العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

موضوع مغلق
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية عابر سبيل سني
عابر سبيل سني
شيعي حسيني
رقم العضوية : 63250
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 6,772
بمعدل : 1.33 يوميا

عابر سبيل سني غير متصل

 عرض البوم صور عابر سبيل سني

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
Waz جنيـــف الســـوري فـي مهـــب الريـــح
قديم بتاريخ : 18-12-2013 الساعة : 08:32 PM




بانوراما الشرق الاوسط / لاثنين , 16 كانون اول / ديسمبر 2013



أحمد الشرقاوي


تقاطع في المصالح واختلاف في الأهداف..

ما من شك أن أمريكا وإسرائيل كما السعودية وقطر وتركيا كانت لهم مصلحة مشتركة في إسقاط دمشق بأي ثمن، وقد تْرجم هذا التوافق الظرفي تعاونا وثيقا بينهم في العدوان على سورية لأزيد من ألف يوم حتى الآن، لكن دون أن تسقط دمشق الصامدة، لأن ما سقط في نهاية الأمر هي الأهداف الخبيثة التي دفعت بكل طرف من هذا التحالف الشيطاني للمشاركة في تدمير سورية.

فأمريكا التي تعتبر رأس جوقة الإجرام، كانت تسعى لبسط هيمنتها على كل منطقة الشرق الأوسط بهدف حفظ أمن إسرائيل وضمان تدفق واردات النفط، باعتبار أن الهدفين يدخلان في صلب مكونات أمنها القومي كما أكد ‘أوباما’ ذلك صراحة قبل فترة..

فما كان مطلوبا تحقيقه من الحرب في، وعلى سورية، هو منع روسيا والصين من التمدد في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وإفريقيا من البوابة السورية، ومثل هذا الأمر يقتضي تفكيك محور المقاومة انطلاقا من حلقته المركزية التي تْمثلها سورية، الحليف الإستراتيجي للدب الروسي والفيل الإيراني في نفس الوقت، وذلك لعزل حزب الله في لبنان من خلال قطع الدعم والإمداد السوري والإيراني عنه في أفق إجتثاته (الغارات الإسرائيلية على سورية بحجة منع نقل السلاح المتطور إلى حزب الله هي جزء من هذا المشروع)، من جهة، ومن ثم الإنتقال إلى ضرب إيران الداعم الرئيسي للمقاومة في المنطقة، والتي طالما هددت بغلق مضيق هرمز ومحو إسرائيل من الوجود، لما يْمثله من تهديد مباشر للأمن القومي الأمريكي.. وبذلك يعم السلام والأمن، ويسود الأنموذج النيولبرالي الصهيوأمريكي المنطقة دون منافس أو منازع.

أما إسرائيل، فلا تختلف أهدافها عن أهداف أمريكا ظاهريا، لأنها تعتبر نفسها الدراع العسكرية للغرب في المنطقة، لكنها من حيث الباطن، تطمح إلى لعب دور المصرف المالي والقطب الإقتصادي لإدارة أموال نفط ومقدرات العرب بعقول اليهود بعد سقوط محور المقاومة، إنسجاما مع طبيعتها و وظيفتها، منذ أن اكتشف يهودي مغمور نظام البنك عند مطلع الألف الثالث قبل الميلاد، وذلك من خلال إدارته لـ”حانوت” صغير في إحدى موانىء مصر الفرعونية، حين فكر في استبدال نظام المقايضة بالسلع بنظام الدفع بقطع الفضة والذهب، وما ترتب عن هذه الفكرة البسيطة والساحرة التي حولت اليهود من تجار بدائيين إلى مصرفيين ومقاولين أقاموا ناطحات السحاب على أنقاض خيام الهنود الحمر في منهاتن، وأسسوا حي المال والبرصة في ‘وول ستريت’، فسيطروا بذلك على الإقتصاد الدولي، وتحكموا في أقطاب القوّته العسكرية والقرار السياسي الغربي، من خلال التحالف البنيوي القوي الذي أقاموه بين اليهودية والمسيحية في بوثقة العقيدة الصهيونية والماسونية والإمبريالية الكومبرادورية، فتحولوا إلى أسياد العالم يديرون لعبة الأمم بما يخدم مصالحهم الدنيوية وأهدافهم التلمودية.

