العرب أقلّ الأُمم قراءة، والأنظمة الحاكمة تدعم التخلّف
بتاريخ : 01-04-2013 الساعة : 01:11 AM
شبكة النبأ
في أحدث الدراسات البحثيّة التي أجرتها بعض المؤسّسات الثقافيّة في بعض البلدان، ظهر أنّ العرب باتوا في أسفل سُلّم الشعوب التي يواظب أفرادها على القراءة، ممّا يعكس انحداراً كبيراً لدى الشعوب العربيّة في المجال المعرفيّ والثقافي والعلمي على حدٍّ سواء، في نزعةٍ كارثية تقود لا محالة إلى التخلّف بكافّة أشكاله.. فيما لم تُرصد هناك أيّ مبادرات جادّة، سواءً من الأنظمة الحاكمة أو منظمّات المجتمع المدني الفاعلة، تسهم في تدارك الخلل المعرفيّ القائم، وانعدام أيّ جهودٍ تُرمّم الانهيار الثقافي السائد بشكلٍ علمي، في حين أظهرت الدراسات أيضاً تفوّق المجتمع الأوربّي وبعض البلدان الآسيوية ببونٍ شاسع في مجال تعاطي القراءة اليوميّة، مقارنةً مع المجتمعات العربيّة، مما يدحض النظريات القائلة بأنّ انحسار القراءة أصبح ظاهرةً يشترك فيها المجتمع الدولي.
• الأوروبي يقرأ 200 ساعة سنوياً، والعربي 6 دقائق!
فقد أجرت مؤسّسة الفكر العربي استطلاعاً لمعرفة مدى اطّلاع الشباب العرب على حركة الشعر العربي، ووضعت قائمةً تضمّ 27 أديباً وأديبة، لقياس معرفة الشباب بهم ومدى اطّلاعهم، في ثلاث نواح: أولها (معرفة واسعة)، والثاني (لم أسمع به)، والأخير (لم أقرأ له)، كما أظهر الاستطلاع أنّ الأوروبّي يقرأ 200 ساعة سنوياً، فيما لا يقرأ العربي أكثر من ست دقائق في السنة!
وأفادت صحيفة (الوطن) السعودية بأنه جاء في الجدول الأول المخصص لخانة (المعرفة الواسعة) إلى الصدارة ثلاثة شعراء من عصور زمنيّة مختلفة، إذ تقدّم الشاعر أحمد شوقي طليعة الأُدباء الذين يعرفهم جيل الشباب، يليه عنترة بن شدّاد، بينما حلّ المتنبّي ثالثاً.
• الشباب العربي لا يقرأ:
وكشف استطلاعٌ للرأي أجرته (ياهو مكتوب) للأبحاث، أنّ ربع سكّان العالم العربي نادراً ما يقرؤون كتباً بهدف المتعة الشخصيّة، أو لا يقرؤون أبداً، ووفقاً لهذا الاستطلاع الذي يتزامن مع اليوم العالمي للكتاب، فقد ظهر أنّ سكّان الأُردن ولبنان والجزائر هم الأقل قراءةً، إذ أشار أكثر من 30 ٪ من المشاركين في الاستطلاع من هذه الدول إلى أنّهم نادراً ما يقرؤون أو لا يقرؤون أبداً.
وأوضح التقرير أنّ الشباب العربي نادراً مايقرؤون، فما يقرب من 30 ٪ من الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 25 سنة نادراً ما يقرؤون أو لا يقرؤون أبداً، ووجد الاستطلاع أنّ 19 ٪ من الناس يقرؤون بانتظام، وأنّ سكّان البحرين ومصر والمغرب هم الأكثر رغبةً في القراءة بنسبة 24 ٪، يليهم سكّان العراق والإمارات العربيّة المتحدة بنسبة 22 ٪، أما أولئك الذين تراوح أعمارهم بين 46 و50 عاماً، فهم الأكثر اعتياداً على القراءة بنسبة 27 ٪، يليهم الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 36 و45 عاماً بنسبة 25 ٪، وخلُص الاستطلاع إلى أنّ الروايات التاريخية هي النوع الأكثر شعبيّةً بين أنواع المؤلّفات في العالم العربي بنسبة 14 ٪ من الأصوات الإجماليّة، تليها الكتب السياسيّة بنسبة 12 ٪، أما القصص الرومانسيّة فهي الأكثر تفضيلاً بين النساء بنسبة 21 ٪ من الأصوات.
وتختلف شعبيّة المؤلفات من بلدٍ إلى آخر، ففي البحرين وقطر تحظى القصص البوليسية بشعبيّةٍ كبيرة، بينما تتمتّع كتب المغامرة بشعبيةٍ كبيرة في الجزائر ومصر، أما في السعودية فتعتبر القصص الرومانسية هي النوع الأكثر شعبيّة، ويبدو أنّ هناك اختلافاً واضحاً في تفضيلات القراءة بين مختلف الفئات العمرية، فالأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 15 و17عاماً يختارون روايات الرعب والتشويق والقصص البوليسية، بينما يفضّل الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 46 و50 الروايات التاريخية، شملت الدراسة 3503 شخصاً من معظم الدول العربية.
• أندونيسيّة تبذل جهوداً جبّارة لحمل الناس على القراءة:
إلى ذلك بذلت كيسوانتي جهوداً جبّارة لحمل الناس على القراءة في أندونيسيا، وهو بلدٌ يدمن مواطنوه شبكات التواصل الاجتماعي ويهملون الكتب، فعلى مدى ستّ سنوات كانت كيسوانتي تجوب الدروب الموحلة في البلدات النائية على متن دراجة هوائية في جاوا الغربية، بصفتها بائعةً لأعشاب طبية، حاملةً معها الكتب على دراجتها لإعارتها إلى الأطفال، إلّا أنّ جهودها المتواضعة كان لها أثرٌ متنامٍ ككرة الثلج، وباتت بلدتها الفقيرة الآن تضمّ مكتبةً حقيقة، وهو أمرٌ نادر حتّى في مدن أندونيسيا الكبرى.
وتقول كيسوانتي (46 عاماً) لوكالة فرانس برس: "القراءة توفّر المعرفة، والمعرفة هي قوّة. ينبغي أن لا يُحرم أحدٌ من القراءة، مهما كان فقيراً".
• القراءة المبكّرة:
ويقول خبراء التعليم: إنّ أحد أهمّ الطرق لمساعدة الأطفال على تعلّم القراءة والكتابة بشكلٍ جيّد، هي أن نقدّم لهم حبّ الكتب. ويقول الخبراء: إنّ الأطفال الصغار يمكن أن يستمتعوا بالنظر إلى الكتب البسيطة، ويمكن أن يخبرهم الآباء بما يدور حولهم، أو يمكنهم الاستماع إلى أصوات الكلمات وقوافيها، وأنّ هذا يساعد في النهاية على فهم معاني الكلمات وتطوير خطابهم ولغتهم. وقال خُمس الآباء الذين شملهم هذا الاستطلاع إنهم انتظرو حتى أصبح أطفالهم في سنّ عامين أو أكثر ليقرؤوا لهم أول قصصهم.
وقالت المذيعة ماريلا فروسترب التي تدعم حملة (استمتع بالقراءة): "كآباء، يمكننا أن نشجّع أطفالنا لخلق حبّ القراءة لديهم في سنّ مبكرة، ولكن يمكن أن يمثّل الأمر تحدياً، وخاصّةً حينما يكونوا مطالبين بالتركيز على العديد من الأُمور".
هكذا حالنا توارثنا هذا الكسل مكتباتنا عامرة
و مجالسنا حافله وقت ما أحتجنا قرأنا بعكس الدول الأجنبية
يدفعواً الأموال الطاله من أجل العلم و الثقافة
و نحن نلهث وراء السراب
لسان حال دولتي
شكراً لك على النقل القيم