
انتهى
يتبع الرد على باقي التسآؤلات »»»»»
والحمدلله رب العالمين