العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية عاشق الامام الكاظم
عاشق الامام الكاظم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 23036
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 9,776
بمعدل : 1.65 يوميا

عاشق الامام الكاظم غير متصل

 عرض البوم صور عاشق الامام الكاظم

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
هل البسملة جزء من السورة ؟
قديم بتاريخ : 08-12-2008 الساعة : 10:49 PM


إن مسألة البسملة، من الأمور التي هي من سمات الإنسان؛ المتعبد الموحد لله عز وجل.. وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي (ص) أنه قال: (كل أمرٍ ذي بال، لم يُذكر بسم الله فيه.. فهو أبتر) أي ناقص، لأن هذا العمل لا صلة له بالله عز وجل.. واالإنسان المؤمن عندما يقوم بأي عمل من الأعمال، فإنه يقول: أبدأ هذا العمل ببسم الله.. فيربطه بالله ولو إدعاءً، ولو تقولاً.. والله عز وجل يرضى منه بذلك.
إن الإنسان عندما يأكل الطعام، ومن منا لا يأكل الطعام بشهوة البطن؟.. ومع ذلك تأتي الروايات وتؤكد، على أنه لا بد من التسمية -طبعاً لا بدية استحبابية قبل الطعام- فالشارع المقدس يرضى منا هذا الموقف -ولو كانت الدوافع مسائل أخرى- وهو أن يظهر الإنسان بمظهر المتذكر لربه.. ويقول أهل المعرفة: إن أي تصرف أكلي أو شربي، أو فعلي، أو ركوبي، أو أي عمل.. إذا لم يُبدأ فيه ببسم الله؛ فإنه نوع من أنواع التصرف في ملك المولى، من دون استئذان.. فمثلا: عندما يدخل الإنسان مكانا، وهناك طعام لشخص، فإنه لا يأكل الطعام إلا بعد استئذان صاحبه.. وهذا الطعام، وهذا الوجود، والأرض وما عليها، هي ملك لله عز وجل.. فإذا أردت أن تأكل، وتشرب، وتركب الدابة.. فقل: بسم الله!.. أي يارب استئذنك بهذه العبارة، والله تعالى أجلّ من أن يشترط شروطا قاسية بعد البسملة، فالبسملة تكفي للاستئذان من المولى.
إن في روايات أهل البيت -عليهم السلام- هناك تأكيداً شديداً على مسألة البسملة، في كتاب الله عز وجل.. أليست السورة من الأمور التي هي ذي بال؟.. وليس هذا أقل من الشراب والطعام؟.. فلماذا نحذف هذه الآية العظيمة من كتاب الله عز وجل؟.. إن الإمام الصادق عليه السلام -أئمتنا قلما عبروا بهذه التعابير، إلا في مواطن البدع، وفي مواطن حذف ما كان في الدين، أو في مواطن إدخال ما ليس في الدين- يقول: (ما لهم -قاتلهم الله- عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله، فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها، وهي {بسم الله الرّحمن الرّحيم})؟!.. وعن الباقر عليه السلام يقول: (سرقوا أكرم آية في كتاب الله{بسم الله الرحمن الرحيم}، وينبغي الإتيان به عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه).. فإذا أردت المباركة من رب العالمين، فابدأ ببسم الله عز وجل.. وعن الرضا (ع): (إنّ {بسم الله الرحمن الرحيم} أقرب إلى اسم الله الأعظم، من سواد العين إلى بياضها).. ولهذا يقول الباقر عليه السلام بأنها أعظم آيه من كتاب الله عز وجل.. حتى الروايات المنقولة من أهل البيت، عن النبي (ص) تؤكد -وهم أدرى بما في البيت- أن النبي (ص) كان يقرأ البسملة، ويعدها آيه من كتاب الله عز وجل.
ومن الغريب أن هذا المعنى وارد في كتب عامة المسلمين، ففي كتاب الدارقطني عن أبي هريرة يقول: قال النبي (ص): (إذا قرأتكم الحمد، فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم؛ فإنها أم القرآن، والسبع المثاني.. وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها).. هنا بالنسبة لسورة الحمد.. وفي صحيح مسلم، عن أنس، قال النبي (ص): (أُنزل عليَّ آنفا سورة.. فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم).. هنا لم يخصص بسورة الحمد.. وكذلك عن أبي داود، عن ابن عباس، قال: (إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان لا يعرف فصل السورة -وفي رواية: انقضاء السورة- حتى ينزل عليه، بسم الله الرحمن الرحيم).. أي أنه لا يعلم أن السورة انتهت، حتى تأتي بسملة؛ فيعلم أن هذه البسملة مقدمة لسورة أخرى.
وعليه، لو نظرنا بنظرة متفحصة، نجد أن بعض أهل بيت -وهم السلسلة التي أكد عليها النبي: الكتاب، والعترة- أكدوا على أنها واجبة.. فما بال المسلمين يتركون أمرا، أمره دائر بين الجواز، والاستحباب، والوجوب؟.. إذ أن هناك من يقول: بأنه جائز.. وهناك من يقول: بأنه مستحب.. وهناك من يقول: بأنه واجب.. فلماذا هذا التعمد في ترك هذه الآية، التي عبر عنها الإمام الصادق، والإمام الباقر عليهم السلام، بأنها من أعظم آيات القرآن الكريم؟!..
فعلى الأقل نعامل السور معاملة الأمور ذي البال، فلا نبدأ السورة إلا ببسم الله.. ولهذا نلاحظ حتى في عرف المسلمين الأوائل، أن سورة البراءة تميزت بأنه لا بسملة فيها.. فمعنى ذلك أن في ارتكازهم كانت البسملة جزء من كل سورة، وعندما وصلوا إلى سورة براءة، قالوا: بأن هذه السورة لا تحتمل البسملة.. لماذا؟.. لأن هذه السورة مفتتحة بالبراءة، والبراءة لا تتناسب مع الرحمة الإلهية الخاصة، والعامة.. ولهذا فإن هذه السورة كانت الوحيدة في القرآن الكريم، مما حذفت منها البسملة.

