اعلن المالكي تشكيلة حكومته قبيل انتهاء المهلة الدستورية بوقت قصير جدا رغم انه لم تمض على التصريحات العنترية التي سبقتها (اناشيد وطنية) و (عاجل عاجل)...الا ايام قلائل زعم فيها انه سيشكل حكومته بوقت قصير دون الحاجة لانتهاء المهلة الدستورية !
وفي الحقيقة فان الحكومة الجديدة طبخت على عجل و(تلهوك) على نار (العراقية) و(نفخ) رئيس البرلمان اسامة النجيفي ورئيس قائمته علاوي !
ويتضح جليا حجم التنسيق والتفاهم بين المالكي وفريق علاوي من قراءة احداث اللحظة الاخيرة التي اطلعنا فيها على (تناسي) العراقية للخلافات واعتبارها من الماضي ومن حضور العراقية القوي والفاعل وبرموز تيار الصقور فيها ومن تسابقهم في اعلان الدعم وتقديم كامل التشكيلة الوزارية للكتلة والقبول بها كلها الامر الذي لم يحصل مع الكرد ولاحتى داخل تحالف المالكي نفسه !!
ويتضح هذا ايضا من طريقة تعامل النجيفي مع تقديم المالكي للتشكيلة الوزارية حيث قدمها المالكي مساء واذا بالنجيفي يعلن عن تشكيل لجنة لدراسة المرشحين والبرنامج الحكومي ليقوم مجلس النواب بالتصويت عليها صباح اليوم التالي وكان تلك اللجنة البرلمانية ستقضي الليل لدراسة كل هذا !
بالنسبة لي اكرر وبثقة ماقلته سابقا قبيل وبعيد الانتخابات من ان كل مايجري( برغم كل الخلافات التي كانت طافية على السطح وبرغم كل التصريحات النارية لاسيما من قبل العراقية ) ماهو الا تنفيذ وتطبيق لسيناريو بايدن في تقاسم السلطة بين علاوي وقائمته مع المالكي كخطوة اولى تمهيدية للخطوة اللاحقة بعد انتهاء صلاحية (رجل المرحلة)....الذي لابديل له ....بعد ان تم تقاسم نتائج الانتخابات بينهما بالتزامن مع تسابق الطرفين في الطعن والتشكيك بها!!(راجع وتاكد من التواريخ)! http://www.burathanews.com/news_article_91201.html http://www.sotaliraq.com/printerfriendly-articles.php?id=63563
http://burathanews.net/news_article_90585.html
وهنا لايسعني الا ان اقول بملء فمي لكل من رد علي او انتقدني او راسلني بكل تلك العبارات .....هل صدقت انا, ام صدق المالكي في شعار التغيير الذي رفعه ؟ رغم انها حالة فريدة ومثيرة للسخرية اذ ان من يرفع شعار التغيير عادة هم المعارضة لاراس السلطة !
فهل كان هذا هو التغيير المنشود؟؟؟
هل صدق وصدقتم في (الخلاص من المحاصصة) او في اختيار (الاكفاء والتكنوقراط) او في (القضاء على البعثيين) ؟؟؟
وهاهو من جديد يوقع على الورقة الكردية بجميع مطالبها التي سبق ان وصفتها في مقال سابق بانها (طلبة المسودن من الذبيحة)...فاين من زعم ان (عبد المهدي سيبيع العراق للكرد)..؟؟؟؟
واين من قال ان (الكرد اول المسارعين في ركوب قطار المالكي )..؟؟؟!!!
هل صدق المالكي في وعوده بتقليص او ترشيق الحكومة باعتبار ان بعض الوزارات عديمة النفع وانها انما كانت للترضيات والمجاملات واذا بها تزيد خمس وزارات عن التشكيلة السابقة الامر الذي اثار امتعاض المرجعية العليا بدورها !
ناهيك عن ان تشكيلة (الوجبات السريعة) كانت ناقصة بشكل كبير لعدد من الوزارات تاتي في مقدمتها الوزارات الامنية ....وهذا يثبت عجز المالكي عن تشكيل الحكومة ضمن المهلة الدستورية فضلا عن تشكيلها قبل انتهاء المهلة حسب الوعد الذي قطعه ....مع التذكير بمهل وفترات (جوة العباه) كثيرة منها فترة المفاوضات الاخيرة بينه وبين الكرد وعلاوي وغيرهم والفترة التي منحتها المحكمة الاتحادية بقرار الغاء الجلسة المفتوحة ومهلة الاسبوعين الغريبة لانعقاد البرلمان والفترة التي منحها الطالباني للمالكي بعدم تكليفه رسميا عند انتخابه رئيسا للجمهورية فورا بل اجل ذلك عدة ايام!!!
في الحقيقة ان كل مانجح به المالكي وعلاوي هو اقصاء رموز المجلس الاعلى حتى من رئاسة الجمهورية رغم رغبة طالباني بان يكون عبد المهدي نائبه ورغم الرغبة الثانية بمنح المنصب للمرشح التركماني محمد مهدي البياتي الذي حظي بدعم طالباني والبارزاني واعتراض المالكي وعلاوي ليعهد به للفطحل الجهبذ .....خضير الخزاعي !
وسياتي قريبا دور التيار الصدري من جديد بحسب الوعد والاتفاق بشطب الاثنين من الخارطة الشيعية السياسية!
وقد بدأ المالكي سريعا بالتنصل عن وعوده لبعض الكتل بمجرد تشكيل الحكومة كما اعلن تحالف الوسط الذي صرح بان المالكي قد وعده بوزارتي دولة ووزارة خدمية ......واقول ان الحبل على الجرار فانتظروا !
من لن ينتظر هي الكتل التي سارعت الى بيع (حصصها) من الوزارات للمالكي الذي حول عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي حدد فيه اسعار الوزارات للكتل محدودة الموارد فجعل لوزارة الدولة سعرا وللوزارة الخدمية سعر اخر وللوزارة السيادية السعر الاعلى حيث تقوم الكتلة المعنية (صاحبة الحصة) والتي تبيع بعض وزاراتها بمنح المالكي حق تسمية المرشح الذي ستقوم هي بترشيحه ليحظى بالتالي باغلبية حزبية او صديقة في مجلس الوزارء تاسيسا لدولة .....(المؤسسات) طبعا وليس شيئا اخر !
في خضم كل هذا اعجبني موقف كتلة التغيير التي اعلنت هي الاخرى ان المالكي قد نكل بوعده لها لذا قررت الانسحاب من التشكيلة الوزارية والعودة للبرلمان للقيام بدور المعارضة مع الاعلان عن دعم العملية السياسية !!
اشد على ايديهم واصفق لهم بحرارة بغض النظر عن النوايا لان في هذا تاسيس للدولة الديمقراطية التي ننشدها بعيدا عن دولة البازار التي سيتحكم بها صاحب الموارد الاعلى قطعا وهو اما ممول خارجيا واما انه متحكم موارد الدولة عن طريق نهب موازنات الوزارات لاسيما التجارة والكهرباء والنفط والتربية وغيرها ليقوم بالتالي بشراء الضمائر والذمم .......والوزارات من الكتل التي ( على كد حالها)!
موقف كتلة التغيير هذا يمثل تغييرا حقيقيا لم نالفه في الواقع السياسي العراقي الجديد ....انه تطبيق وتجسيد لشعار التغيير الذي رفعه المالكي ثم لطخه بـ(زفت ) التشكيلة الهزلية الجديدة والتي هيأ مبررات فشلها مسبقا واعلنها حين قال انه غير راض عنها وانها لم تلب طموح احد !
على الاقل نسجل اعترافه هذا والذي سيقدمه لاحقا كتبرير لنسحب البساط من تحت اقدام من سيصفقون ويهللون خلف قائدهم الرمز على ان هذا (يوم تاريخي ضمن الايام التاريخية) كما صرح المالكي قبل يوم فقط !
اذكر قبل سنوات اني كنت اتابع تشكيل الحكومة اللبنانية من على قناة الجزيرة عبر تقرير مفصل مطول ....تطرق التقرير الى ان وسائل الاعلام الاسرائيلية كانت تتابع تطورات تشكيل الحكومة اولا باول ونقلت الجزيرة جانبا من تلك التغطية فعرجت الى موقف حزب الله من تشكيل الحكومة (التي رعتها امريكا والسعودية طبعا)...فظهر المتحدث باسم الحزب على الشاشة ليقول لمراسلي شبكات التلفزة قائلا ( لن نشترك في هذه الحكومة لعدم قناعتنا بها...ولكن نتمنى لها التوفيق)!!
وكم كنت اتمنى ان تسبق كتلة التغيير او تحذو حذوها كتل اخرى اكتوت بغدر المالكي وتفرده وتسلطه واستماتته في انتهاك الدستور والقوانين ونكثه بالوعود منذ اللحظة الاولى وحتى هذه اللحظة .....!!
لم يتحقق التغيير الذي وعد به المالكي.....ولم يتحقق التغيير الذي كنا نحلم به .....تغيير بسيط في قواعد اللعبة السياسية العراقية قامت به كتلة (تغيير) فحسب......فشكرا لتغيير والف شكر.....!!
قد يقول البعض (كل تأخيرة فيها خيرة)...لكني اقول ....حتى حصول التغيير الحقيقي .....كل تغيير..... وانتم ...في شخير!
نقل موفق اخينا محب شهيد المحراب
والحق يقال ان مقالات الاخ هشام رائعة بحق
ونتمنى ان تنتهي هذه المهزلة لكن التمني
وحده لايصنع شيء المشتكى لله من قوم لاتهمهم
سوى مصالحهم والبقاء على الكرسي اللعين....
شكرا لك اخي