اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارفع درجتهم يالله
لم يكن احد منذ ان تولى معاويه ثم يزيد ومن تعاقب بعدهم من السلاطين يجرؤ ان يذكر ال البيت ع بخير ...كان علي ع في تلك الديار اول ظالم بالارض وكان الحسين ع خارجا عن طاعه امام زمانه !!اما يزيد فهو خال المؤمنين ويزيد اميرهم
ولكن في سنه 2001 جاء اكبر علماء السنه في الشام مفتي حلب وشيخ مشايخها يرتقي منبره في يوم عاشوراء في الموطن الناصبه الامويه وينادي ...أيها الناس ..قتل الحسين مظلوما
بهذه الكلمه المدويه نطق الشيخ أحمد بدر الدين الحسون ليكشف لبني جلدته من اهل السنه حقائق أخفاها الحكام ووعظائهم الذين وجدوا ان في ذكر ال البيت تهديدا لهم ولعروشهم
الشيخ الحسون لم يتشيع ...لكنه اراد ان يريح ضميره و ينفض الغبار عن الحقيقه ..لكن هذه الكلمه الحقيقيه الشجاعه كلفته الكثير لانها صعبه وشديده الوقع على بعض الناس الذين اتهموه بالكفر و سب الصحابه و شتم امهات المؤمنين
وجد الشيخ ان من ارتدوالباس العلم انهم ابعدوا اهل السنه عن ال البيت الكرام خوفا من انتشار التشيع ,وجد ان عليه التصدي لاعاده الحق لنصابه حتى لا يندرس ذكر الميامين الاطهار وحاول اعاده جزء يسير من حق الحسين ع بيد ان الدنيا قامت ولم تقعد وشتمه العشرات على المنابر
بدأ الشيخ خطبته في ذلك اليوم قائلا :سامحوني ... لانني سأتحدث اليوم بما لم تعتادوا سماعه
وكان لمجله المنبر هذا الحوار مع الشيخ الذي لم يكن شيخا عاديا بل انه سليل اسره علميه وعضوا مجلس الشعب السوري ومفتي حلب الاكبر
+ المنبر : لماذا جاءت تلك الخطبه وفي ذلك الوقت بالذات وماهي دواعيها ؟هل وجدتم انه من الواجب ازاله الستار عن كثير مما اخفاه اهل الاهواء والعصبيات ؟
= من خلال قراءتي السريعه للواقع الذي تعيشه امتنا المسلمه حاولت ان اعود لتاريخنا حتى استنبط منه ما يعيد الصحوة لها وحينما قرأت مسيره الحسين ع والذي لم يكن يمثله نفسه او يمثل ال البيت ع بل انه كان يمثل خط الاسلام العام ووجدت انه منذ يوم استشهاده لليوم لم تقرأ قضيته بالشكل الصحيح بل ان قضيته قرأت بشكل عاطفي وهذه القراءه منعتنا من ان نستنتج ما يمكن استنتاجه فحالت دون الاستفاده فقررت ان اعيد قراءتها قراءه عامه نطبقها في حياتنا فبدأت القراءه منذ البدء من رساله النبي محمد ص وحتى اخر لحظه من حياة الخلفاء وكيف انفصلت الخلافه الروحيه بعد سيدنا علي ع عن الخلافه السياسيه
لقد استطاع سيدنا علي ع ومن قبله من الخفاء ان يجمعوا الخلافه التشريعيه الروحيه مع الخلافه السياسيه ولكن بعد استشهاد سيدنا علي ع صار الملك "ملك الخلافه" ملكا عقيما وانجه انجاها اخر فكان البعض يطلع على من يتولون الخلافه ب لقب امير المؤمنين ..وماكانوا امراء مؤمنين بل انى اراهم ملوكا ..وهذا قد يفاجئ كثير من المعاصرين ولكنها الحقيقه التى يجب ان يعرفها ابناءنا حتى لا نظلم الاسلام بأناس حسبوا عليه وسموا بأمراء مؤمنين وهو في الحقيقه اشخاص ليس لهم علاقه بالايمان
+المنبر : ماهو الجديد في خطبتكم بالنسبه الى الوسط السني وهل هذا الوسط لم يعتد على مثل هذه اللغه ؟وهل تجدون ان هذه اللغه ضروريه ؟وما ردكم على من يقول ان هذه اللغه تسبب بلبله و انقسامات
= بعد الصحوة الاسلاميه في الجمهوريه الايرانيه وبعد الحرب الايرانيه العراقيه وحرب الخليج صار هنالك نوع من التخوف في الساحه السنيه من ان يكون هنالك مد شيعي يجتاح العالم العربياو الاسلامي ككل ,وبدأ اتخاذ مواقف الدفاع والهجوم وقد ظهرت عدة كتب طائفيه تربط التشيع بالفارسيه واحيانا بالمجوسيه وكان هذا نوع من المواجهه الخطره خوفا من ان يأتي سيل لا يستطيعون ايقافه وكان يقود هذه الحمله عدد من السياسيين المرتبطين بالدول الاجنبيه وانا لا اشك في ذلك وقد قام هؤلاء العلماء بتأليف عدد من الكتب و توزيعها في العالم العربي والاسلامي بغيه تشويه صوره الانسان الجعفري في خيال الانسان السني
وقادت هذه الحمله التشويهيه جماعه مرتبطه بالاستخبارات الاجنبيه في عدد من البلدن العربيه وهي الجماعه التى تسمي نفسها بالسلفيه .وافرادها في الحقيقه يغطون انفسهم تحت هذا المسمى لان السني الحقيقي والشيعي الحقيقي يلتقون جميعهم في محور واحد الا وهو الاسلام وليس الكذب على بعضهم وتشويه صوره الطرف الاخر
ومن خلال هذه الحملات بدأت تظهر في المجتمعات العربيه و الاسلاميه رأيت ان هناك خوف دائم من الطرف الاخر و تأهب للهجوم عليه ولعل ما يحدث الان في باكستان وعدد من المساجد والحسينيات خير مثال على ذلك ,وفي اعتقادي ان نار الفتنه هذه ليست من الطرفين انما من طرف ثالث يؤجج نار الفتنه في هذه الساحه ومن هنا بدات اقرا كتبنا الاسلاميه قراءه جديده شيعيه كانت او سنيه لأفاجأ ان هناك 98% من نقاط الالتقاء و 3 او 4% من نقاط الاختلاف
كما رأيت ان هناك 10%اختلاف بين الاحناف و الشافعيه ,و الزيدي و الشافعي 3%نقاط اختلاف وهذا سببه كتاب الام الذي الفه الامام الشافي والذي قال فيه
ان كان رفضا حب ال محمد .. فليشهد الثقلين انى رافضي
وهذا الذي دعاني لان ادخل الساحه بهدوء ودون ان امس طرف من الاطراف لاقول :لماذا هذا التقصير في معرفة ال البيت ع لماذا لا يعرف ابناؤنا اهل البيت ع أهناك خوف من ان يتشيع ابناؤنا ماذا ما عرفوا ال البيت ع ؟ هذا ما دعاني الى ان ادخل الساحه ,اننى ارى انه يحق للشيعي ان يلوم اخوه السني على تقصيره في معرفة ال البيت ع لانه اذا سأله عن ذريه ال البيت ع فانه لن يعدد له سوى الحسن و الحسين ع ,ولن يعرف الباقي مع ان من واجبه ان يعرف شرعا ,,لان الله سبحانه وتعالى يقول ..قل لا اسألكم عليه اجرا الا الموده بالقربى ,,فكيف يود السني من يجهلهم؟؟؟!!!
لقد اكتشفت ان هناك من قصد تجهيل الناس وابعادهم عن معرفه ال البيت ع خوفا من سريان التشيع بل ورأيت ان هناك من قصد تشويه صورتهم سلام الله عليهم في اذهان الناس فقبل بضع سنوات وقع عيني على كتاب صدر في المدينه المنوره لعالم من علماؤنا في سوريه وقد جاؤ فيه : ان الحسين قتل نفسه بخروجه على الامام ؟! وقد جرى توزيع هذا الكتب السئ في السعوديه فاجتمعت مع مؤلفه وسألته ..لحساب من تسئ الى ال البيت ع لحساب من تسئ للحسين ع وهو قد اعطى حقا عظيما يتمثل ان من احبه اسكنه الله الجنه مع الرسول ص يا هذا ما الذي تعني في قولك انه قتل نفسه ؟ هل تعني انه انتحر مثلا ؟ وفي مقابل من .؟ من الخليفه الذي خرج عليه ؟ فاجاب يزيد فقلت له ..ومن قال ان يزيد خليفه ؟
ثم بدأت في النقاش مع الاخوه هناك فوجدت ان هناك جهلا تاما فلذلك اليت على نفسي ان ادخل على الخط بهدوء دون تعصب وغرضي اظهار الحقيقه حتى اذا جاء العدو ليعبث بنا نكون هيأنا ما نتكاتف به وما نقوي به بعضنا لبعض
+ المنبر:ما الذي اكتشفتموه واردتم قوله للناس اداء لمسؤوليتكم الشرعيه امام الله عز وجل ؟
= بعد عشر سنوات من البحث على مقاعد الدراسه وجدت ان هنالك خوف شديد من الاعتراف بالحقيقه وهذا الخوف سببه ان من يريد التحدث عن ال البيت يخشى ان يقع في شتم الصحابه وكان الجميع يظنون ان لو بدأنا بالحديث عن موالاة ال البيت ولاء ووفاء وبراءه من اعدائهم فان ذلك سيكون نوعا من التفرقه بين المسلمين من خلال شتم الصحابه والطعن بهم
ومن هنا وجدت هجوما شديدا وصاعقا علي بعد هذه الخطبه واعتبرت خطيب فتنه وخطيب سوء لانى انبش التاريخ بمعاول التفرقه بين الناس ,,,وكأنهم سيجمعون الناس باخفاء الحقائق التاريخيه!!
لذلك كان هنالك اصرار على المبدأ واصرار على البقاء في تسجيل الحقائق مهما كانت التضحيات لامن اجل ايران او الشيعه ولا من اجل السنه ولكن من اجل الله عز وجل حتى نقف امامه وقد ادينا الرساله ونحن في هذا الوقت بالذات احوج ما نكون للموقف الحسيني واحوج مانكون لمواقف اهل البيت ع في صد الطغيان طغيان السياسه الذي دمر حقوق ال البيت ع
وفي الحقيقه لقد استطاع الاخوة في حزب الله ان يبدأو هذه الصحوه واسال الله ان نكون جميعا عونا لهم
+ المنبر : كررتم مرارا قول سامحوني !السؤال هو على ماذا ولماا الاعتذار ؟
= المعنى هو سامحوني ان لمست مسلماتكم التى عشتم عليها قرونا ولم يتجرأ احد ان يكشف لكم بكل وضوح خطأ هذه المسلمات
فان كنتم لا تستوعبون كلامي فسامحوني فاننى اتكلم بكل وضوح
+ المنبر : هل تعتقدون ان هناك من اخفى الحقائق من العلماء السابقين ؟
+ لا اشك ان السياسه منعت الحقائق من الظهور فحينما اجد كتب صحاح الحديث الموجوده في الساحه السنيه قد ذكرت فضائل ابي بكر و عمر وعثمان في عدة صفحات بينما لم تعطي لسيدنا علي ع الا صفحه واحده !! ثم يأتي مسند ابن حنبل ليكتب عن فضائل الامام علي في سته واربعين صفحه فاني اتساءل لماذا لم تذكر تلك الكتب السابقه هذه الفضائل !واعتقد انك تدرك مايحدث لي حينما اجد ان مسند احمد قد طبع في بلد اسلامي وحذفت منه السته واربعين صفحه !!1هنا اعرف ان التاريخ قد زور
+المنبر : ماسبب هذا الخلاف بنظركم ؟
=لاننا اذا ذكرنا فضائل الامام علي ع نظن ان الشيعه سينتصرون على السنه وان الشيعه ستحكم العالم العربي والاسلامي وان السلفيه ستغيب ,هنا مشكله سياسيه !
+ المنبر :وهل علي صلوات الله عليه للشيعه فقط؟
= ان عليا عليه السلام اليوم هو رمز للثوره الحقيقيه والذين يحكمون العالم الاسلامي اليوم لايريدون عليا جديدا لذلك قال الشاعر مظفر النواب غفر الله له : أفديك يا عليا لو جئت اليوم لحاربوك الداعون اليك وسموك شيوعيا !
لماذا ! لان الجماهير المؤمنه تجد في فكر علي وقوله وفعله مايحييها ويعيد لها عزتها فهم حين ينظرون الى عظيم اعمال الرسول صلى الله عليه واله محاولين محاكاتها يقولون :هذا رسول الله
وعلي سلام الله عليه كان رجلا مع الرسول صلى الله عليه واله ,واستطاع ان ينقل الشريعه من شريعه صامته الى شريعه ناطقه حيث قال : هذا كتاب الله الصامت وانا كتاب الله الناطق
والذي يخافه الكثييرون اليوم ان تعود روح علي من جديد
+المنبر : هل تؤمنون بأن الامام علي ع والامام الحسين ع لازالا مظلومين ؟
= مازال الظلم قائما على ال البيت ع حتى اليوم وهذا الظلم لن يزول بسهوله وهنالك فئه ستبقى تحارب ال البيت ع لان وجودهم يعني وجود العدل والامن بالعالم وهنالك من يحارب هذا العدل وهذا الامن
+المنبر : هناك إشكالية في يوم عاشوراء ربما تطرقتم إليها في خطبتكم الميمونة، ولكن السؤال هو: أيجوز الاحتفال في يوم عاشوراء؟ يعني ما الواجب علينا أن نفعل؟ أنفرح أم نحزن؟ هل الحديث عن صيام يوم عاشوراء حديث صحيح أم موضوع وضعه الأمويون نكاية بسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
= حتى نكون حياديين، فإنني أرى أن يوم عاشوراء هو يوم الانتصار على الفراعنة، قد انتصر موسى (عليه السلام) فيه على فرعون أمته، وقد انتصر فيه الحسين (عليه السلام) على فرعون هذه الأمة. وأقول أنه سلام الله عليه انتصر رغم هزيمته الظاهرية على أرض المعركة، لأنني إن سألت الناس اليوم عن قبر يزيد أو أبناء يزيد أو آثار يزيد أو صرخت وقلت: أروني أين يزيد؟! فإن أحداً لن يقدر على جوابي، أما إن سألت: أروني أين الحسين؟! فإن كل الناس سيشيرون إلى قلوبهم قائلين: إنه هاهنا!
لقد اتخذت هذه الرمزية الرائعة جداً، واعتبرت أن يوم عاشوراء هو يوم تجدّد الموقف بين الحق والباطل، انتصر الله فيه بالحق على الباطل، بموسى على فرعون، وبالحسين على يزيد وهو فرعون هذه الأمة.
إن القضية ليست قضية أكل وشرب، ولا بكاء ونواح، إنما هي قضية مبدأ وعقيدة، قضية انتصار وشهادة، فلماذا لا نستثمر هذا اليوم ونحوله إلى يوم تتفق فيه الأمة على إسقاط فراعنتها؟!
إن الأصل الثابت في يوم عاشوراء أنه اليوم الذي نجّى فيه الله تعالى موسى وقومه من فرعون وقومه، ولكن أن يصبح هذا اليوم يوم طبخ الحلوى والتوسعة على العيال، فأعتقد أنها عملية لصيقة جاءت من النواصب لإبعاد هذا اليوم عن هدفه الذي أوجد لأجله
+المنبر : إن الوهابية لا تزال على موقفها بشأن عاشوراء، هي تحث الناس على صيامه، وتدافع فيه عن يزيد، وتكفر فيه المحيين قضية سيد الشهداء (عليه السلام) لأنهم يلعنون يزيد! بل إنهم هاجموا حتى مشايخ السنة الذين لهم موقف معاد ليزيد! ما الرأي عندكم؟ وما هو موقف أهل السنة الحقيقي من يزيد لعنه الله؟
= الذي أعرفه أن الوهابية لم تكفر الشيعة فقط، إنما كفرت السواد الأعظم من المسلمين حتى من السنة، فقد كفرت الصوفية وقد كفرت الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي، وقد كفرت الكثير من أئمة المذاهب. وهم فئة تغطت باسم السلف أي السلفية.
أما قضية يزيد فاقرأ كتب السنة بأجمعها واقرأ خطب معاوية بن يزيد نفسه، هذا الرجل الصالح الذي تكلم عن أبيه وجده بما فيه الكفاية ومن خلال كتب السنة لا كتب الشيعة.
سترى عندها أن هنالك الكثير من علماء السنة الذين التزموا مذهب السنة الحقيقي ولم يكن أياً منهم راضياً عن يزيد بأي شكل من الأشكال، ولم يعتبروه خليفة للمسلمين يوماً، فهو الذي أدخل الساحة الإسلامية في ضياع الملك العظيم. وقد قلتها في خطبة الجمعة يوماً حينما قلت لمعاوية: (أنت صحابي لن أتكلم عنك، ولكن لك موقف أمام الله سيسألك عنه؛ لم وضعت هذا الولد، على هذه الأمة حتى فرّق كلمتها وقتل خير شبابها)؟! نعم... هذا ما قلته وهو كاف.
أما الذي يقول أن الحسين قتل نفسه؛ فأعتقد أن خصمه سيكون محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة
+المنبر : أنتم تتحدثون عمّن حرّف من مسار الإسلام الأصيل، فهل تنسحب إدانتكم إلى الخلفاء الأوائل أيضاً، أم أنكم تنطلقون فقط من يزيد لعنه الله؟
= أنا لا أعطي العصمة للصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فهم يخطئون ولكنهم لا يصرّون على خطأ. وقد كان موقف علي (عليه السلام) من عثمان موقف الشهم العظيم حينما أرسل الحسن والحسين إلى باب عثمان، وقال لا تتركا عثمان حتى ولو قُتَلتما دونه، لقد قام سيدنا علي (عليه السلام) بعمل يجب أن أقوم به أنا وأنت، لم؟! لأن سيدنا علي (عليه السلام) كان يجب أن يحفظ دماء المسلمين ما استطاع، كما كان يدخل إلى عثمان وينصحه فيقدر عثمان أن يقف موقفاً وجهه إليه سيدنا علي سلام الله عليه، وما أن يخرج حتى يدخل عليه مروان وجماعته ليحولوا هذا الرجل عن الفكر الذي بثه فيه سيدنا علي بصدقه وصفائهوأنا الذي أعتقده أن سيدنا عثمان أخطأ ولكنه لم يصر على خطأ والدليل أنه كان حينما يجتمع بسيدنا علي (عليه السلام) يتراجع وحينما يبتعد عنه سيدنا علي (عليه السلام) يضيع. الحقيقة كان يجب أن تكون هناك مجموعة من تلك الأمة تأخذ على يد عثمان وتعطي الحق لسيدنا علي (عليه السلام) ليتابع المسيرة، ولكن أقف الآن وأقول (وكان أمر الله قدراً مقدوراً). لكنني لا أغيّب الحق بأن سيدنا علي كان ذلك الناصح الصادق الصبور الذي أراد بالأمة ألا تتفرق ووضع دم الحسنين سلام الله عليهما على فوهة القتل، حتى لا يُقتل واحد من الصحابة، والعجب من هؤلاء القتلة الذين قتلوا سيدنا الحسين وقتلوا سيدنا علي عليهما السلام! ولكن لعن الله اليهود أينما كانوا ومن أخذ بآرائهم وسار على دربهم
+المنبر : هناك إشكالية في يوم عاشوراء ربما تطرقتم إليها في خطبتكم الميمونة، ولكن السؤال هو: أيجوز الاحتفال في يوم عاشوراء؟ يعني ما الواجب علينا أن نفعل؟ أنفرح أم نحزن؟ هل الحديث عن صيام يوم عاشوراء حديث صحيح أم موضوع وضعه الأمويون نكاية بسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
= حتى نكون حياديين، فإنني أرى أن يوم عاشوراء هو يوم الانتصار على الفراعنة، قد انتصر موسى (عليه السلام) فيه على فرعون أمته، وقد انتصر فيه الحسين (عليه السلام) على فرعون هذه الأمة. وأقول أنه سلام الله عليه انتصر رغم هزيمته الظاهرية على أرض المعركة، لأنني إن سألت الناس اليوم عن قبر يزيد أو أبناء يزيد أو آثار يزيد أو صرخت وقلت: أروني أين يزيد؟! فإن أحداً لن يقدر على جوابي، أما إن سألت: أروني أين الحسين؟! فإن كل الناس سيشيرون إلى قلوبهم قائلين: إنه هاهنا!
لقد اتخذت هذه الرمزية الرائعة جداً، واعتبرت أن يوم عاشوراء هو يوم تجدّد الموقف بين الحق والباطل، انتصر الله فيه بالحق على الباطل، بموسى على فرعون، وبالحسين على يزيد وهو فرعون هذه الأمة.
إن القضية ليست قضية أكل وشرب، ولا بكاء ونواح، إنما هي قضية مبدأ وعقيدة، قضية انتصار وشهادة، فلماذا لا نستثمر هذا اليوم ونحوله إلى يوم تتفق فيه الأمة على إسقاط فراعنتها؟!
إن الأصل الثابت في يوم عاشوراء أنه اليوم الذي نجّى فيه الله تعالى موسى وقومه من فرعون وقومه، ولكن أن يصبح هذا اليوم يوم طبخ الحلوى والتوسعة على العيال، فأعتقد أنها عملية لصيقة جاءت من النواصب لإبعاد هذا اليوم عن هدفه الذي أوجد لأجله
+المنبر : إن الوهابية لا تزال على موقفها بشأن عاشوراء، هي تحث الناس على صيامه، وتدافع فيه عن يزيد، وتكفر فيه المحيين قضية سيد الشهداء (عليه السلام) لأنهم يلعنون يزيد! بل إنهم هاجموا حتى مشايخ السنة الذين لهم موقف معاد ليزيد! ما الرأي عندكم؟ وما هو موقف أهل السنة الحقيقي من يزيد لعنه الله؟
= الذي أعرفه أن الوهابية لم تكفر الشيعة فقط، إنما كفرت السواد الأعظم من المسلمين حتى من السنة، فقد كفرت الصوفية وقد كفرت الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي، وقد كفرت الكثير من أئمة المذاهب. وهم فئة تغطت باسم السلف أي السلفية.
أما قضية يزيد فاقرأ كتب السنة بأجمعها واقرأ خطب معاوية بن يزيد نفسه، هذا الرجل الصالح الذي تكلم عن أبيه وجده بما فيه الكفاية ومن خلال كتب السنة لا كتب الشيعة.
سترى عندها أن هنالك الكثير من علماء السنة الذين التزموا مذهب السنة الحقيقي ولم يكن أياً منهم راضياً عن يزيد بأي شكل من الأشكال، ولم يعتبروه خليفة للمسلمين يوماً، فهو الذي أدخل الساحة الإسلامية في ضياع الملك العظيم. وقد قلتها في خطبة الجمعة يوماً حينما قلت لمعاوية: (أنت صحابي لن أتكلم عنك، ولكن لك موقف أمام الله سيسألك عنه؛ لم وضعت هذا الولد، على هذه الأمة حتى فرّق كلمتها وقتل خير شبابها)؟! نعم... هذا ما قلته وهو كاف.
أما الذي يقول أن الحسين قتل نفسه؛ فأعتقد أن خصمه سيكون محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة
+المنبر : أنتم تتحدثون عمّن حرّف من مسار الإسلام الأصيل، فهل تنسحب إدانتكم إلى الخلفاء الأوائل أيضاً، أم أنكم تنطلقون فقط من يزيد لعنه الله؟
= أنا لا أعطي العصمة للصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فهم يخطئون ولكنهم لا يصرّون على خطأ. وقد كان موقف علي (عليه السلام) من عثمان موقف الشهم العظيم حينما أرسل الحسن والحسين إلى باب عثمان، وقال لا تتركا عثمان حتى ولو قُتَلتما دونه، لقد قام سيدنا علي (عليه السلام) بعمل يجب أن أقوم به أنا وأنت، لم؟! لأن سيدنا علي (عليه السلام) كان يجب أن يحفظ دماء المسلمين ما استطاع، كما كان يدخل إلى عثمان وينصحه فيقدر عثمان أن يقف موقفاً وجهه إليه سيدنا علي سلام الله عليه، وما أن يخرج حتى يدخل عليه مروان وجماعته ليحولوا هذا الرجل عن الفكر الذي بثه فيه سيدنا علي بصدقه وصفائهوأنا الذي أعتقده أن سيدنا عثمان أخطأ ولكنه لم يصر على خطأ والدليل أنه كان حينما يجتمع بسيدنا علي (عليه السلام) يتراجع وحينما يبتعد عنه سيدنا علي (عليه السلام) يضيع. الحقيقة كان يجب أن تكون هناك مجموعة من تلك الأمة تأخذ على يد عثمان وتعطي الحق لسيدنا علي (عليه السلام) ليتابع المسيرة، ولكن أقف الآن وأقول (وكان أمر الله قدراً مقدوراً). لكنني لا أغيّب الحق بأن سيدنا علي كان ذلك الناصح الصادق الصبور الذي أراد بالأمة ألا تتفرق ووضع دم الحسنين سلام الله عليهما على فوهة القتل، حتى لا يُقتل واحد من الصحابة، والعجب من هؤلاء القتلة الذين قتلوا سيدنا الحسين وقتلوا سيدنا علي عليهما السلام! ولكن لعن الله اليهود أينما كانوا ومن أخذ بآرائهم وسار على دربهم
كلمة حق تقال
العرض العادي