أما تركيا، فقط انخرطت بمعية قطر في المشروع الأمريكي الذي كان يقوم على أساس تسليم السلطة للإخوان المسلمين في العال%5<¤¨C7لعربي من المغرب إلى سورية، ما جعل ‘أردوغان’ يستحضر حلم الإمبراطورية العثمانية ويقدم نفسه زعيما للأممية الإخوانية الإسلامية السنية في العالم العربي وآسيا، طمعا في لعب دور القوة الإقليمية العظمى في المنطقة، وقد ساعدته قطر التي كانت تلعب دورا أكبر من حجمها بالمال والإعلام من خلال قناة “الخنزيرة”.

لكن في غمرة هذا الحلم الوهم، كانت السعودية وإسرائيل يخططان من وراء ظهر الإدارة الأمريكية لضرب هذا المشروع واستبداله بالمشروع “السلفي الوهابي” الذي يضمن لملكة الرمال والزيت بسط نفوذها على العالم العربي والإسلامي من دون منافس أو منازع، فأصيب المشروع الأمريكي التركي في مقتل، وساعدت إسرائيل السعودية عبر عميلها “نجيب ساورس” الذي أسس حركة “تمرد” من الباطن في إحداث الإنقلاب العسكري الذي أنهى تجربة الإخوان المجرمين في مصر والمنطقة.

وبذلك، استبعدت تركيا وقطر من واجهة الصراع، وإن كانت مساهماتهما في تدمير سورية لا زالت مستمرة من الباطن، لكن بشكل أقل من السابق، في حين تصدرت السعودية المشهد وخلفها إسرائيل، فاختلطت الأوراق، وتعقدت اللعبة وتشعبت، وفقدت الإدارة الأمريكية الرؤية والمبادرة لفترة، وسلمت للحلفاء الإقليميين (السعودية وإسرائيل) دفة الصراع في سورية والمنطقة، ومنحتهم الوقت والدعم السياسي والإستخباري السري أملا في أن ينجحا فيما فشلت هي في تحقيقه عندما تراجعت عن ضرب سورية عسكريا، بعد أن اكتشفت إستحالة ذلك، لما تمثله مثل هذه المغامرة من مخاطر على المنطقة والعالم، بسبب إصرار إيران وحزب الله وروسيا على التدخل لقلب كل المعادلات، الأمر الذي سيفقد واشنطن مصالحها ويهدد تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، بل والإقتصاد الأمريكي والعالمي برمته.. فتحل الكارثة.

وما زاد الطين بلة بعد الإتفاق الروسي الأمريكي بشأن الكيماوي السوري الذي أبعد “ظاهريا” شبح الحرب عن المنطقة، هو الإتفاق النووي بين إيران والغرب، الأمر الذي اعتبرته السعودية وإسرائيل تطورا خطيرا يهدد مشروعهما في المنطقة، ويطيح بدورهما الإقليمي، خصوصا وأن السعودية كانت ولا تزال تعيش على وهم زعامة الأمة العربية والإسلامية لفرض رؤيتها الوهابية الظلامية على العالم العربي والإسلامي السني، والتي تتضمن ضمن أولوياتها الإعتراف بإسرائيل كدولة طبيعية في المحيط العربي.

لأنه من الناحية الإستراتيجية، لا حدود جغرافية تجمع بين السعودية وسورية، كما لا يوجد تهديد حقيقي تمثله دمشق بالنسبة للنظام الوهابي، وعليه، فلا يمكن فهم إصرار السعودية على تدمير سورية وسفك دم شعبها إلا في إطار الدفاع عن وجود الكيان الصهيوني من جهة، وإشعال حرب استنزاف ضد إيران في الساحة السورية واللبنانية واليمنية والعراقية، بمبررات إديولوجية سخيفة تتخذ من الفتنة المذهبية السنية الشيعية حصان طروادة لتقديم نفسها كقوة إقليمية عربية وسنية في خدمة أمريكا دفاعا عن مصالحها في المنطقة.

المواجهة الكبرى بين السعودية و إيران

وعلى هذا الأساس، فنحن اليوم أمام ما تسميه صحافة الزيت السعودية بـ” المواجهة الكبرى بين السعودية وإيران”، والتي لا تختلف في شيىء عن الحروب الجاهلية الأولى التي لا يمكن حسمها في عقود من الصراع، بهدف إستنزاف محور المقاومة بالكامل. لأن الذي يستشهد كل يوم هو المواطن السوري والعراقي واليمني واللبناني، في حين لا يكلف الأمر السعودية أكثر من بضع مليارات من الدولارات تنفقها مخابراتها على تجنيد وغسل دماغ وتسليح الإرهابيين وزبالة التكفيريين والمجرمين خريجي السجون الوهابية، الذين يحاربون بالوكالة عنها، لإنها أجبن من أن تخوض حربا بجيشها الضعيف سواء في الخارج أو الداخل. ولقد جرّب الجيش الوهابي العراقيين في الخفجي والحوثيين في شمال صعدة، وفي كلتا المواجهتين كان الفشل حليفه والقتل والأسر نصيب جنوده.

ومن الواضح اليوم للجميع، أن إستخدام المرتزقة والإرهابيين من قبل السعودية في سورية ولبنان واليمن والعراق لا يتم بمبادرة خاصة من السعودية، بل بضوء أخضر أمريكي ومساعدة غير مباشرة من مخابرات واشنطن وأوروبا وتل أبيب. ومشاركة “إسرائيل” في الحرب على سورية ودعم التكفيريين بالسلاح والمعلومات الإستخبارية وعلاج جرحاهم في مستشفياتها لا يحتاج إلى دليل.

غير أن الهدف الحقيقي هو إيران التي يجري العمل على قدم وساق لتقويض أذرعها لإضعافها وحصر نفوذها في إطار جغرافيتها بعيدا عن فلسطين والأمة العربية، في الوقت التي يتم دجين الشعوب العربية منهجيا، وإفشال إنتفاظاتها من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، ويْعمل على كسر إرادتها بإشاعة الإرهاب لبث الرعب في قلوبها، وإجبارها على اليأس والقبول بالأمن والإستسلام للفقر والجهل والتخلف بديلا عن الفوضى وشبح الذبح المخيف.

تعقّْــد المشهــد الســوري

مع دخول السعودية أتون الحرب في سورية، وفشلها في تغيير موازين القوى على الأرض بعد إنسحاب القطري والتركي ظاهريا من الميادين، وبعد الإتفاق الروسي الأمريكي الذي افضى إلى إتفاق حول نزع الكيماوي السوري وعقد مؤتمر “جنيف 2″ للتسوية السياسية في سورية والتي تم الإتفاق على أن يكون عنوانه الأساس “الحرب على الإرهاب”، سارعت السعودية وبإيعاز من أمريكا لدمج أدواتها الإرهابية في سورية في ما أصبح يعرف اليوم بـ”الجبهة الإسلامية”، للإيحاء بأن الأمر يتعلق بـ”جهاد النصرة” لمحاربة الجيش السوري والإرهابيين في نفس الوقت، وهو ما تحدثنا عنه باسهاب في مقالة سابقة تحت عنوان: “الإستراتيجية السعودية الجديدة.. من الإرهاب إلى الجهاد”.

وحيث أن “داعش” التي تنتمي إلى القاعدة وتدعمها تركيا، و”جبهة النصرة” التي بايعت القاعدة وتدعمها قطر، هي منظمات إرهابية مصنفة في اللائحة السوداء الأمريكية، فقد عمل السفير الأمريكي ‘فورد’ بتنسيق مع ‘بندر بن سلطان’ على دمج عديد الكتائب الإرهابية في التنظيم الجديد المسمى “الجبهة الإسلامية”، وكل من رفض الإندماج تتم تصفيته وإزاحته من الساحة. وهذا ما حصل بالضبط في الأسابيع القليلة الماضية، حيث تحول التنظيم السعودي الجديد إلى أكبر قوة في ساحات القتال اليوم بما مجموعه 50 ألف عنصر، في حين بقى حوالي 20 ألف مقاتل موزعين بين “داعش” و “النصرة” و “الجيش الحر”. وهذا الإخير أسسته وسلحته قطر ليكون بديلا عن الجيش العربي السوري، لكنه، وباستثناء عملاء المخابرات القابعين في صالونات الفنادق، لم يعد له وجود يذكر في ميادين القتال.

وقد كان لافتا ما حصل مؤخرا لـ”الجيش الحر” في الشمال، لأنه وبخلاف ما تداولته وسائل الإعلام على مدى الأسبوع المنصرم، بما فيها وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية، وبيانات “الجيش الحر” و”أحرار الشام”، عن قصة مستودعات الأسلحة الضخمة العائدة لـ”الجيش الحر”، التي استولت عليها “حركة أحرار الشام” التابعة لـ”الجبهة الإسلامية” قرب معبر “باب الهوى” مطلع الأسبوع الماضي، فقد كانت العملية فضيحة نصب واحتيال متعددة الأطراف والجنسيات لجهة مرتكبيها، وفق ما أفاد مصدر بريطاني مطلع لموقع “الحقيقة”.

فمستودعات الأسلحة التي كانت بحوزة “الجيش الحر” ويشرف عليها ابن عم اللواء ‘سليم إدريس’ الرائد المنشق ‘بسام إدريس’، المسؤول عن كتيبة تتولى حراسة المستودعات، تم تسليمها لأصوليي “أحرار الشام” دون مقاومة، بأوامر من وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي قررت وضع حد نهائي لـ”الجيش الحر”، لكن دون الإعلان عن ذلك رسميا، لصالح المجموعات السلفية التي تعتبرها واشنطن “على خلاف” مع تنظيم “القاعدة” بفرعيها: “جبهة النصرة” و”داعش”. وهو ما أغضب اللواء ‘سليم إدريس’ الذي دخل سورية بأوامر أمريكية وقام بالإشراف على عملية التسليم ثم خرج منها إلى قطر عبر تركيا، بعد أن فهم أن مهمته قد انتهت في سورية.

وكل ما أوردته الصحف البريطانية والأميركية حول قرار لندن و واشنطن فتح تحقيقات لمعرفة حقيقة ما جرى في مستودعات “باب الهوى” المعروفة باسم “مستودعات هيئة الأركان”، و وصف وزير الدفاع الأمريكي للحادثة بأنها “مشكلة عويصة”، لا يعدو أن يكون خدعة وذر الرماد في العيون لتضليل الرأي العام عن حقيقة ما جرى، خصوصا بعد أن نقلت وسائل الإعلام صورا عن محتويات هذه المخازن التي تضمنت صواريخ متطورة أرض – أرض ضد الدروع، وصواريخ أرض جو يعتقد أنها من نوع ‘ستينجر’ و “سا/7″ و”سا14″ المضادة كلها للطائرات، كانت قد سلمتها المخابرات الأمريكية لـ”الجيش الحر” بشحنات على مراحل قيل في حينه أنها تتضمن مساعدات غير فتاكة.

تعويــم “الجبهــة الإسلاميــة”

ووفق الإستراتيجية الأمريكية السعودية الجديدة، أفادت تقارير إعلامية غربية أنه تم عقد سلسلة من الإجتماعات بين الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين وممثلين عن “الجبهة الإسلامية” في الأردن وتركيا وأوروبا، تمهيدا لتعويم “الجبهة الإسلامية” كممثلة عن المعارضة السورية لحضور مؤتمر “جنيف 2″. والهدف من ذلك، هو تمكين السعودية من فرض شروطها في المؤتمر، بعد أن تتمكن من تغيير موازين القوى على الأرض بفضل التركيبة القتالية الموحدة الجديدة. وقد ذهب بندر بن سلطان مؤخرا إلى موسكو في محاولة لتسويق “الجبهة الإسلامية” كممثل للمعارضة السورية، وباعتبارها كذلك مجموعة جهادية مرشحة لمحاربة “الإرهاب”. غير أن موسكو التي تدرك أبعاد اللعبة رفضت مثل هذا الإحتيال.. لأن المخطط كما يطل برأسه اليوم في سورية، هو أفغنة هذا البلد من خلال استحضار تجربة الجهاديين في أفغانسان زمن الإحتلال السوفياتي.

أمريكا تبحث عن مزيد من الوقت

وعلى ضوء هذه المعطيات، يمكن فهم لماذا أقدمت الإدارة الأمريكية الخميس المنصرم على فرض عقوبات جديدة على مؤسسات وأفراد بدعوى دعهمهم لبرنامج إيران النووي قبل الإتفاق، وهو ما جعل طهران تستدعي وفدها التقني من إجتماعات فيينا للتشاور (راجع مقالة “الإتفاق النووي الإيراني في مهب الريح”).

لأن ما أقدمت عليه أمريكا هو خطوة مدروسة بحيث أن العقوبات لا تستهدف إيران الدولة بل مؤسسات إعتبارية وافراد ذاتيين، بهدف التحايل على بنود الإتفاق من خلال التأويل، والقول أنها لم تنقض إلتزاماتها تجاه إيران، لكنها في ذالت الوقت تعرف أنها تصرفت بسوء نية، لأن أية عقوبات تتخذ في مرحلة المفاوضات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وتمس برنامجها النووي تجعل الإتفاق في مهب الريح وتعرضه للبطلان بحكم الواقع وقوة القانون.

إيران مدركة لحساسية الظرف ولخطورة اللعبة الأمريكية السعودية الجديدة، وهي اليوم في موقف حرج، فإن هي علقت الإتفاق ستعطي المبرر للإدارة الأمريكية للمراوغة وربح الوقت وتحميل إيران مسؤولية التنصل من الإتفاق، وإن هي ألغته فستضع الإدارة الأمريكية في مأزق لا سبيل للخروج منه إلا بإلغاء الإجراءات الأخيرة، ما سيأدي حتما إلى فشل مشروع السعودية لربح مزيد من الوقت لتدمير سورية بالكامل بدعوى إعادة توازن القوى على الأرض.. أو ستركب أمريكا رأسها وتستمر في مشروعها لخريب المنطقة وما قد ينتج عن مثل هكذا قرار من مغامرة غير محسوبة العواقب لجهة فقدانها مصالحها وتواجدها العسكري بالشرق الأوسط.

ومهما يكن من أمر، قد يكون لإيران حسابات أخرى تأخذ بالإعتبار كل هذه المعطيات وتحضر للرد المناسب الذي قد لا يكون الآن، بل في الوقت المناسب والمكان المناسب، حتى تفوت على أمريكا فرصة ربح مزيد من الوقت، لأن عودتها للمفاوضات رغم إخلال أمريكا بالإتفاق سيثبت حسن نيتها ويؤكد سوء نية الطرف الآخر، وفي ذات الوقت، قد تعتبر أمريكا مثل هذه الخطوة ضعفا من إيران فتصعد من خلال خطوة مفاجأة أخرى.. ما نستطيع قوله الآن، أن اللعبة دقيقة ومتداخلة بشكل معقد، وإيران تلتزم حتى الآن الصمت ولا ندري كيف ستتصرف.

الموقف السوري من التصعيد السعودي

السلطات السورية من جهتها رفضت القبول باللعبة الأمريكية السعودية الجديدة وقررت الحسم في الميدان كخيار وحيد لكسر عظم أدرع مملكة الشر الوهابية، واتهم وزير الإعلام السوري ‘عمران الزعبي’ أول أمس السبت، السعودية بتمويل الاعتداء على الجيش السوري، واصفاً المملكة بأنها “تصنع وتقدم موقفها السياسي بما يضعها في مظهر المختلف مع الولايات المتحدة”، بأنها “محمية أميركية”. كاشفا خلال مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي، أن العدوان الخارجي الذي تتعرض له بلاده من المجموعات الإرهابية المسلحة “تقف خلفه دول معروفة بعينها ويستهدف كل السوريين”، مشيراً إلى أن “75 في المائة من العناصر الإرهابية في بلاده ليسوا من جنسية سورية”. وأشار ‘الزعبي’ إلى أن “السعودية تحاول أن تصنع وتقدم موقفها السياسي بما يضعها في مظهر المختلف مع الولايات المتحدة الأميركية ولكن حقيقة الأمر أن هناك هامشاً متروكاً لها سببه الرغبة الأميركية في تدمير الدولة السورية إلى أقصى حد ممكن”. وذكّر في ذات المقابلة السعودية التي تمول الإرهاب في بلاده بالقول: “السعودية تمول الآن الاعتداء على الجيش العربي السوري الذي دخل سابقاً منطقة حفر الباطن أيام غزو الكويت ليمنع أي اعتداء على شعبنا الشقيق في نجد والحجاز وبالتالي، فهذا هو رد الجميل الذي تقدمه السعودية للجيش السوري”.

كلام وزير الإعلام السوري، لا يعدو أن يكون تعبير عاطفي عن الغضب والسخط، يصدر عن إحساس عميق بالغبن ومرارة الغدر من قبل السعودية. لكنه وإن كان يكشف حقيقة خبث مملكة الشر الوهابية، إلا أنه لا يقدم ولا يأخر في الإستراتيجيا ولا يغير من مشهد الصراع شيئا.

السعودية تتوعد بإدامة المجازر في سورية

الامير ‘تركي الفيصل’ مدير استخبارات السعودية السابق والعضو النافذ في الاسرة الحاكمة في السعودية توعد السبت الماضي، على هامش مؤتمر منظمة (وورلد بوليسي كونفرنس) في موناكو، بادامة المجازر في سوريا، قائلا: إن “النزاع سيستمر والمجازر ستستمر” (هكذا بصريح العبارة). ورأى ان فرص وقف اطلاق النار في الأزمة السورية سوف لن تتوفر مستقبلا مؤكدا: “اذا لم تتحقق اعادة لتوازن القوى على الأرض، فلن تكون هناك بعد الآن فرص لوقف إطلاق النار”.

إيران كما سورية وحزب الله ومعهم العراق كذلك، يعلمون حق العلم، أن تدخل السعودية في سورية لا علاقة له بدعم الشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية التي تفتقر السعودية إلى مقوماتها في بلدها وتحرم شعبها من أبسط الحقوق، لأن فاقد الشيىء لا يعطيه، والتركيز على هذا الجانب الحقوقي لا فائدة منه في السياسة وإن كان يصلح للإستهلاك الإعلامي من باب تسجيل نقط على الخصم لا تغني ولا تسمن من جوع.

لكن حلف المقاومة الذي يتصرف بعقلانية ويفكر بمنطق، يدرك جيدا أن تدخل مملكة الرمال والدم والزيت في سورية هو لإنتزاعها من إيران باعتبارها دولة عربية تعتبرها المملكة الوهابية، طوعا أو كرها، من مجال “نفوذها الطبيعي” كما تفهمه بمنطق الإكراه والتعالي إن لم نقل الجهل والغباء. لأن خروج سورية منتصرة من الحرب الكونية التي تخاض ضدها اليوم لا يعني التخلي عن عروبتها بقدر ما سيتعزز هذا المكون في إطار الهوية الإسلامية والعربية الجامعة التي يمثلها اليوم محور المقاومة، بمسلميه ومسيحييه وعلمانييه وكل مكوناته الإثنية والمذهبية والطائفية، ومشاربه الثقافية وإتجاهاته الفكرية.

هذا هو مفتاح الفهم لما يجري ويدور اليوم من صراع بين السعودية وإيران في المنطقة، ويتخذ من سورية والعراق واليمن ولبنان ساحات لمعارك طاحنة، سيحدد الحسم فيها من سيفرض أنموذجه في المنطقة : إيران أم السعودية، حلف المقاومة أم حلف المؤامرة، مشروع تحرير الأمة والإنتصار لهويتها وخياراتها المبدئية وثوابتها الثقافية والحضارية، أم مشروع الهزيمة واليأس والإستسلام للجهل والفقر والمرض والتخلف، والإنبطاح للهيمنة الصهيو – وهابية على مقدرات الأمة وما يعني ذلك من مسخ لهويتها ومسح لتاريخها وطمس لحضارتها واستعباد لشعوبها… إلى أن يرحمها الله بالموت أو التخلف العقلي.

الحرب على الإرهاب في معقله

والآن دعونا نتكلم بصراحة، لقد وصل السيل الزبى، وما يحصل في سورية والعراق ولبنان واليمن يدمي القلوب، ويبدو أن هذا المسلسل الأمريكي الصهيو – وهابي لن ينتهي إلا إذا دمر محور المقاومة بالكامل، حتى لو استمرت الحرب لسنوات قادمة، ما دام العرب يذبحون بعضهم بعضا، وما دام السعودي آمن من الإرتدادات على ساحته، وما دام النظام في الأردن مطمئن على مملكته وتصله عمولاته بإنتظام لفش خلقه وممارسة نزواته على طاولات القمار في لاس فيكاس و مونتي كارلو..

لقد آن الأوان لأن تتغير قواعد اللعبة، وبدل أن ينهمك محور المقاومة في معارك مفتعلة لتطهير المنطقة والعالم من زبالة التكفيريين الوهابيين، ويدفع من دمه وجهده وأعصابه دون أمل في الخروج من هذا النفق المظلم، فإن ما كان قد لمّح له الرئيس الأسد خلال حديثه قبل بضعة أشهر لقناة الإخبارية هو الحل الأنزع. ونقصد بذلك حديثه عن حتمية “إرتداد الإرهاب على أصحابه” أو “إنقلاب السحر على الساحر”.

وفي هذا الصدد، لمحور المقاومة الإمكانات لفتح معارك جانبية مألمة تغرق مملكة الظلام الوهابية في شر أعمالها، سواء إنطلاقا من الحدود العراقية أو اليمنية.. ولسورية كذلك إمكانية وضع كماشة على شاكلة “حذوة حصان” لحصار الإرهابيين ودفعهم في إتجاه تركيا والأردن ليعودوا من حيث جائوا فيفجروا حقدهم وغلهم وخلقهم في من سلحهم وبعثهم، وقد يصلون إلى أوروبا وهذا من شأنه أن يضع حكومات الغرب في مأزق أمام شعوبها..

وإذا كان الأردن اليوم هو الخاصرة الرخوة التي تستعملها السعودية بكثافة، فقد آن الأوان لقلب الطاولة على النظام العميل في هذا البلد، ليعرف معنى الفوضى الخلاقة وطعم الخراب الذي يخلفه الإرهاب.

غير هذا.. لا أمل يبدو في الأفق لوقف إطلاق النار ونهاية مسلسل القتل والذبح والإغتصاب على الهوية، والخراب لتدمير سورية بالكامل وربما إشعال لبنان كذلك من خلال حرب استنزاف طويلة تريدها السعودية بلا نهاية.

وكل حديث عن مؤتمر “جنيف 2″ أو غيره هو من باب بيع الوهم والضحك على من إشتراه وصدّقه.. الوقت لخيار الحسم في الإتجاه المعاكس ولا شيىء غيره، ما دام جنيف السوري أصبح اليوم في مهب الريح.

ولمحور المقاومة واسع النظر.. مع المحبة و التقدير.





توقيع : عابر سبيل سني


اذا الشعب يوما أراد الحياة

فلابد ان يقتدي بالحســــين
من مواضيع : عابر سبيل سني 0 الوهابية دين الفتنة والخوف من البشر
0 سؤال: لماذا ترك النبي المنافقين ولم يفضحهم
0 فتوى من ولي الطواغيت والاستكبار العالمي
0 شبهة يصلحه الله وليس يصلح الله أمره
0 لا تصلوا على آل محمد في التشهد لأنها أصبحت من شعار الشيعة

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.52 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عابر سبيل سني المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-12-2013 الساعة : 10:10 AM



السلام عليكم

اعتبر معاون وزير الاعلام السوري السابق خلف المفتاح ان عدم دعوة ايران لحضور مؤتمر جنيف 2 دليل على ان هناك نوايا لافشال هذا المؤتمر، مؤكداً ان ايران قوة اقليمية فاعلة ومؤثرة ليس في الازمة السورية بل في كل ازمات المنطقة.
واوضح خلف المفتاح في تصريح خاص لقناتنا ان ايران قوة اقليمية فاعلة ومؤثرة ليس في الازمة السورية فحسب وانما في كل ازمات المنطقة، ومحاولة استبعادها من مؤتمر جنيف 2 تعكس عدم وجود نوايا لانجاح هذا المؤتمر، مشدداً على ان من يسعى الى عدم حضور ايران هدفه ان لا يكون هناك صوت مؤثر وفاعل يؤيد وجهة النظر السورية فيما يتعلق باي حل سياسي.وقال ان موقف الادارة الاميركية مزدوج وغير واضح فهي تعترف بدور ايران الاقليمي والدولي من جهة، ثم تحاول الميل الى بعض اطراف المعارضة والسعودية، مشيراً الى ان سياق المؤتمر وآليته ستدفع باتجاه قوى فاعلة لحضور المؤتمر وستكون في مقدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وذكر معاون وزير الاعلام السوري السابق ان السعودية تحاول ان تستثمر فائض قوتها المالية والنفطية وللاسف ان هناك من يصغي اليها في الادارة الاميركية وفي مراكز القرار، مؤكداً ان الاستخبارات السعودية ولا سيما بندر بن سلطان له دور كبير فيما يجري في سوريا، واشار الى ان ايران طرف فاعل في اي تسوية ستكون في المنطقة.واكد خلف المفتاح ضرورة حضور الدول التي لديها رؤية ايجابية في الحل السياسي وفي مقدمتها ايران،
واوضح ان هناك دولا لا ترغب في الحل السياسي لأزمة*سوريا وفي مقدمتها السعودية وهي التي يجب ان لا تحضر في هذا المؤتمر، مشيراً الى ان الحل هو حل سياسي وبالتالي من يدفع باتجاه الحل السياسي يجب ان يكون حاضراً.واعتبر ان ايران تمثل قاسم مشترك وهي طرف مقبول من قبل السلطة الوطنية السورية ومن بعض اطراف المعارضة ايضاً، مشيراً الى ان وجود ايران ضرورة للحل السياسي في سوريا، مؤكداً ان عدم دعوة ايران لحضور هذا المؤتمر دليل على ان هناك نوايا لافشال هذا المؤتمر.

.... منقول من موقع قناة العالم ......

طبعا وكأنه الاحداث اسرع من التوقعات التي كنا بصددها !


توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:52 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية