[س البغدادي]

هاجم نواب يمثلون أطياف التحالف الوطني، اليوم الاثنين، مواقف النائب أحمد العلواني تجاه قتل رجل الدين الشيعي المصري حسن شحاتة، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وفي حين طالبت تلك الأطياف بضرورة محاسبته أو "طرده" من البرلمان، اتهمه ائتلاف رئيس الحكومة نوري المالكي بالـ"عمالة" للصهيونية وتنفيذ مخططها لإثارة "الفتنة" الداخلية، وعدت كتلة الحكيم أن مواقفه تدلل على "حقده الأعمى"، ودعا الصدريون ائتلافه الذي يتزعمه رئيس البرلمان أسامة النجيفي، لـ"ردعه ليكف عن تصريحاته المستفزة"، فيما شدد حزب الفضيلة على ضرورة قيام علماء الدين وأعضاء المجمع الفقهي بتحديد موقفهم من مثل هذه المواقف.

دولة القانون: العلواني عميل صهيوني يجب طرده من البرلمان

وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود، في حديث إلى (المدى برس)، إن "النائب أحمد العلواني يمثل أداة للصهيونية وعميلاً لها"، مشيراً إلى أن "العلواني معروف بمواقفه المحرضة على الطائفية وإثارة الفتنة والعنف".

وأضاف الصيهود، أن "الصهاينة يسعون لنقل المعركة إلى أراضي المسلمين وإثارة الفتنة بين الشيعة والسنة"، معتبراً أن الذي "يحرض على القتل ويشعل الفتنة هو عميل للصهاينة".

ورأى النائب عن ائتلاف دولة القانون، عدم "وجود وجه للمقارنة بين رجل الدين المصري المغدور حسن شحاتة، وأحمد العلواني"، لافتاً إلى أن "شحاته قتل مظلوماً في حين أن العلواني يحرض على الطائفية".

وانتقد الصيهود أيضاً "تصريحات العلواني ضد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله"، مؤكداً أن "نصر الله هو رجل المقاومة وزعيمها وقاتل الصهيونية".

وطالب النائب عن ائتلاف دولة القانون، بـ"طرد أحمد العلواني من مجلس النواب"، عاداً أن على "البرلمان العراقي ألا يقبل بين صفوفه من هم على شاكلة العلواني".

وكان عضو قائمة متحدون أحمد العلواني، وصف في بعد صلاة الجمعة الموافق (الـ28 من حزيران 2013 الحالي)، رجل الدين المصري الشيعي حسن شحاتة، الذي قتل مع رفاقه على أيادي السلفيين في مصر مؤخراً، بأنه "نكرة"، مضيفاً "فليسمع حسن نصر الله واتباعه وأذنابه بأن نهايتهم أصبحت وشيكة".

وكان مدير مباحث الجيزة المجاورة للعاصمة المصرية القاهرة (جنوبيها)، كشف في (الـ24 من حزيران 2013 الحالي)، عن قيام مجموعة سلفية بمهاجمة منازل مواطنين شيعة في إحدى قرى المحافظة، الأحد (الـ23 من حزيران 2013 الحالي)، منهم رجل الدين الشيعي حسن شحاتة، وقامت بقتلهم وأظهرت مقاطع فديو انتشرت على الانترنيت عشرات الأشخاص الغاضبين وهم يحملون العصي ويقومون بضرب شحاتة واتباعه على رؤوسهم، ومن ثم سحل جثثهم على الطريق.

كتلة المواطن: تصريحات العلواني تدل على حقده الأعمى ولا بد من محاسبته

إلى ذلك طالب النائب علي شبر، عن كتلة المواطن، التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم، بضرورة "محاسبة النائب أحمد العلواني على تصريحاته الأخيرة"، عاداً أنها "تشكل دليلاً على حقده الأعمى".

وقال شبر في حديث إلى (المدى برس)، إن من "غير المنطقي أن يعلن شخص سوي تأييد قتل شخص والتمثيل بجثته لأنه يشجع بذلك على القتل"، مطالباً "الحكومة والقضاء القيام بواجباتهم لمحاسبة من يطلق مثل هذه التصريحات لنزع فتيل الأزمة".

كتلة الأحرار: على كتلة النجيفي ردع العلواني ليكف عن استفزاز الآخرين

على صعيد متصل، طالبت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، قائمة متحدون، بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي، بـ"الحرص على توحيد خطابها الإعلامي كي يتوافق مع برنامجها الذي تحالفت بموجبه مع الكتل الأخرى"، ودعتها إلى "اتخاذ إجراءات رادعة بحق النائب أحمد العلواني الذي ينتمي إليها، لتقويم سلوكه ليكف عن إطلاق التصريحات المستفزة لمشاعر الملايين من داخل العراق وخارجه، مثلما يتوجب اخضاع ذلك النائب للمساءلة القانونية من جراء "تطاوله" المتكرر على الآخرين".

وقال النائب عن كتلة الأحرار، جواد الجبوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن على أي "حزب أو كتلة اتخاذ الإجراءات المناسبة والرادعة بحق أي صاحب صوت نشاز من أعضائها"، عاداً أنه "ليس جديداً على النائب أحمد العلواني إطلاق تصريحات مستفزة لاسيما أنه لم يكن موفقاً في الكثير من تصريحاته".

