هل ثمة دليل من القرآن على طهارة أهل البيت قبل نزول آية التطهير؟!!!
بتاريخ : 16-04-2012 الساعة : 08:10 AM
قال الله تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
السؤال -وهو شبهة وهابية لاكتها ألسنتهم مؤخراً- كما هو في العنوان :
هل ثمة دليل من القرآن على طهارة أهل البيت عليهم السلام قبل نزول آية التطهير؟!!!.
الجواب بإيجاز شديد :
قال الله تعالى في سورة آل عمران : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ{33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{34} آل عمران .
أقول أنا الهاد : فهذا نص من القرآن الكريم ، أنّ الله تعالى قضى تكويناً أن يكون أهل البيت عليهم السلام ، والنبي سيدهم وأبوهم ، مطهرين قبل ميلادهم المقدّس ؛ فذرية بعضها من بعض صريح ظاهر في الاصطفاء التكويني منذ أن خلق الله آدم إلى يوم القيامة ، وليس هو مقيّد بما بعد نزول آية التطهير ..
إشكال قوي :
قوله تعالى : {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} خاص بالأنبياء فقط ولا يتناول غيرهم عليهم السلام؟!!!!!!
الجواب ببساطة :
الخضر ، طالوت ، مريم ، آصف بن برخيا ، يوشع بن نون ، آسيا ...، المهدي المنتظر عليهم السلام جميعاً ، فهؤلاء كلّهم من ذرية إبراهيم عليهم السلام ، وليسو هم بأنبياء أو رسل عند جمهور العلماء ، ولقد صرّح القرآن الكريم صرّح باصطفاء بعضهم بنحو الاصطفاء التطهيري التكويني ، وهو يتناول البقية بعدم القول بالفصل أو بالأولى ، أو بتحقيق المناط القطعي ..
وعلى سبيل المثال قال الله تعالى : {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }آل عمران 42
والأمر هو الأمر في الخضر وطالوت وآصف والمهدي عليهم السلام ، لما ورد فيهم في القرآن من الاصطفاء والاختصاص والتعيين الإلهي ، ولما قلناه من عدم القول بالفصل ، أو الأولى كما في أهل الكساء من حيث أولوية سيد الخلق محمد على سائر ما خلق الله تعالى ، وأهل بيته منه ، وهو منهم ..
وقال البخاري في صحيحه تعليقاً : {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} ...قال ابن عباس: وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم، وآل عمران، وآل ياسين، وآل محمد صلى الله عليه وسلم. اهـ .
أقول أنا الهاد : يحتاج البسط في هذا إلى كتيب ، يتناول سرداً قرآنياً مرضياً لكل من ذكرناهم عليهم السلام ، لكن هذا ما يسمح به منهج المنتديات ..
الهاد
أنت لم تزل الإشكال بل زدته ...!
فهناك أمران :
الأول : الاصطفاء
الثاني : الطهارة
السؤال المطروح هو : هل كان أهل البيت مطهرين قبل آية التطهير ؟
سبب السؤال : هو أن الله قال :" إنما يريد الله أن يطهركم " و الإرادة تفيد الحال و الاستقبال . في حين لو أنه قال : " إنما شاء الله أن يطهركم " أو " إنما قدّر الله أن يطهركم " أو " إنما أنتم المطهرون " و غيرها من الصيغ الدالة على الماضي لما كان للسؤال داعي . بينما الآية بصيغة المستقبل ، مما يدل أنه في الماضي لم يكن هناك تطهير .
الإجابة التي ذكرها الزميل : الله اصطفى أهل البيت لأنهم من آل إبراهيم ..؟
في حين لم يكن السؤال : هل الله اصطفى أهل البيت قبل آية التطهير ..؟
فالزميل افترض أن التطهير = الاصطفاء ، بينما هما أمرين مختلفين ، من أجل ذلك قال الله لمريم : " إن الله اصطفاك و طهرك " و لوكانا أمرا واحدا لكان حشوا ذكر الثانية بعد تحقق الأولى ...!
بسم الله الرحمن الرحيم ..
إشكالان باطلان لا يفوه بهما عاقل ، بل لم يفه بالثاني حتى اليهود والنصارى ..
فالإشكال الأول : متى اصطفى الله تعالى أهل البيت عليهم السلام تكويناً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجاب الله فقال سبحانه : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ{33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{34} آل عمران .
وهو نص أنّه سبحانه وتعالى اصطفاهم ، وهم نطف في أصلاب آبائهم المعصومين ، لقوله تعالى الصريح : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ) يعنى قبل أن يخرجوا من بطون أمهاتهم عليهم السلام ..
الإشكال الثاني : إنّ الله اصطفاهم لكن لم يطهرهم فالاصطفاء مختلف تماماً عن الطهارة ؟؟؟؟؟؟
الجواب : أنا لم أقل إنّ الاصطفاء = الطهارة ، فلا تدلسوا هداكم الله ، فحاصل كلامي : لا يصطفي الله تعالى لدينه إلاّ طاهراً إجماعاً وقولاً واحداً ، بل هذا معلوم ضرورة لكل مسلم ؛ فقوله تعالى : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ{33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{34} آل عمران .
نص ظاهر صريح أنّ الله تعالى لا يصطفي خبيثاً ، ويدل عليه أيضاً قوله تعالى : {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }النمل59
ولعل الزميلة فهمت : إنّ الله اصطفى فرعون وقارون والسامري ، وقال : وسلام على عبادنا فرعون وقارون والسامري .. وهذا لم يقل به حتى اليهود والنصارى وابن تيمية .
الهاد
قال البخاري : {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران [ص:164] على العالمين يرزق من يشاء بغير حساب} قال ابن عباس: " وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم، وآل عمران، وآل ياسين، وآل محمد صلى الله عليه وسلم .اهـ
وقد جاء في [ تفسير القرآن للشافعي : ج1 ص469 ] ما نصّه : " وقال الشَّافِعِي رحمه الله: دلَّ ذلك على أن الذين أعطاهم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - الخُمسَ هم: آل محمد الذين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عليهم معه، والذين اصطفاهم من خلقه، بعد نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فإنه يقول: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) . فأعلم: أنه اصطفى الأنبياء صلوات اللَّه عليهم، وآلِهم.اهـ
الهاد
ماهذه الإنشائيات التي لا تمس جوهر الإشكال ..؟؟؟!!
حينما قال الله لإبراهيم : " إني جاعلك للناس إماما " .. تقولون أن اسم الفاعل " جاعلك " تدل على الحال و الاستقبال بمعنى أن إبراهيم لم يكن إماما قبل آية الإمامة .
فلماذا تناقضون أنفسكم ؟ ولا تعتبرون قوله تعالى :" إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا " دالة على الحال و الاستقبال ، بمعنى أن الله لم يكن قد أذهب عنهم الرجس و لم يطهرهم قبل آية التطهير ..؟؟!!!
لماذا الإزدواجية و ا لتناقض ؟؟ ... هذا هو السؤال الأول
أما قولك بأن كل مصطفى من الله هو مطهر ضمنا .. فما هو حجتك في ذلك ؟
هل لغة الاصطفاء تعني التطهير ..؟؟ أم هناك دليل شرعي على كلامك ؟؟
و من ثم ،، أنا لم أقل بأن الله يصطفي خبيثا ... و يبدو أنك تقسم الناس إلى قسمين : القسم الأول : مطهر .. و القسم الثاني : خبيث .. فهل أفهم من تقسيمك أنك مطهر لكونك لست خبيثا ؟؟؟
ماهذه الإنشائيات التي لا تمس جوهر الإشكال ..؟؟؟!!
حينما قال الله لإبراهيم : " إني جاعلك للناس إماما " .. تقولون أن اسم الفاعل " جاعلك " تدل على الحال و الاستقبال بمعنى أن إبراهيم لم يكن إماما قبل آية الإمامة .
فلماذا تناقضون أنفسكم ؟ ولا تعتبرون قوله تعالى :" إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا " دالة على الحال و الاستقبال ، بمعنى أن الله لم يكن قد أذهب عنهم الرجس و لم يطهرهم قبل آية التطهير ..؟؟!!!
لماذا الإزدواجية و ا لتناقض ؟؟ ... هذا هو السؤال الأول
أما قولك بأن كل مصطفى من الله هو مطهر ضمنا .. فما هو حجتك في ذلك ؟
هل لغة الاصطفاء تعني التطهير ..؟؟ أم هناك دليل شرعي على كلامك ؟؟
و من ثم ،، أنا لم أقل بأن الله يصطفي خبيثا ... و يبدو أنك تقسم الناس إلى قسمين : القسم الأول : مطهر .. و القسم الثاني : خبيث .. فهل أفهم من تقسيمك أنك مطهر لكونك لست خبيثا ؟؟؟
إذا تسمحلي أخي الهاد مع التقدير ....
الله تعالى شأنه في مقام تنزيه أهل بيت النبوة عن الرجس, فقوله تعالى: (( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )) ناظر الى أنّه عز وجل إنما يتصف بإرادة تنزيه أهل بيت النبي(ص) عن الرجس, ويستمر في هذا الاتصاف, ولا نظر للكلام إلى أنّه يتصف بها في الحال, ولم يتصف بها من قبل, بل تبيين ضمير المخاطب بقوله تعالى ((أهل البيت )) تنبيه على أنّه تعالى شأنه إنما يريد إذهاب الرجس عنهم من جهة أنهم أهل بيت النبوه, وهذه الخصوصية ثابتة لهم في الماضي والحال والاستقبال, فلا مجال حينئذ للتفكيك بين الأزمنة, وتعلق الإرادة بالتنزيه في الحال, دون الماضي...
وأيضاً قد أجمع المسلمون سنة وشيعة ـ وكما دلت عليه بعض الروايات ـ أن النبي(ص) داخل ومشمول في مدلول آية التطهير, وهو لا يتصور في حقّه(ص) أن يكون الرجس موجوداً قبل نزول الآية وأن الله أذهبه عنه بعد ذلك, وكذلك لا يتصور هذا المعنى في حق السيدين الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ اللذين كانا صغيرين حين نزول الآية, إذ كيف يتصور وجود الرجس في حقهما في هذا حتى يتم إذهابه؟!
فإذهاب الرجس والتطهير الوارد في الآية إنما هو على سبيل الدفع لا الرفع, إذ تارة يستعمل الإذهاب ويراد به إزالة ما هو موجود, وأخرى يستعمل ويراد به المنع من طريان أمر على محل قابل له, كقوله تعالى: ((كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)) فإن يوسف (عليه السلام) لم يقع في الفحشاء قطعاً حتى يصرفها الله عنه بمعنى رفعها, وانما هو على سبيل الدفع لا الرفع .. وايضاً حين تقول في الدعاء لغيرك: صرف الله عنك كل سوء وأذهب الله عنك كل محذور. فانك قد تخاطب بقولك هذا ممن لا يكون شيء من ذلك متحققاً فيه ولا حاصلاً له أثناء خطابك له, وانما الخطاب يجري على سبيل الدفع لا الرفع.
ومن ثم تريدين الحجة على أن الاصطفاء يتظمنّ التطهير !!!!
وأي دليل أعظم من الاصطفاء نفسه ؟؟؟
فهل يصطفي الله تعالى من عباده من كان مرتكباً ولو ذنباً واحداً ؟؟؟
أيصطفي الخائن أم الكاذب أم الحاكم الجائر أم أمير شارب للخمر ؟؟؟؟؟
ومن ثم لا تغالطي وتقولي بأن الأخ الهاد قسم الناس إلى قسمين : خبيث ومطهر ...
أكيد الله تعالى لا يصطفى الخبيث ...
ولا يرتضي بأن يكون الخبيث خليفة للمسلمين ...
ولا أميراً للمؤمنين ...
بل يرتضي لذلك من طهره وأذهب عنه الرجس ...
فاعقلي ذلك ....
خلاصة جواب ( أمير القلوب ) هو : نعم ، أقر أن إرادة الله في تطهير أهل البيت يفيد الحال و الاستقبال و ليس الماضي . و لكن و لأن الرسول مشمول في الخطاب ، وحيث أنه قطعا كان مطهرا قبل الخطاب ، فينشأ من ذلك أن أهل البيت كذلك كانوا مطهرين قبل الخطاب ..!
و هذا قول هش لأوجه :
1- لا يصح قياس أي مخلوق بالرسول لانعدام وجه القياس . فكون الله يريد أن يطهر أهل البيت و الرسول منهم ، فالرسول مطهر قبل ذلك كونه رسول الله لا كونه من أهل البيت .. فالقياس باطل .
2- لا معنى للإرادة إذا كان الأمر المراد قد تحقق مسبقا . فالله لن يقول بأنه يريد أن يفعل كذا ، و هو قد فعل أصلا .. فهذا لا يصح لغة أصلا فضلا عن تنافيه مع ظاهر الآية .
3- الفعل " ليذهب " مسبوق باللام .. و لو عكسنا الفعل إلى اسم لتحول إلى مفعول لأجله : إنما يريد الله إذهابا للرجس و تطهيرا لأهل البيت .. و المفعول لأجله يفيد الاستقبال و ليس الماضي .
و عليه ،، فلا مفر أن آية التطهير تفيد الحال و الاستقبال و لا تفيد الماضي بأي وجه ...!
أحسنتم مولانا الفاضل أمير القلوب ، باركه الله تعالى ، مداخلة شريفة ..
الأخت ضيفة الشرف ..
لقد كان حديثنا فقط عن الاصطفاء والتطهير التكويني للذوات المقدّسة (=العصمة) ، ولم أذكر ، النبوة ، ولا الرسالة ، ولا الإمامة من بقية المناصب الجعليّة الألهية ، فما هذا الخلط ؛ فالحديث عنها له محل آخر ، لكم أن تفتحوا له موضوعاً لو شئتم ..
وللتوضيح الخاطف فقط : فنحن نقول إنّ إبراهيم عليه السلام مطهر معصوم وهو في بطن أمه عليهم السلام ، لكن هذا لا يعني أنّه الآن إمام ؛ إذ لا ملازمة بينهما ، بل لم يجعله الله تعالى إماماً مطلقاً إلا بعد أن بعثه نبياً فرسولاً ..
وداوود مطهر معصوم وهو في بطن امه عليها السلام ، لكن الله تعالى بعثه بالنبوة لما صار رجلاً ، فلا ملازمة ..
أما السؤال
ما هو الدليل على أنّ كل من اصطفاه الله تعالى اصطفاءً خاصاً تعيينياً فهو مطهر (معصوم) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالجواب : هذا معلوم ضرورة لكل مسلم ، والقرآن الكريم هو الدليل ، إذ لا يصطفي الله تعالى للعصمة غير المطهر ، والآيات ليست بالقليلة ، بل كل القرآن ناطق بذلك .
بل نحن نطالبك بالدليل من القرآن على العكس ، ودونه خرط القتاد ..!!
الهاد
و هذا قول هش لأوجه :
1- لا يصح قياس أي مخلوق بالرسول لانعدام وجه القياس . فكون الله يريد أن يطهر أهل البيت و الرسول منهم ، فالرسول مطهر قبل ذلك كونه رسول الله لا كونه من أهل البيت .. فالقياس باطل .
استغفري ربك أيها الأخ ضيفة الشرف ، فلقد كذبك القرآن القائل :إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا .
فعلى مبانيكم -أؤكد على مبانيكم- لم يعلم أحد أن النبي مطهر تطهيراً إلاّ بعد نزول الآية ، أليس النبي كان كافراً عندكم قبل البعثة ، لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان كما يقول ابن تيمية ..
أحسنتم مولانا الفاضل أمير القلوب ، باركه الله تعالى ، مداخلة شريفة ..
الأخت ضيفة الشرف ..
لقد كان حديثنا فقط عن الاصطفاء والتطهير التكويني للذوات المقدّسة (=العصمة) ، ولم أذكر ، النبوة ، ولا الرسالة ، ولا الإمامة من بقية المناصب الجعليّة الألهية ، فما هذا الخلط ؛ فالحديث عنها له محل آخر ، لكم أن تفتحوا له موضوعاً لو شئتم ..
وللتوضيح الخاطف فقط : فنحن نقول إنّ إبراهيم عليه السلام مطهر معصوم وهو في بطن أمه عليهم السلام ، لكن هذا لا يعني أنّه الآن إمام ؛ إذ لا ملازمة بينهما ، بل لم يجعله الله تعالى إماماً مطلقاً إلا بعد أن بعثه نبياً فرسولاً ..
وداوود مطهر معصوم وهو في بطن امه عليها السلام ، لكن الله تعالى بعثه بالنبوة لما صار رجلاً ، فلا ملازمة ..
أما السؤال
ما هو الدليل على أنّ كل من اصطفاه الله تعالى اصطفاءً خاصاً تعيينياً فهو مطهر (معصوم) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالجواب : هذا معلوم ضرورة لكل مسلم ، والقرآن الكريم هو الدليل ، إذ لا يصطفي الله تعالى للعصمة غير المطهر ، والآيات ليست بالقليلة ، بل كل القرآن ناطق بذلك .
بل نحن نطالبك بالدليل من القرآن على العكس ، ودونه خرط القتاد ..!!
الهاد
أولا : إذا كنت تتحدث عن تقدير الله ، فالله قدر كل شيء قبل أن يخلق أي شيء . و يدخل في هذا أن إبراهيم كان إماما في تقدير الله قبل أن يخلق الله إبراهيم. و لكن و حيث أننا نتحدث عن التحقق في الكون لا التحقق في تقدير الله ، فكما أن هناك زمن لتحقق الإمامة لإبراهيم فهناك زمن لتحقق التطهير لأهل البيت . و ليس لك أن تجعل التطهير متحقق قبل الخلق و الإمامة غير متحققة قبل الخلق ، و كأن الأولى مقدرة و الثانية ليست كذلك !
ثانيا : أنت تخترع مصطلحات و تخلط بين مصطلحات .. فخرجت إلينا بمصطلح " التطهير التكويني " و بغض النظر عن قصدك من هذا المصطلح ، أسألك : هل تقصد أن معنى الآية هو : إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم التطهير التكويني تطهيرا .. بمعنى أن الله أراد تحقيق التطهير التكويني لأهل البيت ..؟؟
ثالثا : بغض النظر عن معنى التطهير إن كانت عصمة أو غير عصمة .. الإشكال ليس كامن في التطهير بل في أن الله يريد أن يطهر .. و حاصل هذا الكلام أن الأمر المراد تحقيقه غير متحقق قبل الإرادة ، وإلا لا معنى لقوله بأنه يريد أن يفعل .. فافهم !
رابعا : لم تجبني : هل أنت من المطهرين كونك لست من الخبثاء ؟؟ فأنت تقسم الناس إلى هذين القسمين بحيث لا ثالهم لهما !!!