هل الحلف بغير اللّه سبحانه وتعالى شرك؟
بسمه تعالى
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعنة على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين
تضافر الحلف بغيره سبحانه في الكتاب العزيز والسنّة النبوية ، أمّا الكتاب فسيوافيك حلفه بأشياء كثيرة ، وأمّا السنّة فقد حلف النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » في غير مورد بغير اسم اللّه.
1. فقد أخرج مسلم في صحيحه : أنّه جاء رجل إلى النبي ، فقال : يا رسول اللّه أي الصدقة أعظم أجراً؟ فقال : « أما ـ و أبيك ـ لتنبئنَّه أن تصدّق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ». (1)
2. أخرج مسلم أيضاً : جاء رجل إلى رسول اللّه ـ من نجد ـ يسأل عن الاِسلام ، فقال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « خمس صلوات في اليوم والليل ».
فقال : هل عليَّ غيرهنّ؟
قال : « لا ... إلاّ أن تطوع » ، وصيام شهر رمضان ».
فقال : هلّ عليَّ غيره؟
قال : « لا ... إلاّ تطوّع ، وذكر له رسول اللّه الزكاة.
فقال الرجل : هل عليّ غيره؟
قال : « لا ... إلاّ أن تطوّع ».
فأدبر الرجل وهو يقول : واللّه لا أزيد على هذا ولا أنقص منه.
فقال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « أفلح ـ وأبيه ـ إن صدق ».
أو قال : « دخل الجنة ـ و أبيه ـ إن صدق ». (2)
___________________
1 ـ صحيح مسلم : 3/94 ، باب أفضل الصدقة من كتاب الزكاة.
2 ـ صحيح مسلم : 1/32 ، باب ما هو الاِسلام.
________________________
وقد حلف غير واحد من الصحابة بغيره سبحانه ، فهذا أبو بكر بن أبي قحافة على ما يرويه مالك في موطّئه : أنّ رجلاً من أهل اليمن أقطع اليد والرجل قدم فنزل على أبي بكر فشكا إليه أنّ عامل اليمن قد ظلمه ، فكان يصلي من الليل ، فيقول أبو بكر : « وأبيك ما ليلك بليل سارق ». (1)
وهذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قد حلف بغيره سبحانه في غير واحد من خطبه :
1. « ولعمري ما عليّمن قتال من خالف الحق وخابط الغي من إدهان ولا إيهان ». (2)
2. « ولعمري ما تقادمت بكم ولا بهم العهود ». (3)
إلى غير ذلك من الأقسام الواردة في كلامه ( عليه السلام ) وسائر أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ).
نعم ثمة أحاديث استدل بها على المنع عن الحلف بغير اللّه ، غير أنّها ترمي إلى معنى آخر كما سيوافيك.
الحديث الأوّل
إنّ رسول اللّه سمع عمر ، وهو يقول : وأبي ، فقال : « إنّ اللّه ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، ومن كان حالفاً فليحلف باللّه أو يسكت ». (4)
والجواب : انّالنهي عن الحلف بالآباء قد جاء لأنّهم كانوا ـ في الغالب ـ مشركين وعبدة للأوثان فلم يكن لهم حرمة ولا كرامة حتى يحلف أحد بهم ،
_______________________
1 ـ شرح الزرقاني على موطأ مالك : 4/159 برقم 580.
2 ـ نهج البلاغة : الخطبة 23 و 85.
3 ـ نهج البلاغة : الخطبة 23 و 85.
4 ـ سنن ابن ماجة : 1/277 سنن الترمذي : 4/109.
______________________
ولأجل ذلك نرى أنّالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جعل آباءَهم قرناء مع الطواغيت مرّة ، وبالأنداد ـ أي الأصنام ـ ثانية ، وقال : « لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغيت ». (1)
وقال أيضاً : « لا تحلفوا بآبائكم ولا بأُمهاتكم ولا بالأنداد ». (2)
وهذان الحديثان يوَكدان على أنّ المنهي عنه هو الحلف بالآباء الكافرين الذين كانوا يعبدون الأنداد والطواغيت ، فأين هو من حلف المسلم بالكعبة والقرآن والأنبياء والأولياء في غير القضاء والخصومات؟
الحديث الثاني
جاء ابنَ عمر رجل فقال : أحلف بالكعبة؟ قال له : لا ، ولكن إحلف بربِّ الكعبة ، فانّ عمر كان يحلف بأبيه ، فقال رسول اللّه له : « لا تحلف بأبيك ، فانّ من حلف بغير اللّه فقد أشرك ». (3)
إنّ الحديث يتألف من أمرين :
أ : قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من حلف بغير اللّه فقد أشرك ».
ب : اجتهاد عبد اللّه بن عمر ، حيث عدّ الحلف بالكعبة من مصاديق حديث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
أمّا الحديث فنحن نذعن بصحته ، والقدر المتيقن من كلامه ما إذا كان المحلوف به شيئاً يعد الحلف به شركاً كالحلف بالأنداد والطواغيت والآباء الكافرين. فهذا هو الذي قصده النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يعم الحلف بالمقدسات كالقرآن وغيره.
____________________
1 ـ سنن النسائي : 7/7 سنن ابن ماجة : 1/278.
2 ـ سنن النسائي : 7/9.
3 ـ سنن النسائي : 7/8.
______________________
وأمّا اجتهاد ابن عمر حيث عدّالحلف بالكعبة من مصاديق الحديث ، فهو اجتهاد منه وحجّة عليه دون غيره.
وأمّا انّ الرسول عدّحلف عمر بأبيه من أقسام الشرك فلأجل أنّ أباه كان مشركاً ، وقد قلنا إنّ الرواية ناظرة إلى هذا النوع من الحلف.
ومجمل القول : إنّ الكتاب العزيز هو الأُسوة للمسلمين عبر القرون ، فإذا ورد فيه الحلف من اللّه سبحانه بغير ذاته سبحانه من الجماد والنبات والاِنسان فيستكشف منه أنّه أمر سائغ لا يمت إلى الشرك بصلة ، وتصوّر جوازه للّه سبحانه دون غيره أمر غير معقول ، فانّه لو كان حقيقة الحلف بغير اللّه شركاً فالخالق والمخلوق أمامه سواء.
نعم الحلف بغير اللّه لا يصحّ في القضاء وفضّ الخصومات ، بل لابدّمن الحلف باللّه جلّ جلاله أو بإحدى صفاته التي هي رمز ذاته ، وقد ثبت هذا بالدليل ولا علاقة له بالبحث.
وأمّا المذاهب الفقهية فغير مجمعين على أمر واحد.
أمّا الحنفية ، فقالوا : بأنّ الحلف بالأب والحياة ، كقول الرجل : وأبيك ، أو : وحياتك وما شابه ، مكروه.
وأمّا الشافعية ، فقالوا : بأنّ الحلف بغير اللّه ـ لو لم يكن باعتقاد الشرك ـ فهو مكروه
وأمّا المالكية ، فقالوا : إنّفي القسم بالعظماء والمقدسات ـ كالنبي و الكعبة ـ فيه قولان : الحرمة والكراهة ، والمشهور بينهم : الحرمة.
____________________
وأمّا الحنابلة ، فقالوا : بأنّ الحلف بغير اللّه وبصفاته سبحانه حرام ، حتى لو كان حلفاً بالنبي أو بأحد أولياء اللّه تعالى.
هذه فتاوى أئمّة المذاهب الأربعة (1) ولسنا الآن بصدد مناقشتهم.
وكان الحري بفقهاء المذاهب الأربعة ولا سيما في العصر الراهن فتح باب الاجتهاد والرجوع إلى المسألة والنظر إليها بمنظار جديد إذ كم ترك السلف للخلف.
على أنّ نسبة الحرمة إلى الحنابلة غير ثابتة أيضاً ، لأنّ ابن قدامة يصرّح في كتاب « المغني » ـ الذي كتبه على غرار فقه الحنابلة ـ : أنّ أحمد بن حنبل أفتى بجواز الحلف بالنبي ، وأنّه ينعقد لأنّه أحد ركني الشهادة.
وقال أحمد : لو حلف بالنبي انعقد يمينه ، فإن حنث لزمته الكفارة. (2)
إكمال
قد ذكر السيوطي في كتاب « الاِتقان » ، وقال : كيف أقسم بالخلق وقد ورد النهي عن القسم بغير اللّه؟
ثمّ ذكر أجوبة ثلاثة ، وهي :
الأوّل : انّه على حذف مضاف ، أي وربّ التين وربّ الشمس ، وكذا الباقي.
الثاني : انّ العرب كانت تعظم هذه الأشياء وتقسم بها فنزل القرآن على ما يعرفون.
________________________
1 ـ انظر الفقه على المذاهب الأربعة : 2/75 ، كتاب اليمين ، مبحث الحلف بغير اللّه تعالى.
2 ـ المغني : 11/209.
______________________
الثالث : انّ الاِقسام إنّما تكون بما يعظمه المقسم أو يُجلُّه وهو فوقه واللّه تعالى ليس شيء فوقه ، فأقسم تارة بنفسه وتارة بمصنوعاته ، لأنّها تدل على بارىَ وصانع.
وقال ابن أبي الاصبع في « اسرار الفواتح » : القسم بالمصنوعات يستلزم القسم بالصانع ، لأنّ ذكر المفعول يستلزم ذكر الفاعل ، إذ يستحيل وجود مفعول بغير فاعل
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن ، قال : إنّ اللّه يقسم بما شاء من خلقه ، وليس لأحد أن يقسم إلاّ باللّه. (1)
ولا يخفى ضعف الأجوبة.
أمّا الأوّل : فانّ معنى ذلك إرجاع الأقسام المختلفة إلى قسم واحد وهو الرب ، مع أنّه سبحانه تارة يقسم بنفسه ، ويقول : ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطين ) (2) ، وأُخرى بالتين والزيتون والصافات والشمس ، فلو كان الهدف القسم بالرب فما فائدة هذا النوع من الأقسام حيث يضيف نفسه إلى واحد من مخلوقاته؟ فانّ العظمة للّه لا للمضاف إليه ، ولو كانت له عظمة فإنّما هي مقتبسة من الرب.
وأمّا الثاني : فمعنى ذلك أنّه سبحانه جرى على ما كان عليه العرب في العصر الجاهلي ، وقد هدم بعمله ما شرعه من النهي عن القسم بغير اللّه.
وأمّا الثالث : فيكتنفه كثير من الغموض ، ولا يعلم كيفية رفع الاِشكال ، وأمّا ما نقله عن ابن أبي الاصبع فيرجع إلى المعنى الأوّل ، وهو أنّ القسم بالمخلوق قسم بالخالق.
__________________
1 ـ الاِتقان : 4/47.
2 ـ مريم : 68.
_______________________
وما نقله عن ابن أبي حاتم ، من أنّ اللّه يقسم بما شاء من خلقه وليس لأحد أن يقسم إلاّ باللّه ، أمر غير واضح ، لأنّ إقسام المخلوق بغير اللّه لو كان من مقولة الشرك فالقاعدة لا تقبل التخصيص ، فيكون قسمه سبحانه بغير اللّه أيضاً شركاً وعبادة.
وإن كان قسمه سبحانه لأجل بيان قداسته وعظمته أو الأسرار المكنونة فيه ، فهو أمر مشترك بين الخالق والمخلوق.
والجواب : انّ النهي عن الحلف بغير اللّه مختص بالطواغيت والأنداد والمشركين من الآباء ، وأمّا غيرهم فلم يرد فيهم نهي.
ومع هذه التفنيدات المحكمة لا يمكن لأي كان ان ينسب الشرك لمسلم بمجرد حلفه او قسمه بغير الله
وان القسم لا يترتب عليه شيء الا في مواطن معينة كالتي ذكرت في بداية الموضوع
فالتيجة ان الحلف بغير الله لا يعد شركيا
وان حصل في حال الموارد الشرعية الخاصة فيترتب عليه حد خاص
وهي ايضا لا تخرج المسلم من ملته مادام انه لم يقصد منها اقتراف الشرك العبادي
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذا الموضوع لمن يحترم العلم والعلماء
وغير قابل للحوار لانه مستوفى من جميع الجهات
ومجرد طلبك للمحاورة اثبات على انك لا تريد الحق
عد الى موضوعك الذي كنت فيه واسترسل بمعاندتك
في امان الله
احسنتي اختنا مستبصره على الموضوع
بل ليس هذه المشكلة !
عندهم الله مشرك ! والعياذ بالله
كيف؟
انظروا هذه جولة بسيطة لمن يقرأ القرآن بتدبر وليس من يحفظه ولا يفهم مافيه !
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)
ففي فتح القدير يقول : (قال أبو علي الفارسي : سينين ، فعليل ، فكرّرت اللام التي هي نون فيه ، ولم ينصرف سينين ، كما لم ينصرف سيناء؛ لأنه جعل اسماً للبقعة . وإنما أقسم بهذا الجبل؛ لأنه بالشام ، وهي الأرض المقدسة ، كما في قوله : { إلى المسجد الأقصى الذى بَارَكْنَا حَوْلَهُ } [ الإسراء : 1 ] وأعظم بركة حلت به ، ووقعت عليه تكليم الله لموسى عليه)
سيأتي الآن سلفي عايش بانقلترا الدولة الكافرة ليقول : Oh My God !
احسنتي اختنا مستبصره على الموضوع
بل ليس هذه المشكلة !
عندهم الله مشرك ! والعياذ بالله
كيف؟
انظروا هذه جولة بسيطة لمن يقرأ القرآن بتدبر وليس من يحفظه ولا يفهم مافيه !
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)
ففي فتح القدير يقول : (قال أبو علي الفارسي : سينين ، فعليل ، فكرّرت اللام التي هي نون فيه ، ولم ينصرف سينين ، كما لم ينصرف سيناء؛ لأنه جعل اسماً للبقعة . وإنما أقسم بهذا الجبل؛ لأنه بالشام ، وهي الأرض المقدسة ، كما في قوله : { إلى المسجد الأقصى الذى بَارَكْنَا حَوْلَهُ } [ الإسراء : 1 ] وأعظم بركة حلت به ، ووقعت عليه تكليم الله لموسى عليه)
سيأتي الآن سلفي عايش بانقلترا الدولة الكافرة ليقول : Oh my god !
اشكركم على المرور والإضافة اخي خادم-الائمة
في امان الله
اختي الفاضلة الجواب على ما نختلف معهم هو راجع الى المبادئ
الوهابية وكل اهل السنة هم عيال الاشعري ولا توجد عندهم قواعد كلامية جديدة
غير ما اخذوه عن الاشعري الا عدم جواز التاويل هذه من مبتكرات منهج الوهابي
وهذه المسالة عندما تلزمهم بنص القراني بوجود قسم بغير الله يقول لك الاحكام الشرعية غير نابعة من مصالح ومفاسد!!!!!!!يمكن ان يحلل اله شي هنا ونفسه اي عين هذا الموضوع الذي حلله هنا يحرمه في مكان اخر لان الاحكام غير تابعة للمصالح والمفاسد
مادام لا توجد مفسدة او مصلحة حقيقية من وراء الاحكام فهو يحلل ويحرم من دون فائدة تعود للعباد هذا هو مربط الفرس فلهذا العوام من اهل الس نة لا يفهم عندما تقول له ان الله في القران اقسم بغيره يقول عندنا احاديث لا تجوز ذلك والله يفعل ما يشاء ولا يسال عن شيء هذا هو طريقة تفكيرهم وهو يظن بهذا كلامه قد عظم الله واظهر له العبودية
ولا يلتفتون الى مستلزمات اقوالهم لا يفهم ان لازم كلامه تكون احكام الالهية لغوية واعتباطية لا قيمة لها لانها غير موضوعة لصلاح البشر بل هي خالية من المصلحة والمفسدة
وتطبيق هذا الكلام اكثر على ما نحن فيه هو :
هل الفعل الحرام(عدم جواز القسم بغير الله تعالى)هو نابع من وجود فساد فيه ام لا؟
ان قلتم هو نابع من فساد اذن قسم الله بغيره في القران فيه فساد
لانكم تحرمون القسم بغير الله والله لم يلتفت الى حكمكم هذا واقسم بغيره
وان قلت لا هو لم ينبع من فساد فتكون احكام الله تعالى لغوا
لا توجد في حقيقتها فسادا او ما يضر بعباده فلماذا يحرم الله ما ليس فيه فساد؟
التعديل الأخير تم بواسطة حيدر القرشي ; 07-08-2010 الساعة 03:43 PM.
ان الوتر التي يضرب عليه هؤلاء هو وتر العوام الذين لا يستطيعون التفرقة بين الاعتقادات التي تنطلق من الاتجهات المذهبية
واغلب السنة العوام يظنون ان مذهب السنة واحد ويغفلون عن هذه المفاراقات العقائدية
لذلك نحن في اغلب الاحيان لا نصل معهم الى نتيجة.
فمثلا هل يفهم العامي ان المعتزلة يعطون العقل الوزن الاكبر في فهم العقيدة؟
وهل يفهم العامي ان هناك فرقة تسمى بفرقة اهل الحديث وهي فرقة تشكلت أساسا " من الذين عملوا على جمع الأحاديث تدوينها في القرن الثاني الهجري ، وبنوا عقائدهم وأحكامهم بالاعتماد الكلي على ظواهر الآيات والروايات التي رواها الصحابة والتابعون الأوائل عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويحرمون تأويلها ، فكثر فيهم من يقولون بأن الله جسم ينتقل ويحرك أعضاءه كاليد والرجل والوجه .:confused:
وهم يحرمون المناظرات الكلامية أو المناقشات الفلسفية المتعلقة مثلا " بالقضاء والقدر أو التطرق بالحديث عن خلافات الصحابة ومواقع كالجمل وصفين وكربلاء .
اما الاشاعرة الذين تفضلت بذكرهم فإن توجههم العقائدي والذي اسسه أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ( 260 - 324 هجرية ) الذي ينحدر من نسل الصحابي أبي موسى الأشعري أحد الحكمين يوم صفين .
وقد كان تلميذا " عند أحد (مشاهير المعتزلة وهو الشيخ أبو علي الجباني قبل انشقاقه عنهم )وإعلانه براءته من الاعتزال ، وذلك بمقولته الشهيرة في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة حيث نادى أمام الناس بأعلى صوته : ( من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه نفسي ، أنا فلان بن فلان ، كنت قلت بخلق القرآن ، وأن الله لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها ، وأنا تائب مقلع ، معتقد للرد على المعتزلة ) .
ثم أعلن الأشعري اعتناقه لعقائد أهل الحديث كمبدء جديد له حيث قال : ( قولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربنا عز وجل ، وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة أهل الحديث ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ، ودفع به الضلال ، وأوضح به المنهاج ، وقمع به المبتدعين وزيغ الزائغين ، وشك الشاكين ) .
وأما السلفية الوهابية فهي حركة ظهرت في أواخر القرن السابع الهجري على يد أحمد بن تيمية كرد فعل على الإصلاحات العقلية التي أدخلها الإمام الأشعري على عقائد أهل الحديث ، واعتبر ابن تيمية ، والذي كان من فقهاء الحنابلة أن تلك الإصلاحات خروجا " عن السنة ، فعمل على إحياء عقائد أهل الحديث مستنكرا التأويلات التي قدمها الأشاعرة للأحاديث التي أخذت منها تلك العقائد .
وأطلق ابن تيمية على طريقته عنوان ( منهاج السلف الصالح ) ، فعرفت دعوته بالسلفية لأنه كان يدعو إلى العودة إلى سيرة السلف الصالح والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والتي - على رأيه - حاد عنها الأشاعرة والفرق الأخرى ، ولم يقف عند هذا الحد ، بل عمل على إظهار عقائد جديدة لم يناد بها ابن حنبل ولا أحد قبله ، كقوله بأن السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفال بمولده الشريف والتبرك بآثاره والتوسل به وبأهل بيته وزيارة القبور بدعا " وشركا " ومخالفة لعقيدة التوحيد ، وأنكر كثيرا " من الفضائل الواردة في أهل البيت عليه السلام المروية في الصحاح والمسانيد .
وبسبب هذه التعديلات والإضافات ، فقد عد ابن تيمية عند أتباعه مجددا " عظيما " ولقبوه بشيخ الإسلام :confused:. ولكن دعوته على مستوى الأمة لم تلاق القبول وبقيت محصورة في مناطق محدودة من الشام ومصر ، وقد تصدى للرد عليه فقهاء ومحققو أهل السنة والفرق الأخرى ، وسجن في مصر لسنة ونصف لإدانته بالتجسيم والتشبيه ، ثم سجن ثانية في دمشق حيث أدركته المنية هناك عام 728 هجرية . وما لبثت دعوته أن خبت وضعفت بعد حقبة قصيرة من الزمن .
وأما الوهابية ، فهي حركة ظهرت في القرن الثاني عشر الهجري على يد محمد بن عبد الوهاب ( 1115 - 1206 هجرية ) ، وعملت على إحياء ونشر الفكر السلفي لابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية في الجزيرة العربية، والذي تسرب لاحقا " إلى بلاد إسلامية أخرى.
وكان ابن عبد الوهاب أكثر حدة وتعصبا " من ابن تيمية ، حيث قام بتكفير عامة المسلمين ممن ليسوا على طريقته ، بدعوى الشرك وعدم إخلاص التوحيد لله ، ودعا إلى إزالة ما يرونه بدعا " بقوة السيف ومن ذلك تهديمهم لآثار أهل البيت النبوي في مكة والمدينة
وقصدي مما اوردته ونقلته لكم هو رفع الالتباس ومساعدة القاريء في فهم ما يطرح من ادوات الموضوع ولفت انتباهه للجوانب المبهمة في قضيتنا مع البعض الذين يصورون ان السنة كلهم على كلمة سواء في فهم العقائد وان الشيعة الامامية هم فرقة ضالة تنفرد في خطها العقائدي المناويء لخط السلف وبالطبع فنقلي هذا هو لمعايشتي هذه التجربة عن قرب وهي امر يكاد يكون من اوضح الواضحات في طريقة تعامل البعض مع العقائد الامامية والتي تعامل وكأنها عقائد لم تنبع من المصادر الشرعية
واخيرا أعتذر للإطالةو ارجو من الله السداد وان يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه