[المبدعه توتو]

لا شك أن انتهاكات آل خليفة فاحت رائحتها في كل العالم مما أوصل أوباما إلى حده الأقصى في السكوت بعد الضغط الذي تعرضت له واشنطن و حملته الإنتخاباية التي لا بد ان يدعمها بشئ من المواقف الأكثر مصداقية. و في نفس الوقت أوباما لا بد ان يعطي آل خليفة فرصتهم لإعادة أوراقهم من التصرفات اليهودية وخصوصاً ان امريكا مستفيدة من آل خليفة ولا يجب عليه ان يخسرهم بهذه السرعة ( طبعا منطقياً هذا هو تفكير البيت الأبيض حالياً) و هذا الشئ الذي جعل اوباما يتجاهل آل سعود لأسباب مادية في نظر المحللين السياسيين و يمسك العصا من النصف بشأن البحرين و يميل للمعارضة شيئاً ما دعماً للديمقراطية التي ستكون في صالحه. و لكن على الجميع ان يعي شيئاً و هو أن خطاب اوباما تجاه البحرين لم يكن يتصوره المحللون السياسيون، فالكل كان يعتقد ان اوباما سيحث على الحوار فقط دون اي زوائد! لأن هولاء المحللون يعرفون اهمية العملاء آل خليفة بالنسبة لأمريكا. و لكن فضح أوباما للنظام و رفضه لعدم هدم مساجد الشيعة كان إعتراف منه على فعلتهم ذلك و نفس الشي ينطبق بالنسبة لوصفه بأن آل خليفة استخدمت القوة الغاشمة أي بما معناه القتل و الترويع و الإرهاب و الترويع; و الإعتقالات الجماعية عندما قال انها توقف الطريق للحوار و هذه إدانة أخرى في إشارة و كأنه يقول : يا آل خليفة أنتم سبباً لعدم البدء في الحوار حتى الآن و هذا واضح جداً. و من ثم أطلق الأمر لخرافه و أبقاره و سألهم كيف يتم الحوار و المعارضة في السجن؟ في إشارة واضحة منه ان آل خليفة يجب ان يطلقوا سراح المعتقلين و على رأسهم قادة المعارضة من ثم يبدأون الحوار، و بعد هذه الزوائد في خطبته حول القضية البحرينية والتي لم يكن يتوقعها اي محلل سياسي و التي قام بها أوباما لدعم حملته الإنتخابية و بسبب الضغط الكبير التي تعرض له ، قام الجمهور في واشنطن بالتصفيق له مما يدل على ان الجمهور نفسه يعتبر ذلك موقف لا بأس به للرئيس الأمريكي.......................................... .............. و لكن بعد تحليلنا لخطاب اوباما علينا ان ننتظر ردة فعل السلطة الخليفية تجاه ذلك الخطاب، و نرى كيف ستتعامل و كيف ستنفذ الأوامر، و مما لا شك فيه ان أي جريمة يرتكبها النظام الآن ستجعل البيت الأبيض يتحرك أسرع من السابق للحفاظ على هيبته و مصداقيته بعد الخطاب الذي كان على مرآة من العالم أجمع و لا شئ غير ذلك لأن الخطاب تابعه العالم بأكمله. و بالنسبة لطلب الاخوان برفع العلم الامريكي لو خلصنا اوباما من النظام عندما يرتكب جرائمه، فالرد سهل و هو انه صحيح قد يتعاطف المظلومون عندما تخلصهم امريكا من الطواغيت مثلما حصل في العراق عندما خلصوه من صدام و حتى في ليبيا الآن فهناك بعض الأحياء رفعت علم امريكا بعد قصف حلف الناتو لدبابات تابعة للقذافي. و لكن الصحيح في ذلك هنا في البحرين و غير البحرين هو الإكتفاء بعدم شتم أمريكا و ليس رفع علمهم لأسباب كثيرة يعرفها الجميع و خصوصاً اننا في ثورة وطنية. و إذا كان القصد من رفع العلم هو المحاباة تجاه امريكا، فإن امريكا يعرفون ان الشعب البحريني 66% منه شيعة و 34% منه سنة إعتداليون و ليس لنا قواعد ارهابية ولا ندعم بن لادن و لن نؤذيهم إذا لم يؤذونا. و لكن بعد سقوط النظام يمكننا ان نتفاوض معه امريكا بعد ذلك بشأن القاعدة الأمريكية و موقفنا من إيران.. إلخ من الشوؤن السياسية. خصوصاً ان البيت الأبيض خائفون جداً بشأن الشؤون الأقليمية و السياسية للبحرين بعد سقوط آل خليفة و هذا سبب تخاذلهم و تعاطيهم السريع من الثورة الشعبية و على رأس هذه المخاوف : - مصير القاعدة الأمريكية - موقف الشعب البحريني من إيران سياسياً و جيوغراقياً - و زعل السعودية بعد سقوط آل خليفة. في إعتقادي ان هذا هو موقع الثورة بين معادلة اوباما ضد آل خليفة