وأضاف الجبوري، أن "العلواني طالما استفز مشاعر الشركاء، اعتقاداً منه بأنه عندما يفعل ذلك أو يتخندق مع طائفة معينة يفوز بمكسب معين"، معتبراً أن "العلواني سيخسر بالنهاية حتى داخل صفه ومكونه، فضلاً عن خسرانه المطلق للجهات التي يستهدفها، لأنه لم يتوفق في بناء علاقات طيبة على المستوى الشخصي".

وأوضح النائب عن كتلة الأحرار، أن "ما يطلقه العلواني من تصريحات مستفزة بين الحين والآخر وتطاوله على الرموز الشيعية المهمة، وعلى فاجعة إنسان مسلم قتل ظلماً، أعطت مؤشراً على أنه لم يوفق حتى في تمثيل المكون الذي ينتمي إليه"، مستدركاً لذلك "ننصح الكتلة التي ينتمي إليها العلواني، بأن تحرص كل الحرص على توحيد خطابها الإعلامي كي يتوافق مع برنامجها، الذي على أساسه تحالفت معها الكتل الأخرى".

حزب الفضيلة: أين العلماء وأعضاء المجمع الفقهي من تصريحات العلواني

بدوره اتهم عضو حزب الفضيلة الإسلامية، محمد الهنداوي، النائب أحمد العلواني بـ"تنفيذ أجندة خارجية لإثارة الاقتتال الداخلي"، داعياً رجال الدين إلى "بيان موقفهم من تصريحات العلواني التي تحرض على القتل".

وقال الهنداوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العلواني ومن على شاكلته، يحاولون جر الشارع العراقي إلى الاقتتال على وفق أجندة خارجية دفعت لهم الأموال"، مبيناً أن "غرور العلواني جعله يتصور أنه أصبح من أهل الفتوى وهو لا يعلم من أمره شيئاً"، على حد قوله.

وتساءل عضو حزب الفضيلة، إلى أي "مدى سيصل الفكر المتطرف في ساحات الاعتصام، وأين كبار العلماء وأعضاء المجمع الفقهي"، مطالباً أولئك العلماء بضرورة "إصدار بيان يوضح موقفهم من العلواني".

واعتبر الهنداوي، أن "حسن شحاته راح ضحية الفكر المتطرف"، ووصف حسن نصر الله بأنه "قائد من قادة الجهاد ولا يجوز التجاوز عليه".

يذكر أن حسن بن محمد بن شحاتة بن موسى العناني، هو عالم دين شيعي مصري، ولد في (العاشر من تشرين الثاني 1946)، في بلدة هربيط التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، لأسرة حنفية المذهب لكنه أعلن تشيعه عام 1996 واعتقل لمدة ثلاثة أشهر بتهمة "ازدراء الأديان"، كما تعرض للاعتقال مرة أخرى عام 2009 مع أكثر من ثلاثمئة شيعي، ثم أُفرِجَ عنه، وهو ممنوع حالياً من السفر خارج مصر.

وأثارت حادثة قتل رجل الدين الشيعي المصري حسن شحاته، مع أربعة آخرين، والتمثيل بجثثهم على أيدي جماعة من السلفيين، ردود فعل غاضبة تجاوزت الشارع المصري.

وكان الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، استنكر في (الـ24من حزيران 2013 الحالي)، حادث مقتل رجل الدين المصري حسن شحاته وعدد من أتباعه على إيدي السلفيين، وأكد انه "عمل جبان"، قامت به "ثلة ضالة" تسيء للإسلام، وفي حين طالب الحكومة المصرية إلى محاكمة الفاعلين، هاجم السلفيين قائلا "انتظار الفرج ليس كفرا ولا شركا ايها الجاهلون"، داعيا الشيعة في العراق والعالم إلى الحداد على مقتل شحاتة.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة من شخصيات عراقية ومصرية إعلامية وسياسية على الحادث، ومن أبرزها ما قاله القيادي في جبهة الانقاذ المصرية المعارضة، محمد البرادعي، على صفحته في تويتر، من أن "قتل وسحل مصريين بسبب عقيدتهم نتيجة بشعة لخطاب ديني مقزز ترك ليستفحل، ننتظر خطوات حاسمة من النظام والأزهر قبل أن نفقد ما تبقي من إنسانيتنا".

ويعرف احمد العلواني بتصريحاته المثيرة للجدل، وآخرها في آب 2012 المنصرم، إذ وصف أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله بـ"الكذاب"، الأمر الذي أثار حفيظة بعض السياسيين حيث أكد رئيس كتلة الأحرار بهاء الأعرجي، في (الـ30 من تموز 2012)، أن نصر الله "رمز للشيعة والسنة والمسيحيين" لأنه قاتل إسرائيل، فيما اعتبر تجاوز النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني عليه تأييدا لإسرائيل وجعلته محسوبا عليها.

فيما طالب العلواني في حينها الحكومة بتوفير الحماية له من "تهديدات" تعرض لها بسبب انتقاده حسن نصر الله، وفي حين اعتبر أن من حقه التكلم عن أي شخصية سياسية، قلل من أهمية تلك التهديدات.

[صفاء العامري]

ماذا تنتظرون اتحدوا ياشيعه