توقيع : عاشق الامام الكاظم
رحم الله والديه من قراء الفاتحة لابن عمي
حيدر جليل نعمة
من مواضيع : عاشق الامام الكاظم 0 فديو عجبني
0 مقال خطير في صحيفة سعودية
0 أفضل ما ستقرأه في حياتك ..
0 هل القران متناقض يا وهابية !!!!
0 ابو هريره يروي..( الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر )

ابو سكينه
عضو جديد
رقم العضوية : 24050
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 44
بمعدل : 0.01 يوميا

ابو سكينه غير متصل

 عرض البوم صور ابو سكينه

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عاشق الامام الكاظم المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-12-2008 الساعة : 12:13 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

احسنت اخي الكريم على هذا الموضوع جعلها الله في ميزان حسناتك انه ارحم الراحمين

القوم اختلف عليهم الامر لهذا تراهم تحيروا امامها ولنزيد تحيرهم هذا اكثر ههههههههههه اريد جواب على سؤالي هذا
____________________-


هل بسم الله الرحمن الرحيم هي آية من كل سورة
إن كانت الإجابة نعم فلماذا فقط رقمت في سورة الفاتحة ولم ترقم في بقية السور ؟
وإن كانت الإجابة لا فهل تؤمنون بأن وجودها في كل السور ماعدا سورة التوبة هي زائدة في القرآن ؟





من مواضيع : ابو سكينه 0 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو سكينه
عضو جديد
رقم العضوية : 24050
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 44
بمعدل : 0.01 يوميا

ابو سكينه غير متصل

 عرض البوم صور ابو سكينه

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عاشق الامام الكاظم المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-12-2008 الساعة : 12:36 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع عزيزي مهم جدا والله ولا يمكن المرور عليه مرور الكرام فقط بوضع رد والخروج الموضوع يحتاج الى شرح لهذه القضيه
وملابساتها ...... لنرى ما عند القوم ومن ثم نحكم



