تجددالانقسام وتبادل الاتهامات بين جناحي حزب البعث المحظور اثر نشر رسالة طه ياسين
بتاريخ : 26-08-2010 الساعة : 02:27 AM
لا تزال تداعيات إعلان فشل مساعي توحيد جناحي حزب البعث العراقي المحظور - جناح عزة إبراهيم الدوري وجناح محمد يونس الأحمد – مستمرة، حيث كشف محمد الدليمي، القيادي في حزب البعث والمتحدث الرسمي باسم سرايا
البعث المقرب من محمد يونس الأحمد، عن رسالة قال إن طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، كتبها بخط يده موجهة إلى محمد يونس الأحمد بتاريخ 17 مارس (آذار) 2007، وقد تسلمت نسخة منها «الشرق الأوسط» وعليها توقيع «الرفيق أبو نادية». وقال الدليمي إنه «ما كان يتمنى نشر هذه الأسرار في الإعلام، بل طرحها في قاعة المؤتمر القطري، إلا أن رفض جناح الدوري مساعي توحيد أجنحة الحزب اضطره إلى كشف هذه الإسرار»، وإنه ينشر هذه الرسالة رغم انتقاد طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي الأسبق ليونس الأحمد «لعقده المؤتمر الاستثنائي لقيادة قطر العراق وانتخاب قيادة قطرية جديدة»، وأن اعتراضه كما جاء في الرسالة كان «على الطريقة»، حيث قال في رسالته «لو كنت معكم لا أفعل هذا بل أبقى في الإطار إلى أن يتمكن الرفاق من إطلاع القيادة القومية ويتخذ قرار من القيادة القومية بتشكيل قيادة قطرية مؤقتة من الرفاق المعنيين يكون صاحب الغرض خارجها». وأوضح الدليمي أن المقصود بـ«صاحب الغرض» هو عزة إبراهيم الدوري، مضيفا أن رمضان في رسالته أوصى الأحمد بـ«التواصل مع القيادة القومية»، معتبرا هذا «اعترافا ضمنيا من طه ياسين رمضان للأحمد بشرعية قيادة حزب البعث بعد مرحلة صدام حسين»، مستدلا على ذلك بقول رمضان: «تواصلوا مع القيادة القومية حتى لو كان ردها سلبيا في البداية، اقبلوا ذلك.. هذا مهم». كما لفت محمد الدليمي إلى تحذير طه ياسين رمضان للأحمد من عزة إبراهيم الدوري، حيث قال له في رسالته ما نصه: «احتاطوا في أسلوب العمل لأنه من المتوقع، أي من صاحب الغرض (عزة إبراهيم الدوري)، أن يتصرف بأسلوب انتقامي، أنا أعرفه ولا نستغرب منه ذلك ما دام تصرف تجاه الشهيد القائد (صدام) التصرف المعروف، وليس بعد استشهاده أو بعد اعتقاله، ولكن حتى قبل الاعتقال كان تصرفه واضحا وغير مريح، إن لم يكن مخططا ومقصودا، هذا ما سمعته من الشهيد القائد»، وعد الدليمي هذا الكلام «اتهاما صريحا وواضحا للدوري من قبل صدام حسين». وتطلب الرسالة الموقعة باسم (الرفيق أبو نادية) بتاريخ 17 مارس 2007، أي قبل أيام من تنفيذ حكم الإعدام من (الرفيق يونس) فعل شي من خلال علاقاتهم لمنع «قرار الاغتيال الذي تأكد»، ويطلب كاتب الرسالة ذلك رغم علمه أن الوقت «بات قصيرا جدا». ويشار إلى أن نائب الرئيس العراقي الأسبق، طه ياسين رمضان، كان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة وقائدا للجيش الشعبي الذي يعد أحد التشكيلات العسكرية التابعة لحزب البعث العراقي. وقد ألقت القوات الأميركية القبض عليه في 18 أغسطس (آب) 2003 وحكم بالسجن المؤبد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006، إلا أن هيئة التمييز لم تصادق على حكم المحكمة وأعادته إلى المحكمة الجنائية العليا بهدف تشديده حتى الإعدام، وهكذا صادقت الهيئة التمييزية بالإجماع على الحكم بالإعدام شنقا حتى الموت في حق رمضان بعد صدوره عن المحكمة الجنائية العليا في 13 فبراير (شباط) 2007. وتم تنفيذ الحكم في 20 مارس 2007. ووعد محمد الدليمي بأنه ومن خلال «الشرق الأوسط» سيكشف عن الكثير من الوثائق السرية وستنشر لأول مرة منها وصية سعدون حمادي إلى بعثيي العراق ومعلومات أخرى قال إنها في «غاية الأهمية تخص الحزب ما بعد الاحتلال ومقاومته»، وذلك بعد تأكيد محمد الدليمي أنه «ما كان يتمنى نشر هذه الأسرار في الإعلام، بل طرحها في قاعة المؤتمر القطري، إلا أن رفض جناح الدوري مساعي توحيد أجنحة الحزب اضطره إلى كشف هذه الإسرار»، علما بأن تلك المساعي نالت «تأييد محمد يونس الأحمد، وتيار المراجعة والتوحد، وتيار الانبعاث القومي، وسرايا البعث في العراق، وقيادات من تنظيمات عزة الدوري، وقوى وطنية وإسلامية، وفصائل من المقاومة العراقية من أجل عقد المؤتمر القطري ومراجعة المرحلة السابقة بكل إيجابياتها وإخفاقاتها وانتخاب قيادة قطرية جديدة». وكان محمد الدليمي قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق إن «مساعي توحيد جناحي الحزب باءت بالفشل، وذلك بعد تعزز الشكوك بوفاة عزة إبراهيم الدوري». لافتا إلى أن الشكوك باتت في حكم المؤكدة بعد «اكتشاف تلاعب واضح في الخطاب الصوتي الأخير للدوري المؤرخ 30 يوليو (تموز) 2010، لا سيما في المقطع الخاص بتسمية صلاح المختار خلفا للدوري»، الأمر الذي أكد للكادر الحزبي أن عزة إبراهيم الدوري، «إما غائب أو مغيب أو لا يدري ما يدور حوله»، وأن «هناك ثلاثيا يقوده صلاح المختار، وخضير مرشدي، ونهاد، يضللون الجهاز الحزبي العائد لتنظيم الدوري".