|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 965
|
بمعدل : 0.28 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
أم البنين.. بطلة من تخوم التاريخ
بتاريخ : يوم أمس الساعة : 07:40 PM
إن في حياة القدوة، قدرة تحدت مفارقات حضارة لتلد حدثا مختلفا، وإن المجد مساحة مكثفة من الأفكار
تتقد المشاعر إيجابا وتلوذ عملا لسبر غايات عدت مجدا راقيا قد انفرد بصفاته وتجمل بعلمه غير مستأنف لرفض، ومازال هناك الكثير لفخره ليعود بمعجزة، لأنه إعجاز احتواه السماء وأقرت به مقدرات الكواكب.
إن في حياة القدوة، قدرة تحدت مفارقات حضارة لتلد حدثا مختلفا، وإن المجد مساحة مكثفة من الأفكار ارتقت حبل الثقافة وأجهشت فصلا يليق ب حداثة الموقف.
الأمل يطرق باب الصدفة ويتعرف على ذات الألق ولا يتفاوت إيلاما، بل يحاكيه صرفا غير ممنوعا، وكان الشوق هنا أمرا مجزوما بسكونه ليجمع الألفة بيت الطاعة.
ولنبدأ ب حديث القافية، ونعرف إن كان للصعوبات محل إعراب في بيت القصيد..
نعم.. في حديث الكتاب فصلا قد خص للذكر سطور مهمة تتعلق ب المجد وإنه لاينال إلا بالمصاعب وجملة المخاطر والتضحيات وإن الجهاد عنوان التضحية في كل مجال منوط بحضوره ساحة البسالة.
فليكن الإيفاد هنا مرهون صاحبه الذي عاش ضميره، ويكتب ب حبر الأصالة إن الادراك يربي مستجدات، ويضيف إليها علامات اغاثة.
ولتكن صراحتنا خط استواء يقتضي احتواء علم ويشرح حرفا لا ينصب بل ينضب.
أم البنين.. كفاءات
في واقع الأمر، وفي عصر أولد كهول الكلمة أفادت الجملة أحرارا وقدمت استثناءً مرفقاً ب خضوع، وجعلت للقدر مكافئة لاتقدر ب ثمن، وقد ألهم ذويه مشيئة تقترن ب عقلية الواقع.
علما، أن غدير الفرض هنا أدرك إيجاز الطلب مسبقا ولم يتفاجأ، لأن الله جل وعلا قد خصه مكانة الوفاض خلية العلم وقد تم القبول به اذعانا..
ولنعرف أن انسياب الغيب بيت الإعتقاد، قد خلد سلفا وارتضى ب معية الإجتهاد واحترام المفهوم مقاصد الطرح واجتهاد النفس، ولعل الضبط هنا رفيق الحقيقة عند الاختيار.
في أن تكون أم البنين سلام الله عليها زوجا للعصمة وضمان اكتمال لخير الوصية والوصاية لوصي رسول الرحمة محمد صلوات الله عليه.
فكانت فخرا أن خصص لها التأريخ مكانة بين صفحاته، حتى ترفعت ف كانت الأم لسادة العصمة في بيت الرسالة..
قيد لنا التاريخ من عظمتها وفرة ندية، بلغت العلا ب أخلاقها، حتى ارتقت صفاتها، كتب ومحافل ف بفضل شخصها المتعافي من أمهات التهاون وزهدها وعفتها وجلباب مكانتها الوضاء عمق الرفق مع ملاحظة الإجتهاد وصنع الخير وركيزة التحفظ إلزاما منها على بيت الوحي وأداء المعروف لمن هم أولى لها، وعمق ذكائها مع حداثة سنها المعهود، تخطت بارجات الزمن ولوح القلم ب همتها وآلت على ماهي عليه أن لا تنثني أمام عصا القطيع من الظلمة، ف كان المبدأ منها ذكر آل محمد والدفاع عنهم علما وعملا، قلما وكتابا، لسانا ونفسا، ف كانت حق المرأة الكفؤ لبيتها ومعقل لوفود محبيها والراغبين بها قديما وحديثا ومستقبلا.
من هي أم البنين؟!
كنيت،، بـ «أمّ البنين» وذلك لوجه الشبه بجدّتها ليلى بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حيث كان لها خمسة أبناء أكبرهم أبو براء (مُلاعب الأسنّة) وقد قال لبيد الشاعر للنعمان ملك الحيرة مفتخراً بنسبه ومشيراً إليها: نـحـن بنو أمّ البنين الأربـعة ونحن خيرُ عامر بنِ صعصعة الضاربونَ الهامَ وسطَ المجمعة.
وثانيا، هو التماسها أن يقتصر أميرُ المؤمنين عليه السّلام في ندائِه عليها، على الكنية، لئلاّ يتذكّر الحسنانِ عليهما السّلام أمَّهما فاطمة صلوات الله عليها يوم كان يناديها في الدار، إذْ إنّ اسم أمّ البنين هو (فاطمة) الكلابيّة، وأهلُها هم من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين، وأبوها حزام بن خَالد بن ربيعة..
فأمّ البنين عليها السّلام تنحدر من آباء وأخوال عرفهم وعرّفهم التاريخ بأنّهم فرسان العرب، سطّروا ب مجدهم على أثير صحرائها الأمجاد، ف تناقل الناس حديث مآثرهم، وأذعن لهم الوجهاء وتوافدت عليهم، وهمُ الذين عناهم عقيلُ بن أبي طالب بقوله لأخيه الإمام عليّ سلام الله عليه: «ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس».
أم البنين.. أخلاق وكرامات
ارتقت أمّ البنين عليها السّلام ملَكاتٍ شريفةً وفاضلة بعد اقترانها بأمير المؤمنين عليه السّلام حيث العمر الرغيد معه انتفعتْ فيها من نفحاتهِ العاطرة وحبق أحاديثه وعلمه الممتد من عمد النور في بيت لا يدخله سوى نفح الرحمن وعبق الجنان. فكانت حذو الوصف للشيخ جعفر النقديّ «رحمه الله» بقوله:
«من النساءِ الفاضلاتِ، العارفات بحقّ أهل البيت عليهمُ السّلام، وكانتْ فصيحة بليغةً ورعة ذات زهدٍ وتقىً وعبادة، ولجلالتها زارتها زينبُ الكبرى سلام الله عليها بعد منصرفها مِن واقعة الطفّ، كما كانتْ تزورها أيّام العيد.
كما قال السيّد المقرّم «رحمه الله»: «كانت أمّ البنين من النساء الفاضلات، مخلصةً في ولائها لأهل البيت عليهم السّلام ممحضةً في مودّتهم، ولها عندهُم الجاهُ الوجيه، والمحلُّ الرفيع، وقد زارتْها زينبْ الكبرى عليها السّلام بعد وصولها المدينة تُعزّيها بأولادها الأربعة.
تميّزت ب سيدة الوفاء، ف أكتملت وملكت، كيف لا وقد تغذى عودها سلسبيلا من أمير النحل علي بن أبي طالب وتوالت عاديات في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته سلام الله عليه مدّة طويلةً لم تتزوّج من غيره.
وقد ذكرت السيرة، أن شفقتها على أولاد الزهراء عليها السّلام. وعنايتها بهم كانتْ أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة (العبّاس وإخوته، عليها وعليهم السّلام) لهو من جملة التضحيات التي قدمتها.
وكان من وفائها أنّها لمّا دخل بشْر بنُ حذلم إلى المدينة ناعياً سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام خرجتْ تسأل عن الحسين عليه السّلام مذهولةً عن أبنائها الأربعة، فلمّا سأل عنها بشْر قيل له: هذه أمّ البنين.
ولقد كانتْ أمّ البنين عليها السّلام تحتضن عذابات زينب الكبرى ومواجعها عليها السّلام في المصائب تلو المصائب، حيث استقبلتْها في المدينة واعتنقتها وبكتْ معها طويلاً، وجلستْ معها مجالس العزاء.
ف أضحت شاهدة حاضرة وجدان العصمة، وموكب وجد يحاكي الضمير ولسان حال حزن تأبط أذهان حضارة وميثاق عهد في قيادة زمنها وما ارتوت منه من ملاك أبان عمرها من وحي أهل البيت عليهم السّلام، ل هو أعظم كرامة مقرونة ب بصمة اقتدار من جلالة النور المقدس ولطف العلي القدير أن يقلدها وسام الرسالة حبا وتوفيقا، كما وصفها الشهيد الأول الحر العاملي (قدس سره) بقوله:
(ف كانوا ينظرون إليها بعين الكرامةِ والإكبار، وتحظى عندهم ب منزلة عظيمة في قلوبهم ويذكرونها بالتبجيل والإكرام، لأنها من العارفات بحقّ أهل البيت (عليهم السلام)، مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع.
إن زيارة حفيدة الرسول (صلى الله عليه وآله) وشريكة الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضته، زينب الكبرى (عليها السلام) لأم البنين، ومواساتها لها بمصابها الأليم بفقد السادة الطيبين من أبنائها، مما يدل على أهميّة أم البنين وسموّ مكانتها عند أهل البيت (عليهم السلام).
أم البنين واستجابة الدعاء
ينتفض الوجع أحيانا، متقلدا درع الطلب وولادة الحاجة لما تقتضيه ولملمة النفس المكروبة، ف ينهمر دمع كأنه قرط قد انفلت غدقا وقد ارتجل الغوث فيه يرجو كرامة وإجابة.
ف جعل الله سبحانه لعدة مخلصيه، أن تنفذ رحمته من يد عليائه إلى أهل طاعته ومع إمعان اللفظ في من هم أهلا ل كرامته، كانت أم البنين إحداهن ممن تقلدت قيادة الكرامة.
لقد ارتضى الله عز وجل لها، دعاء مستجاب وكف لا ترد الطلب أبدا، ولعل أهم كرامات هذه السيدة الجليلة هي شفاء المرضى وتحقيق المراد.
وأم البنين نالت هذه القدسية، لمنزلتها الرفيعة، ولتضحيتها لأنها أم الذين واكبوا ركب سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) ورووا رمضاء كربلاء بدمائهم الزاكيات.
وبغض النظر، عن كونها امرأه عتيدة تجلدت بالصبر وإيثار النفس، اتقد الحس فيها شجنا موصوفا بالتهذيب وعفو الكلمة وإمارة الخلق الرفيع الأمر الذي جعل من أم الأئمة الزهراء البتول أن تطلب حق كفوف أولدتها تلك السيدة يوم القيامة.
ف هذه الكفوف أعطت الكثير والكثير منها أنها وهبت عمقا مأججا ب الاستجابة غاديات متفردة ب كراماتها لا يحددها كم ولا كيف نعمة أوضحت معالمها بيوت أهلها.
وقد نالت هذه الكرامة ذبحا من قافية اللؤم سهما فكانتْ وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة 64 من الهجرة النبوية الشريفة.
كما ذكر البيرجنديّ في كتابه (وقائع الأيّام) عن الأعمش قال: «دخلتُ على الإمام زين العابدين عليه السّلام في الثالث عشر من جمادى الآخرة، وكان يوم جمعة، فدخل الفضلُ بنُ العبّاس وهو باكٍ حزين، يقول له: لقد ماتتْ جَدّتي أمُّ البنين».
فسلامٌ عليها، وقد واست أهل بيت الرسالة مصائبهم وتمثلت النوائب اقتداءً وحباً ب الزهراء عليها السّلام في فاجعتها بالحسين سلام الله عليه، ويوم دندن الصبح ب رحيلها.
كتبه - هدى عباس
شبكة النبا المعلوماتية
|
|
|
|
|