جزئية البسملة في سورة الحمد

عندما يتشرف أتباع أهل البيت(عليهم السلام) بحج بيت الله، ولأجل الحفاظ على الوحدة عملاً بتوجيهات أهل البيت(عليهم السلام) يقومون بمشاركة أهل السنّة في صلاة الجماعة، للحصول على فضيلة الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي(صلى الله عليه وآله). وأول شيء يثير انتباههم عدم قراءة أئمّة الجماعة المحترمين (بسم الله الرحمن الرحيم) في بداية سورة الحمد، أو يقرأونها اخفاتاً حتى في الصلوات الجهرية مثل صلاة الصبح والمغرب والعشاء.
في الوقت الذي يشاهدون أن سورة الحمد تتكون من سبع آيات في جميع المصاحف الموجودة في مكة والتي تطبع غالباً هناك، والبسملة جزءٌ منها، وهذا ما أثار استغرابهم، لماذا يصل وضع أهم آية في القرآن وهي البسملة إلى هذا المصير.
ويزداد استغرابهم عندما ننقل لهم قصّة اختلاف الروايات لدى أهل السنّة حول البسملة، ولابدّ أولاً من مراجعة الفتاوى في هذه المسألة، وبعدها ننتقل إلى الروايات الواردة في البحث.
___________

إنقسم فقهاء أهل السنّة بشكل عام إلى ثلاث فرق:
الأولى: تقول بوجوب قراءة البسملة في بداية سورة الحمد، فيجهر بها في الصلوات الجهرية، وتقرأ إخفاتاً في الصلوات الإخفاتية. وذهب إلى هذا القول الإمام الشافعي وأتباعه.
الثانية: تقول بوجوب قراءتها إخفاتاً مطلقاً، وذهب إليه الحنابلة (أتباع أحمد بن حنبل).
الثالثة: تقول بعدم قراءتها مطلقاً، وذهب إليه أتباع الإمام مالك، وقريب منه ما ذهب إليه أتباع أبي حنيفة أيضاً .
وعبارة ابن قدامة الفقيه المشهور لدى أهل السنّة في كتابه «المغني» هي: «أنّ قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) مشروعة في أوّل الفاتحة، وأوّل كل سورة في قول أكثر أهل العلم، وقال مالك والأوزاعي: لا يقرؤها في أوّل الفاتحة... ولا تختلف الرواية عن أحمد أنّ الجهر بها غير مسنون.....
ويروى عن عطاء وطاووس ومجاهد وسعيد بن جبير، الجهر بها وهو مذهب الشافعي»(1). حيث نقل في هذه العبارة الأقوال الثلاثة.
وجاء في تفسير المنار عن وهبة الزحيلي:
«قال المالكية والحنفية ليست البسملة بآية من الفاتحة ولا غيرها إلاّ من سورة النمل....
إلاّ أنّ الحنفية قالوا يقرأ المنفرد بسم الله الرحمن الرحيم مع الفاتحة في كل ركعة سراً....
1. المغني لابن قدامة، ج 1، ص 521 .

____________
وقال الشافعية والحنابلة: البسملة آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلوات، إلاّ أنّ الحنابلة قالوا كالحنفية يقرأ بها سرّاً ولا يجهر بها، وقال الشافعية: يسرّ بها في الصلاة الإخفاتية، ويجهر بها في الصلاة الجهرية»(1).
فبناءً على ما تقدم يكون قول الشافعية أقرب إلى قول فقهاء الشيعة من بقية الأقوال، إلاّ أنّ أصحابنا يرون استحباب الجهر بالبسملة في جميع الصلوات، ومتفقون على وجوب قراءتها في سورة الحمد، وعلى أنّها جزء من كل السور المشهورة والمعروفة.
وفي الحقيقة يصاب الباحث بالحيرة عندما يرى أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)الذي عاش بين ظهرانيهم لمدّة ثلاث وعشرين سنة، كان يصلي جماعة في أكثر صلواته بحضورهم، ويسمعون ما يقوله في صلواته، وبعد فترة قصيرة يختلفون في كيفية صلاته بشكل فظيع، فبعضهم لا يجيز من قراءة البسملة، وبعضهم يوجب ذلك، وبعضهم يوجب قراءتها إخفاتاً، وبعضهم يوجب قراءتها جهراً في الصلوات الجهرية!!
ألا يشير هذا الاختلاف العجيب، وغير المتوقع إلى أنّ هذه المسألة لم تكن عادية، وأنّ هناك فريقاً سياسياً يعمل بخفاء لوضع أحاديث متناقضة ومتضادة وينسبونها إلى النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وسنأتي على شرحها فيما بعد.
يروي البخاري في صحيحه حديثاً يمكن من خلاله كشف القناع عن تلك المؤامرات التي تحاك، فيقول: «ينقل مُطَرِّف عن عمران بن الحصين قوله: عندما كان علي(عليه السلام) يصلي في البصرة، قلت: ذكَّرنا هذا الرجل صلاةً كنّا نصلِّيها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)»(2).
1. تفسير المنار، ج 1، ص 46 . 2. صحيح البخاري، ج 1، ص 190 .

