الإمام الرضا عليه السلام في عيون ابن تيمية الحراني
بتاريخ : 25-03-2011 الساعة : 11:01 PM
انت هذه مشاركة سماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد في ذكرى وفاة ثامن الأئمة الأطهار علي بن موسى الرضا عليه السلام في مدينتي المبرز والهفوف من محافظة الأحساء في:16/ 2 / 32...
بسم الله الرحمن الرحيم
توقف ابن تيمية عند كثير من المنتسبين إلى البيت النبوي الطاهر ضمن كتابه منهاج السنة ومحاولاته مع الجميع واضحة الأهداف، وقد سبق وأن تناولناه في موضوع الإمام الجواد سلام الله تعالى عليه وأما مع الإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه فقد أجتهد في أن ينال مه بلسعاته الناعمة وكل أمل من أحبتنا وإخواننا المريدين له ولفكره أن يتقبلوا منا رأينا، وقراءتنا ؟!
لقد أجرى الكلام على كثير من الأمور المتعلقة بحياة ثامن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، تبعا لما ذكره وأثاره ابن مطهر الحلي في كتابه منهاج الكرامة، ولكننا نعتني بثلاثة أمور خاصة:
أ ) مقامه في العلم والورع عليه السلام:
لقد ساء ابن تيمية ما قرره ابن مطهر الحلي من كون الإمام عليه السلام أعلم الناس من أهل عصره فقال: "" إن دعوى الرافضة أنه أعلم وأنه أزهد دعوى مجردة بلا دليل، والناس يعلمون أنه كان في زمانه من هو أعلم كالشافعي، واسحاق بن راهويه، وابن حنبل، وسليمان الداراني، ومعروف الكرخي""؟!
(منهاج السنة:4/ 60)
المشكلة العلمية في كلامه هذا في أمرين:
1 أعتبر قول الرافضة مجرد دعوى لا تبتني على دليل وهذا يوهم المطالعين لكتبه بأن الشيعة ليس لهم دليل لا من كتبهم ولا من كتب غيرهم ؟! بينما كتب الشيعة تمتلئ بالأدلة الكثيرة التي تفيد أو تؤيد كونه بتلك المنزلة الرفيعة.
2 أنه تظاهر بإنكار الدعاوى على أساس أنها أسلوب غير منطقي، ولكن سرعان ما وقع فيما أنكر فجاء بدعوى أن هناك من المعاصرين لعلي بن موسى الكثير وهم أعلم منه وأنت ترى كلامه ليس إلا دعوى محضة لم يقرنها بما يدلل عليها من نصوص وشواهد !!
بل إنه أرجع ذلك إلى المسلمات بين الناس فحمل الناس جميعا ما يراه هو في الموضوع وليته ذكر لنا مَـنْ مـِنَ الناس فاه بذلك سيما فيمن تقدم على ابن تيمية إذ في المتأخرين عنه من يتابعه في أراءه متابعة من يغمض عينيه !
وإننا لو راجعنا إلى بعض النصوص المتحدثة عن علي بن موسى عليه السلام (من طرف إخواننا أهل السنة ) لوجدنا أنها لا تسمح بالمقارنة إلا بدليل علمي قاطع وسنستمع إلى جزء منها، فمما قاله أو رواه الذهبي:
1 "" كان في العلم والسؤدد بمكان "" ، و عبارة (بمكـان)، لا تقال على قليل العلم أو متوسطه بل ربما أطلقت على من تجاوز في علمه الحدود الجغرافية والزمنية فلا يقارن بخصوص علماء أهل بلدته وأترابه كما إذا قيل فلان من أبرز فقهاء الكوفة أو البصرة أو المدينة أو مكة ...
2 "" كبير الشأن أهلا للخلافة ""، وهذه أيضا تدل على شأن عظيم جدا لأنه لم يعتد على قولها في شأن كل فقيه ولا أكثر الفقهاء حينما يترجم لهم بل ربما لم يقلها إلا في حق قلة قليلة جدا وأكثر هذه القلة من أهل البيت عليهم السلام !
3 "" أفتى وهو شاب في المدينة مع وجود مالك ""، وكان يكفينا من الذهبي هذه الكلمة لوحدها، إذ ذكرت ثلاثة خصائص عظيمة (أ) أنه من أهل الأفتاء، (ب) أن ذلك في المدينة المنورة التي تزخر بعلماء الفقه والحديث،(ج) أن ذلك كان في أيام شبابه وهذا مالم يحصل مع كل من ذكر أسمائهم (د) أن تصديه للإفتاء كان مع وجود الإمام مالك ..
(الذهبي: سير أعلام النبلاء:2/ 558)
فإن هذه التقييمات لا تسمح لأهل العلم أن يتقبلوا المقارنة وبهذا الاسلوب الذي ارتضاه ابن تيمية لنفسه ؟!
ومما قاله الشبلنجي في نور الأبصار:
" قال ابراهيم بن العباس: ما رأيت الرضا سئل عن شيء إلا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافي... " .
(نور الأبصار:361)
وهذا كلام تام غير قاصر في الدلالة على تمييز علي بن موسى الرضا عليه السلام على جميع أهل زمانه ..
وفي كلام آخر لابراهيم بن العباس:" ما رأيت ولا سمعت بأحد افضل من أبي الحسن الرضا ومن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقه ".
()
بل إن فيمن ذكر أنهم أفضل وأعلم من الإمام بن موسى معروف الكرخي وجعل ذلك مما يعرفه عموم الناس بينما من الناس ابن حجر الهيثمي المكي وقد جعل معروف مواليه وممن أسلم على يديه يقول: " ومن مواليه معروف الكرخي استاذ السرى السقطي لأنه أسلم على يديه ".
(الصواعق المحرقة:204)
ب) الحديث المنسوب إليه:
وبعد أن قرر ابن تيمية عدم أخذ العلماء عنه شيئا من الحديث جاء إلى بعض الأحاديث المروية عنه وتحسست منها حاسة شمه فظن الطيب رائحة غير زكية والحديث هو المروي عن الإمام الرضا سلام الله عليه: "" فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار""، فقال: "" هذا كذب باتفاق ويظهر كونه كذبا لغير أهل الحديث أيضا..."".
واستدل على كذبه بوجوه ظنية واستحسانات فقال كالناقض على الحديث: إن سارة أحصنت فرجها ولم يحرم الله ذريتها على النار، وإن صفية أحصنت فرجها ولكن في ذريتها البر والفاجر ؟!
ثم أزاد في القول: بأن الرافضة تروي ما لا يليق بغير المصدق من أهل البيت فكيف بالمصدق منهم.
(منهاج السنة:4/62)
أين مواضع الوهن في كلامه؟
يقول العلامة الأميني في موسوعة الغدير: إن الإجماعات والاتفاقات طوع إرادة ابن تيمية ؟! فهو لا يبالي إن كان القول على خلافه ممن سبقه أو عاصره ولذا هذا الحديث مما أعتاد على تخريجه علماء السنة وإليك بعضهم: الخطيب البغدادي، البزار، الطبراني، المحب الطبري، ابن حجر، الزرقاني...
وإذا ثبتت صحة حديث ما فأي وزن يقام للمناقشة بأوهام وتشكيكات واهية فإن معنى هذا الحديث ـــ مضافا على مشهوريته ـــ مستفيض ورد فيه أحاديث أخرى من قبيل: "" إن الله غير معذبك ولا أحد من ولدك""، و "" إنما سميت فاطمة لأن الله قد فطمها وذريتها من النار"" وغيرهما .
(الغدير: ج4/250)
وشيء يضاف أن ابن تيمية يدعي الاتفاق والاجماع ويرجعه في كثير من المواضع إلى عموم الناس فيقول هذا يعرفه كل الناس أو باتفاق جميع العلماء ولكنه يكتفي بذلك فلا يذكر لنا اسما أو اسمين أو ثلاثة من أولئك الناس أو العلماء ؟!
وأما فقه الحديث فإن ابن تيمية قد أغرب فيه وأخطأ خطأ بينا ونحن نحاوره بهاتين الصورتين:-
أ - إن قوله عليه السلام: "" فحرم ذريتها على النار""، ليس في معنى الجزاء الذي يترتب على علته وشرطه فنقول إن فلانة وفلانة أحصنت فرجها فلما لم تحرم ذريتها على النار .. بل هو فضيلة وتفضيل يجوز أن تترتب مع شخص ولا تترتب مع شخص آخر .
ب - وأن إحصان الفرج لا يتحد معناه في كل المقامات ولا بد علينا من ضرب هذا المثال:
إذا ما اردنا أن نقدم شخصا عاديا يعيش بين قوم غير شرفاء أو ممن لم يعرفوا بذلك ثم قلنا عنه أن هذا ممن أحصن فرجه كان قولنا هذا مدحا وتزكية له ..
وأما إذا أردنا أن نقدم سيدا عظيما وقلنا هذا ممن أحصن فرجه وتعفف وأردنا أنه فعل ذلك تجاه الحرام، فلا شك بأن المستمع العارف به سيشعر بالحزازة؛ إذ كأن هذا الشخص قد سبقت إليه التهمة وهانحن نبرؤه ؟!
ومن المعلوم بأن مريم العذراء وفاطمة الزهراء ليستا في معرض التهمة من قومهما حتى تبرءان بهذا المدح قال تعالى على لسان قوم مريم: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء ٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}، وإنما رأوا ما جاءت به شيئا فريا في تلك اللحظة بالذات فأشارت إلى المهد وطلبت إليهم أن يكلموه ..
ولكن إذا قلنا بأن الممدوح وصاحب هذا المقام قد أحصن فرجه بالنكاح عن غير أهل الشرف وأهل مرضات الله عز وجل وأردنا مدحه على هذا الوجه فسيكون المدح بذلك مستساغا.
فمن القريب جدا أن يشير الحديث إلى أن فاطمة سلام الله عليها قد حفظت نفسها عمن هو ظالم لنفسه فعلا أو له سابقة في الظلم قبل الإسلام إلا عن علي بن أبي طالب عليه السلام فصارت الذرية مرضية من مرضيين وبذلك حرمها الله عز وجل عن النار !
وأما مقارنته بين المصدق من أهل البيت وغير المصدق فأخشى أن تكون تغطية وأن المعنى هو ما جاء عن ابن حبان الذي وضع استغرابه على علي بن موسى الرضا مباشرة حيث قال: "" يروي عن أبيه العجائب"".
(نقله عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء، ومحقق منهاج السنة في الهامش من نفس الموضع السابق)
ج ) نظره فيما قيل في الإمام عليه السلام:
وكان مما استوقفه من نقولات ابن مطهر الحلي أبيات أبي نواس في الإمام الرضا عليه السلام وهي:
قيـــل أنت واحــد النـاس***في كل كلام من المقال بديه
لك في جوهر الكلام بديع***يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلام تركت مدح ابن موسى*** بالخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمــام*** كان جبريل خــــادما لأبيه
فوقف عنده مستنكرا بقوله:
ما قاله مشترك بين جميع الرسل فأي مزية لعلي بن موسى الرضا عليه السلام بل قال أن جميع الناس من ذرية نوح وآدم وبني إسرائيل، فهكذا لا تبقى له مزية وإن ظنها أبو نواس ؟! ويقول أيضا أن تسميته خادما عبارة من لا يعرف قدر الملائكة .
(منهاج السنة:4/ 65-66)
وتابعه على ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء حيث قال بأن جبريل على رسول الله صلى الله عليه واله ..
نريد أن نرى من الأفقه ابو نواس أم ابن تيمية والذهبي؟
إذا كان كون الملك واسطة توصيل،وقناة من قنوات ثروة المعلومات لدى الأنبياء لا يسمح بأن نجعلهم خدمة للأنبياء بل هم أعلى فلعمر الحق سيكون الهدهد وعفريت الجن أعلى من سليمان لأنهما قناة من قنوات ثروة المعلومات لدى سليمان بل هما أعلم وأقدر ؟!
و أما نفيه للمزية لأن الجميع ابناء أنبياء فسيتضح أن أبي نواس أفقه لأنه جاء بوصف يميز علي بن موسى عن غالب أبناء الأنبياء وهو قوله " لا أهتدي لمدح إمام " والوصف قاطع للشركة كما هو معروف لدى العلماء ..
بل كأن أبي نواس يريد أن يقول ـــ وقد فهم الناس منه ما يريد إلا ابن تيمية ـــ أن هذا حفيد وولد روح جده ووالده بين جنبيه حيث إمامته فأنا أقل من أن أمدحه أو أثني عليه ..
السلام عليكم أخي داحي الباب
بارك الله بك على هذا جهد المثمر وأسال الله ان يحفظك من كل مكروه
أما عن هذا (( المهلوس )) ابن تيميه فهو ناصبي لا بل شيخ النواصب
بامتياز
اللهم صل على محمد وآل محمد
لعنة الله عليك يابن تيمية
هذا حاله في التشكيك والتسقيط والعجيب انه دائما يتشدق بكلمة اجمع اهل العلم وغيرها
من الكلمات التي ربى جيل اعمى عليها ؟؟
السلام عليك ايها الرضا روحي لك الفدا
اخي الموالي
بحث رائع ويستحق الاجلال
طيب الله انفاسك العلوية
ممنون