أخي الأب ... أختي الأم...
هل تشعران ببعض الوجل والخوف حين تريان طفلاُ عدائياً؟
ثم تقولا لنفسيكما يا رب أرزقنا طفلاً مسالماً؟
هل يضايقكما رؤية ابنكما يستخدم العنف مع الآخرين لأتفه الأسباب؟
هل تستغربان أسباب العصبية لدى الأطفال وتبحثان عن أفضل الأساليب لعلاجها؟
باختصار أخي الأب و أنت أختي الأم ....
هل يريد كلاً منكما طفلاً أقرب لأن يكون مسالماً من كونه عدائياً؟
إذن تعال معي وأعطني بعضاً من وقتك وكثيراً من تركيزك
أخي الأب .. أختي الأم
أحتاج إلى أن أعرف ما يدور في خلدك الآن لو تكرمت قبل أن تواصل القراءة لأن هذا مهم جداً بالنسبة لي
إن كنت تقول لنفسك الآن :أنك ستقرأ لمجرد القراءة فقط، فاسمح لي أن أخبرك أنه من الأفضل لك ألاّ تضيع لحظات أو دقائق من وقتك الثمين لتقرأ ما بعد هذا السطر.
وإن كنت تقول لنفسك سأرى إن كان هناك جديد، فيمكنك أن تواصل إلى نقطة تفتيش قريبة في هذا المقال, أمّا إن كنت ترغب في أن تحصل على نتائج جيدة وقد ترقى لأن تكون ممتازة من خلال تقنية مجربة وتحت إشراف مختصين فتكرم علي بأن تتابع معي وبأقصى درجات التركيز ما أمكن.
بداية إتقان كل مهارة أو عمل أو غيره تكمن في تعلم أساسيات أهم شيء وأبلغ وسيلة في التربية والتعليم، هي أن تكون قدوة لمن تريد أن تعلمه
وهذا ما فعله حبيبنا صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام رضي الله عنهم ومن نتحدث عنه هنا ابنك أو ابنتك.فأنت تريده أن يكون الأفضل دوماً بين الكل، إذن ليصبح ابنك مسالماً لين الجانب عليك أنت تكون كذلك أولاً ومن ثم تنقل المهارات والتقنية إليه ليطورها هو ومن ثم ينقلها أيضاً لأقرانه و من ثم أبناءه.
الزوج؟ الزوجة؟
البداية الفعلية والحقيقة هي من بداية زواجكما فإن لم يحصل ذلك فليكن من هذه اللحظة.
أحياناً وفي بعض الاستشارات نجد أن بعض من يأتون للاستشارة حول كيفية التصرف فيما لو حصل خلاف بين الزوجين لم يمروا بمرحلة التضارب في الرأي مع أحد والديه و من ثم التفاهم وإيضاح الأمور وفهمها، وهو بهذا أو هي غير قادرين على معرفة ما إذا كانا قادرين على التعامل بمثالية - ما أمكن – في حال حدوث ذلك مع الزوج أو الزوجة و من ثم مع الأبناء.
الأطفال ومن سن مبكرة بحاجة لأن يعرفوا أن الاختلاف جزء من الحياة، ولا يعني أبداً نهاية العلاقة بل على العكس تماماً إذا تعاملنا معه بطريقة مُثلى وراقية فهو يقوّي الروابط الأسرية وهم أيضاً بحاجة لأن يتعلموا كيف يتعالمون معه بأفضل الطرق وأسلمها وأكثرها صحة ووضوحاً.
إذن .....أيها الأب .... أيتها الأم
"لا تخبئا اختلافكما في غرفة أخرى، ولكن اجعلا أطفالكما يرونكما تحلّون الخلاف بطريقة حضارية يسودها الحوار الراقي"
مهم أن ندرك هنا أننا نتحدث عن خلاف لا عن شجار, وإن حصل شجار أمام الأطفال فمهم جداً أن تحدث عملية التصالح أمامهم أيضاً.
عنصر مهم أيضاً لإتمام عملية السلام المنزلية بين الأب والأم، الزوج و الزوجة أصلاً ،
ألا وهي أهمية التفريق بين :"السلم" و "التَجَّنٌب" (بتشديد الجيم وضم النون)
"قول الحقيقة" و "توجيه الاتهام"
"الهجوم" و "الانسحاب" كلاهما يزيدان الأمر تعقيداً ويكبران الهوّة بين الزوجين ،،،
ويتطور الأمر إلى شجار بعد أن كان مجرد اختلاف.
نحن هنا نستطيع أن نعيد الأمر إلى ما كان عليه قبل الخلاف بإذن الله تعالى ربما إلى أفضل من ذلك بالإقناع والمواجهة بطريقة متحضرة ومحترمة لا تلغي دور أياً من الطرفين بل تثبته أكثر أمام الآخر وكيف لا ونحن قد تعلمنا هذه الأخلاق وهذه التقنيات من حبيبنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث أن سيرته صلى الله عليه وسلم خير نبع لمن أراد التميز في كل أمر.
بعض أساسيات التقنية التي نتحدث عنها هنا:
-1 التعرف على بعض الاختلافات البسيطة ومسببات الغضب جداً ومن ثم التغلب عليها. وجعل عدم مزاولتها في المستقبل عادة حيث تفقد قيمتها بعد ذلك كمسبب للغضب.
-2 حلّ الخلاف وإزالة مسبب الغضب مع الشخص الذي اختلفت معه بالتحديد لا مع الأصدقاء أو الحي أو المدينة.
-3 الصدق في العزيمة والنية الصادقة في حل النزاع لا إثبات خطأ الطرف الآخر.
-4 وحين يكون الأمر أصعب من أن يحل ببساطة فإننا ننصح باستشارة المختصين ولكن هذا لا يحصل إلى في حالات نادرة جداً.
ممارسة الأمر تحتاج إلى بعض المقاومة الداخلية في البداية وتبدأ نسبة هذه المقاومة تقل تدريجياً مع التمرين ومع كل خلاف قد يطرأ في المستقبل حين نحسن التعامل مع الخلاف الذي سبقه. إلى نصل لدرجة نستمتع فيها بالخلاف إن حصل الخلاف أصلاً.
حين يرى الأطفال هذه المهارات كعادات لوالدين فحتماً ستتغلغل هذه المهارات إلى أعماقهم حتى تصبح أمراً تلقائياً لديهم،، يصدر منهم دون أن يشعروا به أو يستعدّوا له.
حين إذن
هل تعتقد أنهم سيكونون مجرد أشخاص عاديين في مجتمعنا الذي يحتاج إلى أمثالهم أشد الحاجة ؟؟!!
هل تعتقد أنهم لن يكونوا مؤهلين للقيادة والتغيير اللازم!!
حل الخلاف:
دائماً أعط تعليقاً مسالماً ينم عن احترام وجهة نظر الطرف الآخر حين تسمع أو ترى أمراَ تختلف فيه مع من صدر عنه.
أوقف نفسك من الرد بطريقة قد تحدث اختلافاً ظاهراً أو تولد رغبة في الهجوم أو الدفاع لدى الطرف الآخر.
أمسك أعصابك جيداً وتحكم بها أكثر من تحكمها بك فأنت قادر على هذا، فالصراخ أو التهجم على الطرف الآخر، أو أخذ الأمر بصفة شخصية واعتباره إمّا ربح أو خسارة، أو المجادلة كلها توسع دائرة الاختلاف و تخلق منه مشكلة حقيقة.
فكر واسأل نفسك: لماذا أريد أن أتحدث عن هذا الأمر، القرار، الحدث الآن وأي الكلمات سأستخدم في التعبير؟
الآن نأتي لأهم مرحلة:
الرد: احرص على أن يكون الرد بطريقة سلمية وبه شيء من التودد، انتقي كلماتك بعناية،
ركز على لغة جسمك بحيث لا تكون هناك إشارات نحو الطرف الآخر، لتكن حركة يديك و أنت تتحدث إليه أسفل مستوى نظره ما أمكن ولتكن راحة اليد للأعلى أيضاً ما أمكن وحين يتحدث إلزم الصمت وانتظر حتى يفرغ من حديثه فيصمت تماماً.
تجاوب مع الطرف الآخر ومع ما يصدر منه، وانتبه لأمر مهم وهو أن تتقبل ردة فعله كما هي لا كما تريدها أنت, فقد يقبل ما تقوله وقد لا يقبله فكن مستعداً لعكس ما ترغبه دوماً
كي لا يحدث ردة فعل عكسية لديك.
عندما يحين وقت الاعتراف:
-1 اعترف أنك أخطأت.
-2 اعتذر بطريقة تؤثر في الطرف الآخر مبيناً أنك أحياناً تخطيء في الاختيار عن غير قصد أو عمد والدليل أنك تعتذر الآن بعد أن اكتشفت أنك أخطأت في اختيار الكلمات أو ردة الفعل أو التصرف.
-3 تقبّل الملابسات التي حصلت والتي تحصل في ذاك الوقت و كن مستعداً لما قد يحصل.
4 - أطلب العفو والسماح.
-5 ادرس الخيارات في المستقبل بتعمق أكثر قبل البت بأي أمر.
والآن أيها الأب …. أيتها الأم ....
يجدر بنا أن نجعل هذه نقطة انطلاق لا محطة وصول ، ها قد شارفت الإجازة الصيفية على الانتهاء، فلنبدأ مع العام الدراسي الجديد بداية جديدة، لنجعل البيت مكاناً صحياً أكثر
ولنستمتع بالوقت الذي نقضيه في, ليكن في اليوم ساعةً على الأقل يجتمع فيها كل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض.
نهاية الإجازة لا يعني نهاية الأوقات التي تقضيها الأسرة معاً ولا يعني توقف الاستمتاع ببعض الوقت في نزهة خارج حدود الجدران، فبهذا نستطيع أن نستمتع بسنوات العمر أكثر,نعلم الأطفال الطيبة والترابط الأسري عملياً, نساعد الأطفال ذويي الأوزان الزائدة على الحصول على أوزان مثالية ، نساعدهم في اكتشاف مهاراتهم و قدراتهم ، ومن ثم تنميتها بالشكل الأمثل للاستفادة منها بدل كونها وسيلة لقتل الوقت فقط, نعلمهم فن القراءة وأن القراءة متعة لمن عرف كيف يستمتع بها ، وفي نفس الوقت نتعلم منهم فلديهم الكثير ليعلمونا إياه فكل ما علينا هو أن نستمع و ننصت جيداً و نمنحهم الفرصة ونوفر لهم الدعم المعنوي ما أمكن.