العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية المهاجره رفحاء
المهاجره رفحاء
عضو برونزي
رقم العضوية : 62851
الإنتساب : Nov 2010
المشاركات : 438
بمعدل : 0.09 يوميا

المهاجره رفحاء غير متصل

 عرض البوم صور المهاجره رفحاء

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
Waz7 الجزء الثالث: تحليل لطبيعة الانتفاضة وتفنيد شبهات أعدائها
قديم بتاريخ : 15-07-2011 الساعة : 12:04 AM


الجزء الثالث: تحليل لطبيعة الانتفاضة وتفنيد شبهات أعدائها


اذا تخلى البعض ولو لبرهة عن هويته الحزبية او ايديولوجيته الضيقة او تعصبّه الطائفي... فسيجد ان مجمل هذه الشعارات تطرح قيما دينية وانسانية وثورية واخلاقية تُلخص جوهر مشكلة الشعب العراقي... أي مشكلة الظلم والاضطهاد القومي والطائفي وانتهاك حقوق الانسان واقصاء الاغلبية عن دورها.. وفرض حزب السلطة بالقوة على الناس...
الدين كهوية وتراث وانتماء.. هو من اهم مقومات الشخصية العراقية المعاصرة ومدرسة اهل البيت عليهم السلام التي قادها عدد من ائمة الهدى الذين دفعوا حياتهم جميعا (اما قتلا بالسيف او السم) فضلا عن سنوات السجن والتشريد ثمنا لمواجهة الظلم والظالمين والمطالبة بحقوق الفقراء والمسحوقين وثمناً لمواجهة السلطات الطاغوتية المُستغلة للدين ولوعاظ السلاطين كوسيلة للتسلط والنهب والطغيان.. تلك المدرسة شكلت ومنذ مئات السنين الضمير الثوري الكامن في شخصية الفرد العراقي.. خاصة اذا ما علمنا بان دم الحسين عليه السلام رمز الثورة ضد الظلم والطغيان قد اريق على ارض العراق وقبور خمسة اخرين من اولئك الائمة المجاهدين تضمها تربة العراق الطاهرة.. وبقيت ذكرى تلك الدماء الطاهرة معينا للعديد من الثورات والانتفاضات والنهضات التحررية في تاريخ العراق القريب والبعيد... ويخطأ من يحصر هذه القيم بالشيعة... بل هي قيم وتراث كل العراقيين..
لم يكن عبثا تسمية اول فوج للجيش العراقي قبل اكثر من ستين سنة بـ (فوج موسى بن جعفر الكاظم) عليه السلام ولم يكن عبثاً تسمية احدى الخطوط الصدامية في الحزب الشيوعي العراقي قبل اكثر من نصف قرن في جنوب العراق، بـ (خط الحسين)- راجع كتاب صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي- عزيز الحاج- صدر في السبعينات- ولم يكن اعتباطا ذلك الاهتمام الفائق الذي كانت تبديه عناصر جمع المعلومات في السفارة البريطانية في بغداد في الخمسينات والستينات/وقبلها/ في رصد التفاصيل الدقيقة عن المواكب والشعائر الحسينية في الفرات الاوسط والجنوب، ورصد تأثيراتها على السلطة في بغداد... (راجع المصدر13) كما عبرت السياسات والاساليب التي اعتمدتها انظمة الحكم التي تعاقبت على الحكم في بغداد، وخاصة آخرها نظام صدام، في التعامل مع ظاهرة الالتزام الديني وظاهرة الشعائر الحسينية في المجتمع العراقي، والتي تراوحت من التملق وافساح مجالات محدودة لها ثم مواجهتها بالعنف والقمع والسعي لاستئصالها ثم العودة الى التعامل النفاقي معها والعمل على توظيفها لصالح النظام وسياساته... وهكذا، نقول عبرت تلك الاساليب عن معرفة ووعي كاملين بعمق جذور هذه الظواهر في الشخصية العراقية من جهة وبقدرتها على تعبئة الجماهير وتحريكها ضد السلطة الظالمة وضد اعداء الشعب والوطن...من جهة اخرى.
