|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 66266
|
الإنتساب : Jun 2011
|
المشاركات : 93
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
إسلام آل محمد
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 20-10-2011 الساعة : 02:34 PM
مسألة: لا تخلوا ثورةٌ أو انتفاضة أو حراكٌ مطلبي أو إصلاحي من وجودِ السلبيات، أو على الأقلِ من وجودِ ((مخالفة ما هو أولى))، فإذا أردنا حركة أو ثورةً لا تحتوي على أية سلبية فهذا يلزمُ (((أن يكونَ كل المشاركين فيها من قياداتٍ وجماهير كلهم معصومون عن الخطأ، فعندها سنحصل على حركةٍ ليس فيها حتى سلبية واحدة)))، فإن أي حركة يكون فيها ولو شخصٌ واحد فقط غير معصومٍ عن الخطأ، فحينها تكون احتمالية دخول بعض الأخطاءِ في تلك الحركةِ واردة، فما بالك وعدد المعصومين في دين الإسلامِ هم 14 فقط!!؟؟ بالالتفات إلى ذلك نصل إلى نتيجةٍ عقلائيةٍ مسلمة وهي أن كل الحركاتِ أو الثوراتِ الإصلاحية واردٌ فيها الخطأ، فالمعصومون وكما أسلفنا عددهم 14 فقط.
فهذه حروبُ النبي (ص) ورغم أن قائدها هو أعظم الخلق قاطبة فإنَّ بعضاً منها اشتملت على عدد من السلبياتِ بسبب أن المشاركين فيها ليسَ كلهم معصومون، حيث أن المعصومين الذين شاركوا في حروبِ النبي (ص) هم اثنان فقط، وهما النبي (ص) نفسه، وعلي (ع)، بينما المشاركون الآخرون فيهم المنافقون وأصحابُ المصالح والمتسلقون والجهلة والسذج والبسطاء، ولهذا فقد احتوت أكثر من حربٍ من حروبِ النبي (ص) على سلبياتٍ قاتلة بسبب وجود أمثالِ هؤلاء، فهذه ((أحد)) على سبيل المثال وبسبب وجودِ أصحابِ المصالحِ والجهلة قد انتهت بهزيمة المسلمين حينما خالفوا أمر النبي (ص) ونزلوا من على الجبل، وغير ذلك من حروبه (ص).
وهذه صفين ورغم أن قائدها هو ثاني أعظم الخلق وهو علي (ع) إلا أنها أيضا وبسبب وجود الجهلة وأصحابِ المصالحِ احتوت على بعضِ السلبيات.
وأبرزُ سلبياتها هو تضييع النصر المحقق حينما انجرَّ السفلةُ ((الذين أصبحوا خوارج فيما بعد)) لحيلة عمر ابن العاص المتمثلة في رفعِ المصاحف.
وكذلك حرب الحسن (ع) مع معاوية لعنه الله، فقد كان جيشه روحي فداه مزيجا من السفلة وأصحاب المصالح، إذ خانوه مما اضطره مجبرا لإجراء الهدنة مع معاوية لعنه الله.
أما واقعة كربلاء المقدسة، فهي الوحيدة من بين الوقائع في تاريخ الإسلام التي لم تحتوِ على أية سلبية بتاتا، وذلك أن الله تعالى هو الذي اختار المشاركين فيها، فقد ورد عن أئمتنا (ع) أن أسماء أنصارِ الحسين (ع) كانت مكتوبة عند أهل البيت (ع) قبل الواقعة بكثير.
أما المشاركون في سائر حروب الإسلام فلم يكن اختيارهم من قبل الله تعالى مثلما حصل في واقعة كربلاء، وإنما كان النبي (ص) وعلي (ع) يستنهضانِ عموم الناسِ للمشاركة، فعندها ينضم خليطٌ من الناس فيهم المخلص الوفي وفيهم المنافق الزنديق الساعي وراء المصلحة، مثل قزمان لعنه الله الذي روى قصته شيخنا الحبيب أيده الله في السلسلة الشريفة كيف زيف الإسلام.
مسألة: الثورة البحرانيةحالها كحالِ سائر الثورات في التاريخ ((غير ثورة كربلاء الممتنعة عن السلبيات بسبب اختيار الله للمشاركين فيها))، فثورة البحرين من الطبيعي أن تحتوي على بعض السلبيات، إلا أن تلك السلبيات لم تؤثر على المجرى العام للثورة ولله الحمد وذلك بسبب وجود المخلصين، وبسبب دعم المؤمنين والعلماء الأجلاء في الخارج، وعلى رأسهم سماحة العلامة الأجل الشيخ ياسر الحبيب دامت إفاضاته.
ومن تلك السلبيات:-
1- ((شعار إخوان سنة وشيعة)):- فقد قال أمير المؤمنين (ع): الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
والحاصل أن العدو البكري لا يدخل في الصنف الأول، فهم قطعا ليسوا إخواننا في الدين، فنحن على دين محمد وآله (ع)، أما هم فعلى دينٍ مزيجٍ بين آراء كعب الأحبار وعمر وأبي بكر والزانية عائشة لعنهم الله جميعا، وعلى هذا فالصحيح هو أن يتم استبدال شعار ((إخوان سنة شيعة)) بشعارٍ يكون معناه أن علاقتنا بهم من الصنف الثاني ((نظير لنا في الخلق)) لا من الصنف الأول وهو الأخوة, إلا أن شعبنا المظلوم في البحرين وبسبب طيبته وحسن نيته وسريرته قال هذا الكلام، وهو لا يقصد من وراءه شرا ولله الحمد.
2- ((المبالغة في مراعاة مشاعر البكرية)):- فإن كونَ الثورةِ ثورةً تضمُّ كل أطياف سكانِ جزيرة أوالٍ لا يعني أن ((تتنازل الغالبية من أبناءها وهم الشيعة)) عن عقائدهم الحقة.
فقد وصل الحال بالبعض إلى أن يتوقف عن قراءة بعض الخصوصيات المذهبية الشيعية كدعاء التوسل وما شابه (أيام الدوار الخالدة) بداعي مراعاة مشاعر البكرية من أن تجرح، رغم أن هذا الدعاء ليس فيه قدح في رموزهم، ورغم أنه لم يكن يوجد منهم (البكرية) في الدوار إلا النزر اليسير جدا، فقد عرف عن غالبيتهم الولاء المطلق للحكام والولاة الظلمة.
3- (تسلق المتسلقين):- كانت فكرة تفجير ثورةٍ في البحرين فكرةً شبابية بحتة، خطط إليها شباب قرى المقاومة بتوجيهٍ من رموزهم المغيبين الآن خلف قضبانِ آل خليفة، وأما جمعيات المسايرة فقد كانت متحفظةً قبل 14 فبراير من أن تشارك فيه، فقد التقيت شخصيا بأحد كوادر جمعية الوفاق المسايرة (والتي تدعي كذبا أنها معارضة)، فسألته عن موقف أسياده من المشاركة في الثورة، فأجاب أنهم يتحفظون، وعلل سبب ذلك بأنهم يجهلون الجهة المنظمة لـ 14 فبراير، فأجبته بأن أمر الجهة المنظمة ليس خافيا على أحد، فليس هناك جهة معينة منظمة، وإنما الثورة ثورة شبابية.
لكنه أصر على التحفظ، وحينما جاء يوم 14 فبراير وانطلقت شرارة الحراك الشعبي الواسع، ولاحظت تلك الجمعيات المسايرة مدى قوة ونجاح الثورة جاؤوا وانضموا إلى المحتجين في ميدان الشهداء، وقام رموزهم باعتلاء المنصة والسعي للسيطرة على الرأي العام وتوجيهه بالاتجاه الذي يريدون.
