|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 29295
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 123
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
هدية لكم حرية العقيدة
بتاريخ : 25-04-2009 الساعة : 04:08 PM
بسمه تعالت قدرته
السلام عليكم اخوتي
حرية العقيدة
الاسلام لا يبيح كما يظن البعض حرية العقيدة بشكل مطلق بحيث يكون الانسان حرا حتى في الشرك وعبادة الاصنام فمن غير المعقول أن يبيح الاسلام الذي يقيم بنيانه على التوحيد ونفي الشرك ما يطال قاعدته التوحيدية لما ينطوي عليه ذلك من تناقض واضح...
لنتساء ل: هل يمكن ان تمنح المجتمعات المعاصرة إنسانها حرية تخالف القوانين والضوابط السائدة؟ من الواضح أنّ الجواب بالنفي لانه مع هذه الحرية لن يكون ثمة معنى للقانون أصلا؟
إن انصار حرية العقيدة – بالمطلق-- يتذرعون بنظائر قوله تعالى((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي))
في حين أنّ الاية ليس لها دلالة على ما يريدون وإنما تؤكد على أن الاسلام ّإتضح وبان في القرآن والسنة النبوية وبالتالي لا حاجة للاكراه بعد نصوع الحقيقة لذلك يقول الله تعالى
(( قد تبيّن الرشد من الغي))
التي هي في واقعها السبب والعلة في قوله تعالى : لا إكراه في الدين))
إذ بعد أن تجلت حقيقة الاسلام وبانت لا معنى لاكراه الناس عليه ولا مكان للاجبار.
مضافا لذلك أن جملة (( لا اكراه في الدين)) هي حقيقة تشريعية تستند الى حقيقة تكوينية . والسرّ أن الاكراه والاجبار لا يطالان سوى ظاهر الاعمال وحركات البدن أما الاعتقاد القلبي فهو خارج عن دائرة الظاهر وبالتالي فهو بعيد عن سلطة الاكراه والاجبار وإنما تحتاج العقيدة حتى تستقر في القلب والعقل الى أسباب اخرى من قبيل الادراك وغيره
لهذا ممكن أن يكون معنى الاية في إشارتها التشريعية الى حقيقة تكوينية هي من قبيل الحكم الارشادي: أي لا تكرهوا أحدا على قبول الدين الحق لانه لا سبيل للاعتقاد بهذا الدين عن طريق الاكراه والجبر....
ثّم أن الاية بعد ذلك تدعوا الناس الى نبذ التقليد في العقائد وإتباع المنطق والدليل فالعقيدة التي تكون ثمرة للاكراه هي في الحقيقة عقيدة قائمة على اساس التقليد وليس القناعة الناتجة عن الدليل.
وفي كل الاحوال إن ّمسألة عدم الاكراه في الدين لا تعني أبدا الحرية في إنتخاب الانسان لأية عقيدة يشاء كما يتضح للمتأمل جيدا. المصدر مقالات تاسيسية للسيد محمد حسين الطباطبائي
|
|
|
|
|