فِي هّذا الكَون الـذي يعِجُ بالمُغريَات حيثُ يَكونُ ارتكابُ الذنبِ سَهلاً
بَلْ و متكرراً
فالعَامِل المُساعِد من بَعدِ الشيطان الرَجيم
والذي احياناً قد يكونُ اقوى هو :النَفسُ الأمَارةُ بالسوء
لـِذا فـلا بُدَّ مِن أن نَضعَ ضوابِطاً تحفظُنا من الوقوعِ في الخَطأ
او نلتَفتُ لذاكَ الخَطأ . . بِمُداواتهِ وذلك بالاستغفار
و
لأن رحمةَ الله وسعت كُل شيء
حتى بعدَ الخَطا . .
نَجِدهُ أوجَد لَنا حَلاً يُداوي داء الذنوب
قال الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (لكل داءٍ دواء ودواء الذنوب الاستغفار).
لِذا وَجبَ ان نهز جذع الاستغفار في انفسنا ليساقط الذنبُ منّا . .
وحالات الاستغفار هــِيَ
النَدم :
هَالةُ النَدم التي تُطوقُ الـمُذنب
بَعد ارتكابهِ للذنب مُبَاشرةً . . او بعدَ فترة
هِيَ الـخُطوةُ الأولى نَحوَ الاستغفَار
أخصُ هذا الكلام المُذنب الـعاقِل الـمُتصلُ باللهِ تعالى
لِذا فـ وَجَبَ عَلى كُلٍ منَا ان يُظهرَ النَدمَ امام الخالقِ جلَ وعَلا
علامةً على توبتهِ و اقبالهِ على مرحلةِ الاستغفار
،
الحَرب:
الحَربُ حالةً يعيشها المُذنب بعدَ ارتكابه الاثم مُباشرةً او وقتَ اقبالهِ على مرحلة التوبة التي تتبع مرحلة الاستغفار
و الحربُ تكونُ مع نفسهِ على المعاصي يُساعِدهُ في ذلك الايمان الكامِن في قلبهِ مع يقينهِ التام بأن الله ارحم الراحمين وان تلك الحرب مِنَ المُمكِن ان تنتهي بالانتصار مَعَ وُجود الغفارِ جل وعَلا ..والبُكاءُ خُشوعاً و خَشيةً مِنَ اللهِ عز و جَل واستحياءاً مِنهُ يعتبَرُ سِلاح المُؤمن الوَحيد.،
الاستغفار :
قُدِمَ الاستغفار على سَائرِ الاعمَال لأنه يُطهرُ النفس وينقي القَلبَ ويلينهُ من القسَاوةِ التي خلفتها المَعَاصِي فصلاحُ القلبِ معنيٌ بصلاح الفَرد .. والاستغفارُ أمرٌ من الله عَزَ وَ جَل نتيجتهُ الرحمة الالهية
{..لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[النمل: 46] ..
وانهُ خَلاصٌ مِنَ العَذابِ في الدُنيا
المَعني بهذا عذاب النفس و الضمير فالراحةُ التي يخلفها الاستغفار تبعَثُ طاقةً ايجابية لِكُل اجزاء الجسم لأن اثار الذنوب ما هيَ الا طاقة سلبية تجعل من الانسان بائساً عِدائياً اسودَ القلب فيبثُ هذا السواد للاخرين مخلفاً ذبذات الطاقة السلبية التي تؤثر سلبا على المُحيطين بهِ ، اما عذابُ الآخرة فيبقى بيدِ الله عزَ وجل في حال تقبُلِهِ استغفارنا فبالتأكيد برحمته سيشملنا
{..وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] ..،
التوبة :
أولُ طَريقِ التَوبة يبدأُ بالاستغفار .. والعَفو درجةٌ اعظمُ مِنَ الاستغفار والتوبةُ يُصاحِبُها عَفوُ الله عزَ وجَل
"وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ "لنتذكر انه مهما اقترفنا فـ انَ الله توابٌ رحيملتَكن التَوبَةُ دِرعنا الذي يفصلنا عن العودةِ الى الذنب
{وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90] ..،
الاستغفارُ في الاحاديث :
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأصحابه : ألا اُخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟..قالوا : بلى ، قال (صلى الله عليه واله وسلم) :
الصوم يسوِّد وجهه ، و الصدقة تكسر ظهره ، و الحبّ في الله و الموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره ، و الاستغفار يقطع وتينه ، و لكلّ شيءٍ زكاة وزكاة الأبدان الصيام .ص377
أحِبَتي:
لنَجعل الاستغفارُ عادتنا بَعدَ كُل ذنب .. مهما كانَ الذنبُ صغيراَ ..
فـ ان جعلنا تلكَ العادة تُلازِمنا طيلة حياتنا .. سنبتعدُ عَن الخَطأِ والذنب ..
لنَجعل الاستغفار صديقاً يُهذِبُ الروح ويشعرها بالطمئنينة
لنجعل الذنوب اقل . .
لنتذكر دائماً ان نعمة الاستغفارِ وجدت لان الزمن لا يمكنه العودة الى الوراء لمَحو الخطيئة
لكن الاستغفار والتوبة قادران على مَحوها من سجلاتنا باذن الله عَزَ وَ جل
لتُنبتَ فِي كَفِ الروح .. زهرة الاستغفار
قَال أمير المؤمنين علي عليهِ السلآم :تعطروا بالاستغفار لا تفضحكم رائحة الذنوب شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد - (1 / 5945)225
نثر الدر - (1 / 54)