وبالرغم من كل ذلك يريد البعض وبتسطيح مفتعل ان يلغي قيمة تلك الشعارات والقضايا، وارهاب الجماهير التي تحملها بتهمة النزعة الطائفية او التبعية للجارة الشرقية..
الغريب حقا ان الذين استنكروا الشعارات الدينية (والتي سماها البعض الهتاف الطائفي السيء الصيت) للمنتفضين لم يستنكروا شعار النظام الذي كتب علي دبابات الحرس الجمهوري التي اقتحمت مدن الانتفاضة وعلى بيوت الثوار التي تم تهديمها... أي شعار (لا شيعة بعد اليوم).
الذين استنكروا شعارات المنتفضين الاسلامية والمذهبية، تحالفوا وصفقوا لسنوات طويلة لأبشع نظام دكتاتوري قمعي مارس لأكثر من ربع قرب من الزمان اضطهاداً طائفياً وقومياً لا مثيل له ضد اوسع قطاعات الشعب العراقي.
ثم لنتسائل وببساطة: اذا كان من حق كل شعوب العالم ومن حق كل الجماعات الاتنية في مختلف المجتمعات ان تطالب بان يكون حكامها من اوساط الاكثرية، وهو حق تفتخر به الديمقراطيات الحديثة، لم لا يحق للاغلبية الشيعية العربية في العراق ان تطالب بحاكم جعفري، خاصة وهي ترى ان وطنها العراق ومنذ ما يسمى بالاستقلال (أي منذ اكثر من 78 سنة) تنتمي (نخبة السلطة... وموارد القوة تتكثف وتزداد تركزا في ايد اقل فاقل، كلما كان اصحاب هذه الايدي ينحدرون مباشرة او غير مباشرة من بلدات ونواحي الشمال الغربي... ثم لا تزال موارد القوة تزداد تركزا إلى ان تنحصر تقريبا في مساحة البؤرة الصغيرة المتلاحمة قرابيا ومكانيا، والمنحدرة ما من مدينة تكريت او من حي التكارتة في بغداد..) وبالمناسبة الفقرة بين القوسين ليست مني بل هي لكاتب خليجي.(12)
لماذا لا يحق للاكثرية الشعبية في العراق ما يحق لغيرهم؟ أليس الحاكم الجعفري الملتزم بالإسلام وبخط وخل اهل البيت عليهم السلام افضل واشرف من الأشقياء الأراذل والقتلة وأولاد الشوارع الذي يحكمون العراق منذ ثلاثين سنة ولا يزالون...؟ ولا رصيد لهم سوى التفاني في خدمة الدوائر الاجنبية المعادية للعراق؟ لا يحمل احدهم شهادة حقيقية ولا ينتسب لعائلة او عشيرة معروفة ولا يحمل مؤهلا علميا او اخلاقيا او سياسيا ذو قيمة... وحتى الرتب العسكرية التي يضعونها على اكتافهم فهي كاذبة وزائفة.. لا يجيدون سوى الكذب والقتل والتذلل للاجنبي والتجبر على الشعب، او ليس القائد الجعفري الذي يريده الشعب العراقي عربي القومية وعراقي الانتماء؟
بالطبع لم تقم أي قيادة شيعية معارضة سواء من التيار العلماني او من التيار الاسلامي برفع شعار (ما كو ولي الا علي ونريد حاكم جعفري) بل وذهبت قيادات المعارضة الاسلامية العراقية (في الوسط الشيعي) لابعد من ذلك (وربما بخلاف ما تتوقعه قواعدها الشعبية الواسعة) حينما صرحت وبصورة علنية وفي اكثر من مناسبة بانها تقبل ان يكون حاكم العراق من أي مذهب اسلامي شرط ان يكون عادلا وحافظا لحقوق الاخرين ومدافعا عن حقوق كل ابناء الشعب... فهي لا تعمل لدولة شيعية ولكنها تعمل لدولة عراقية لا تستمر في اضطهاد الشيعة وباقي مكونات الشعب العراقي...
