نص كلمة سماحة الامين العلم لحزب الله السيد حسن نصر الله في حفل التخرج الجامعي "دفعة الرضوان"
تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في حفل التخرج الجامعي السنوي الحادي والعشرين للتعبئة التربوية والذي حمل عنوان دفعة الرضوان وذلك في مجمع سيد الشهداء (ع) في منطقة الرويس من الضاحية الجنوبية لبيروت، وهنا النص الكامل لكلمة سماحته :
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى اهل بيته .اخواني واخواتي السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. في هذا الحفل المبارك وفي هذا الزمان بالتحديد ,تتعدد العناوين والقضايا,ولكنني في هذا الحفل بمناسبته وطبيعته ,اود ان اتحدث في تجاه معين.
هناك قضايا على درجة عالية من الاهمية سوف اتحدث عنها يوم الاثنين ليلا انشاء الله ,عبر شاشة المنار, في مناسبة النكبة ,التي حلت بهذه الامة عندما وقعت فلسطين فريسة الاحتلال والاغتصاب. والحديث عن النكبة والمناورات الاسرائيلية وواجباتنا تجاهها، الحديث عن الشبكات الاسرائيلية في لبنان وكل ما يرتبط بهذا الشأن الاسرائيلي لن اتحدث عنه اليوم, وانما اتركه الى يوم الاثنين كما وعدت سابقا. وطبيعة هذا الحديث في موضوع النكبة في موضوع المناورات في موضوع الشبكات هو اقرب للحديث في رسالة تلفزيونية منه في احتفال جماهيري، لأنني أريد اليوم ان اتحدث اليكم و ان اخطب فيكم ليس على طريقة الرسالة التلفزيونية,فالكثيرون ينظرون إلى الرسالة التلفزيونية ويقلون السيد "كتير رايق", لكن عندما اخطب يقولون "السيد معصب"، لا حين أخطب أكون معصباً ولا في الرسالة التلفزيونية أكون "رايق"، لكل مقام مقال. طبيعة الرسالة التلفزيونية تختلف عن الخطاب في حشد جماهيري.
اليوم أريد ان أتحدث عنكم، عن دفعة الرضوان,عن الاخوة والاخوات والاهل، وعن لبنان عن الشأن اللبناني ونحن في مرحلة مهمة جدا، فيما يرتبط بالانتخابات ,وأنهي الحديث في وقفة لا بد منها عن 17 ايار وعن 7 ايار.
أولاً، أود أن أتوجه بالتبريك الى جميع الاخوه والأخوات الخريجين الذين نحتفي بهم اليوم. ابارك لهم نجاحهم , ابارك لهم انجازهم العلمي الذي كان حصيلة عزم وإرادة ونية وجدية ودأب وتعب وجهد وجهاد، والجلوس على مقاعد الدراسة,في فهمنا الاسلامي الديني ,هو جهاد في سبيل الله عز وجل,وان الملائكة وكما جاء في بعض الاحاديث الشريفة ,لتضع اجنحتها لطالب العلم. وأعلن باسم اخواني واخواتكم في مسيرة حزب الله,افتخارنا بكم واود ان اتوجه بالشكر والتقدير العاليين,الى الاهل الكرام الآباء والامهات كما في كل حفل تخرج ,الآباء والامهات ,الذين اصروا ودعموا مواصلة ابنائهم وبناتهم,للتحصيل العلمي ,في المراحل الجامعية والتخصصية , وتحملوا أعباء هذا القرار, ونحن نعرف ان الاغلبية الساحقة من اللبنانيين ومن العائلات اللبنانية تعيش شظف العيش وعلى خط الفقر وكثير منهم تحت خط الفقر, مع ذلك نجد ان الآباء والامهات يبذلون جهودا ويتحملون الكثير من الاعباء والتبعات ليوفروا لأبنائهم فرصة التعلم والتخصص, وفرصة الصناعة الحقيقية للمستقبل. انا انحني اجلالا أمام الآباء والامهات المجاهدين في سبيل الله ايضا لان الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله، والكد على العيال ليس من اجل ملء بطونهم إبعادا عن الجوع, وانما الكاد على عياله ليطعمهم وليعلمهم وليرفع شأنهم وليبني لهم دنياهم ويصون لهم آخرتهم مجاهد في سبيل الله. هناك شريحة يجب ان اتوجه لها بالشكر, عادة لا يتم الالتفات اليها هي شريحة الازواج لانه والحمد لله ان هناك ظاهرة واضحة ولذلك هذا يمكن ان يفسر جوانبه ان عدد الاخوات اكبر من عدد الاخوة ’هناك شريحة في ظاهرة جيدة انه حتى بعد الزواج ,الكثير من الازواج يسمحون لزوجاتهم ان يواصلوا الدراسة , وطبعا الزوجة التي تواصل الدراسة الجامعية ,هذا امر يرتب نوع من الاعباء ,على الزوج وعلى البيت لكننا الحمد لله تعالى, نجد ان هذه الظاهرة تنتشر وتكبر في محيطنا وفي بيئتنا وهي ظاهرة طيبة جدا ,كذلك الزوجات اللاتي يساعدنا ازواجهن على المضي في الدراسة بالرغم من تكوين البيت الزوجي، هذا التعاون والتحمل المشترك يؤدي الى نتائج طيبة من هذا النوع ,ولذلك انا اريد ان اخصص اليوم شكرا خاص للازواج الذين سهلوا لازواجهم او لازواجهن, فرصة مواصلة الدراسة والتحصيل العلمي ,بالرغم من كل التبعات المترتبة على ذلك.
ايها الاخوة والاخوات , تحمل دفعتكم اسم الرضوان ,اسم الشهيد القائد الحبيب الحاج عماد مغنية الحاج رضوان رحمة الله عليه. وانا هنا اريد ان أشير الى امر لا يعرفه الكثير من الناس, وهو ان الحاج رحمة الله عليه, طوال توليه المسؤولية الجهادية والقيادية الملقاة عليه كان دائما يشجع الاخوة المجاهدين ,الذين يعملون تحت إمرته, على ان لا يتركوا الدراسة, وكان يحمل هذا الهم وان اعرف انه سعى وكان يسعى دائما لتامين الامكانات المالية والتسهيلات التنظمية لتواصل اعداد كبيرة من اخواننا واخواتنا فرص التحصيل الجامعي وهذا ليس مجرد رغبة شخصية , وانما كان مبنيا على رؤية استراتيجية, هذه الرؤية التي جسدتها المقاومة , وحركة المقاومة ,لان مقاومتنا ايها الاخوة والاخوات , مند انطلاقتها الى اليوم , صحيح كانت مقاومة العلم والايمان ومقاومة الارادة والعزم ,والتصميم والتضحية , ولكنها ايضا كانت مقاومة العلم والمعر فة والتخصص والعقول الذكية, هذا ما اعترف لنا به أعدائنا في ساحات المعركة وفي اكثر من ميدان , في المواجهة ,وفي الحرب الامنية والنفسية ,والقتال العسكري, وفي تطوير الامكانات وفي تطوير التكتيكات ,وصولا الى تكوين مدرسة عسكرية قتالية خاصة لا شرقية ولا غربية وانما مدرسة المقاومة الاسلامية في لبنان التي صنعها مجاهدون من لبنان. ولذلك، فان حملكم لهذا العنوان، هو عز لكم ,وفخر لكم , كما ان القائد رضوان في عليائه يعتز بكم ويفتخر بكم عندما تعلنون اسمه وتواصلون دربه وتجددون العهد مع دمه الطاهر وكل الشهداء الذين مضوا.
ايها الاخوة والاخوات هذا العدد الكبير من المتخرجين والمتخرجات,من قلب هذه المسيرة المؤمنة المجاهدة, يقدم اليوم للبنان وللعالم وجها من الوجوه الحقيقية لهذه المسيرة , وجها مشرقا من الوجوه المشرقة التي تعبّر عن مسيرة المقاومة في لبنان وعن ايمانها وعن انسانيتها وعن وطنيتها وعن صدقها وإخلاصها، وعن جدها واجتهادها، وعن علمها وعملها، وعن سعيها وأملها الكبير بالمستقبل المؤمن، انتم تقدمون اليوم للعالم صورة المؤمن الذي لا يقعده الفقر والفاقة والحرمان عن طلب العلم وعن النجاح وعن التقدم، وصورة المؤمن الذي لا تقعده القلة، لا قلة العدد ولا قلة الناصر ولا ضعف العدة عن الجهاد والمقاومة طلباً للكرامة والحرية، وصورة المؤمن الذي أقصى ما يتطلع إليه هو تحقيق العدل بين الناس والابتسامة التي يحلم أن ترتفع على شفاه الناس جميعاً، والبهجة التي يحلم أن تغمر قلوب الناس جميعاً، وهذا كان هدف الأنبياء طوال التاريخ.
أنتم اليوم أيضاً تقدمون مشهداً قوياً ورسالة واضحة لكل أولئك الذين يشككون بقدرة قوى المعارضة على إدارة لبنان في كل المجالات وفي كل الاختصاصات، ويراهنون على فشل قوى المعارضة في إدارة شؤون البلد، ويقولون إذا فازت المعارضة بالأكثرية لا نريد أن نشاركها، ليس زهداً ولا تعففاً، وإنما مراهنةً على الفشل، أقول لكل أولئك المراهنين، نحن نحب أن تشاركونا لأننا دعاة شراكة، ولكن لو أردتم أن لا تشاركونا إن فزنا بالأكثرية فلن نتوسل إليكم، وإذا كنتم تراهنون على فشلنا أو فشل المعارضة، الجواب هو فقط، وهذه حفلة من الحفلات ومرحلة من المراحل، 2883 خريجاً وخريجة في كل الاختصاصات، أقول لكم إن العقول والقلوب والنفوس والإرادات والعزائم التي هزمت أقوى جيش وأقوى دولة في هذه المنطقة يدعمها أقوى جبار في هذا العالم هي أقدر على أن تدير بلد مئة مرة أكبر من لبنان. هناك أناس يتهموننا أننا نريد أن نقيم أمبراطورية في المنطقة فهل سيعصى علينا 10452 كلم مربع!
وكما استطعنا بعقول لبنانية وقلوب لبنانية وإرادات لبنانية وتضحيات لبنانية أن نحرر أرضنا وأسرانا وأن نحمي بلدنا، نحن قادرون إنشاء الله بل الأقدر إنشاء الله على أن نبني بلدنا ووطننا وأن نعلي البنيان.
اليوم، أتوجه إليكم لأقول، نعم، نحن معنيون بمرحلة جديدة ويجب ان نتحمل فيها المسؤولية كاملة وليس من بعيد ولا مجانبة، مسؤولية ان نبني بلدنا أن نبني وطننا وان نبني الدولة القوية العادلة لان القوة بلا عدل خراب وديكتاتورية ومدعاة ظلم، ولأن العدل بلا قوة لا حامي له ولا منفذ له. نحن نتطلع الى لبنان وطناً لجميع أبنائه وعائلاته، متساويين في الحقوق والواجبات، وطن فيه شعب واحد ودولة واحدة، شعب واحد هو الشعب اللبناني ويجب أن نتخلص في العلن وفي السر عن أي حديث عن شعوب لبنانية، نحن شعب لبناني واحد وليس لدينا عقدة من الحديث عن تعددية حضارية أو ثقافية.في الماضي كان بعض النخب والمثقفين والمفكرين يقومون بسجالات طويلة هل أن ما عندنا هو تعدد أو تنوع؟ لا خلاف في الاصطلاح، أساساً التعدد أو التنوع الثقافي والحضاري والديني والفكري هو نعمة ورحمة ويمكن أن نحوله بأيدينا إلى أهم عنصر من عناصر القوة في وطننا وفي العالم أيضاً انطلاقاً من وطننا.
