السيد صدر الدين القبانجي: العراق يشهد هجوماً سياسياً وأمنياً، وثقافياً عنيفا جدا
بتاريخ : 23-05-2009 الساعة : 12:39 AM
الجمعة 22/5/2009
حذر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف بشدّة مما وصفه بالهجوم الثلاثي على العراق والمتمثل بالهجوم السياسي والهجوم الأمني والهجوم الثقافي، مؤكداً نجاح الهجومين السياسي والأمني في حالة نجاح الهجوم الثقافي والأخلاقي على العراق.
جاء ذلك في المحور الأول لخطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك وخلال حديثه عن الهجوم السياسي اعتبر إمام جمعة النجف العراق الجديد بانه غصّة في حلقوم أعدائه، الذين وصفهم بانهم غير مستعدين للقبول بتجربته الجديدة ،وقال: ما تفعله دول إقليمية وغير إقليمية للإطاحة ولكن أنى لهم ذلك.
في الصعيد ذاته أكد سماحته ان الشرط في نجاح هذا الهجوم هو الاختلاف والمعارك الداخلية في البيت الواحد ،الذي اكد أنه سيطيح بالتجربة العراقية، وسيرجع صدام وأتباعه، كما أكد ان شرط فشل الهجوم السياسي هو الوحدة والتعاضد وعدم التنازع، وأضاف: اليوم مرة أخرى وكما كان شعارنا منذ اليوم الأول: الوحدة شعارنا ومنهجنا.
وحول الائتلاف قال إمام جمعة النجف: نقف اليوم على أبواب انتخابات مجلس النواب التي ستجري بعد عدّة شهور، مشيراً أن معنى ذلك تشكيل النظام السياسي من جديد.
وخاطب العراقيين قائلا: بعد عدّة شهور سيعاد تشكيل الهيكل السياسي للعراق من جديد، والأعداء سيستعدون لتغيير الهيكل السياسي القائم، مشدداً على ضرورة الاستعداد للمحافظة على هذا الهيكل، وأضاف: نحن بحاجة إلى وحدة الكلمة والتحالف وبحاجة إلى ائتلاف.
إلى ذلك شدد إمام جمعة النجف الأشرف على الحاجة إلى الائتلاف لجمع الشمل العراقي، وأن لابد من الوحدة، وخاطب القوى السياسية الموجودة في الحكم وغير الموجودة قائلا:
أيها الوطنيون من الإسلاميين وغير الإسلاميين: تعالوا شكلوا ائتلافاً بالتوافق مع الهيكل السياسي للعراق، وان يكون الائتلاف أصلاً، والجلوس على مائدة واحدة ويداً بيد، وكتلة واحدة وبيتاً واحداً، داعياً في الوقت نفسه الشيعة والسنة في العراق إلى الجلوس والاتفاق على تشكيله، محذراً من فسح المجال للبعثيين والطامعين وغيرهم الذين أكد أنهم ينتظرون الفرصة للانقضاض على العراق وتجربته الجديدة.
الهجوم الأمني: بهذا الصدد شدد إمام جمعة النجف الأشرف السيد صدر الدين القبانجي على ضرورة ان تقف الأجهزة الأمنية ضد عودة الإرهاب، مثمناً في الوقت ذاته الجهود التي تبذلها لتحقيق أمن واستقرار البلاد.
يأتي ذلك في إشارة إلى ازدياد أعداد الشهداء إلى مائة شهيد جراء تصاعد وتيرة التفجيرات الإرهابية الاخيرة.
الهجوم الثقافي: بهذا الخصوص أكد سماحة السيد القبانجي ان العراق يتعرض اليوم إلى هجوم ثقافي عنيف جداً بعد فشل اعدائه في الهجوم السياسي والهجوم الأمني وفشلهم في الاحتلال.
إلى ذلك وصف سماحته الهجوم الثقافي والأخلاقي بأنه كالمطر ويقوم باتجاهين هما:
ثقافة التحلل واللادين: والتي قال عنها انها تتمثل بالانحلال وشرب المسكرات والمجون والابتعاد عن القيم وغيرها.
هجوم باتجاه التبعية الثقافية للمستعمرين: والذي اعتبره بأنه يتمثل بإتباع الشباب الناشئ الجديد للغرب.
في الصعيد ذاته أشار إمام جمعة النجف ان الهجوم الثقافي يعتمد أدوات عديدة منها الفضائيات والصحافة والمؤسسات العديدة المرتبطة بالأجنبي التي تأخذ فكرها منه كذلك أموال طائلة تصرف لإنشاء محال المجون والانحراف، مؤكداً أن هذا الهجوم قد دخل العراق وهو يقف على الأبواب في كل المحافظات العراقية بما فيها المدن الدينية، داعياً الدولة والعلماء والأعلام والكتاب والأدباء والأجهزة الأمنية إلى تحمل مسؤولية مواجهته.
وحول مسؤولية الدستور والدولة تجاه هذا الهجوم، أكد سماحة السيد القبانجي ان الدولة تواجه إحراجاً في مواجهة دخول المنكر إلى العراق بأسم جميل هو الحرية والديموقراطية التي نص عليها الدستور، مشدداً في الوقت ذاته على الدولة والنواب وجوب المدافعة عن الهوية الإسلامية للبلاد.
من جانب آخر أكد إمام جمعة النجف الشرف الحاجة إلى التحاق المئات من الشباب للدراسة في الحوزة العلمية ليكونوا علماء دين بعد سنوات قليلة، مشيراً انه في الوقت الذي يحتاج العراق إلى تطوير البنية الثقافية له فهناك حاجة لمن يتخصص بالعلوم الدينية، ، سيما وان مئات المساجد في العراق خالية من علماء الدين.
إلى ذلك أكد إمام جمعة النجف الأشرف قدرة النجف اليوم على استقبال الطلبة للدراسة الحوزوية، وقال: الآن العراق مفتوح وحر، والحوزة العلمية الآن توفر للشباب فرصاً مناسبة.
هذا وتناول إمام جمعة النجف الأشرف خلال الخطبة محوراً آخراً هو:
هذا وكان سماحته قد تناول في الخطبة الدينية عدّة محاور منها:
ذكرى شهادة فاطمة الزهراء(ع): حيث تناول سماحته في هذا الشأن العديد من الأحاديث المسندة لدى علماء السنة والشيعة حول مكانة وفضل الزهراء(ع) وكونها سيدة نساء العالمين ،وعن ائمة اهل البيت (ع).
نقد الفكر الحداثي: عنوان الحلقة(الإيمان)
حيث أكد ان الحداثة تعطي معنى للإيمان ليس بشيء لكل الاديان التوحيدية لأنها تسلب جوهره وتقول بأنه يعني الاعتقاد بالمتعالي المطلق مهما يكن صنماً، قمراً، بقراً...، فيما أعطى العديد من النصوص القرآنية التي تعرف الإيمان بأنه الإيمان بالله ورسوله، مشيراً أن الإيمان في الفكر الإسلامي هو الإيمان بالله ورسوله ومن لا يعتقد بالله ورسوله في الفكر القرآني فهو كافر.