________________

نعم، لقد اتضح أنّهم قاموا بتغيير كل شيء حتى الصلاة.
ينقل الشافعي في الكتاب المعروف «الأم» عن وهب بن كيسان: «كلُّ سنن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد غُيِّرت حتى الصلاة»(1).

الجهر بالبسملة في الأحاديث النبوية:
هناك طائفتان من الروايات في كتب أهل السنة المعروفة حول هذه المسألة، وهي مختلفة تماماً، وهذا ما أدى إلى اختلاف فتاواهم، والعجيب في الأمر أنّ راوياً معيناً ينقل عدّة روايات متناقضة ومتضادة، وسنلاحظها في الأحاديث القادمة.
الطائفة الأولى:
الروايات التي تعتبر البسملة جزءاً من سورة الحمد، بل ترى استحباب قراءتها جهراً أو وجوب قراءتها.
في هذه الطائفة نكتفي بذكر خمس روايات عن خمسة رواة معروفين:
1. ينقل الدار قطني في كتابه «السنن» حديثاً عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام)صاحب المقام الشامخ المعلوم للجميع الذي رافق النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في السفر والحضر وفي الخلوة والجلوة، فيقول: «كان النبي(صلى الله عليه وآله) يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين جميعاً»(2).
2. ينقل الحاكم في المستدرك عن أنس بن مالك الخادم الخاص للنبي(صلى الله عليه وآله) منذ أيّام شبابه يقول: «صلّيت خلف النبي(صلى الله عليه وآله) وخلف أبي بكر،
1. الأم، ج 1، ص 269 . 2. سنن الدار قطني، ج 1، ص 302. ونفس الحديث نقله السيوطي في تفسير الدر المنثور، ج1، ص 22 .

____________

وخلف عمر، وخلف عثمان، وخلف علي كلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم»(1).
3. ينقل الدار قطني عن عائشة التي كانت ملازمة للنبي(صلى الله عليه وآله) ليلاً ونهاراً بشكل طبيعي تقول: «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»(2).
4. تنقل كتب الصحاح عن أبي هريرة الراوي المعروف لإخواننا أهل السنّة ـ حيث تنقل كتب الصحاح وغيرها الكثير من رواياته ـ يقول: «كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة» .
وقد ورد هذا الحديث في ثلاثة كتب معروفة: 1 ـ السنن الكبرى(3); ومستدرك الحاكم(4); 3 ـ سنن الدار قطني(5).
5. وفي حديث آخر: إنّ جبرائيل أيضاً عندما أراد تعليم النبي(صلى الله عليه وآله)الصلاة قرأ البسملة بصوت مرتفع، حيث ينقل الدار قطني عن نعمان بن بشير قوله: إنّ النبي(صلى الله عليه وآله) قال: «أمّنِي جبرائيل عند الكعبة فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»(6). وروايات أخرى كثيرة.
والملفت للنظر أنّ بعض العلماء المعروفين الذين أتوا على ذكر أحاديث الجهر بالبسملة صرحوا في ذيل بعض الروايات أنّ رواة الحديث عموماً من
1. مستدرك الصحيحين، ج 1، ص 232 . 2. تفسير الدرالمنثور، ج 1، ص 23 .
3. السنن الكبرى، ج 2، ص 47.
4. مستدرك الصحيحين، ج 1، ص 208.
5. سنن الدار قطني، ج 1، ص 306.
6. سنن الدار قطني، ج 1، ص 309 .

___________________

الثقات، مثل: الحاكم في المستدرك.
وهنا يجب أن نضيف: أنّ البسملة في المصادر الفقهية والحديثية لأهل البيت(عليهم السلام) ذكرت بعنوانها جزءاً من سورة الحمد، ورواياتها متواترة تقريباً، وروايات أخرى صرّحت بالجهر بالبسملة.
ولأجل المزيد من الاطلاع على هذه الروايات يراجع كتاب وسائل الشيعة(1). ونقلت في هذا المجال عشرات الروايات عن أهل البيت(عليهم السلام)في الكتب مثل: الكافي، وعيون أخبار الرضا(عليه السلام)، ومستدرك الوسائل(2).
ألا يجب الإنتباه لحديث الثقلين ـ الذي نقله الفريقان عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) والذي يصرّح: بالتمسك بالقرآن وأهل البيت حتى لا يضل الناس بعده ـ أن نلجأ إلى أهل البيت(عليهم السلام) عندما تواجهنا مثل هذه المسائل الخلافية لاتباعهم؟!
الطائفة الثانية:
الروايات التي لا تعتبر البسملة جزءاً من سورة الحمد، ويمنعون الجهر بها، ومن جملتها:
1. نقرأ في صحيح مسلم حديثاً نقله عن قتاده أنّ أنساً، قال: «صليت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم»(3). ولاحظوا أنّ هذا الحديث لم يأت على ذكر قراءة علي(عليه السلام)!
1. وسائل الشيعة، أبواب القراءة في الصلاة، باب 11، 12، 21، 22 . 2. مستدرك الوسائل، الأبواب المتعلقة بقراءة القرآن في الصلاة.
3. صحيح مسلم، ج 2، ص 12، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة.

________________

فعلاً إنّه لأمر مريب أن يذكر شخص معين ـ مثل: أنس ـ بصراحة: أنّه صلّى خلف النبي(صلى الله عليه وآله) والخلفاء الثلاثة الأوائل وعلي(عليه السلام) ـ وأنّهم قرأوا البسملة بصوت مرتفع، وفي مكان آخر يقول: أنّه صلى خلف الرسول(صلى الله عليه وآله)والخلفاء الثلاثة الأوائل، ولم يقرأ أي واحد منهم البسملة، فما بالك بالجهر بها بصوت مرتفع.
ألا يستنتج المفكر هنا أنّ أيدي الوضّاعين قامت بوضع الحديث الثاني لإبطال الحديث الأول ـ وسيتضح دليله قريباً ـ ونسبوا ذلك إلى أنس، ولم يذكروا اسم علي(عليه السلام) حتى لا تنكشف المؤامرة; لأنّ الجميع يعرف أنّ الإمام علياً(عليه السلام) وأتباعه يجهرون بالبسملة.
2. ينقل البيهقي في سننه عن عبد الله بن مغفل، قال: «سمعني أبي وأنا أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بني محدث؟ صليت خلف رسول الله(صلى الله عليه وآله)وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم»(1). ونلاحظ هنا عدم ذكر اسم الإمام علي(عليه السلام) أيضاً.
3. نقرأ في المعجم الوسيط للطبراني عن ابن عباس قال: «كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم هزء منه المشركون، وقالوا محمّد يذكر إله اليمامة ـ وكان مسيلمة يسمى «الرحمن» فلما نزلت هذه الآية أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن لا يجهر بها»؟!
وآثار الوضع فيها واضحة; وذلك:
أولاً: إنّ كلمة الرحمن لم يقتصر ذكرها في القرآن في البسملة، بل ذكرت ستاً وخمسين مرّة في موارد مختلفة، وفي سورة مريم كررت في ست عشرة

1. السنن الكبرى، ج 2، ص 52 .
________________
آية، فبناءً على ذلك يجب عدم قراءة سور القرآن الأخرى، لأجل أنّ لا نكون مورداً لسخرية المشركين.
ثانياً: المشركون يستهزئون بجميع الآيات القرآنيّة، لهذا نقرأ في آيات متعددة في القرآن الكريم، ومن جملتها قوله تعالى: (...إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ...)(1) ونقرأ: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً...)(2)، فهل أمر الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)بترك الأذان أو بقراءته بصوت خافت، حتى لا نكون مورداً لاستهزاء المشركين؟
وفي الأصل كان المشركون يستهزئون بشخص الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله): (وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُواً...)(3)، فإذن بناءً على ذلك يجب على النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) أن يختفي عن الأنظار.
وبغض النظر عن هذا كله، يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه الأكرم(صلى الله عليه وآله)بشكل صريح: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)(4).
ثالثاً: إنّ مسيلمة لم يكن شخصية يحسب لها هذا الحساب، وأصغر من أن يقوم النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) بإخفاء الآيات القرآنيّة بسبب أن اسمه «رحمان»، أو يقرأها بإخفات، وخصوصاً أن ادعاءات مسيلمة هذه كانت قد انتشرت في القرن العاشر الهجري، حيث كان الإسلام في ذروة قوته وقدرته.
هذه الحقائق تشير بوضوح إلى أنّ واضعي هذا الحديث كانوا مبتدئين إلى حدّ كبير في عملهم، وغير واعين.
1. سورة النساء، الآية 140 . 2. سورة المائدة، الآية 58 .
3. سورة الأنبياء، الآية 36 .
4. سورة الحجر، الآية 95 .

________________

4. نقرأ في الحديث الذي ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عباس، يقول: «الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قراءة الأعراب»(1).
وفي الوقت نفسه لدينا حديث آخر عن علي بن زيد بن جدعان يقول: «إنّ العبادلة (عبد الله بن عباس، عبد الله بن عمر، عبد الله بن الزبير) كانوا يستفتحون القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم يجهرون بها»(2).
والأكثر من هذا، كانت سيرة الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) الجهر بالبسملة، وهذا مشهور في جميع الكتب الشيعية وكتب أهل السنّة، فهل كان الإمام علي(عليه السلام) من الأعراب؟ ألا تكون هذه الأحاديث المتناقضة والمتضادة دليلاً على أنّ المسألة كانت ذا بعد سياسي؟
نعم، الحقيقة هي أنّ الإمام علياً(عليه السلام) كان يجهر بالبسملة، وكان معاوية يصرّ ـ بعد شهادة الإمام علي(عليه السلام) وخلال خلافة الإمام الحسن(عليه السلام)وبعد استلامه للسلطة ـ على محو كل الآثار والمظاهر العلوية في العالم الإسلامي، إضافة إلى اعتقاده بأنّ التأثير الفكري والمعنوي للإمام علي(عليه السلام)على أفكار عامة المسلمين، سيشكل تهديداً لسلطته.
والشاهد على هذا الكلام نقرأه في الحديث الذي ذكره الحاكم في المستدرك ـ والذي صرّح بأنّه معتبر ـ عن أنس بن مالك (الخادم الخاص للنبي): «جاء معاوية إلى المدينة وشارك في إحدى الصلوات الجهرية ]المغرب أو العشاء[ فقرأ البسملة في سورة الحمد ولم يقرأها مع السورة الثانية، وعندما سلّم في صلاته، ارتفع صوت مجموعة من المهاجرين
1. مصنف ابن أبي شيبة، ج 2، ص 89 . 2. تفسير الدرالمنثور، ج 1، ص 21 .

_____________

والأنصار ]ولعل مشاركتهم في الصلاة كانت حفظاً لأرواحهم[ من جميع الأطراف: «أسرقت الصلاة أم نسيت؟!».
فقام معاوية في الصلاة التالية بقراءة البسملة في بداية سورة الحمد، وفي بداية السورة كذلك(1).
ولعل معاوية أراد بهذا العمل معرفة مدى حساسية المهاجرين والأنصار تجاه الجهر بالبسملة، ولكنه استمر في عمله هذا في بقية المناطق كالشام وغيرها.

القرآن ما بين الدفتين؟
إنّ الموجود بين الدفتين هو القرآن يقيناً، والبسملة جزء من القرآن، وما يقوله بعضهم: إنّ البسملة ليست جزءاً من القرآن، بل هي للتفريق بين السور فقط، فيرد عليه:
أولاً: إنّ هذا الكلام لا يشمل سورة الحمد. لأنّ البسملة جزء من سورة الحمد ومعدودة من آياتها السبع، كما هو الحال في جميع النسخ القرآنيّة.
ثانياً: لماذا هذا التفريق لم يتحقق في سورة براءة؟ فإذا قيل: إنّ سياق الآيات في آخر سورة الأنفال لا يرتبط بسياق الآيات في بداية سورة براءة: فنقول إنّ هناك سوراً كثيرة في القرآن لا ترتبط نهايتها ببداية السورة التالية، ومع ذلك جاءت البسملة للتفريق بينهما.
فالحق: إنّ البسملة هي جزء من كل سورة، كما هو الحال في ظاهر القرآن، وأمّا عدم ذكر البسملة في بداية سورة براءة; فلأنّ سورة براءة تبدأ

1. مستدرك الصحيحين، ج 1، ص 233 .
_________________
بإعلان الحرب على الذين نقضوا العهود، وهذا لا يتناسب مع ذكر الرحمن والرحيم; لأنّهما مظهر للرحمة العامة والخاصة.
خلاصة البحث:
بحث جزئية البسملة في سورة الحمد يتلخص بما يلي:
أولا: إنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) قرأ البسملة في بداية سورة الحمد، وفي بداية السور الأخرى; وذلك وفقاً للروايات الكثيرة التي نقلت عن أكثر الناس قرباً من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وجهر بالبسملة، طبقاً للعديد من الروايات.
ثانياً: إنّ الروايات المخالفة للروايات المذكورة آنفاً والتي تصرّح: إنّ البسملة ليست جزءاً من السورة أصلاً، أو أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) كان يقرأها بصوت خافت، فهي مشكوكة، بل هي موضوعة; وذلك بحسب القرائن الموجودة في نفس الروايات، وبنو أمية هم وراء هذا الموضوع لتحقيق بعض الأغراض السياسية، لأنّ جهر الإمام علي(عليه السلام)بالبسملة أصبح مشهوراً ومعروفاً، وسياسة بني أمية كانت تقتضي مخالفة كل ما يرتبط بالإمام علي(عليه السلام)، حتى وإن كان موافقاً لسيرة رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وقد اعترض الصحابة بشدّة على معاوية في هذا الموضوع، والشواهد والقرائن التي ذكرناها سابقاً تؤكد ذلك.
1. كان أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) يجهرون بالبسملة اتباعاً لأمير المؤمنين علي(عليه السلام) الذي نهل من علم رسول الله(صلى الله عليه وآله) لسنوات عديدة، فهم متفقون على هذا الرأي حتى أنّ الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «اِجْتَمَعَ آلُ مُحَمْد(صلى الله عليه وآله) عَلَى الجَهْرِ


بِبِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ»(1).
وإذا كان المفترض ـ على الأقل في هذه المسائل ـ أن يعملوا برواية الثقلين والأخذ بروايات أهل البيت(عليهم السلام) فيجب على جميع فقهاء أهل السنّة كالشافعي أن يجهروا بالبسملة، أو يعتبروها واجباً في الصلوات الجهرية كحد أدنى.
2. ننهي بحثنا ـ من باب حسن الختام ـ بنقل عبارتين للفخر الرازي من كتابه التفسير الكبير:
أ) يقول: «إنّ عَلياً كان يبالغ في الجهر بالتسمية، فلمّا وصلت الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر سعياً في إبطال آثار علي(عليه السلام)»(2).
إنّ شهادة هذا العالم الكبير من أهل السنّة توضح بما لا شك فيه أنّ الحكم بإخفاء البسملة أو حذفها كان وسيلة لتحقيق أهداف سياسية.
ب) يضيف في موضع آخر من الكتاب بعد أن استعرض نقل البيهقي: أنّ عمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير جميعاً كانوا يجهرون بالتسمية: أمّا أنّ علي بن أبي طالب(عليه السلام)كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب(عليه السلام)فقد اهتدى، والدليل عليه قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): «اللهم أدر الحق مع علي حيث دار»(3).
1. مستدرك الوسائل، ج 4، ص 189 . 2. التفسير الكبير للفخر الرازي، ج 1، ص 206 .
3. نفس المصدر، ص 204 ـ 205.







من مواضيع : ابو سكينه 0 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:53 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية