|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 71119
|
الإنتساب : Feb 2012
|
المشاركات : 269
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 05-10-2013 الساعة : 11:43 PM
د . حامد العطية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تُرى من وضع العراقيون رهن الإقامة الجبرية ؟؟
وسلب إرداتهم وحولهم كالدُمى يُحركها كيفما يشاء !!!
إنه الفكر الجمعي الذي نعيشه منذُ الأزل !!
إننا نتميز عن غيرنا بصناعه الظالم والدكتاتور !!
ونتسابق بتقديم صنوف الطاعة له !!
حتى صارت ثقافة الإنصياع والطاعه العمياء والرُضوخ للشخصيات السياسية الظالمة عبر العصور والتي توارثناها جيلاً بعد جيل .. ديدننا .. !!
قديماً قالوا بالأمثال " يا فرعون من فرعنك فقال لم أجد من يردعني "
لهذا نحن شعب نستحق العقاب الإلهي لأن سلوكنا يغلب عليه طابع النفاق والشقاق .. الحسد والضغينة .. العنف , التناحر والإقتتال !!
نُشخّص الداء وبأيدينا الدواء ولكن لا نملك الارادة بتناوله لنحصل على الشفاء !!
قد يقول قائل أن سلوكنا هذا هو نتيجة حتمية لسلوك الطُغاة الذين حكموا وأستبدوا بالعراق وأهله منذُ الأزل .. فأصبح قبولنا بالإقامة الجبرية لدُويلاتهم ولفكرهم وإملاءاتهم هو تصريح غير مُباشر منا كشعب بالضعف والرضوخ والإستسلام لمشروعهم المُتكرر عبر العصور .
وهنا أُجيب اما آن لنا أن نستفيق ونرفض تلك السلوكيات الظالمة التي أوردتنا الهلاك في وقتنا الحاضر وأخذت تحصد آلاف الأرواح منا بلا تمييز !! بعد أن تحولنا أداةٌ بأيدي الطُغاة والأحزاب والتكتلات !! مقابل ثمنٍ بخس !! أو من أجل الفتات من خيرات بلادنا التي لا تُعد ولا تُحصى !!
أعود وأختم بأن الفكر الجمعي العراقي الذي لا زال يُقدّس ويُؤلّه الحاكم ويُصفق له بدون وعي ويضع صورته في جميع السيطرات الأمنية والدوائر الحكومية بشكل طوعي رغم حرمانه من أبسط حقوقه !! مما أنتج شعباً مسلوب الارادة لايستحق أن يحصل على الحياة الكريمة .. بعد أن تناسى وأهمل أبسط حقوقه بالعيش الكريم !!!
ولعل في قصة الطبيب الفرعوني سنوحي عبرة لمن يعتبر !!
وملخصها أنّه قد تفاجئ ليلاً أثناء سيره في شارع من شوارع مصر بالوجيه الشريف الثري " إخناتون " ملقى على الأرض مضرجاً بدمائه وهو مقطوع اليدين والأرجل ومجدوع الأنف ، وقد قاب قوسين أو أدنى من الموت !
قام هذا الطبيب بمعالجته في دار العجزة ، وبعد تماثله للشفاء قام فقصّ على الطبيب سنوحي حكايته الأليمة ، وهي أن الفرعون " أمفسيس " قد أمره أن يتنازل له عن جميع أمواله وأملاكه وزوجاته وعبيده وما يكنزه من ذهب وفضة ؛ وقد استجاب إخناتون لكل هذا : بشرط أن يُبقي له داره التي يسكنها وعشر معشار ما يملكه ليقيم به أوده – الأمر الذي أغضب أمفسيس منه ؛ فأمر أن تُفعل به كل هذه الأفاعيل المنكرة بعدما استولى على جميع ممتلكاته ؛ والسبب لكل هذا أنه قد خالف أمر الإله الفرعون " أمفسيس " !عاش إخناتون بعدها معدماً في أوضاع قاسية لا تحتاج لأي شرح أو وصف ، يرنوه الأمل بعد هذا في رؤية اليوم الذي يقتص فيه من هذا الفرعون الظالم المتجبر – إلى أن حدثت المفاجأة الكبرى التي قد جاءت بعد وفاة أمفسيس ( الإله الفرعوني بزعمهم ) وذكرها المؤرخ سنوحي في مذكراته بكل ألم وحزن وأسى !