الا ان هذه القيادات وفي الوقت الذي لا ترى ذلك الشعار شعارا طائفيا سيء الصيت، ترى ان من حق الجماهير ان ترفع الشعارات التي تنسجم ومعتقداتها...
نعود لنناقش بعض آراء المدير السابق للاستخبارات العسكرية العراقية:
لا يكفي ما اورده من ادلة من قبيل: تحشيد ايران لبعض الفرق العسكرية وتحشيد قوات المجلس الاعلى في الاهواز ودزفول وقصر شيرين (وهو خبر عاري عن الصحة)... وظهور شبكات لاسلكية داخل العراق... لا تكفي مثل هذه الشواهد على ان الانتفاضة جاءت من الخارج..
نعم... لم تكن الانتفاضة عفوية! ولكن ليس بمعنى ان دولة مجاورة وقيادات معارضة في الخارج ارسلت المتسللين ووضعت خطط للتآمر على النظام وزعزعة الامن العام...الخ..
وانما عدم عفويتها حصل من ان حدثا بهذه السعة والضخامة والانتشار لا يمكن ان يكون عفويا... وانما هو نتيجة طبيعية لمعاناة طويلة ولعدة اسباب وعوامل اهمها:
1. ظلم السلطة وطغيانها الذي بدأ عام 1968 وتصاعد واستمر حتى بلغ ذروته خلال الحرب العراقية الايرانية وبعد انتهائها، ونادرا ما نجد عائلة او قرية او مدينة عراقية سلمت من الظلم والقمع والاضطهاد، حتى يمكن القول بان العراقيين لم يكرهوا نظاما مثل كرههم هذا النظام ولم يبغضوا حاكما مثل بُغضهم لصدام.
2. وجود قوى معارضة حقيقية وفاعلة عملت لسنوات طويلة وقدمت تضحيات كبيرة ولها قواعدها وانصارها، وبقيت تعمل في احلك الظروف، واستطاعت من خلال نشاطاتها وتضحياتها المحافظة على حالة المقاومة لدى الشعب وحالة الاستعداد للانقضاض على السلطة...
3. الظروف الموضوعية المناسبة، والتي يستطيع الشعب العراقي التعرف عليها بحسه الفطري، وهي الظروف التي نشأت بعد غزو قوات النظام للكويت وبدء القصف الجوي للتحالف الغربي ومن ثم بدء الهجوم البري وفرار مسؤولي ورموز السلطة، بحيث شعرت الجماهير بغياب حقيقي للسلطة واجهزتها القمعية في الشارع العراقي، وكانت الفرصة الذهبية التي انتظرتها لسنوات طويلة...
لا يمكن ان نقول بان الانتفاضة لم تكن عفوية- بالمعنى الذي يريد المدير السابق للاستخبارات الايحاء به، ثم نرى مسيرة احداث الانتفاضة وطريقة توقفها وانتهائها... التي تؤكد وبشكل قاطع غياب الخطة المركزية الموحدة وغياب القيادة الميدانية الموحدة وغياب التنسيق بين القواعد المنفذة وبين القيادة السياسية العليا في الخارج وانعدام الخطاب السياسي المدروس والموحد وغياب تأمين الدعم من الخارج وضمان استمراره وهي الظواهر التي تؤكد عفوية الانتفاضة وكونها حدث داخلي عراقي مائة بالمائة.
اما اخطر ما قرأناه من تشويه للانتفاضة بعد اهمالنا بالطبع للعبارة المغرضة التي تطعن بعراقية الالاف من العراقيين من خلال تسميتهم بالـ (بدون)، فهو ما جاء في احدى فقرات مدير الاستخبارات السابق، وذلك في معرض التبرير لموقفه في عدم نصرة الانتفاضة والبقاء في صف النظام آنذاك، حيث يتهم الرتل الكردي القادم من الشمال ورتل (من التيار المتطرف من الجنوب)- هكذا جاء بالنص-، بانهما يريدان ابادة عرب المنطقة الوسطى... ان خطورة هذا التحليل تتبع من انه ينظر لحرب اهلية مستقبلية في العراق.
