|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,319
|
بمعدل : 0.38 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العلمي والتقني
التنظير العشوائي علی وسائل التواصل الاجتماعي!
بتاريخ : يوم أمس الساعة : 09:55 AM
![](https://imamhussain.org/filestorage/images/173978818967b30f9d13470.jpg)
الظاهر أن أحد أهم أضرار الفضاء الافتراضي وإشكالياته، يتمثل في "تمييع العمق العلمي" ؛ حيث يخلق "وهم المعرفة" وتخيّل "امتلاك العلم" ؛ فيسهل لأي شخص أن يلعب على الناس باستخدام بعض المصطلحات العلمية!
قبل عصر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن نشر مقال حتى في صحيفة متواضعة أمراً سهلاً. لكن الآن، وبفضل هذه الوسائل، أصبح لكل شخص حق التعبير عن رأيه.
وهذا بطبيعة الحال، "جانب إيجابي" لوجود هذه المنصّات..
لكن المشكلة تكمن في أن دور وسائل التواصل الاجتماعي لم يُناقش بعد، ولم تتّضح قيمة ما ينشر عليها بشكل كامل لدى مستخدميها.
على سبيل المثال، في السياسة، المجتمع، الدين، الثقافة، والعلوم.. ما هي الطرق التي يمكن أن يستخدمها الناس للتمييز بين الآراء المدعومة علمياً وتلك التي تفتقر إلى الأساس العلمي؟
في أي مجالات يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي منصة مفيدة للحوار، وأين ينبغي الحفاظ على حدود المعرفة العلمية والتخصصية؟
مَن الذي يجب أن نستمع إليه في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي أي مسائل ومواضيع؟
من المؤكد أن هناك العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية التي يمكن أن تكون مجالًا للنقاش والتشاور العام، ولا يمكن معالجتها إلا من خلال العقل الجماعي، لكن ماذا عن القضايا العلمية؟
ما هو موقع التخصص عند التعامل مع هذه الوسائل؟ وإلى أين سيصل حال التخصص بعد أن يخيّم الذكاء الاصطناعي على عملية تلقّي المعلومات؟
وخطورة الأمر كبيرة عندما يتعلق الكلام والنقاش وإبداء الرأي بالدين!
ما هو دور "المجتمع العلمي" و "المؤسسة الدينية" في هذا المجال؟
هل من المناسب إثارة النقاشات العلمية والتخصصية -خاصة ما يتعلق بالمسائل الدينية- في وسائل التواصل الاجتماعي؟
وإذا طُرحت هذه النقاشات، فما هي السبل الكفيلة بمنع سيطرة الشعبوية و الخطابيات الإعلامية على القضايا العلمية؟
إنّ إحدى الطرق هي الترويج لاحترام المعايير العلمية المعتمدة داخل "المجتمع العلمي" لكل مجال، حتى في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فعلى سبيل المثال، لا ينبغي قبول رأي شخص لم يثبت له التخصص بشأن الموضوع العلمي الذي يتحدث عنه!
وإلا، فإن العلم، وخصوصاً العلوم الإنسانية والدينية، ستُسحق تحت وطأة الضغوط الإعلامية، وستقع فريسة لموجات الرأي العام والتنظير العشوائي في الفضاء الافتراضي، من قِبل أشخاص ليس لديهم أي رصيد علمي سوى هذه "التدخلات" الافتراضية!
: الشيخ علي الحسون
|
|
|
|
|