هنا أترك المجال للطبيب سنوحي ليروي لكم خديعة العقل الجمعي بنفسه ؛ إذ يقول في مذكراته : ومات الفرعون – يعني أمفسيس - وحضرت مراسيم الوفاة بصفتي كبير الأطباء ، فكان الكهنة يلقون خطب الوداع مُطرين الراحل العظيم ، وكانت الكلمات التي يرددونها لازلت أتذكرها جيداً، فقد كانوا يقولون :
" يا شعب مصر ، لقد فقدت الأرض والسماء وما بينها قلباًكبيراًكان يُحب مصر وما فيها من إنسان وحيوان ونبات وجماد . كان للأيتام أباًوللفقراءعوناً وللشعب أخاً ولمصر مجداً . كان أعدل الآلهة وأرحمهم وأكثرهمحباً لشعب مصر . ذهب أمفسيس لكي ينضم إلى الآلهة الكبار وتركَ الشعبَ في ظلام" .
ويضيف سنوحــي:
" وبينما كنت أصغي إلى كلام الكهنة ودجلهم في القول
[ ما أشبههم بالصحافة وفضائيات اليوم ]
وأندب حظ مصر وشعبهاالمسكين الذي يرزح تحت سياط الفراعنة والكهنة معاً ،وبينما كانت الجماهير المحتشدةالتي لقي كل فرد منهم على حدة من بطش فرعون وسياطه أذى وعذاباً تُجهش بالبكاء ، سمعتُ رجلاً يبكي كما تبكي الثكلى وصوت بُكائه علا الأصوات كلها ، ويُردد عبارات غير مفهومة ،فنظرتُ ملياً وإذا صاحب البكاء هذا هو إخناتون المعوق العاجز الذي كان مشدوداً على ظهر حمار وأسرعت إليه لأهدئه بعض الشيء ، فقد ظننت أنه يبكي سروراً وابتهاجاً على وفاة ظالم قد ظلمه إلى حد الموت بالتعذيب ، ولكن إخناتون خيب آمالي عندما وقع نظره عليّ وأخذ يصرخ عالياً بقوله :
" يا سنوحي لم أكن أعلم أن أمفسيس كان عادلاً وعظيماً وباراً بشعبه إلى هذه المرتبة العظيمة
إلا بعد أن سمعت ما قاله كهنتنا فيه .
وها أنا أبكي يا سنوحي لأنني حملت في قلبي حقداً على هذا الإله العظيم بدلاً من الحب والإجلال طوال سنوات عديدة ، حقاً لقد كنت في ضلال كبير ... " .
ويقول سنوحي : وعندما كان إخناتون يكرر هذه الكلمات بإيمان راسخ كنت أنظرإلى أعضائه المقطوعة وصورته المشوهة وأنا حائر فيما أسمع وكأنه قرأ ما يدور في خلدي وإذا به يصرخ فيّ بملء شدقيه ويقول :
" لقد كان أمفسيس على حق فيما فعله بي لأنني لم أستجب إلى أوامر الآلهة وهذاهو جزاء كل من يعصي الإله الذي خلقه وأحبه ، وأي سعادة أعظم للمرء من أن ينال جزاء أعماله الذي يستحق على يد الإله لا على يد غيره " .
علّق بعدها الطبيب سنوحي على هذه القصة قائلاً : مات أمفسيس وترك خراباً شاملاً وشعباً ممزقاً ومع كل هذا بكته الجماهيرالمحتشدة متأثرة برثاء الكهنة وخطبهم ومن بين تلك الجماهير إخناتون المسكين "
لهذا مضت وأنطلت علينا أباطيل السياسيون وأحزابهم ..
رغم ما ندعيه من وعي وثقافة وإدراك !!
وصرنا نُجدد لهم القبول ونُمكنهم من الوصول الى دفة القيادة والحكم في كل جولة إنتخابية رغم فشلهم وثبوت إجرامهم بحقنا !!
ونهبهم لخيرات بلادنا !!
بل وأصبحنا كما " إخناتون " نتلذذ بعذاباتهم !!
ونُبرر لهم إخفاقاتهم وتقصيرهم في كل المجالات !!
ونغض النظر عن إثارتهم للنعرات الطائفية والعرقية بيننا كشعب مُتعدد الأجناس والمُعتقد
وعليه فإن
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ﴾
آسف على الإطاله ولكن الموضوع ذو شجون ويستحق منا جميعاً أن نناقشه بروح المسئولية والإهتمام ...
دمتم بخير
|
|
|
|
|