يختلف نوعية ونمط الجيل الحالي عن نمط شباب من هو في مثل عمري. كثير من يرى اننا محظوظون الى حد كبير، لم تتقاذفنا وسائل التسلية والملهيات التي نعيشها ويواجهها شباب هذا اليوم. بالأمس كان التلفاز وربما دور السينما الوسيلتان اللتان لعبتا دورا نسبيا في جذب شباب الأمس، واما اليوم فتقنية التلفاز بقنواتها التي لا حصر لها وفضائياتها وعولمتها والانترنت وأنواع الموبيلات المتجددة التي أصبحت انترنت محمول ...تلعب دورا أساسيا في شد ولع ووقت الشباب.
الكتاب كان هوالمصدر الأساسي للمعرفة وجمع المعلومات وهو الأنيس الجليس والرفيق لأجيال كانت تتوق للبحث والتنقيب. واليوم الابحار في محيط عزيزنا غوغل والمواقع الاستكشافية الاستبصارية الأخرى التي تعطيك خيارات عديدة في شكل ملفات أومجلدات من المعرفة ومصادرها ومحتواها مما يسهم في اعتماد الشباب عليه في حل مسائله وواجباته وهو مستلق على أريكته وأن يقطف الثمار جاهزة مسلوقة.
شباب الأمس سهره استثنائي وعلى غير العادة سهر عبادة أو تحصيل علم ويتوقع منه أن يستيقظ مبكرا ليؤدي واجباته وما كلف به. شباب اليوم نومه مبكرا يوصف من قبل أقرانه بنوم الدجاج. عادة ما تأسره القنوات الفضائية ومحطاتها متحكما فيها بلمسات روموت ليتنقل من فيلم الى مصارعة الى مباراة وغيرها....
وللموضوعية لابد أن نعترف بأن شباب اليوم أثبت مكانته ودوره حيث أصبح واعيا مدركا لما يدور حوله من متغيرات وإن ألهته مغريات التقنية ، ولكنه مازال متثبتا بعبادة ربه حاضرا لمجالس الذكر ملبيا لنداء قدوته ليسلك صراط منهج قويم يبتغي العزة و الكرامة. وعي شباب اليوم حتّم عليه أن يكون له دورا بارزا في المجال الاجتماعي والسياسي والوطني، فأصبح يجسّد معنى الشباب الناهض المتطلع الطموح الذي يرفض أن يخنع أو يغرّر به. انه شباب الواتس أب.