هل أنا المخطئ أم هم المخطئون ؟
ولماذا ؟ وكيف ؟ ولمَ ؟
وتبكي مجددا وتبكي
حتى يكتفى منك الحزن ولا تكتفي ..
هكذا يفعل الحزن بالقلب وأكثر اذا استسلمنا له..
ربما من الصعب علينا مقاومة الدموع فى كل الأوقات
فنترك لها العنان .. أملا فى الراحة
ولكن إذا لم ننتبه جرفتنا فى دوامة عميقة لا قرار لها
إنها لحظات صعبة !!
وفى لحظات صعبة كهذه ..
نحتاج الى من يسمعنا دون ملل .. من يربت على جراحنا فى صدق
من ياخد بأيدينا إلىشواطئ الراحة والطمأنينة
لكن يحدثك القلب فى يأس انه لن يفهمك احد .. ولن يشعر بمعاناتك أحد ..
وربما انه لا يستطيع مساعدتك احد ..
وفى وسط كل هذا الظلام .. تبحث عن بصيص من النور
يبدد كل هذه الوحشة ..
وتلقي بنفسك ساجد .. راكع لله
تناجي ربك فى خشوع .. وقلبك يدعوه فى صدق
.. ربى انا الفقير إليك وأنت الغنى عن عذابى ..
تعلن ضعفك وذلك لله .. تبث شكواك وتبتهل
طالب عفو الله ورحمته ..
هو الرحمن الرحيم وهو ارحم الراحمين
أى لذة فى مناجات هو الخشوع بين يديه ..
وأى نور ينسكب داخل القلب فيحيل ظلمته نهارا ..
فتتراخى قبضة الحزن على قلبك رويدا رويدا
ليحل محلها معانى الصبر والإيمان والرضا
بقضاء الله وقدره..
تمد يديك وتتناول كتاب الله
وتقرأ من آيات الذكر الحكيم
ما يطبب القلوب ويشفى سقمها ..
( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً )
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ )
فتحلق نفسك بواحة من الأمان والطمأنينة ..
وتتجلى أمامك حقيقة أن أمر المسلم كله خير
إذا مسته سراء شكر وإذا مسته ضراء صبر
وللصابرين جزاء عظيم عند الله ..
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
كفى أنهم بمعية الخالق القدير ..
( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
وفجأة تجد أن حزنك لم يعد الوحش الكاسر
الذى كنت تخشي سطوته من قبل ..
لأن لديك سلاحا اقوي فى مواجهته
ولديك صحبة لا يشقى أبدا من عرفها..
لتهجر رفقة الوسادة والدموع ..
ولتكن رفقتك دائما .. قراءة قرآن وسجود وركوع
فبهذه الرفقة وحدها يهون كل حزن
ويلين كل عسير ..