|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
المنتدى العام
2
بتاريخ : 12-02-2014 الساعة : 09:26 AM
ثم هكذا ختم وصيته هذا الشهيد: «لا تنسوا أثناء الكفن والدفن قراءة القرآن وزيارة عاشوراء وذكر مصائب أهل البيت واللطم والصلوات والصدقة... وصلاة الوحشة وشهادة أربعين مؤمن، ومضافا إلى ذلك لا تنسوا تراب أبي عبد الله الحسين(ع) وفصّ عقيق يمني والكفن المتبرك بحرم أبي عبد الله الحسين(ع).» فهذه الكلمات تدلّ على أن هذا الشهيد العزيز قد شدّ رحاله وتبصّر في سفر آخرته حتى أنه فكر في لباس رحيله من قبل. فكم منّا قد فكر في لباس رحيله واقعا؟
وكتب في مقطع آخر من وصيته: «أعوذ بالله وأعوذ بالله وأرجوه أن لا يشدّد عليّ، فادعوا لي كثيرا كثيرا». عندما يكتب شابّ هذه الأسطر، يعني أنه قد تأمل في قضية الموت بشكل رائع وطوى مرحلة اعتقاد الموت كاملا. هذا هو اعتقاد الموت، وهذا هو العرفان الذي كان يتحدث عنه الإمام الخميني(ره) حيث قال: لقد طوى هؤلاء الشباب مسافة مئة عام في ليلة واحدة.
لولا وجود الشهداء بيننا هل كنا أحياء؟! إن هؤلاء مصادر بث الأكسيجين في المجتمع والجميع يتنفسونه. فليس الشهداء أحياء فقط بل إنهم يمنحون الحياة لغيرهم. بحيث عندما تأتونهم وتزورونهم ترجع الحياة إلى قلوبكم. لقد استجاب الله دعاء الإمام الخميني(ره) بعد انتهاء الحرب حيث دعا الله أن لا يطوي مائدة الشهادة عن عشاقها، إذ كان يعرف الإمام(ره) أن هؤلاء الشهداء هم مصدر حياة المجتمع.
عندما نرى الأعداء قد قدّموا الخط السفياني أمام خط المقاومة فهذا يعني أن الفكر المنظّر للحضارة الغربية قد عجز عن مواجهة ثورتنا الإسلامية
كنا في السنين الماضية لا نعلم كيف نفسّر روايات خروج السفياني في منطقة الشام، إذ كان من الصعب جدا أن نربط بين التيار المؤيد لأبي سفيان وبين أحداث المنطقة. أما في هذه السنين الأخيرة فقد توالت الأحداث بشكل أعيت أعداءنا عن إيقاف حركة الثوريين الذين استلهموا دروس المقاومة من الإمام الحسين(ع). لم يتمكن أعداؤنا من كسر المقاومة في المنطقة باستخدام الجنود الأمريكان والإسرائيليين. حتى أنهم أعلنوا عن حرب صليبية ولكن لم يصلوا إلى نتيجة.
فبعد أن انسدّت بهم جميع السبل في مواجهتنا، وبما أننا نستلهم طاقتنا وحركتنا من الإمام الحسين(ع)، قرروا أن يستخدموا فئة تعادي الإمام الحسين(ع) وتحاربنا حبّا بأبي سفيان ويزيد. فإن هذه الأحداث لم تأت صدفة بل هي نتيجة تخطيط عالم الكفر. فأصبحت جبهة الكفر بلا طاقة ولا دافع ولافكر ولاقوة لمواجهة مقاومتنا. إن شحنهم هذا التيار السفياني ودفعه للخط الأمامي أمام خط المقاومة يحكي عن إفلاس الفكر المنظر لحضارة الغرب وأنه فقد طاقته في مواجهتنا. فلا سبيل لهم بعد سوى أن يأتوا بكتلة من العالم الإسلامي ويشحنوهم ضدّنا. فراحوا وبحثوا عن أشقى الناس وهم الذين نصبوا العداء لأهل البيت(ع) والإمام الحسين(ع) ولهذا تجدونهم يمارسون أبشع الجرائم ويقطعون الرؤوس بوحشيّة بالغة.
