كباقي الثدييات الأرضية التي تتم فيها هذه العملية بشكل لا إرادي .
بتعبير آخر : يقرر الدلفين أن يتنفس تماماً كما نقرر نحن الخروج في نزهة،
حيث يوجد في جسم الدلفين نظام خاص يحميه من الهلاك عندما ينام في الماء
ويستخدم الدلفين النائم نصفي الدماغ بشكل
متناوب كل 15 دقيقة فبينما ينام النصف الأول يبقى النصف الثاني متجهاً إلى السطح للتنفس.
إن خطم الدلفين الموجود في منقاره هو عضو آخر يعينه على السباحة فالدلفين
يستخدم طاقة أقل في أختراق الماء ويسبح بسرعات عالية وتستفيد السفن الحديثة
من خطم الدلفين الذي يشبه القوس المصمم وفق الديناميكية الهيدروليكية
لزيادة سرعتها كما يفعل الدلفين .
يستطيع الدلفين أن يغوص إلى أعماق لا يمكن أن يصل إليها الإنسان. الرقم
القياسي لهذا العمق يحققه نوع من الحيتان يغوص حتى 3000 متر بنفس واحد فجسم
الدلفين أو الحوت مصمم ليتوافق مع هذا النوع من الغوص العميق يجعل تفلطح
الذيل عملية الغوص والعودة إلى السطح أكثر سهولة .
وتعتبر الرئتين من الأعضاء الأخرى التي تساعد في الغوص فعندما ينزل الدلفين
في الماء يزداد وزن أو ضغط عمود الماء فوقه وبالتالي يزداد الضغط داخل
الرئتين لإيجاد توازن مع الخارج (ولو تعرضت رئة الإنسان إلى هذا الضغط
فستتم** في الحال) ومن أجل التغلب على هذا الخطر أوجد نظام خاص في جسم
الدلفين حيث تؤمن حلقات غضروفية متينة الحماية اللازمة للخلايا الرغامية
والهوائية الموجودة داخل رئتي الدلفين .
وهناك نظام آخر من أنظمة الحماية في هذا المخلوق الرائع هو النظام المانع
للانحناء فعندما يغطس الغطاس إلى الأعماق بسرعة كبيرة يواجه هذا النوع من
الخطر (الانحناء أو الالتواء) ويكون سبب الالتواء دخول الهواء مباشرة إلى
الدم وبالتالي تشكل الفقاعات الهوائية في الشرايين. يمكن أن تؤدي هذه
الفقاعات إلى الموت لما تسببه من إعاقة للدوران الدموي إلا أن الدلافين
والحيتان لا يواجهون هذه المشكلة عل الرغم من أنها تتنفس عن طريق الرئتين
والسبب هوأنها تغوص برئتين فارغتين وبما أنها لا تحمل هواء في رئتيها فهي
ليست عرضة للانحناء.
إلا أن هذا يقود إلى سؤال هام إذا كانت رئتاها فارغتين من الهواء فلماذا لا تختنق بسبب نقص الأوكسجين؟
الجواب على هذا السؤال يحمله بروتين " الميوغولبين " الذي يتواجد في أنسجة
العضلات بنسب كبيرة .. يتميز هذا البروتين بجاذبية قوية جداً للأوكسجين في
عضلاته و يستطيع الدلفين أو الحوت أن يسبح دون تنفس لفترات طويلة كما يمكنه
أن يغوص إلى العمق الذي يريده. يحتوي الجسم البشري أيضاً على الميوغلوبين
لكنه لا يمكن أن يتحمل نفس الظروف بسبب حجمه الصغير نسبياً مقارنة بذلك
التصميم الفريد الذي يختص به الدلفين والحوت