منذ اوائل الستينات ونحن نعمل في صفوف المعارضة العراقية ومازلنا، الا اننا لم نسمع لحد الان بمثل هذا التحليل للازمة السياسية في العراق... لقد سمعنا عن الصراع الطبقي وسمعنا عن الصراع الحزبي في العراق وعن الصراع القومي – الشيوعي وعن الصراع بين الالحاد والايمان او بين العلمانيين والاسلاميين وعن الصراع بين دعاة الاستقلال وبين انصار الارتباط باحدى مراكز القوى الدولية الكبرى وسمعنا عن اضطهاد قومي وطائفي منظم تمارسه السلطة ضد الاكراد والشيعة والتركمان والاثوريين وسمعنا عن منازعات عشائرية غالبا ما توجهها السلطة لم نسمع وطيلة السنوات الماضية عن صراعات مناطقية.. أي ما يدعيه ضابط الاستخبارات من اتجاهات شمالية وجنوبية لابادة عرب المنطقة الوسطى...
استبعد ان يكون مدير الاستخبارات جاهلا بطبيعة التركيبة القومية والمذهبية لمناطق ومدن العراق المختلفة...
اذا افترضنا بان الرتل الكردي القادم من الشمال يريد ابادة عرب المنطقة الوسطى (وهو بالطبع فرض محال لان الاخوة الكرد غالبا ما كانوا يعتبرون انظمة الحكم الدكتاتورية في بغداد هي المسؤولة – وليس عرب الوسط والجنوب- عن حملات الاضطهاد والابادة في الشمال، ولم يحصل طيلة سنوات الثورات التحررية الكردية ان شهدنا زحفا من كردستان العراق باتجاه الوسط او الجنوب... بل كانت المقاومة في نفس مناطق الاخوة الكرد ضد هجمات قوات السلطة المركزية...) ولم نسمع ان الاكراد قتلوا عربا بناء على انتمائهم القومي، نقول اذا افترضنا ذلك وفرض المحال ليس بمحال كما يقولون، فما هو السبب الذي يدعو الرتل القادم من الجنوب وهو عرب اقحاح ان يتحركوا لابادة عرب المنطقة الوسطى الذين يشتركون مع معظمهم بالانتماء القومي والمذهبي ويسشتركون مع بقيتهم بالانتماء القومي العربي والديني الاسلامي؟.. اما اذا كان مدير الاستخبارات السابق يريد ان يقول وبلغة مقدمة بان شيعة الجنوب (لا تنسوا انه اختص الرتل القادم من الجنوب بمصطلح- التيار المتطرف- وهو ما يؤكد انه يعني الشيعة) تحركوا في الانتفاضة لابادة عرب الوسط.. فهو كذب محض وتحريف خطير له اهدافه المستقبلية، لاشك انه يعلم بان بغداد وهي قلب المنطقة الوسطى تضم اكثر من ثلاثة ملايين عربي شيعي كما تضم الافا من العراقيين ذوي الاصول الكردية (اكراد سنه، واكراد شيعة)، وهكذا هناك كرد وعرب وتركمان سنة وشيعة في اقصى الجنوب في البصرة وغيرها... فما معنى ذلك الادعاء الكاذب عن الرتل المتطرف من الجنوب الذي كان يريد ابادة عرب المنطقة الوسطى...
يعلم ثوار الانتفاضة وشهودها قبل غيرهم طبيعة الاختلاق والتزييف في مثل ذلك التحليل الغريب.. وقد قرأتم في صفحات الانتفاضة في المدن المختلفة طبيعة الاهداف التي كان يهاجمها الثوار، وكلها كانت ذات صلة باجهزة قمع السلطة من امن واستخبارات وحزب السلطة وماشابه... ولم تكن تختص بقويمة او طائفة معينة... وكما كان هنالك قتلى سنه من اجهزة النظام كان هنالك قتلى شيعة من مرتزقة السلطة، ولعل عددهم اكثر من زملائهم السنه، علما ان اسطورة القتل مبالغ بها من الاساس بل ان عدد مجموع القتلى من مرتزقة النظام قياسا لحجم الانتفاضة من جهة ومقارنة مع نظيراتها في العالم تكشف لنا ان عدد من قُتِل قليل جدا. اذن فاذا كانت هذه حقيقة الانتفاضة وليست تلك التي يريد ترويجها المسؤول السابق للاستخبارات، واذا كانت الحياة السياسية العراقية المعاصرة لم تشهد مطلقا صراعات سياسية قائمة على اسس من قبيل عرب جنوب وعرب وسط وشيعة جنوب واكراد شمال... الخ فما هو بالضبط الهدف الذي يسعى اليه ضابط الاستخبارات من وراء ذلك التنظير الخطير؟
بالطبع أول من ارسى اسس هذه المدرسة في التعاطي مع الاوضاع السياسية في العراق هم البريطانيون وكان منظّرهم في ذلك ساطع الحصري التركي الذي كان ينظر للقومية العربية لكنه لا يستطيع نطق اللغة العربية بسهولة، وذلك بعد ان واجهتهم عسكريا وسياسيا الاغلبية العربية في الفرات الاوسط والجنوب، ا كانت هذه حقيقة الانتفاضة وليست تلك التي يريد ترويجها المسؤول السابق للاستخبارات، واذا كانت الحياة عدد من قتل قليل جدا. فتوجهت السياسة البريطانية الى اقصاء الاغلبية الشعبية عن أي دور في واقع العراق ومستقبله وتوجهت ايضا الى ايجاد اقليات واوساط مرتبطة مصيريا بالدعم الخارجي وتمكينها من مسك الدولة والاوضاع، ولم تعجز السياسة البريطانية عن توظيف الحساسيات الطائفية والتنوع القومي والديني والعشائري اضافة الى الامتيازات الاقتصادية التي تقدمها الشركات الاجنبية.. وجاءت انظمة الحكم المتعاقبة والتي كانت اغلبها مرتبطة بالنفوذ الغربي/ باستثناء فترة قصيرة من حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله/ لتُكرّس تلك الاسس والقواعد... فاصبحت للسلطة لغتها ومصطلحاتها السياسية الخاصة... فالمعارضة الشعبية تساوي مجموعة من المشاكسين او الغوغاء الاغراب والاغلبية العربية الشيعية التي تعود اصول بعض عوائلها في العراق قبل الفتح الاسلامي وبعده الى تسعمائة او سبعمائة سنة هم عجم في عرف السلطة، بينما يتم تسمية ابناء بعض المجاميع المجهولة الاصول التي تقيم في القرى البدوية من المنطقة الغربية بعرب المنطقة الوسطى مع ان بعضهم لا تفصله عن الاصول الغجرية التركية (اسمهم المحلي قرج) أو الألبانية والشيشانية سوى سنوات قليلة، بل وان القاب بعض العوائل السياسية المتنفذة في العهود السابقة كانت واضحة الدلالة على اصول غير عربية، ولكن ابناء نفس تلك العوائل المتنفذين في السلطة كانوا يصدرون القوانين التي تحرم الملايين من ابناء الوطن من شهادة الجنسية بذريعة عدم عروبتهم... والمقياس كان واضحا هو مدى الانخراط في خدمة المشروع السياسي الغربي في العراق ومدى الارتباط بالسلطة الدكتاتورية المتخلفة، ومن العجيب ان ابناء كيلان الايرانية كانوا من اول من نفذ السياسات الاجنبية في تصنيف ابناء العراق الاصلاء بأنهم من الاجانب.
ليعترف البعض – والاعتراف بالخطأ فضيلة – بخطأ موقفه في مناصرة السلطة الهمجية في بغداد عند اندلاع الانتفاضة، بدلا من المكابرة والسعي لطرح تنظيرات وهمية تحمل في طياتها مخاطر كبيرة لمستقبل الوطن...
من ابسط تلك المخاطر الحروب الاهلية والتصفيات العرقية والمذهبية... والنتيجة وطن ممزق وضعيف سيكون بالتأكيد لقمة سائغة للطامعين والمتربصين... وللاسف العديد من المظاهر تشير الى ان الاحداث سائرة بهذا الاتجاه، الا اذا تدارك الامر المخلصين من ابناء كل القوميات والمذاهب والاديان في العراق.
واذا كان هذا البعض يطمح الى موقع سياسي او دور سياسي بارز في الساحة العراقية في المستقبل، فالطريق لا يمر عبر تقسيم الشعب العراقي الى فئات واوساط متعادية ومتحاربة وبالتالي ادعاء تمثيل احدى تلك الفئات المهددة... وذلك بالتناغم مع مخططات غربية وصهيونية يهمها جدا ان لا ترى العراق واحدا موحدا وقويا... وانما يمر الطريق من خلال التخلص من الخط الفكري والسياسي والاخلاقي الخاص بنظام صدام وادانة الممارسات السابقة والانحياز الى صف الشعب.. كل الشعب والتفاني في خدمته والدفاع عن مصالحه وآماله..
اما اذا كان الغرض من ذلك التنظير هو المحافظة على العديد من القتلة والجلادين المحيطين بالطاغية والمغموسة ايديهم حتى المرافق بدماء الابرياء من ابناء العراق، من خلال تسميتهم بعرب الوسط وما هم من الوسط وليكونوا بمثابة الرأسمال المضمون لاي بديل دكتاتوري عميل قادم.. فهو امر لا يقبله الشعب العراقي الذي دفع ثمناً باهضا جداً خلال مواجهته لنظام صدام.
اما كتاب (القسوة والصمت) فقد كان قاسيا جدا في اتهامه للانتفاضة بانها (فتحت جحيم جهنم بشرية.. قتل وغدر وخيانة وجرائم انتقام ونهب وابادة جماعية)، وان كان قد ذكر بعض ايجابياتها..
المشكلة في منهج هذا الكاتب، انه يسعى للتظاهر ببعض سمات المنهج العلمي في الكتابة (شهود ومصادر وحواشي) ولكن بالحدود التي تتناسب والقناعات المسبقة التي يريد الوصول اليها والمتكونة بالاساس من ايديولوجية فكرية معينة ومن التزام سياسي خاص يمكن التعرف عليه بدقة من خلال تأريخه وعلاقاته ومواقفه السياسية.. بل ومن خلال طبيعة الاستنتاجات التي يطرحها في كتابه.
لا يجد المرء صعوبة في ان يكتشف بان مؤلف القسوة والصمت يهتم كثيرا بحالات القسوة في العالم العربي بينما لا يجد سببا (وربما فرصة) لتسليط الاضواء على القسوة الاسرائيلية...
ولا نجد صعوبة ايضا في اكتشاف موقفه المفرط في السلبية تجاه الاسلام والتطبيقات السياسية بأسم الاسلام في هذا العصر وتجاه الحركة الاسلامية المعاصرة... فهو يقبل المعلومة بسرعة ان كانت تنسجم مع قناعاته المسبقة، فكتاب (سمبسون- من منزل الحرب) الذي يشير اليه وعبارة (مقابلات مع مواطنين عاديين) تؤكد قصة سمبسون وتجعل الكاتب مقتنعا جدا في ان المنتفضين اعلنوا جمهورية اسلامية شيعية في البصرة، وهو الامر الذي لم يحصل على الاطلاق، ونتحدى تقديم أي دليل علمي قاطع على وجود تلك الجمهورية ولو ليوم واحد (وبالمناسبة فالبصرة من المحافظات التي لم تسقط بكاملها في ايدي الثوار...) وما روته له (ام حسين) التي تعترف بنفسها بان ثلاثة من اقاربها العاملين مع السلطة قد قتلهم المنتفضين، جعلته مقتنعاً بنشر كل الصفات السيئة التي ألحقتها هذه السيدة بثوار الانتفاضة وطرحها كحقائق في كتابه.
لا يعجز الكاتب.. أي كاتب في ان يجد شهودا لحدث ضخم كالانتفاضة... يتحدثون كما يحب ويتمنى هو... او يتحدثون بأحاديث فيها امكانية انتقاء ما يتناسب وقناعاته الايديولوجية ومواقفه السياسية المسبقة.. وهو بالضبط ما فعله مؤلف القسوة والصمت..