لقد انضمّت اليوم قوى الاستكبار جميعا وراء أتباع يزيد وأبي سفيان
لقد انضمت اليوم قوى الاستكبار جميعا وراء أتباع يزيد وأبي سفيان، فإنهم وبعد الفكر والتحليل لم يجدوا بدّا سوى هذا الطريق. طبعا وبالتأكيد لا يريد أعداءنا أن يقوموا بعمل يؤدي إلى اتضاح صحّة روايات عصر الظهور ولا سيما فيما يرتبط بالسفياني، ولكن لا سبيل آخر لهم في الوقت الراهن. لا يستطيع الاستكبار العالمي وفي سبيل الحفاظ على نفسه أن يأتي بجنود تواجه خط المقاومة أقوى وأصلب من هؤلاء المقاتلين من أتباع يزيد وأبي سفيان وأعداء الإمام الحسين(ع).
الحقيقة الأخرى التي تبلورت في هذه الأحداث الأخيرة هو دور السيدة زينب(س) في التمهيد لعصر الظهور. نحن كنا نعلم أن العقيلة زينب(س) هي حاملة اللواء في عملية حفظ كربلاء والجهاد من أجل بقائها، فكان على عاتقها راية رسالة كربلاء، ولكن ما كنّا نعلم أن السيدة زينب(س) هي حاملة اللواء في تمهيد مقدمات الظهور. ألا ينبغي لمن كان له الدور الأول في كربلاء، أن يكون له الدور الأول في التمهيد لظهور الآخذ بثأر الحسين(ع)؟ فإنها قاعدة منطقية جدا ولكنها لم تتبادر إلى أذهاننا من قبل. فما كنا نعلم أن حرم السيدة زينب(س) سيكون الموقع والمركز لبوادر الظهور. هذه من الأسرار الخفية التي كشفت عن وجهها في هذه الأيام.
لقد شنت حرب من جديد بين أتباع يزيد وأتباع الحسين(ع)
لقد ثارت ثائرة شبابنا اليوم حميّة وغيرة على العقيلة زينب(س)، وكثير منهم ينادون لا نسمح بأن تسبى زينب مرّتين أو يحرق حرمها كما حرقوا خيمتها.
إن مصيبة استشهاد هذا الشابّ العزيز مصيبة عظيمة على أهله ووالديه، ولكن طوبى لهم إذ قد قدموا شهيدهم في سبيل السيدة زينب(س) بشكل مباشر. لعلّ شهداءنا في أيام الدفاع المقدس يغبطون شهداء الدفاع عن السيدة زينب(س)، إذ يستشهد هؤلاء اليوم على يد أشقى الناس، فإن أتباع يزيد يقتلون ويذبحون اليوم أتباع الحسين(ع). لقد عادت اليوم قضية كربلاء إلى مجاريها الأولى. لقد شاء الله سبحانه أن يقيم قضية كربلاء من جديد ولكن سوف يتغلب أصحاب الحسين(ع) وأصحاب زينب(س) على أتباع يزيد إن شاء الله. فلابدّ أن يرجع التاريخ إلى موضعه الحقيقي.
لقد جاء في وصية هذا الشاب العزيز الشهيد خليلي: «... لا يروقني أن أرى هذه الفرحة بالزي الأسود الحزين، فإن كان هناك حزن فليكن على السيدة زينب(س). وإن كانت هناك دموع وحسرات وعويل، فلتكن على سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين(ع)، وإن ضاق صدركم اذكروا مصائبه حيث إني اشتقت إلى ذكر مصائبه ومصائب سيدتي زينب...»
|
|
|
|
|