هذا كان في بادئ الأيام، لكن ما إن مضت الأيام والليالي وإذا بهم يفصحون عن مكنون ضميرهم الأسود، فقد قامت تلك الجمعيات المسايرة بالانشقاق عن المطلب الشعبي الذي نادى به شعب البحرين منذ 14 فبراير والمتمثل في إسقاط النظام الخليفي الفاقد للشرعية، وأعلنت أنها لا تريد إسقاط نظام آل خليفة، وإنما تريد مملكة دستورية يملك فيها آل خليفة، وادعت تلك الجمعيات كذبا أن هذا النظام قابل للإصلاح، متناسية المرات الكثيرة التي نقض فيها هذا النظام عهوده مع الشعب.
من هنا شقت تلك الجمعيات الناس إلى صفين، فأصيب الناس بالإحباط نسبيا، ولولا ستر الله تعالى، وثبات المخلصين على المطلب الشعبي المتمثل بإسقاط النظام لانحرفت الثورة.
وليت تلك الجمعيات اكتفت بهذا الحد من الانحراف الحقوقي، بل كان دأبها هو معاكسة الإرادة الشعبية دائما وأبدا، ولعل أبرز مثالٍ لتلك المعاكسة هو إقدامها على الدخول في حوار الاستنزاف الصوري الذي أطلقه طاغية البلاد الأكبر حمد عيسى آل خليفة رغم الرفض الشعبي القاطع له.
4- ((خط المسايرة بقيادة البتري المنحرف عيسى قاسم)):- في كل ثورةٍ من الثوراتِ يتواجدُ متسلقون يتسلقون على دماء الشهداء وتضحياتِ الناس وآلامهم، ففي البحرين أنشأ المنحرف عيسى قاسم ((سامري الدُراز)) خطا سياسيا عرف بين شباب النضال والمقاومة بـ(خط المسايرة).
ولهذا الخط مبادئ أساسية يعمل من خلالها، من أبرزها التزام عدم التصعيد المطلبي والقنوع بما هو موجود، ومنها كذلك مخاطبة رؤوس النظام الفاسد بعبارات فخمة، مثل (جلالة الملك)، و(سمو ولي العهد).
نعم هكذا يخاطب أرباب خط المسايرة وعلى رأسهم علي سلمان رؤوس النظام، في الوقت الذي يتكلمون عن شباب المقاومة بأبشع الألفاظ وأقبحها.
5- ((جمعيات المسايرة تثبت أركان النظام الفاقد للشرعية)):- لقد كان النظام الخليفي وبالأخص في آخر أسبوعٍ قبل ضرب الدوار يترنح ترنح المحتضر، فالاقتصاد نزل إلى الصفر، والثوار أغلقوا الطرقات وسيطروا على مفاصل البلد، وذب الشلل التام في مفاصل السلطة وأصبحت أوال مثل جزيرة رعب، حتى جزم الخبراء والمحللون بأن النظام ساقط لا محالة.
وإذا بجمعيات المسايرة بقيادة الوفاق تعيد الروح إلى النظام من جديد بعد أن كان يترنح، وذلك حينما انشقت عن المطلب الشعبي معلنة إنها لا تريد إسقاط النظام وإنما مملكة دستورية.
وهنا شعر النظام بولوج الروحِ فيه ثانية بعد أن رأى من جمعياتٍ تحسب نفسها على الشعب تقف معه.
وهنا يمكننا القطع والجزم بأنه لولا من أقدمت عليه تلك الجمعيات الخائنة لشعبها من وقوفٍ مع النظام لكن قد سقط منذ الشهر الأول للثورة، لكننا نشكو إلى الله ما فعلته بنا تلك الجمعيات، ونسأله أن يعجل بزوالها إذ أنقذت النظام من السقوط بائعة لدماء الشهداء وتضحياتهم.
هذا والحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|