كان عمر بن الخطاب أكفر من أبي بكر وأظهر لعداوة أهل البيت صلوات الله عليهم، فكان يختلف عن أبي بكر بعدم وجود خصلة الدهاء فيه، ولذا كانت تصدر من لسان عمر فلتات كثيرة وكذلك كانت جل أفعاله تنبأ عن مدى عداوته لأهل البيت صلوات الله عليهم، ومُدّعى أن أبا بكر كان داهية عليه شواهد وقرائن في كتب المخالفين، حيث روى ابن عساكر والمزي: أن داهيتا قريش أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح. (تاريخ دمشق/ج25/ص437 ؛ تهذيب الكمال/ج14/ص55)
شاهد من مصادر شيعة أهل البيت:
روى عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن علي بن أبي طالب: أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع الباقر عليه السلام بمنى وهو يرمي الجمار، فرمى وبقى في يده خمس حصيات فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة وبثلاثٍ في ناحية منها، فقال له جدي: جعلني الله فداك، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد، إنك رميت بحصياتك في العقبات ثم رميت بخمسٍ بعد ذلك يمنى ويسرى! قال عليه السلام: نعم يا ابن عم، إذا كان في كل موسم يخرج الله القاسطين الناكثين غضيين طريين فيصلبان ها هنا، لا يراهما إلا الإمام، فرميت الأول بثنتين والثاني بثلاث لأنه أكفر وأظهر لعداوتنا والأول أدهى وأمر. (الخرائج والجرائح/ج2/ص816 ، الاختصاص للمفيد/ص277)
ملامح أخرى من شخصية عمر:
كان عمر فظاً غليظاً يكرهه الكل بسبب شدته وسوء أخلاقه مما انعكس على علاقته مع الرسول الأعظم ومع أهل البيت، فلا عجب في إقدامه على فعلته الشنيعة بالهجوم والإعتداء على الزهراء صلوات الله عليها فقد كانت هذه هي صفاته على طول الخط، وقحاً ولا يعرف معنى الكرامة والإنسانية.
الشواهد:
• عن زبيد بن الحارث اليامي قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة بعث إلى عمر يستخلفه فقال الناس: استخلف علينا فظاً غليظاً لو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ، فماذا تقول لربك غداً إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر؟ فقال أبو بكر: أتخوفوني بربي؟ أقول يا رب أمّرت عليهم خير أهلك! (تاريخ المدينة/ج2/ص671)
• عن الأصمعي قال: كلّم الناس عبد الرحمن بن عوف أن يكلّم عمر بن الخطاب في أن يلين لهم فأنه قد أخافهم حتى خاف الأبكار في خدورهن! فقال عمر: أني لا أجد لهم إلا ذلك والله. (كنز العمال للمتقي الهندي/ج12/ص649)
• عن طلحة بن عبيد الله قال: خطب عمر بن الخطاب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فأبته فقيل لها: ولِم؟ قالت: إن دَخـَلَ دَخـَلَ عابساً وإن خرجَ خرجَ عابسا! (كنز العمال/ج13/ص198)
• عن عبد الله بن الزبير: كان عمر إذا كرِه أمراً فتل شاربه ونفخ! (كنز العمال/ج3/ص921)
• عن عمر بن دينار قال: لما مات خالد بن الوليد اجتمع في بيت ميمونة نساءٌ يبكين، فجاء عمر ومعه ابن عباس ومعه الدِرة – وهي عصا غليظة كان يستعين بها في ضرب الناس – فقال: يا عبد الله أدخل على أم المؤمنين – يقصد ميومونة – فأمرها فتحتجب وأخرجهن عليّ؛ فجعل يخرجهن وهو يضربهن بالدِرة فسقط خمار إمرأةٍ منهن، فقالوا: يا أمير المؤمنين خمارها! فقال: دعوها فلا حرمة لها. (كنز العمال/ج15/ص730)
• عن نظر بن أبي عاصم: أن عمر سمع نواحةً بالمدينة ليلا، فأتاها فدخل عليها ففرّق النساء فأدرك النائحة فجعل يضربها بالدِرة، فوقع خمارها فقالوا: شعرها يا أمير المؤمنين! فقال: أجل، لا حرمة لها. (كنز العمال/ج15/ص730)
• عن سعيد بن المسيّب قال: لما توفي أبو بكر أقامت عائشة نوْح، فأقبل عمر بن الخطاب حتى قام ببابها فنهاهن عن البكاء على أبي بكر، فأبين أن ينتهين، فقال عمر لهشام بن الوليد: أدخل فاخرج إليّ ابنة أبي قحافة أخت أبي بكر؛ فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر: إني أحرّج عليك بيتي؛ فقال عمر لهشام: أدخل فقد أذنت لك! فدخل هشام فاخرج أم فروة أخت أبي بكر إلى عمر فعلاها بالدِرة فضربها ضربات، فتفرّق النوح حين سمعوا ذلك. (تاريخ الطبري/ج2/ص614 ، كتاب البخاري/ج4/ص127)
• عن عكرمة بن خالد قال: دخل ابنٌ لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجل ولبس ثياباً فضربه عمر بالدِرة حتى أبكاه! فقالت له حفصة: لِم ضربته؟ قال: رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغـّرها إليه. (كنز العمال/ج12/ص668)
• عن أنس بن مالك قال: دخلت على عمر بن الخطاب أمةٌ قد كان يعرفها لبعض المهاجرين وعليها جلبابٌ مقنّعة به، فسألها: عُتِقتِ؟ قالت: لا ؛ قال: فما بال الجلباب؟ ضعيه عن رأسكِ إنما الجلباب على الحرائر من النساء المؤمنين! فتلكأت، فقام إليها بالدِرة فضرب بها رأسها حتى ألقته عن رأسها. (كنز العمال/ج9/ص199)
شواهد عن قسوة ووحشية عمر وإجرامه قبل إسلامه!:
• عن سعيد بن زيد قال: لقد رأيتني وأن عمر لموثقي على الإسلام وأخته. (سير أعلام النبلاء/ج1/ص136 ، البخاري/ج8/ص56)
• عن عون بن أبي شداد قال: كانت لعمر بن الخطاب أمةٌ أسلمت قبله يقال لها زنيرة، فكان عمر يضربها على إسلامها حتى إذا ملّ قال: أني لم أترككِ إلا ملالة. (سيرة ابن كثير/ج1/ص354 ، الدر المنثور/ج6/ص40)
• عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت: كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيئنا للخروج إلى أرض الحبشة أتى عمر وأنا على بعيري وأنا أريد أن أتوجه فقال: إلى أين يا أم عبد الله؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا، فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى؛ فقال: صحبكم الله! ثم ذهب فجاء زوجي عامر بن ربيعة فاخبرته بما رأيت من رقة عمر، فقال: ترجين أن يُسلم؟ والله لا يُسلم حتى يُسلم حمار الخطاب! يئساً منه لما كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام. (مجمع الزوائد/ج6/ص23 ، سيرة ابن كثير/ج2/ص32)
شواهد على إيذاء عمر لرسول الله في مكة:
• عن شريح بن عبيد عن عمر بن الخطاب قال: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قبل أن أسلِم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد. (عيون الأثر/ج1/ص163)
• قال عمر أيضا: كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. (عيون الأثر/ج1/ص159)
• روى ابن إسحاق قال: أن قريشاً بعثت عمر بن الخطاب وهو يومئذ مشرك في طلب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ورسول الله في دارٍ في أصل الصفا ولقيه النحّام وعمر متقلّدٌ سيفه فقال: يا عمر أين تراك تعمد؟ فقال: أعمد إلى محمد هذا الذي سفّه أحلام قريش وسفّه آلهتها وخالف جماعتها، أني أريد أن أقتل محمدا. (كنز العمال/ج12/ص605 ، تاريخ دمشق/44/ص36)
إذن نخلص إلى أن عمر قد اسلم ظاهراً وأنه قد أسلم طمعاً وكان له تاريخ أسود في إضطهاد المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وآله واندس في أوساط المسلمين وحرّف دينهم وقلبه رأساً على عقب وابتدع فيه وأضلهم.