ولكن كم يستطيع مثل هذا الكاتب ان يقنع نفسه (ولا نقول غيره) بانه كان امينا على المعلومات وملتزما بالمنهج العلمي في البحث ومحايدا في التحليل... وكم كان حريصا على مصالح شعبه ووطنه الاصليين..
وسنتناول اراء خاطئة وخطيرة اخرى طرحها مؤلف القسوة والصمتن وذلك في الفصل الخاص بنقد المنهج الطائفي في توصيف الازمة العراقية في خاتمة الكتاب.


لـندن – 1998


المصـادر:
1. ماذا حصل في أواخر 1990م وهذه الأشهر من عام 1991 ولماذا حصل الذي حصل؟ مقالات صحيفة الثورة الحكومية في بغداد – نيسان 1991.
2. حرب تلد اخرى – سعد البزاز – الأهلية للنشر والتوزيع –عمان-1992-الطبعة الثانية.
3. حرب الخليج – أوهام القوة والنصر –محمد حسنين هيكل – الطبعة الأولى -1992م- مركز الأهرام للترجمة والنشر – القاهرة.
4. مقالة – قراءة مريبة في التركيبة الطائفية للمجتمع العراقي – القسم الاول- علاء اللامي-صحيفة القدس العربي- لندن – العدد2427 – 26 شباط 1997.
5. مقالة – حذار التدخل الأيراني – هدى الحسيني – صحيفة الشرق الاوسط طبعة لندن – العدد 6175 في 25/10/1995.
6. القسوة والصمت – كنعان مكية – دار الساقي- لندن- الطبعة الاولى 1994.
7. من مقابلة لسكرتير الحزب الشيوعي العراقي السابق عزيز محمد – مجلة الوسط-العدد12 – السنة الثانية – ايلول 1997.
8. هزائم صدام – اللواء الركن وفيق السامرائي – كتاب في حلقات في القبس الكويتية – الفترة من 17-19/11/1996.
9. شيعة العراق – أسحق نقاش – منشورات المدى – الطبعة الاولى 1996.
10. مقالة – اتفاق خليجي على تعطيل المشروع الإيراني للتغيير في العراق – هدى الحسيني – الشرق الاوسط – العدد 6610 في 2/1/1997.
11. الرميثة – مدينة ثورة العشرين في قلب الانتفاضة – صحيفة نداء الرافدين – دمشق – السنة الاولى العدد العاشر في 27/6/1991.
12. مقالة العروة المفقودة بين قوى المعارضة العراقية تنتظر أن يملأ البطل العربي السني مكانه – حافظ الشيخ – صحيفة الشرق الأوسط – العدد الصادر بتاريخ 31/3/1992.
13. شيعة العراق بين الطائفيه والشبهات في الوثائق السريه البريطانية 1963-1966 – د.حامد البياتي – دار الرافد – لندن – الطبعة الاولى 1997.


صوت الحرية
اكرم الحكيم


توقيع : المهاجره رفحاء
من يلـهـــه المرديـــان المــال والأمل
لم يــدر مــا المنجيـان العلـم والـعمل
يا منفق العمـر فـي عصيـان خالــقـه
أفق فانك من خــمر الــــهوى ثمــــل
من مواضيع : المهاجره رفحاء 0 حنان الفتلاوي تؤكد ما نشرته وكالة انباء براثا حول صرف النجيفي مبلغ 350 مليون دينار كم
0 الصدر يدعو إلى تظاهرات مليونية بعد العيد لانقضاء المهلة الممنوحة للحكومة
0 نواب وعاملون في السجون:اطلاق سراح البعض بـ (60) الف دولار وسجين يصل وارده اليومي الى(
0 مخطط كبير تقوده السعودية لاسقاط المنطقة الغربية لدعم امداد عملائهم السلفيين في سوريا
0 الساري يدعو إلى حل المشاكل مع دول الجوار دبلوماسيا ويؤكد ان تصريحاته بشأن ايران تم اق
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:10 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية