روى ابن مزاحم المنقري في وقعة صفين ص 217 : عن البراء بن عازب قال : أقبل أبو سفيان ومعه معاوية ؟ ، فقال رسول الله (صل الله عليه واله) : اللهم العن التابع والمتبوع ، اللهم عليك بالأقيعس ، فقال إبن البراء لأبيه : من الأقيعس ؟ ، قال : معاوية.
عن علي بن الأقمر,قال: وفدنا على معاوية وقضينا حوائجنا ثم قلنا: لو مررنا برجل قد شهد رسول الله (صل الله عليه واله), وعاينه فأتينا عبد الله بن عمر فقلنا: يا صاحب رسول الله (صل الله عليه واله) حدثنا ما شهدت ورأيت قال: إن هذا أرسل لي ـ يعني معاوية ـ فقال: لئن بلغني أنك تحدث لأضربن عنقك فجثوت على ركبتي بين يديه ثم قلت: وددت أن أحد سيف في جندك على عنقي، فقال: والله ما كنت لأقاتلك ولا أقتلك وأيم الله ما يمنعني أن أحدثكم ما سمعت رسول الله (صل الله عليه واله) قال فيه: رأيت رسول الله (صل الله عليه واله) أرسل إليه يدعوه ـ وكان يكتب بين يديه ـ فجاء الرسول, فقال: هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه فهل ترونه يشبع؟ قال: وخرج من فج فنظر رسول الله إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق فلما نظر إليهم رسول الله (صل الله عليه واله) قال: (اللهم العن القائد والسائق والراكب قلنا: أنت سمعت رسول الله (صل الله عليه واله) قال: نعم, والا فصمّتا أذناي كما عميتا عيناي. (وقعة صفين: 220).
جاء في تاريخ الطبري ج 8 ص 185 : ومنه قول الرسول (صل الله عليه واله) وقد رآه مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به ويزيد إبنه يسوق به : لعن الله القائد والراكب والسائق.
جاء في تاريخ ابي الفداء : ورأى النبي (صل الله عليه واله) أبا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده ويزيد أخو معاوية يسوق به ، فقال : لعن الله القائد والراكب والسائق ، وقد روى : أن أبا سفيان قال : يا بني عبد مناف تلقفوهـا تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار.
عن سفينة مولى رسول الله: أن النبي صلى الله عليه واله كان جالسا فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال : لعن الله القائد والسائق والراكب.
المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة: 1/118
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
رواه كذلك البزار في مسنده عن سفينة مولى رسول الله ورجاله ثقات
إلا أن البلاذري رواها بسنده في أنساب الأشراف مع التصريح بأسمائهم قال: حدثنا خلف، حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة ـ مولى أم سلمة ـ: أن النبي (صل الله عليه واله) كان جالسا ً فمر أبو سفيان على بعير ومعاوية وأخ له, أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه فقال رسول الله (صل الله عليه واله): ـ لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق (أنساب الأشراف, القسم الرابع,الجزء الأول).
ما رواه جمع عن الإمام الحسن (عليه السلام) في كلامه لمعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة:
منهم ابن أبي الحديد في شرح النهج (6: 289) قال: روى الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات قال: اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص والوليد بن عقبة و...... فقالوا: يا أمير المؤمنين أن الحسن قد أحيا أباه وذكره... أبعث عليه فليحضر لنسبه ونسب أباه... إلى أن قال: فتلكم الحسن بن علي (عليهما السلام): فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله (صل الله عليه واله) صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد يا معاوية فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني....وأنشدك الله يا معاوية أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول الله (صل الله عليه واله) فقال: ( اللهم العن الراكب والقائد والسائق)...الخ.
ورواه السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص201).
ما ذكره جمع من أهل التواريخ عن محمد بن أبي بكر:
منهم البلاذري قال: قالوا: وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية: من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر... إلى أن قال ـ: وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله ورسوله الغوائل.... الخ (أنساب الأشراف: 395).
ومنهم نصر بن مزاحم في وقعة صفين (ص118) والمسعودي في مروج الذهب (30: 21) وابن أبي الحديد في شرحه عن نصر بن مزاحم (3: 188).
وأورد هذا الكتاب من علمائنا المفيد في الإختصاص (ص125) والطبرسي في الاحتجاج (1: 269).
نقل الطبري في تاريخه كتاب المعتضد الذي عزم على قراءته على المنابر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم.... ـ إلى أن قال ـ: وأشدهم في ذلك عداوة وأعظمهم له مخالفة وأولهم في كل حرب ومناصبة لا يرفع على الإسلام راية إلا كان صاحبها وقائدها ورئيسها في كل مواطن الحرب من بدر وأحد والخندق والفتح أبو سفيان بن حرب وأشياعه من بني أمية الملعونين في كتاب الله ـ إلى أن قال ـ: ومنه قول رسول الله (صل الله عليه واله) وقد رآه مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به وأبنه يزيد يسوق به: ( لعن الله القائد والراكب والسائق) (تاريخ الطبري 12: 228, وفي أحداث سنة 284).
ونقله ابن أبي الحديد عنه ولكن فيه (ومما ورد من ذلك في السنة ورواه ثقات الأمة, قول رسول الله (صل الله عليه واله) فيه وقد رآه مقبلاً على حمار ومعاوية يقوده ويزيد يسوقه لعن الله الراكب والقائد والسائق ) ( شرح نهج البلاغة 15: 174) ولا نعلم من بدل وحرّف في تاريخ الطبري المطبوع فحذف (ورواه ثقات الأمة)، وهي شهادة بأن هذا اللعن كان مشهوراً معروفاً لدى المحدثين بل رواه ثقاتهم. بل يكفي أن يذكره المعتضد في كتابه إلى الأمة وهو خليفة المسلمين إذ لا يصح منه في مثل هذا المورد أن يأتي بالضعيف والمشكوك وهو بمثابة إعلان عام لرعاياه ومنهم العلماء والمحدثين الكبار.
رسول الله يلعن معاوية بن ابي سفيان
العرض العادي
