بيان صادر من سماحة السيد السيستاني (دام ظله) بعد استقباله رئيس الورزاء
بتاريخ : 13-09-2006 الساعة : 02:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وانعل اعدائهم احمعين
بيان صادر من سماحة السيد السيستاني دام ظله
بعد استقبالة لرئيس الوزراء العراقي الدكتور المالكي ..
_____________
_________________
يسم الله الرحمن الرحيم
استقبل سماحة السيد السيستاني دام ظله قبل ظهر اليوم رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي و الوفد المرافق له .
و قد شرح السيد رئيس الوزراء لسماحته مجريات الأوضاع الراهنة في البلد و التحديات التي تواجهها الحكومة و الخطط التي تزمع تنفيذها في عدة مجالات .
و ركّز سماحته في حديثه اليه على الجوانـب التي تمسّ حياة المواطنين بصورة مباشـرة ، و لا سيما في مجالي الأمن و الخدمات العامة .
ففيما يتعلق بالوضع الأمني أشار سماحته الى بعض مكامن الخلل و القصور في الخطط الأمنية السابقة ، مؤكداً على ضرورة بناء القوى العسكرية و الأمنية العراقية على أسس وطنية سليمة ، و من العناصر الصالحة و الكفوءة ، و تزويدها بما تحتاج اليه من أجهزة و معدات ، في جنب وضع خطة مدروسة لجمع الاسلحة غير المرخص فيها .
و قال سماحته ان عدم قيام الحكومة بما هو واجبها في تأمين الأمن و النظام و حماية أرواح المواطنين يفسح المجال لتصدي قوى غيرها للقيام بهذه المهمة ، و هذا أمر في غاية الخطورة .
و أما فيما يتعلق بالخدمات العامة فأبدى سماحته تألمه البالغ لما يعانيه المواطنون من نقص شديد في جملة من الخدمات الاساسية التي يفترض أن تجعل الحكومة توفيرها من أهم اولوياتها و لا سيما الكهرباء و الوقود ، مطالباً ببذل أقصى الجهود في سبيل تخفيف معاناة المواطنين من هذا الجانب .
و تحدّث سماحته عن الفساد الاداري و سوء استغلال السلطة فأكّد على ضرورة مكافحة هذا الداء العضال الذي يتسبب في ضياع جملة من موارد الدولة العراقية ، و شدّد على لزوم تمكين القضاء من ممارسة دوره في محاسبة الفاسدين و معاقبتهم في أسرع وقت .
و قال سماحته في معرض حديثه عما ينبغي أن ينتهجه من هم في مواقع المسؤولية : إن المواطنين يتوقعون ـ و هم على حق في ذلك ـ أن يروا أعضاء مجلس النواب و كبار المسؤولين في الحكومة يشاطرونهم في معاناتهم و يشاركونهم في مصاعب الحياة و يتشبّهون في ذلك بالامام علي عليه السلام الذي كان يقول ( أأقنع من نفسي بان يقال أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ؟ ) .
و أشار سماحته الى الاختلاف الفاحش في سلّم الرواتب ، حيث ينعم البعض برواتب كبيرة في الوقت الذي لا يحصل فيه المعظم على ما يفي بمتطلبات العيش الكريم ، مؤكداً على ضرورة علاج هذا المشكل بما يضمن العدالة الاجتماعية .
و فيما يتعلق بالشأن السياسي أشاد سماحته بمبادرة السيد رئيس الوزراء للمصالحة الوطنية مشدّداً على ضرورة تفعيلها على أساس القسط و العدل و نبذ العنف الذي يقصد من ورائه الحصول على مكاسب سياسية ، و احترام ارادة الشعب العراقي المتمثلة في الدستور الدائم للبلاد و نتائج الانتخابات التي انبثقت عنها الحكومة الوطنية الحالية .
و في ختام اللقاء تمنّى سماحته للســيد رئيس الوزراء و سائر المسـؤولين التوفيق و السداد في أداء مهامهم .
8 شعبان 1427
2 ايلول 2006
مكتب
السيد السيستاني
النجف الاشرف
التعديل الأخير تم بواسطة أبن المرجعية ; 13-09-2006 الساعة 02:42 AM.