نحن شعب واحد في ارض واحدة نتكلم لغة واحدة ولدينا مصالح واحدة في الامن والاستقرار والحرية والسيادة والاستقلال والرفاه الاجتماعي والعلم والتربية والاقتصاد والمال وكل شأن حياتي كأفراد وعائلات وأحزاب وفئات وطوائف ومناطق، نحن مصالحنا واحدة في العمق، قد نختلف في التعبير عن هذه المصالح أو في تشخيص هذه المصالح، ونحن شعب واحد يجب أن ننتهي فيه من روح النوعية والكمية، اليوم، العلم عندنا عابر للطوائف، والفقر عندنا عبر للطوائف، والشرف والكرامة عندنا عابرة للطوائف، والعمالة والخيانة للأسف الشديد أيضاً عابرة للطوائف. يجب أن ننتهي من مقولة النوعية والكمية وأن ننظر إلى شعبنا على أنه شعب واحد، وإن كان هناك من تمزقات معينة أو افتراقات حادة معينة، يجب أن نعمل جميعاً بالتضافر والتعاون من أجل معالجة هذه الافتراقات أو التمزقات.
نتطلع الى لبنان بلداً واحداً، أرضا واحدة، كما تحدثت عن وحدة الشعب، وحدة الأرض ووحدة الدولة، ولذلك نحن في حزب الله دائماً رفضنا تقسيم لبنان وسنقاوم أي فكرة عن تقسيم لبنان قد تخطر في بال أحد اليوم أو في المستقبل. والحمد لله الآن بعد فشل كل مشاريع التقسيم والرهانات الإقليمية والدولية أن هناك من يفكر بالتقسيم، ولكن أقول لكم بصراحة، هناك صنو للتقسيم ما زال يدغدغ عقول بعض الجهات السياسية في لبنان، وأنا أعلم أن هذه ليست مجرد أحلام وإنما آمال يتحدث عنها في بعض المجالس الخاصة والداخلية ويخطط للوصول اليها، وهي موضوع الفدرالية، هذا لن يكون له مجال في لبنان، نحن نريد لبنان بلداً واحداً شعباً واحداً أرضاً واحدة ودولة واحدة ونظاماً واحداً، ولبنان لا يتحمل أي صيغة من صيغ الفيدرالية التي لا نرى فيها إلى خطوة على طريق التقسيم. من الجميل أن بعض الذين يتهموننا بالمثالثة هم يعملون من أجل الفدرالية.
أيضاً نتطلع إلى لبنان وطناً لبنانياً بامتياز ولكن بلا عنصرية، بلا أحاسيس تفوق عنصري ليس لها أساس لا من عقل ولا من قانون ولا من قيم تجاه المحيط الذي نعيش فيه، وبالتحديد تجاه المحيط العربي، أو اتجاهه بعضنا البعض، ليأتي بعضنا ويصنف نفسه لبنانياً أكثر من الآخر.
نتطلع إلى لبنان وطناً عربي الانتماء، عربياً، ولكن بدون عصبية، لأن العنصرية والعصبية جاهلية لا تنتمي إلى العقل والدين والمعرفة والانسانية بصلة.
فيما يعني الدولة والنظام، في كثير من هذه العناوين، لا أعتقد أن اللبنانيين لديهم خلاف حولها، ولكنهم قد يختلفون في ترجمتها أو في وسائل وطرق تحقيقها. نحن في النظام السياسي طرحنا في برنامجنا أننا ندعوا ، كما ورد في اتفاق الطائف، إلى تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية. نحن كنا دقيقين في برنامجنا السياسي الانتخابي، لم نقل في البرنامج اننا نريد الغاء الطائفية السياسية، هناك شيء في الطائف لم يتقرب إليه أحد بعد، اسمه تشكيل هيئة وطنية عليا لإلغاء الطائفية السياسية، ما نطالب به هو تشكيل هذه الهيئة العليا التي عليها ان تجلس وتدرس، بغض النظر عن الوقت الذي تحتاجه ولو طال لسنوات، ما اذا كنا نريد ان نستمر بالصيغة الطائفية؟ إذا كانت النتيجة الاستمرار، فلنستمر وحينئذ هناك بعض التطوير والتحسين والمعالجات يمكن مناقشتها والتوافق حولها، أما إذا وصلنا إلى نتائج في الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية أنّنا يجب أن نلغي الطائفية من نظامنا حينئذ نضع خطة لإلغاء الطائفية وتنظيم البديل الذي ينبغي أن نتوافق عليه، في هذه النقطة بالتحديد نحن لا ندعو إلى أي استعجال، كما أننا لا ندعو إلى فرض خيارات لبعض اللبنانيين على البعض الآخر وإنما أي تعديل جوهري في النظام يجب أن يقوم على اساس حوار وطني ونقاش وطني حقيقي وعميق وتوافق وطني جدي، لأنّ الإستعجال أو التعاطي بغلبة إرادة على إرادات فيما يتعلق بجوهر النظام قد تكون تداعياته ونتائجه أخطر بكثير من بقاء النظام بصيغته الحالية وبرغم كل السلبيات التي نتفق عليها، هذه نقطة.
نقطة أخرى، نحن نتطلع إلى دولة واحدة، وأنا لا أريد أنّ أدافع عن حزب الله، أنا أؤكد لكم أننا منذ تأسيسنا ندعم قيام دولة واحدة، ولذلك وعلى مدى كل السنين الماضية لم نمارس أي سلطة فيما يسمى، بين هلالين، مناطق النفوذ، حتى بعد تحرير الشريط الحدودي، أنا وقفت في مدينة بنت جبيل في مثل الأيام القادمة وقلت نحن لسنا بديلا عن الدولة وعن السلطة، ليس لدينا قضاء ولا نريد أن نحاسب الناس حتى العملاء الذين قتلونا وسفكوا دماءنا وظلمونا وسجنونا وجلدوا ظهورنا وهدموا بيوتنا، (تركناهم لكي) تحاسبهم الدولة اللبنانية. ولكن نحن لم نعرض أنفسنا في يوم من الايام لا دولة ولا سلطة، فيما في تاريخ العقود الثلاثة الماضية غيرنا مِمَّن يزايد علينا بالحديث عن الدولة الواحدة مارس الدولة ومارس الكانتون ومارس السلطة المحلية ونحن لم نفعل ذلك في يوم من الأيام،والآن نحن لا نفعل ذلك في أي منطقة من المناطق بالرغم من كل التشويه الإعلامي الذي يطال بعض المناطق وخصوصا الضاحية الجنوبية.
نحن مع الدولة الواحدة الدولة المقتدرة والدولة التي لديها حكومة قوية ومجلس نيابي قوي ولائق ومناسب ومعبر عن إرادات الشعب اللبناني، وسلطة قضائية مستقلة وقوية وجيش قوي وأجهزة أمنية قوية، وفي هذا لا نختلف مع الآخرين، نعم هناك نقطة هي نقطة الخلاف مع الآخرين هي مسألة المقاومة وسلاح المقاومة والإستراتيجية الدفاعية وهذه نقطة يوجد فيها الكثير من الجدال والنقاش ولكن نحن لا زلنا لا نرى وسنناقش هذا الأمر وما زلنا نناقش هذا الأمر، وبالنظر إلى كل ما يجري حولنا من تطورات نقول ليس هناك أي منافات بين أنّ يكون للبنان مقاومة قوية ودولة قوية، والدولة القوية هي التي يمكن أن توصل لبنان إلى المرحلة التي تقول فيها حتى للمقاومة هناك دولة قادرة على حماية أرضها وشعبها وأمنها واستقرارها وأنتم أيّها المقاومة عودوا إلى مقاعد دراستكم وعودوا إلى مصانعكم وحقولكم وإلى حياتكم الطبيعية، وهذا هو الطريق الطبيعي.
في هذا السياق أيضا، نحن نتطلع إلى دولة تمارس إصلاحا إداريا حقيقا، إدارة جيدة فاعلة منتجة بعيدة عن الفساد والرشوة، ندعو إلى تطبيق نظام اللامركزية الإدارية كما ورد في اتفاق الطائف، ندعو إلى قانون انتخاب عصري يتيح أفضل تمثيل لشرائح الناس ونحن قلبا وقالبا مع قانون يعتمد على التمثيل النسبي، نحن ندعو إلى دولة قادرة على معالجة الأزمات الإجتماعية والمعيشية وتعطي هذه الأزمات أولوية حقيقية وجدية وليس كما كنا نشهد خلال كل السنوات الماضية، ندعو على دولة صادقة في مسألة الإنماء المتوازن، والذي نعتقد أنّ شرطه الطبيعي هو إعادة العمل بوزارة للتخطيط تضع قدرات وإمكانات وحاجيات لبنان في نظرة شاملة واحدة وتخطط بنظرة واحدة وتضع آليات تنفيذ تراعي هذا التوازن الكمي والنوعي، ولذلك اقول للإخوة والأخوان الخريجين أنتم أمام تحدٍ سوق العمل وتحدي فرص العمل والإستفادة من الشهادات والإختصاصات التي حصلتم عليها، أمامنا طريقان : الطريق الشخصي والجزئي هو أن يفكر كل واحد منا كيف يوفر وظيفة لولده أو ابنته من خلال جمعية أو مؤسسة أو زعيم أو حزب أو جهة، والطريقة الأخرى هي أن تكون لدينا حكومة في المستقبل القريب تضع نصب عينيها آلام وجوع وفقر الناس ومشكلة البطالة، "ومش نقضيها اربع خمس سنين" بصراع سياسي على عناوين هم كانوا يعرفون من البداية أنه لو استخدموا كل الوسائل السياسية والأمنية والعسكرية والإعلامية سيفشلون في تحقيق أيٍّ منها.
نتطلع أن نساعد في إيجاد حكومة جادة ومخلصة وصادقة وحكومة من سنخ الناس ومن بينهم ومن جوعهم ومن حرمانهم حتى تضع حلولا جادة وصادقة في المسألة الإنمائية والإجتماعية والمالية والإقتصادية وفي مسألة العمل، أيضا نتطلع إلى سلطة قضائية قوية ومستقلة عن سياسيين وعن كل المواقع السياسية الرسمية وغير الرسمية. ما هو موجود لدينا في لبنان ليس سلطة قضائية حتى لو مجلس القضاء الأعلى يقول هذا، ليس لدينا سلطة قضائية على الإطلاق، لدينا قضاة فيهم النزيه الآدمي وفيهم الفاسد، فيهم الحر المستقل بضميره وقراره وفيهم المرتهن والتابع، وإلاّ عودا على بدء، قولي لي ما هي صورة القضاء الذي يعاقب عملاء الصهاينة الذين عملوا وتعاملوا مع إسرائيل لعشرات السنين وارتكبوا بحق وطنهم الخيانة العظمي ما هو هذا القضاء ومن هو هذا القضاء الذي يشهر هؤلاء شهر أو ستة أشهر أو سنة ثمّ يطلق سراحهم ليعود بعضهم إلى شبكات التجسس، ومن هو هذا القضاء الذي يزج بأربع ضباط كبار ثلاث سنوات وثمانية أشهر في السجن بلا تحقيق وبلا دليل! هل هذا قضاء مستقل أو نزيه؟ هذا عيب أنّ من يتعامل مع إسرائيل سنوات طويلة يدخل السجن شهرين أو اثنين أو ثلاثة ويخرج، ونحن منذ البداية تعهدنا أن نسلّم هؤلاء إلى القضاء اللبناني ولم نفعل كما فعلته أي مقاومة في التاريخ، كل مقاومات التاريخ أقامت محاكما ميدانية وعاقبت العملاء والخونة من أبناء وطنها إلاّ المقاومة في لبنان، وأنا قلت في تلك الأيام للسفير الفرنسي بعد زيارة جوسبان لفلسطين المحتلة وما جرى عليه في جامعة بير زيت، عندما وصف حزب الله بأنه حزب ارهابي وبعد ذلك بأشهر قليلة حصل التحرير وكنت قد قرأت عن المقاومة الفرنسية، قلت للسفير الفرنسي في ذلك الوقت أبلغ رئيس حكومتك سلامي وقل له أنّ مقاومتنا في لبنان أكثر حضارية وإنسانية وأخلاقية من المقاومة الفرنسية، لأنّكم أقمتم محاكما ميدانية وبدون محاكمات أحيانا قتلتم عشرة آلاف عميل فرنسي بتهمة التعاون مع الجيش النازي ونحن لم نقتل حتى دجاجة من جيش انطوان لحد.
وثقنا بالدولة والقضاء، وهنا قد يخرج أحد من 14 آذار ليقول هذا القضاء كان بزمن الوصاية والإدارة السورية، القضاء في أي زمن وهذا القضاء في هذا الزمن في وصايتكم يتصرف نفس الأمر، سلمنا العملاء للقضاء وتعهدنا أن نقبل بحكم القضاء اللبناني وأن لا نمس بهؤلاء العملاء، وكثيرا منهم عادوا إلى قراهم وبيوتهم، وأنا أقول لكم الآن نحن عند تعهدنا ولا يجوز أن يمس أحد بأحد من هؤلاء إلاّ إذا ثبت تورطه بالوسائل المعتمدة. نحن نتطلع إلى سلطة قضائية حقيقية مستقلة قوية تحكم بالعدل وتطبق القانون وهذا ما نتطلع إليه.
نحن من دعاة الشراكة في السلطة وتعاون مختلف مكونات أو ممثلي مكونات الشعب اللبناني في إدارة شؤون البلد، ولذلك نحن من دعاة حكومة الوحدة الوطنية وهذه التجربة ليست فاشلة، هم يعملون على تقديمها كتجربة فاشلة، إمّا أن تخضع لإرادتهم أو تكون الحكومة فاشلة وهذه المعادلة التي يعملون عليها هذه الأيام. هذه الحكومة حكومة وحدة وطنية إذا تصرفت الأطراف بقناعة وإخلاص لن تكون حكومة فاشلة بل هي الأفضل للبنان، لأنّ أي حكومة تتجاهل مكونات أساسية من الشعب اللبناني تحت عنوان أننا حصلنا على أغلبية بنصف زائد نائب أو نائبين هذا لا يصلح في لبنان لا من قبل المعارضة ولا من قبل الموالاة، إذا كنّا جميعا نقول أنّ للبنان خصوصية يجب أن نعمل بمستلزمات هذه الخصوصية، وإذا لم يكن فيه خصوصية فلنذهب من الآن لنناقش، تريدون ديموقراطية فلتكن ديموقراطية كاملة وأفضل صيغة للديموقراطية الكاملة التي يمكن أن تؤدي إلى حكم ديموقراطي في لبنان هو أن ينبثق مجلس نيابي عن انتخابات ديموقراطية على أساس قانون انتخابات نسبي يكون فيه لبنان دائرة انتخابية واحدة.
نحن نقبل بالديموقراطية الكاملة، أمّا إذا كنّا لا نذهب إلى الديموقراطية الكاملة لأنها تمس بخصوصيات الطائفية أو المذهبية أو المناطقية اللبنانية إذا يجب أن نراعي في تشكيل سلطتنا هذه الخصوصيات من خلال الشراكة وعدم إلغاء احد على الإطلاق. أمّا قصة الثلث المعطل والتي يقولون عنها أن تعطل البلد وهي ليست معطلة للبلد، أنا أدعو خصوصا الإخوة في تيار المستقبل أن يراجعوا من واجب تجربة الرئيس الشهيدة رفيق الحريري وأن يسألوا كل المقربين منه عن معاناته في تشكيل الحكومات التي كان يتراسها وعن السبب في عدم ترؤسه لآخر حكومة قبل اغتياله، سيجدون أنّ السبب ـ وهذا الموضوع جرى نقاش فيه بيني وبين الرئيس الحريري في اللقاءات المطولة خلال أشهر قبل استشهاده ـ كان يقول لي : "أنا إذا ما بيكون لي ثلث الوزراء في الحكومة لألي وأن مسميهم ومتل ما بدو بيمشي" فلن أشكل حكومة ولن أترأس حكومة وليشكلوا الحكومة "اللي بدون ياها". ولذلك كان دائما في الحكومات التي ترأسها كان يسعى لأن يكون له ثلث الوزراء من مختلف الطوائف وعندما لم يتمكن من ذلك في آخر حكومة اعتذر عن المشاركة في بيانه المعروف وتم تكليف دولة الرئيس عمر كرامي بتشكيل الحكومة حينها.
السبب الحقيقي خلف عدم تشكيل الرئيس الحريري لآخر حكومة هو أنّه لم يتمكن من تسمية ثلث الوزراء ويقدرون على سؤال الأصدقاء والمقربين أن هذا الأمر طبيعي في البلد، أي أحد يريد أن يكون شريكا حقيقا
أنا لا أقول ان حزب الله يريد ثلث الحكومة وإنما أقول المعارضة كانت تطالب بثلث الحكومة , المعارضة المتشكلة من أطياف وتيارات متنوعة والتي كانت تمثل نصف الشعب اللبناني خلال السنوات الماضية , وهذا أمر طبيعي , اما العودة إلى نغمة المثالثة , انا أقول لكم ما هي قصة المثالثة , هذه فكرة هم اخترعوها "هم باضوها وهم عملوا منها صوص وكبروها صارت ديك تتصيح على المنابر" هذه المثالثة , لا احد في المعارضة حكي عن المثالثة ولا احد فكر بالمثالثة ولا احد فهمان ما هي المثالثة التي يتكلمون عنها , المثالثة يعني ماذا؟ مثالثة الطوائف, مثالثة مذاهب , مثالثة تحالفات سياسية , أنا كمواطن لبناني تقول لي هم يتكلمون عن مثالثة ماذا تفهم ؟ أقول لك أنا والله لست افهم ما هو قصدهم بالتحديد, في فرضيات عديدة بهذا الموضوع , هم طرحوا موضوع المثالثة فقد ليحولوا المعارضة إلى موقع الدفاع , وأنا أتمنى على قوى المعارضة وعلى الإخوة أيضا في حزب الله ان نطلع من هذه القصة, هم يريدون وضعنا بموضع دفاع , لماذا نجلس بكل خطاب نقول مثالثة لا , والمثالثة أبدا, يريدون وضعنا بموضع دفاع عن النفس , نحن لم نطرح هذا الموضوع والسلام , هذا ليس له أي أساس من الصحة , نعم انا أقول لكم هناك هدف اخر من طرح المثالثة هو التصويب على مسيحي المعارضة , لان اليوم عندما نقول مثلا انه في قوى سياسية معينة ان شيعة المعارضة على سبيل المثال يريدون مثالثة , هم يقصدون المثالثة الطائفية , وان لبنان اليوم مناصفة بين مسلمين ومسيحيين ومثالثة يعني ثلث للشيعة وثلث للسنة وثلث للمسيحيين والدروز يكونوا ضمن حصة المسلمين في شكل أو بآخر , طيب يمكن إذا أتيت وقلت للشيعة وتقول لهم أريد ان انقل لكم حصة من ضمن المناصفة إلى ثلث البلد , بالشراكة السياسية ما بيزعلوا , طيب شفافين اذن هذا يخدم المعارضة شيعيا, وإذا أتينا للسنة وتقول لهم انا أريد ان انقل لكم جزء من مناصفة إلى مثالثة , عال هذا يخدم المعارضة السنية, وهم ليس كثير واضعين أعينهم على استهداف المعارضة في هاتين الساحتين ولأسباب كثيرة. الموضوع للأساسي هو استهداف مسيحيي المعارضة, ومحاولة القول للمسيحيين في لبنان ان العماد عون والوزير فرنجية والوزير سكاف وشخصيات أخرى في المعارضة ولكن في الأخص العماد عون والتيار الوطني الحر وانه عمل صفقة مع حزب الله والمعارضة وهو راض بالمثالثة أي انه يريد خفض حصتكم يا مسيحيين من النصف إلى الثلث , وهذا طبعا ليس أول ظلم ولن يكون أخر ظلم إعلامي وسياسي وانتخابي وإعلامي موجه إلى حلفائنا من مسيحيي المعارضة . لان هذا كذب وليس له أي أساس من الصحة , لا العماد عون فكر هكذا ولا مسيحيي المعارضة فكروا هكذا ولا احد جاء بسيرة هذا المعارضة ولا تناقشوا بهذا الموضوع , وهو في جزين لم يقبل ثلثين بثلث , أتوا لاتهامه بالمثالثة .
إذن هذا الموضوع لا يجب ان نبقى فيه في موقع الدفاع وإنما يجب ان نكون واضحين فيه , نحن نعم من دعاة الشراكة وحضور الجميع وتطبيق اتفاق الطائف والعمل بهدوء على تطوير نظامنا السياسي على أساس تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإغاثة النظام السياسي لبحث إلغاء الطائفية السياسية .
نحن أيضا نتطلع إلى دولة قادرة على ان تحمي نفسها وتحمي قرارها وأرضها وشعبها وأمنها , دون حاجة إلى قوات طوارئ دولية لا تقدم ولا تؤخر مع احترامنا إليهم هم ضيوفنا في جنوب لبنان ودون حاجتها إلى أجهزة أمنية خارجية ولدينا كلبنانيين من الكفاءات العسكرية والأمنية ما يمكن لبنان من ان يكون له قوة جديرة على هذا الأساس , وهنا أيضا احتراما للذاكرة ولذكرى الأيام القليلة المقبلة 17 أيار, من المحزن جدا ومن المؤسف جدا ان يصبح الذين ناهضوا اتفاقية 17 أيار , "نحنا اللبنانيين بنسونا بسرعة مش انو مننسى بسرعة أي بقدر ما في ضخ إعلامي ومشاكل وهموم ومصائب تكركب على رؤوسنا بنسونا والا الناس ما بتنسى" , اتفاقية 17 أيار , الاتفاقية التي وقعها النظام اللبناني في ذلك الحين من موقع الضعف والهزيمة والهوان والتي خضع لها لشروط إسرائيل الأمنية والعسكرية والسياسية , من الذي وقع اتفاقية 17 أيار ؟ من الذي كان يريد ان يلحق لبنان بإسرائيل من خلال اتفاقية 17 أيار ؟ من هي القيادات والقوى السياسية الضليعة في تلك المرحلة من محاولة تتويج لبنان بلدا تابعا وللأبد للمشروع الصهيوني؟ ومن الذي وقف في وجه 17 أيار؟ من علماء ورجال ونساء وخصوصا في بئر العبد في ذلك المسجد المبارك مسجد الإمام الرضا (ع) ؟ من الذي سفك دمه ليعلن الرفض اللبناني الشعبي لاتفاقية 17 أيار غير الشهيد محمد نجدي؟ من الذي قدم دمه ليكون لبنان مستقلا عن إسرائيل ؟ ومن الذي وقع بحبره اتفاقية الذل مع إسرائيل ؟
اليوم الذين أرادوا إلحاق لبنان بإسرائيل والى الأبد هم رموز للاستقلال والسيادة والحرية والذين قدموا دمائهم زكية من اجل تحرير لبنان هم عناوين للتبعية والعمالة والارتهان للخارج , أليس هذا ظلم تاريخي ؟ هل يجوز ان ننسى ذلك ؟ الآن يطلعوا ويقولوا السيد يعود إلى لغة التخوين, هذا تاريخ, أنا لا اصدر أحكام, ويجب ان يبقى التاريخ حاضرا لنستفيد منه للمستقبل ليس لنثار من بعضنا البعض , وإنما حتى لا نضلل من جديد ولا نضيع من جديد ولا يباع بلدنا من جديد في أسواق النخاسة الدولية , نحن نريد دولة قوية عزيزة مقتدرة تستعيد أرضها بإرادتها وليس بالتوسل لا من عليها نتنياهو بإعادة قطعة ارض بموسم انتخابي , هذا أمر جزئي بسيط.
في مثل هذه الأيام كان شعبنا وكان أهلنا في جنوب لبنان الرجال والنساء قبل حملة البنادق يقتحمون الحواجز والأسلاك والمواقع القرى ويصنعوا معجزة التحرير التاريخية هذا هو لبنان الذي نتطلع إليه , وعلى هذا الأساس أيضا أصل إلى النقطة التي أحببت ان أشير إليها , نعم نحن نريد لبنان المتعاون لبنان المتآخي لبنان المتضافر , لبنان البعيد عن النزاعات وعن الصراعات , قبل أيام قليلة كانت ذكرى 7 أيار نحن تبانينا في المعارضة بشكل او بآخر ان هذا الموضوع لا نثيره لان إثارته سيؤدي إلى المزيد من الحساسيات ونحن في موسم انتخابي , والطرف الآخر للأسف الشديد قبل 7ايار وبعد 7 أيار وما زال, وأثار هذا الموضوع في كل وسائل الأعلام في كل المنابر وفي كل الخطب وأثار عاصفة غيار وكأنه اعتبر ان سكوتنا وعدم تعليقنا على تلك الحادثة كأنه إحساس بالخجل او إحساس بالضعف او إحساس بالحرج , أنا في الحقيقة كما تبانينا في حزب الله لا ندخل في سجال ولكن وجدت من واجبي ان اعلق على هذا الأمر وفاء لدماء الشهداء الطاهرة التي سقطت في 7 أيار وحتى لا يحصل التباس لا في لبنان ولا في غير لبنان وحتى يقال بعض الحق في هذه المسالة , بناء عليه أنا أعيد في التذكير ولا أريد ان أتكلم في لغة فيها إثارة او إعادة تشنج , أريد ان اذكر الذين يتكلمون عن 7 أيار ان يتذكروا ماذا عملوا في 5 أيار , بيكفي أن نأتي بتقرير فينوغراد وان نقرا فيه لما اعتبر ان من عناصر قوة حزب الله كذا وكذا وكذا ومن جملة عناصر قوة حزب الله التي يجب العمل على إنهائها وتفكيكها هي شبكة الاتصالات السلكية التي أقامها حزب الله, اليوم هل من احد لديه شك بان الإسرائيلي يتنصت على الخليوي ؟ هل من احد لديه شك بان الإسرائيلي يتنصت على التلفون المدني ؟ هل من احد عنده شك بان الإسرائيلي يتنصت على كل وسائل الاتصال المتاحة ؟ ما في شك وما في نقاش , واحدث تقنيات العالم الأميركية موجودة عند إسرائيل في هذا المجال , نعم أهم سلاح في المقاومة ليس من أهم أسلحة المقاومة , سأعيد وهذا قصدي بالتذكير, أهم سلاح للمقاومة في حرب تموز كانت شبكة الاتصالات السلكية لانها محصنة بدرجة كبيرة جدا جدا جدا عن التنصت وعن دخول الإسرائيلي على هذه الشبكة , هذا خذوه بعين الاعتبار , اجتمعت الحكومة اللبنانية ليلة 5 أيار أظن يوم 5 أيار ومن خارج جدول الأعمال قررت تفكيك شبكة الاتصالات واعتبارها خروجا على القانون ونهبا للمال العام ومسا بسيادة الدولة واتخذت قرارا بإحالة كل من له علاقة بهذه الشبكة بهذا القضاء , ضعوا هذين المشهدين أمامكم وأنا لا أريد ان احكم ولا أريد ان اقضي , الحكومة اللبنانية السابقة غير الشرعية يجب أن تنتبه أن يوم 5 أيار هو يوم عار في جبينها وفي تاريخها لأنها أرادت أن تفعل شيئا عجزت عنه إسرائيل طوال ثلاثة وثلاثين يوما، هذا واحد.
السؤال الثاني في الأيام الماضية ظهرت تسريبات وبثت بعض الأشرطة على التلفزيونات لماذا تم استقدام آلاف المقاتلين من خارج مدينة بيروت قبل الخامس من أيار، أريد أن أسأل أهل بيروت، أهل بيروت الذين يطالبونهم بأن ينتخبوا ويردوا على السابع من أيار، على كل حال هناك جزء كبير من أهل بيروت هذا خيارهم السياسي وانتماؤهم السياسي وسينتخبون إن كان هناك 7 أيار وإن لم يكن هناك 7 أيار، هناك اتجاهات مختلفة والناس ستنتخب بحسب اتجاهاتها، لكن أنا أحب أن أوجه لأهل بيروت: يمكنكم أن تسألوا من الذي حول مدينة بيروت إلى مدينة للميليشيات تحت عنوان الشركات الأمنية، ومدينة مليئة بمراكز التسليح عبر عنوان الشركات الأمنية، ويمكنكم أن تسألوا أيضا من الذي جاء بآلاف المقاتلين من خارج بيروت ووزعهم داخل أحياء بيروت وفي المراكز وفي الشقق أثناء شن حملة سياسية إعلامية على حزب الله وعلى شبكة الاتصالات السلكية قبل اتخاذ القرار في الخامس من أيار؟ هذا سؤال مشروع أم ليس مشروعا؟ هل هناك اليوم أحد مازال لديه شك بأنه استقدام آلاف المقاتلين إلى مدينة بيروت قبل أن تتخذ الحكومة هذا القرار؟ ما الذي كان مخططا له؟
ما كان مخططا له أنه في الخامس من أيار تتخذ الحكومة القرار، ماذا يفعل حينها حزب الله؟ إذا لم يفعل شيئا واكتفى بمظاهرة، باعتصام، ببيان، يكونون قد نجحوا ويكون هذا مقدمة _ فمن يصادر السلكي يصادر الأسلحة الأخرى لاحقا تحت عناوين مشابهة_ هذا إذا حزب الله سمح لهم بإزالة السلكي، أما إذا لم يسمح بذلك فهذا يعني الصدام مع الجيش وهذا ما يريدونه.
هؤلاء الذين يدعون الحرص على الجيش والحرص على الدولة القوية - أنا أقول لكم – كان مشروعهم في السنوات الماضية العمل على إيجاد صراع وقتال بين الجيش والمقاومة وفشلوا لأنه لدينا في لبنان جيش وطني ولدينا قيادة وطنية وضباط وجنود وطنيون. وتم دراسة هذا الأمر من قبل جهات أجنبية وضعت الجيش اللبناني تحت المجهر ودرست هل هذا الجيش بقيادته وضباطه وجنوده موافق وجاهز نفسيا أن يدخل في معركة مع المقاومة ووصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا الجيش لا يمكن أن يدخل في ذلك وغير مؤهل نفسيا وعقائديا وفكريا ووطنيا أن يقاتل المقاومة ولذلك حرموه من كل المساعدات لأنهم اعتبروه جيشا غير مأمون.
غير مأمون على ماذا؟ على البلد؟ غير مأمون على الانتخابات؟ غير مأمون على السلطة السياسية؟ لا...
هو غير مأمون على قتاله للمقاومة وهذا شرف للجيش، هذا عمق الأمان والأمن والضمانة الوطنية التي يشكلها الجيش اللبناني.
حسناً، إذا لم يسكت حزب الله وذهب إلى عصيان مدني وإلى مواجهة في بيروت، آلاف المقاتلين جاهزون وأنا أريد أن أقول شيئا لم نقله حينها، كان هناك خطة موضوعة وهؤلاء لديهم التعليمات ماذا سيفعلون والمناطق التي سيحتلونها وأي مناطق سيقطعونها عن بعضها البعض، وكان المشروع هو أخذ بيروت إلى فتنة مذهبية تستمر لأسابيع يتم على أساسها استدعاء قوات من الخارج تحت عنوان أن هناك حرب مذهبية في لبنان، تعالوا يا عالم ساعدونا في وقف الحرب، هذا ما كان مخططا له.
لتعلموا أن ما كان في الخامس من أيار ليس قرار ليس للتنفيذ، هكذا قرار ليس للتنفيذ؟ إذن لماذا سهرتم حتى الصبح؟ ولماذا اتصلتم من داخل جلسة مجلس الوزراء بالسعودية وبمصر وبأميركا وبفرنسا وبآخرين؟ هذا لم يعد سرا. يمكنكم أن تسألوا الوزراء الذين كانوا معكم في الحكومة تلك ماذا يقولون هنا وهناك، أنا لا أقوم بكشف أسرار، الموضوع لم يكن موضوع قرار ليس للتنفيذ، هذه الحكومة السابقة البتراء اللاشرعية اتخذت قرار بوضع لبنان أمام حرب مذهبية في لبنان بين الشيعة والسنة، وما فعلته المعارضة ويريدون تحميلها لحزب الله فقط؟ نحن جاهزون، "جسم لبّيس" ويعجبكم.
أنا أقول للبنانيين جميعا ولكن بالخصوص للشيعة والسنة في لبنان وبالأخص لأهلنا الكرام الأعزاء في مدينة بيروت، ما حصل في السابع من أيار وضع حداً سريعا جداً لحرب مذهبية كانوا يخططون لها وأعدوا لها العدة، وضع حداً سريعاً لإحراق بيروت بفعل الفتنة والحرب الأهلية، وضع حداً سريعاً لمؤامرة كبرى كانت تحضر لهذه المقاومة، السابع من أيار حقن الدماء في بيروت، السابع من أيار حفظ المؤسسات في بيروت، السابع من أيار حفظ البيوت والعائلات في بيروت التي أرادوا لها أن تخترب وأن تحترق في الخامس من أيار. هذا هو السابع من أيار، وهذه هي عظمة دماء شهدائنا.
بالنسبة لنا، أنا كل السنة الماضية كنت أراعي وأداري، ولكن أمام ما سمعته في الأسبوعين الماضيين أنا أعلن السابع من أيار يوماً مجيداً من أيام المقاومة في لبنان، وفي النتيجة السابع من أيار هو الذي وضع لبنان على طريق الحل، السابع من أيار هو الذي أخرج لبنان من المأزق الذي وضعوه فيه، السابع من أيار هو الذي فرض عليهم أن يعودوا إلى طاولة الحوار التي كانوا يرفضونها، السابع من أيار هو الذي أدى إلى انتخاب رئيس توافقي وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ما نعم به اللبنانيون من سنة استقرار نسبي خلال العام الماضي هو من بركات السابع من أيار وبفضل دماء الشهداء الذين سقطوا في السابع من أيار.
سمعت شعارات خلال الأسبوعين الماضيين، أنهم يقولون لا ننسى السابع من أيار، يقولون لن ننسى، خطبوا وقالوا ورددوا الشعارات، عظيم جدا بشرتمونا، نحن نريد ألا تنسوا السابع من أيار، وهذا هو المطلوب يا حبيبي يا أخي يا عيني هذا هو المطلوب.المطلوب ألا ننسى السابع من أيار حتى لا يكررنّ أحد حماقة الخامس من أيار.أما الناس الذين أتيتم بهم من المناطق أنا أريد أن أنصفهم، قيل أنه جيء بآلاف المقاتلين في قبل أيام في ذلك الحين من منطقتي عكار والبقاع، أنا أريد أن أنصف هؤلاء الشباب، نحن نعلم أن أهل عكار وأهل البقاع رجال شجعان أقوياء يُتكل عليهم ولا أحد لديه نقاش في هذا الأمر، ليسوا جبناء أبداً ولا يهربون من المعركة ولكن أنتم بأهل عكار وبأهل البقاع لا ليقاتلوا إسرائيل، جربوهم في قتال إسرائيل، أتيتم بهم ليقاتلوا أهلهم، أتيتم بهم ليقاتلوا المقاومة التي يشعرون في عكار وفي البقاع أنها عزهم وشرفهم وفخرهم. أتيتم بهم ليقاتلوا المقاومة التي يعتبرها كل عربي مهما كان دينه أو مذهبه يعتبرها عزاً له في هذا العصر، ولذلك لم يكونوا يملكون الحافز والدافع ليقاتلوا أهلهم وإخوانهم في المقاومة وعليهم أن يدركوا ذلك ولا يقولن أحد أن أهل عكار أو أهل البقاع جبناء، أبداً. ولكن جيء بهم إلى المعركة الخطأ التي لا يؤمنون بها لحظة واحدة على الإطلاق.
أيها الأخوة والأخوات، نعم نحن لا نريد أن نبني على السابع من أيار ولا على السابع عشر من أيار، نحن نقرأ الماضي لنعتبر منه في المستقبل، بالرغم من كل ما حصل نحن ندعو إلى التعاون وندعو إلى الشركة وندعو إلى تجاوز الماضي وندعو إلى تضافر الجهود والأيدي والأكتاف لبناء وطننا وإخراجه من أزماته المختلفة وكما قلت لهم ونحن خارجون من حرب تموز منتصرين ولم يعترفوا بانتصارنا حتى اليوم، لا يهم، قلت لهم نحن يجب أن نضع يدا بيد وكتفا على كتف لنبني لبنان، والآن أياً تكن نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة، نعم نحن بحاجة على كل هذا التعاون وكل هذا التضافر لنبني لبنان معاً ولنحمي لبنان معاً ولنرفع اسم لبنان عالياً في كل العالم معاً.
أيها الأخوة والأخوات، مجدداً أبارك لأخواتنا وإخواننا الخريجين إنجازهم ونجاحهم والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.