|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50447
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 506
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
العقاب والثواب فى الجنه والنار
بتاريخ : 07-08-2010 الساعة : 01:47 PM
العقاب والثواب فى الجنه والنار
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
العقاب والثواب فى الجنه والنار
العقاب والثواب فى الجنه والنار
هناك سؤالا يتردد وهو ما نوع العقاب والثواب في الجنة والنار هل هو جسماني فقط ام نفسي ايظا ؟
في عقيدتنا ان النوعين موجودان .
وكما ان الجسم والروح
تحشران يوم القيامة فان العقاب والثواب سينال الاثنين .
وسنذكر بعض الامثله لاثبات ذلك :
لقد قرانا كثيرا في القران الكريم عن الثواب المادي من مشروبات مختلفة في ايات عديدة من سورة محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) حيث قال عز وجل :
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى .. ) سورة محمد الايه 15
وايظا كما جاء في القران الكريم فان في الجنة اطعمة يحتاجها الجسم كاللحوم , {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } الواقعة21
طعام الجنة لذيذ جدا ولا يمله الفرد وقيل ان طعمه اللذيذ يبقى اربعين عاما في فم المؤمن .
ومن جهه اخرى فان طعام الجنة ليس لسد الجوع والحاجة الجسدية , كذلك فان شراب اهل الجنة ليس للارتواء من العطش , ذلك ان الفردوسيين المؤمنين ياكلون ويشربون للتلذذ فقط ولا يشعرون بعضة الجوع او حرقة العطش وجفاف الفم اذا لم يتناولوا طعاما او شرابا .
اما بالنسبة للثواب الروحي والنفسي فسنذكر نبذة عن ذلك وهو النغمات التي تصدرها اشجار الجنة حيث لكل شجرة نغمة خاصة يستلذ اهل الجنة
وفي الحقيقة ان الملك الحقيقي للمؤمن هو في الجنة حيث جاء ذلك في القران الكريم :
{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } الإنسان20
ويروي عن الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) انه قال : ان المؤمن الذي يمسح على راس اليتيم شفقه ورحمة له , فان الله تعالى يعطيه عددا من القصور المنيعة في الجنة بعدد شعرات راس اليتيم , وهذا افضل من ملك الدنيا وما فيها .
ومن نعم وثواب اهل الجنة تلاقي وتزاور الاخوان والاخيار والابرار مع بعضهم البعض , مما يدخل اللذة والسرور في قلوبهم وهي من نوع الجزاء الروحاني النفسي لهم .
والمؤمن اذا راى اخاه المؤمن فانه يشعر بالفرح والبهجة ذلك انهما يرتبطان بوشائج المحبة والايمان ولا يشعران بالحسد والغيرة , ذلك ان مؤمني النعيم يغتسلون في عيون الجنة فيتطهرون من الغل والضغينة والحسد والرذائل الاخلاقية , فيكونوا اخوانا متحابين فيما بينهم كما جاء ذلك في القران الكريم :
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ...) سورة الاعراف
والفرح والصفاء والمحبة هي من صفات الجنة , ولا طريق للحزن الى قلوب اهلها , كما يعم السلام بينهم فلا عداوة ولا بغضاء ولا نزاع ولا اختلاف , حتى ان اؤلئك المختلفين في درجات النعيم فانهم ينظرون الى بعضهم البعض بعين المحبة نفسها .
ومن اعلى مراحل العز والافتخار والشرف الذي يسبغه الله تعالى على المؤمن الصالح , هو عندما ترتفع الحجب فيقدم الخالق التحية لعبده الصبور :
{سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }يس58
هل هناك شعور بالعزة والتقدير والسعادة اكثر من ان يسلم البارى عز وجل على عبده المؤمن ؟
ان الانسان مستعد ان يهب حياته في سبيل هذه النعمة العظيمة واللحظة الرائعة .
ثم ياتي الملائكة ويدعون المؤمنين الى ضيافة المرسلين والانبياء من اولي العزم (ع ) , ويروي بان الضيافة تكون يوم السبت عند ابي البشر ادم عليه السلام
ثم بالتسلسل حسب ايام الاسبوع عند الانبياء نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام حتى ليلة الجمعة فتكون الضيافة عند محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) خاتم الانبياء
لاشك ان ايام القيامة والمحشر والجنة تختلف عن ايام الاسبوع هنا على الارض , لكن الرواية ذكرت اسماء الاسبوع لتقريب المعنى الى اذهان الناس في هذه الدنيا .
اما عذاب اهل النار الجسمي والروحي النفسي
لقد ذكر القران المجيد في اماكن عدة ان طعام المذنبين من اهل النار من شجرة الزقوم , وهي فاكهة اكثر مرارة من الحنظل , بحيث انه لو انتشرت ذرة من الزقوم في هذا العالم لظهرت رائحة كريهة تشبه رائحة جثث الموتى وشكلها الخارجي موحش ومهيب عندما يبتلعها المذنبون في جهنم فانها تغلي في الحلقوم , لكن ضغط الجوع الشديد يجعلنهم يبتلعونها , ومن الاطعمة المرعبة الاخرى في جهنم الغسلين والضريع .
واما شراب اهل جهنم وهو الصديد وهو سائل كثيف كريه الرائحة ومتعفن وبدرجة حرارة عالية جدا ويتحرك كالسيل , وعندما يعطش اصحاب النار عطشا شديدا فيستغيثون طالبين الماء فيقدم لهم الصديد : (وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ) سورة الكهف الاية 29
ومن العذابات النفسية والروحية لاهل النار , مجالستهم للشياطين المردة المخيفين وباعناقهم السلاسل الجهنمية المرعبة , وحتى انه لايسمح لهم بالحديث وحتى ممنوع عليهم قول يا الله .
ويروي بان اهل النار من كثرة بكائهم تنزف عيونهم دما فيقول لهم ملك جهنم : اين كنتم في الدنيا ؟ لماذا لم تذرفوا حتى دمعة واحدة من خشية الله ؟ وما فائدة البكاء اليوم !!
وهكذا بالنسبة الى دركات الجحيم فمهما نتصور ومهما تتصور عقولنا باسرها شدة العذاب , فوجود عذاب اشد امر ممكن ايضا .
لنفكر قليلا في القران وننظر أي عذاب وعد به بحيث ان اهل جهنم يطلبون من الملك الموكل بهم ان ينتزع مهم ارواحهم , ولكن هيهات فلا مجال للموت ... لننظر الى قوله تعالى :
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }الزمر56
فاية حسرة هذه التي يذكرها الله تعالى بتلك العظمة وبهذا التعبير ؟ لنتدبر في هذه الاية ولا نمر عليها دون تامل .
ونتدبر ايضا بهذه الاية :
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2
حقا علينا ان نفكر ونتامل في هذه الايات فهذا قران وليس بكتاب قصة , ولا بمازح لاحد , لننظر أي عذاب هذا الذي يصفه الله تبارك وتعالى وهو العظيم الذي لاحد له ولا حصر لعظمته ولا انتهاء لعزته وسلطانه , يصفه بانه شديد وعظيم ... فماذا وكيف سيكون ؟ !
الله يعلم لان عقولنا عاجزة عن تصوره , ولو راجعنا اخبار اهل بيت العصمة والطهارة واثارهم , وتاملنا فيها لفهمنا ان قضية عذاب ذلك العالم , هي غير انواع العذاب التي نفكر فيها , وقياس عذاب ذلك العالم بعذاب هذا العالم , قياس باطل وخاطى .
ولا باس بان ننقل هنا هذا الحديث الشريف للشيخ الصدوق , باسناده عن مولانا الامام الصادق عليه السلام قال : بينا رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ذات يوم قاعدا اذ اتاه جبرئيل وهو كئيب حزين متغير اللون , فقال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : يا جبرئيل مالي اراك كئيبا حزينا ؟ فقال يا محمد فكيف لا اكون كذلك وانما وضعت منافيخ جهنم اليوم . فقال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : وما منافيخ جهنم ياجبرئيل ؟
فقال : ان الله تعالى امر بالنار فاوقد عليها الف عام حتى احمرت , ثم امر بها فاوقد عليها الف عام حتى ابيضت , ثم امر بها فاوقد عليها الف عام حتى اسودت وهي سوداء مظلمة . فلو ان حلقه من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا , لذابت الدنيا من حرها , ولو ان قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب اهل الدنيا لماتوا من نتنها . قال فبكى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبكى جبرئيل فبعث اليهما ملكا , فقال ان ربكما يقرئكما السلام ويقول : اني امنتكما من ان تذنبا ذنبا اعذبكما عليه .
اذن علينا ان نفكر ونتدبر بدقه بمضمون هذا الحديث القاصم للظهر , فاذا احتملنا صحته , الا ينبغي لنا ان نهيم في الصحاري كمن اصابه المس ؟ !
ماذا حدث لنا لكي نبقى في غفلتنا ؟ !
انزلت علينا ـ كرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجبرئيل ملائكة اعطتنا الامان من عذاب الله في حين ان رسول الله واولياء الله لم يقر لهم قرار الى اخر اعمارهم من خوف الله , وما كان لهم نوم ولا طعام ؟
الامام علي بن الحسين وهو امام معصوم , يقطع القلوب بنحيبه وتضرعه ومناجاته وعجزه وبكائه , فماذا دهانا نحن نهتك في محضر الربوبيه كل هذه المحرمات ؟ فويل لنا من غفلتنا , وويل لنا من شدة سكرات الموت .. وويل لحالنا في البرزخ وشدائده .. وفي القيامه وظلماتها.. ويا ويل لحالنا في جهنم وعذابها وعقابها .
نسألكم الدعاء
|
|
|
|
|