العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي منتدى العقائد والتواجد الشيعي

منتدى العقائد والتواجد الشيعي المنتدى متخصص لعرض عقائد الشيعة والتواجد الشيعي في العالم

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.84 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي نشوء الفكر الزيدي، والحركة الزيدية السياسية المعاصرة
قديم بتاريخ : 24-11-2009 الساعة : 07:37 PM


نشوء الفكر الزيدي، والحركة الزيدية السياسية المعاصرة

محمود الربيعي

مقدمة

في الآونة الأخيرة حدثت حركات سياسية مهمة تدعو الى تطبيق العدل ورفع الظلم بالنسبة للطبقات الضعيفة أو المستضعفة كما حدث في العديد من البلدان العربية والإسلامية وآخرها اليمن، ونرى أن من الضروري تسليط الضوء على الفكر الزيدي في حالات نشوءه وإرتقاءه، وما تخمض عن ذلك من ولادة حركات سياسية جديدة تدعو الى الإصلاح والعدالة بين المواطنين ومن هذه الحركات الحركة الحوثية في صعدة، ورأيت أن من الضروري أيضا إلقاء نظرة سريعة حول فكر ومنهج الزيدية، ومدى إقترابهما التأريخي والعقائدي وطبيعة إرتباطهما بكل من الإمام جعفر الصادق عليه السلام والإمام زيد الشهيد رضوان الله تعالى عليه.
الإمامة عند الجعفرية والزيدية
يختلف الجعفرية عن الزيدية في أن الجعفرية يؤمنون بإمامة الأئمة الأثني عشر ، وبعصمة الأربعة عشر رسول الله وأبنته فاطمة الزهراء والحسنين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام، وفيما وراء ذلك يؤمنون بولاية الفقيه، بينما يرى الزيدية عصمة الخمسة من أصحاب الكساء، وفيما وراء ذلك، يؤمن الشيعة الزيدية برئاسة الخمسة من أهل الحل والعقد، وهؤلاء يمثلون المرجعية الدينية والرئاسية في حالة عدم وجود الإمام الشرعي المبسوط اليد الذي يقوم بالسيف ويتبعه المؤمنون، وعلى هذا الأساس وبما أن الإمام زيد رضوان الله عليه إبن الإمام علي بن الحسين عليه السلام قام بالسيف فيكون بذلك هو الامام المفترض الطاعة، وهكذا فإن كل من قام بالسيف فإنه يكون إماما، كما أعتبر ذلك الزيدية في إمامة الهادي يحيى بن الحسين في صعدة.. ويعتبر الزيدية إن أحد الشروط في إمامة الإمام أن يكون هاشميا من أحد البطنيين فإما أن يكون حسني او أن يكون حسيني.
مصادر الكتب الزيدية
إن أهم كتب الزيدية التي يعتمدون عليها هو " مسند الإمام زيد بن علي " المنسوب الى زيد الشهيد رضوان الله تعالى عليه (وهو إبن علي بن الحسين عليهما السلام)، أو المنقول عنه، كما إن من أشهر الكتب الزيدية شرح الازهار للامام احمد المرتضى وهو من أربعة مجلدات، وكتاب " النجاة " للناصر لدين الله الهادي الى الحق ( أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين ).
مولد الدولة الزيدية
يعتبرالإمام القاسم بن إبراهيم الرسي أول إمام زيدي وهو جد الامام الهادي يحيى بن الحسين مؤسس الدولة الزيدية في اليمن بعد ان كانت في جبال طبرستان والديلمان ولها وجود آخر في جيلان، ثم تلاشت الزيدية في طبرستان، وكذلك حدث نفس الشئ للزيدية في مازندران.
الحوزات العلمية للزيدية
الحوزات الحالية المشهورة هي في كل من صنعاء وفي الجامع الكبيرالذي بني في السنة السادسة للهجرة، وفي صعدة، وفي الجامع الكبير في محافظة ذمار وفي اماكن اخرى.
نشوء التيارات السياسية الحديثة في اليمن.
ومع وجود ( تيار الشباب المؤمن ) الذي تأسس عام 1986 ميلادية على يد ((صلاح احمد فليتة)) الذي تتلمذ على يد أساتذة الحوزة في صعدة ((مجد الدين المؤيدي))، و((بدر الدين الحوثي)) الذي كان متاثراً بالثورة الإيرانية، ثم تأسس ( حزب الحق ) عام 1990 ميلادية بعد الوحدة اليمنية وهوالذي يمثل الطائفة الزيدية.
تنامي الحركة الحوثية
وأما ((حسين بدر الدين الحوثي)) فقد قاد الحركة الثقافية التي تحولت الى حركة سياسية عام 1997 ميلادية وبعدها أعلن حربه الأولى عام 2004، وبعد ان قتل حسين الحوثي تولى والده بدر الدين الحوثي القيادة في المواجهة الثانية وذلك عام 2005، وقد آلت قيادة الحركة اليوم الى ((عبد الملك الحوثي)) الإبن الأصغر لبدر الدين الحوثي بينما لجأ شقيقه ((يحيى الحوثي)) الى المانيا بعد طلبه اللجوء السياسي.
زيد بن علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليه
الإمام زيد الشهيد رضوان الله تعالى عليه وبالحجج الشرعية كان على ولاية أبيه علي بن الحسين عليهما السلام ويعني ذلك أنه تربى في حضن الإمام زين العابدين عليه السلام الذي حمل في نفسه كل مآسي ماجرى يوم الطف في كربلاء، وكذلك جميع الأحداث التي تلت تلك المعركة بدأً من قضية الأُسارى الذين أصطحبوا الى الشام للوقوف بين يدي الظالم يزيد بن معاوية الأفاك الأشر الخارج من طاعة الله الى معصيته، والمحارب لأولياء الله الصالحين والذي سفك دماء النخبة الطاهرة من عباد الله المخلصين بما فيهم الإمام الحسين عليه السلام وجميع اصحابه الذين كانوا معه على طاعة الله.
زيد الشهيد لم يفكر أبداً بتأسيس مذهب جديد
هل كانت حركة زيد الشهيد سياسية معارِضة أم عقائدية مذهبية جديدة؟
إنّ زيد بن علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليه كان على ولاية أخيه الإمام الباقرعليه السلام، وولاية إبن أخيه الأمام جعفربن محمد الصادق عليه السلام وكان مقاربا لِسِنِهِ أي في نفس العمر ومن نفس الجيل، والدليل على ذلك ماصح عن الإمام الصادق عليه السلام من انه قال " لو أن عمي زيد ظفر لوفى ".
ومن موقع السيد محمد تقي المدرسي
http://www.almodarresi.com/books/238/am0tjcrb.htm
الإمام الصادق عليه السلام يتمنى لو كان مع زيد ( رضوان الله تعالى عليه ).

وقد روي عن الفضيل قال : أنتهيت الى زيد بن علي ( عليه السلام ) صبيحة خرج بالكوفة فسمعته يقول : من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام فوالذي بعث محمداً بالحق بشيراً ، لا يعينني منكم على قتالهم أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة باذن الله ، قال : فلما قتل اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة ، فدخلت على الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فقلت في نفسي : لا أخبرته بقتل زيد بن علي فيجزع عليه ، فلما دخلت قال لي : يا فضيل ما فعــل عمـي زيـد ؟ قال : فخنقتـني العـبرة ، فقـال لي : قتلـوه ؟ قلـت : إي واللـه قتلـوه ، قال : فصلبوه ؟ قلت : إي والله صلبوه ، فأقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتـي خده كأنها الجمان ، ثم قال : يا فضيل شهدت مع عمـي قتال أهل الشام ؟ قلت : نعم ، قال : فكم قتلت منهم ؟ قلت : ستة، قال : فلعلك شاك في دمائهم ؟ قال ، فقلت : لو كنت شاكاً ما قتلتهم ، قال : فسمعته وهو يقول : أشركني الله في تلك الدماء مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء ، مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه.
يقول العلامة محمد تقي المدرسي حفظه الله
من هنا نثبت بما لا يدع للشك مجالا بان الإمام الصادق (عليه السلام ) هو الــذي أمر زيدا بالقيام بحركته وثورته ، وربما أخطأ زيد في بعض التفاصيل ، فهـو لـم يكن معصوماً عن الخطأ ، إنما فعله كان بتخطيط وأمر من الامام الصـادق ( عليه السلام ).
روي عن يحيى بن زيد قال : سألت أبي ( عليه السلام ) عن الأئمة ، فقال : الأئمة اثنا عشر : أربعة من الماضين ، وثمانية من الباقين ، قلت : فسمّهم يا أبه ، قال : أما الماضين ، فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومن الباقيــن أخي الباقر ، وبعده جعفر الصادق ابنه ، وبعده موسى ابنه ، وبعده علي ابنه ، وبعده محمد ابنه ، وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه ، وبعده المهدي ابنه فقلت له ، يا أبه ألست منهم ؟ قال : لا ولكني من العترة ، قلت : فمن أين عرفت أساميهم ؟ قال : عهد معهود عهده إلينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
يقـول العلامـة المجلسي في موسوعته بحار الانوار الجزء 46 صفحة 200 وهو يعلق على هذا الحديث : فان قال قائل : فزيد بن علي ( عليه السلام ) إذا سمع هذه الاحاديث من الثقات المعصومين آمن بها واعتقدها فَلِمَ خرج بالسيف وادّعى الامامة لنفسه واظهر الخلاف على جعفر بن محمد ؟ وهو بالمحل الشريف الجليل ، معروف بالستر والصلاح مشهود عند الخاص ، والعام بالعلم والزهد وهذا مالا يفعله إلاّ معاند جاحد وحاشا زيداً ان يكون بهذا المحل ؟

فأقول في ذلك وبالله التوفيق : إن زيد بن علي ( عليه السلام ) خرج على سبيل الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، لا على سبيل المخالفة لابن أخيه جعفر بن محمد ( عليه السلام ) وإنما وقع الخلاف من جهة الناس ، وذلك أن زيد بن علي ( عليه السلام ) لما خرج ولم يخرج جعفر بن محمد ( عليه السلام ) توهم قوم من الشيعة أن امتناع جعفر كان للمخالفة وإنما كان لضرب من التدبير ، فلما رأى الذيـن صاروا للزيدية سلفا ذلك ، قالوا : ليس الامام من جلس في بيته ، واغلق بابه ، وأرخي ستره ، وإنما الإمام من خرج بسيفه ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فهذان سبب وقوع الخلاف بين الشيعة وأما جعفر وزيد (عليهم السلام) فمــا كان بينهما خلاف ، والدليل على صحة قولنا قول زيد ابن علي ( عليه السلام ) من أراد الجهاد فالي ، ومن اراد العلم فالى ابن أخي جعفر . ولو ادعى الامامة لنفسه ، لم ينف كمال العلم عن نفسه ، إذ الامام أعلم من الرعية .
ومن مشهور قول جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، رحم الله عمي زيداً لو ظفر لوفى إنما دعا الى الرضا من آل محمد وأنا الرضى .
وتصديــق ذلك ما حدثنا به علــي بن الحسن ، عــن عامــر بن عيسى بن عامــرالسيرافي بمكة في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، قال : حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن محمد بن مظهر، عن أبيه ، عن عمير بن المتوكل بن هارون البجلي ، عن أبيه المتوكل بن هارون قال : لقيت يحيى بن زيد بعد قتل أبيه وهو متوجه إلى خراسان ، فما رأيت مثله رجلا في عقله وفضله فسألته عن أبيه ، فقال : إنه قتل وصلب بالكناسة ، ثم بكى وبكيت حتى غشي عليه ، فلما سكن قلت له : ياابن رسول الله وما الذي أخرجه إلى قتال هذا الطاغي وقد علم من أهل الكوفة ما علم ؟ فقال : نعـم لقد سألته عن ذلك ، فقال : سمعت أبي ( عليه السلام ) يحدث عن أبيه الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال : وضع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يده على صلبي فقال : يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل شهيداً ، فإذا كان يوم القيامة يتخطى هو واصحابه رقاب الناس ، ويدخل الجنة ، فأحببت أن أكون كما وصفني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : رحم الله أبي زيداً ، كان والله أحد المتعبدين ، قائم ليله صائم نهاره ، يجاهد في سبيل الله عز وجل حق جهاده .
فقلت : يا ابن رسول الله هكذا يكون الامام بهذه الصفة ؟ فقال : يا عبد الله إن أبي لم يكن بامام ولكن من سادات الكرام ، وزهادهم ، وكان من المجاهدين في سبيل الله ، قلت : يا ابن رسول الله أما إن أباك قد ادعى الإمامة ، وخرج مجاهداً في سبيل الله ، وقد جاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيمن ادعى الإمامة كاذباً فقال : مه يا عبد الله إن أبي ( عليه السلام ) كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق ، وانما قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد ، عنى بذلك عمي جعفراً قلت : فهو اليوم صاحب الأمر ؟ قال : نعم هو أفقه بني هاشم .
ثم قال : يا عبد الله إني أخبرك عن أبي ( عليه السلام ) وزهده وعبادته ، إنه كان ( عليه السلام ) يصلي في نهاره ما شاء الله ، فإذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله ، ثم يقوم قائماً على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى ويتضرع له ويبكي بدموع جارية ، حتى يطلع الفجر ، فاذا طلع الفجر سجد سجدة ثم يقوم يصلي الغداة إذا وضح الفجر ، فإذا فرغ من صلاته قعد في التعقيب إلى أن يتعالى النهار ، ثم يقوم في حاجته ساعة ، فإذا قرب الزوال قعد في مصلاه فسبح الله ومجده إلى وقت الصلاة ، فإذا حان وقت الصلاة قام فصلى الأولى وجلس هنيئة وصلى العصر وقعد في تعقيبه ساعة ، ثم سجد سجدة، فإذا غابت الشمس صلى العشاء والعتمة قلت : كان يصوم دهره ؟ قال : لا ولكنه كان يصوم في السنة ثلاثة اشهر ويصوم في الشهر ثلاثة أيام ، قلت : وكان يفتي الناس في معالم دينهم ؟ قال : ما أذكر ذلك عنه ، ثم أخرج إلي صحيفة كاملة أدعية علي بن الحسين ( عليه السلام ) . إنتهى.
تعليق

وعلى هذا الأساس فإن زيد الشهيد لم يؤسس لمذهب جديد، ولكن وكما يبدو أن المذهب الزيدي قد تأسس بعد فترة طويلة من شهادته رضوان الله تعالى عليه، أي أنه لم يفكر على الإطلاق بتاسيس مذهب خاص ينتمي اليه الناس، لأنه كان على مذهب آباءه وأجداده، وليس عنده أية خلافات عقائدية أوفكرية مع إبن أخيه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
قيادة الامام الخميني وتاثيرها على الزيدية في اليمن
وعلى إعتبار أن الإمام الخميني هو من ذرية الإمام الحسين عليه السلام وأن قيامه بالثورة والدعوة الى آل البيت عليهم السلام والى العدل يعتبر بمقاييس الزيدية هو إمام زيدي لأنه ثار للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإضافة الى أن الزيدية لاينظرون كثيرا الى طبيعة الإختلافات الفقهية بين المذاهب بقدر ماينظرون الى كون الثائر مسلما يحمل عناصر الإمامة والتي من مظاهرها التقوى والعدالة والاستقامة والشجاعة الى غير ذلك من الفضائل الأخرى التي تنطبق على الإمام الخميني من وجهة نظرهم.
الجعفرية الأثني عشرية.. عقائد وأحكام
عقائد الأثني عشرية: التوحيد – العدل – النبوة – الامامة – المعاد. وتدعى بأصول العقائد.
أحكام الأثني عشرية: في الامور التي تتعلق بالصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الحدود الشرعية: هناك حدود شرعية في الكبائر كالقتل والسرقة والزنا وبقية الكبائر التي ذكرت في كتب الاحكام الشرعية ككتاب تكملة مباني المنهاج للإمام السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي طاب ثراه..
الكتب الأساسية للأثني عشرية
هي التهذيب والاستبصار ومن لايحضره الفقيه والكافي.. ووسائل الشيعة الى غير ذلك من الكتب المهمة، وفي حالة غياب الإمام المعصوم يقرر الشيعة الجعفرية الأثني عشرية وجوب الرجوع الى الفقيه الجامع للشرئط أو المجتهد المطلق ويرون الافضلية للأعلم.
الزيدية عقائد وأحكام
والمذهب الزيدي في أمور العقيدة يميل الى الفكر المعتزلي تقريبا في مسائل التوحيد – والعدل - والإمامة - والمنزلة بين المنزلتين - والوعد والوعيد.
وآراء القاسم بن إبراهيم قريبة من المعتزلة لكن هناك اختلافات، وَأظن الهادي أقربَ إلى المعتزلة من جده القاسم بن إبراهيم، والزيدية الأوائل الذين كانوا في الكوفة أقربُ إلـَـى القدرية وفكرة القضاء والقدر، وكان الإمام القاسم بن إبراهيم هو أول مفكر زيدي يؤيد العدلية ثم بعد القاسم عم العدل والتوحيد عند الزيدية.
وفي فقههم يقبلون التلائم مع كثير من المذاهب ويأخذون من مختلف المصادر حتى السنية كالصحاح المعروفة التي يتناولها المسلمون السنة عادة كصحيحي مسلم والبخاري.
ومما تقدم يتبين أن مواقف وأفكار كل من الإمام جفر الصادق عليه السلام وعمه الإمام زيد الشهيد واحدة وقد كان زيد الشهيد في نظرنا الذراع العسكري للإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي كان يمثل الحالة المدنية لحركة الاصلاح والثورة ضد الظلم والفساد.
وأما معتنقي المذهبين الجعفري والزيدي فيصبان في حقيقة واحدة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى حكم الله في الأرض، ومحاربة الظالمين كل حسب منهجه الإصلاحي.
المصادر

أولاً: من حوار خاص مع المستشرق الألماني المتخصص في تـَـأريخ الفرق الإسلامية "ويلفرد ماديلونغ" نشرته صحيفة البلاغ اليمنية ( نقلنا بعض الاجزاء منه بتصرف ) حسب حاجتنا الى المقال.
ثانيا: من موقع العلامة السيد محمد تقي المدرسي
http://www.almodarresi.com/books/238/am0tjcrb.htm
ثالثا: الويكيبيديا فيما يخص بعض الامور كالجامع الكبير في صنعاء، وتأريخ نشوء الحركة الحوثية..
رابعا: موسوعة دهشة ( كتاب شرح الازهار للعلامة أحمد المرتضى ) اربعة مجلدات منّزَلة ناشرها أبو العز.
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=14416



‏16‏/11‏/2009




من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية

الصورة الرمزية ايمان حسيني
ايمان حسيني
شيعي حسيني
رقم العضوية : 30600
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 7,005
بمعدل : 1.22 يوميا

ايمان حسيني غير متصل

 عرض البوم صور ايمان حسيني

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-12-2009 الساعة : 11:04 PM


رضوان الله تعالى على زيد الثائر الشهيد
بوركت جهودك بحث قيم جدا جعلني اتعرف على مذهب الزيديه واحكامه وعقائده
ممتنه لك غاليتي

من مواضيع : ايمان حسيني 0 الاكتئاب يعمق آلام الجسد
0 Attitude
0 وتكلم الصمت..بصمت!!( 2)
0 let s play:count and say ur wish
0 قاموس موحد بلغات مختلفه(مقترح للمناقشه)

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.84 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-12-2009 الساعة : 05:36 PM


اللهم صل على محمد وال محمد

ايمان حسيني

اكس مين


شكرا لمروركم العطر

لاتحرمونا تواصلكم


من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية

ايمن عبدالله محمد
عضو جديد
رقم العضوية : 49048
الإنتساب : Mar 2010
المشاركات : 48
بمعدل : 0.01 يوميا

ايمن عبدالله محمد غير متصل

 عرض البوم صور ايمن عبدالله محمد

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-05-2010 الساعة : 08:16 PM


بسم الله الرحمن الر حيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
عندي تعليق ونبذه عن حياة الامام زيـــــــــــــــد صلوات الله عليه وعليه السلام
نشأ الإمام زيد بن علي في أحضان والده زين العابدين وأخيه الأكبر محمد الباقر ودرس على يديهما العقيدة المحمدية، فكانَ الإمام زيد مضرب المثل في العلم بشهادة أخيه الأكبر محمد الباقر فقد ذكر الرواة أنه طلب من أخيه محمد الباقر كتاباً كان لجده علي، فنسي أبو جعفر مدة من الزمن، ثم تذكر فأخرجه إليه، فقال له زيد: قد وجدت ما أردت منه في القرآن !! فأراد أبو جعفر أن يختبره وقال له: فأسألك؟ قال زيد: نعم، سلني عما أحببت. ففتح أبو جعفر الكتاب وجعل يسأل، وزيد يجيب كما في الكتاب. فقال أبو جعفر: « بأبي أنت وأمي يا أخي أنت والله نَسِيْج وحدك، بركةُ اللّه على أم ولدتك، لقد أنجبت حين أتت بك شبيه آبائك ».
- قال الإمام زيد: « والله لا تأتونني بحديث تصدقون فيه إلا أتيتكم به من كتاب الله ».
- قال الإمام زيد : « من جاءك عني بأمر أنكره قَلَبُك، وكان مبايناً لما عهدته مِنِّي، ولم تفقهه عَنِّي، ولم تره في كتاب الله عز وجل جائزاً، فأنا منه برئ، وإن رأيت ذلك في كتاب الله عز وجل جائزاً، وللحق مُمَاثِلاً، وعهدت مثله ونظيره مني، ورأيته أشبه بما عهدته عني، وكان أولى بي في التحقيق، فأقبله فإن الحق من أهله ابتدأ وإلى أهله يرجع ».
- شهادة أخيه الأكبر ومعلمهالإمام محمد الباقر، الذي قال في حقه: « لقد أوتي زيدٌ علما لَدُنِيّاً فاسألوه فإنه يعلم ما لا نعلم ».
- وقال الإمام الباقر لمن سأله عنه: « سألتني عن رجل مُلىء إيماناً وعلماً من أطراف شعره إلى قدميه، وهو سيد أهل بيته ».
- وشهادة ابن أخيه ورفيق نشأته ودراسته الإمام جعفر الصادق وذلك حيث يقول: « كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا لدين الله ».
- وشهادة الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت كبير أئمة المذاهب السُّنِّـيَّة، حيث يقول: « ما رأيت في زمنه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جواباً ولا أبين قولاً، لقد كان منقطع القرين ».
- وشهادة المحدث الكبير سليمان بن مهران الأعمش حيث يقول: « مارأيت فيهم ـ يعني أهل البيت ـ أفضل منه ولا أفصح ولا أعلم »..
[عدل] عبادة الإمام زيد بن علي

- وقال أبو الجارود: دخلت المدينة وكلما سألت عن زيد بن علي قيل لي: ذلك حليف القرآن.
- قال الإمام يحيى بن زيد واصفاً عبادة والده : « رحم اللّه أبي كان أحد المتعبدين، قائم ليله صائم نهاره، كان يصلي في نهاره ما شاء اللّه فإذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة، ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء اللّه، ثم يقوم قائماً على قدميه يدعو الله ويتضرع له ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر سجد سجدة، ثم يصلي الفجر، ثم يجلس للتعقيب حتى يرتفع النهار، ثم يذهب لقضاء حوائجه، فإذا كان قريب الزوال أتى وجلس في مصلاه واشتغل بالتسبيح والتحميد للرب المجيد، فإذا صار الزوال صلى الظهر وجلس، ثم يصلي العصر، ثم يشتغل بالتعقيب ساعة ثم يسجد سجدة، فإذا غربت الشمس صلى المغرب والعشاء ».
[عدل] زهد وورع الإمام زيد بن علي

- قال الإمام زيد : « اللَهُـمَّ إني أسألك سُلُوّاً عن الدنيا، وبغضاً لها ولأهلها، فإنَّ خَـيْـرَها زَهِيْدٌ، وشرَّها عتيدٌ، وجَمْعَها يَنْفَدُ، وصَفْوَها يَرْنَقُ، وجديدَها يَخْلَقُ، وخيرَها يَنْكَدُ، ومافات منها حَسْرَةٌ، وما أُصِيْبَ منها فِتْنَةٌ، إلا من نالته منك عِصْمَةٌ، أسألك اللَهُـمَّ العِصْمَةَ منها، ولاتجعلنا ممن رضي بها، واطمأن إليها، فإِنها مَنْ أمنها خانَتْهُ، ومن اطمأن إليها فَجَعَتْهُ، فلم يُقِمْ في الذي كان فيه منها، ولم يَظْعَنْ به عنها ».
- قال الإمام زيد : « واللـه ماكذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، ولا انتهكت لله مَحْرَماً منذ عرفت أن اللّه يعاقب عليه »
- قال الإمام زيد بن علي : « أوصيكم أن تتخذوا كتاب اللّه قائداً وإماماً، وأن تكونوا له تبعاً فيما أحببتم وكرهتم، وأن تتهموا أنفسكم ورأيكم في مالايوافق القرآن، فإن القرآن شفاء لمن استشفى به، ونور لمن اهتدى به، ونجاة لمن تبعه، من عمل به رَشَد، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فَلَج، ومن خالفه كفر، فيه نبأ من قبلكم، وخبر معادكم، وإليه منتهى أمركم ».
- قال الإمام زيد لأصحابه : « أيها الناس، أفضل العبادة الورع، وأكرم الزاد التقوى، فتورعوا في دنياكم، وتزودوا لآخرتكم »....
[عدل] دعوة الإمام زيد للناس لإمامته والخروج معه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  • قال الإمام زيد في رسالته التي وجهها إلى علماء الأمة : « فوالذي بإذنه دَعَوْتُكم، وبأمره نصحتُ لكم، ما ألتمس أَثَرَةً على مؤمن، ولا ظلماً لِمُعَاهِد، ولوددت أني قد حميتكم مَرَاتع الهَلَكَة، وهديتكم من الضلالة، ولو كنت أوْقِدُ ناراً فأقذفُ بنفسي فيها، لا يقربني ذلك من سخط اللّه، زهداً في هذه الحياة الدنيا، ورغبة مني في نجاتكم، وخلاصكم، فإن أجبتمونا إلى دعوتنا كنتم السعداء والمَوْفُوْرين حظاً ونصيباً ».
  • ومن أقواله المشهورة: « والله لو علمت أن رضاء الله عز وجل في أن أقدح ناراً بيدي حتى إذا اضطرمت رميت بنفسي فيها لفعلت؟ ».
  • قال الإمام زيد في رسالته إلى علماء الأمة: « أنما تصلح الأمور على أيدي العلماء، وتفسد بهم إذا باعوا أمر الله تعالى ونهيه بمعاونة الظالمين الجائرين ».
  • وأيضاً مما قاله الإمام زيد بن علي مُخاطباً علماء الأمة : « أمكنتم الظلمة من الظلم، وزينتم لهم الجور، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقاربة، فهذا حالكم.
  • فيا علماء السوء، محوتم كتاب الله محواً، وضربتم وجه الدين ضرباً، فَنَدَّ والله نَدِيْدَ البعير الشَّارِد، هربا منكم، فبسوء صنيعكم سُفِكت دماء القائمين بدعوة الحق من ذرية النبي ، ورُفِعَت رؤوسهم فوق الأسِنَّة، وصُفِّدوا في الحديد، وخَلص إليهم الذل، واستشعروا الكرب، وتسربلوا الأحزان، يتنفسون الصعداء ويتشاكون الجهد ».
  • وأيضاً مما قاله الإمام زيد بن علي مُخاطباً علماء الأمة يحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : « قد ميزكم اللّه تعالى حق تمييز، ووسمكم سِمَة لاتخفى على ذي لب، وذلك حين قال لكم: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُوْنَ باِلمعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوْنَ الزَّكَاةَ وَيُطِيْعُوْنَ اللَّهَ وَرَسُوْلَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ﴾، فبدأ بفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بفضيلة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر عنده، وبمنزلة القائمين بذلك من عباده... واعلموا أن فريضة اللّه تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أقيمت له استقامت الفرائض بأسرها، هينها وشديدها ».
  • ومما رواه الإمام زيد عن آبائه عن النبي أنه قال: « إن أفضل الشهداء رجل قام إلى إمام جائر فأمره بتقوى اللّه ونهاه عن معصية الله، وجاهده مقبلا غير مدبر، فقتل وهو كذلك ».
[عدل] المواجهة الكُبرى ونكث أهل الكوفة لبيعة الإمام زيد

- بعث يوسف بن عمر القائد الأموي بعض رجاله إلى شوارع الكوفة لإثارة الرعب في قلوب الأهالي، ودعوة الناس إلى الاجتماع في المسجد الأعظم، وحظر التجول وحمل السلاح، وبث الإشاعات عن الجيش القادم من الشام.
ولكن الإمام زيد توجه مع أنصاره لرفع الحصار عن أهل المسجد وطمأنة أهل الكوفة، وفي طريقه إلى المسجد وقعت بينه وبين جند الأمويين مواجهة عنيفة كان النصر فيها حليفه، ولما وصل إلى جوار المسجد نادى أصحابه بشعاره (يا منصور أمت) وأدخلوا الرايات من نوافذ المسجد، وكان نصر بن خزيمة رحمه اللّه ينادي: « يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز ومن الضلال إلى الهدى اخرجوا إلى خير الدنيا والآخرة فإنكم لستم على واحد منها »، ولكنهم حنوا إلى طبعهم القديم (الغدر والخيانة)، واعتذروا بالحصار الموهوم.
وانتشر أصحاب الإمام زيد في الكوفة وأمرهم الإمام زيد أن ينادوا: من ألقى سلاحه فهو آمن. وأخذ يطارد بقايا جند الأمويين في محاولة لتطهير الكوفة منهم، وفجأة ظهر جنود الأمويين القادمون من الحِيْرة؛ فاشتبك أصحاب الإمام معهم واستبسلوا وقاتلوا قتالا شديداً حتى ردوهم على أعقابهم، ثم جمع الإمام زيد أصحابه ونادى فيهم: « انصروني على أهل الشام فواللـه لاينصرني رجل عليهم إلا أخذت بيده حتى ادخله الجنة، ثم قال: واللـه لو علمت عملا هو أرضى لله من قتال أهل الشام لفعلته، وقد كنت نهيتكم أن لاتتبعوا مدبراً ولاتجهزوا على جريح ولاتفتحوا باباً مغلقاً، وإني سمعتهم يسبون علي بن أبي طالب فاقتلوهم من كل وجه ».
واستمرت المواجهة بين المعسكرين، وكان جنود الأمويين يتزايدون بينما كان جند الإمام زيد ينقصون، والتفت الإمام زيد إلى نصر بن خزيمة وقال له: يا نصر أخاف أهل الكوفة أن يكونوا قد فعلوها حسينية! فقال نصر: جعلني اللّه فداك أما أنا فواللـه لأضربن بسيفي بين يديك حتى أموت!!
استبسل الإمام زيد وأصحابه وقاتلوا قتال المستميت فلم يجرؤ أحد على مواجهتهم أو مبارزتهم، وحين شعر الأمويون أنه لاقدرة لهم على المواجهة تحصنوا خلف الكثب والجدران، وأخذوا يمطرون الإمام زيد وأصحابه بوابل من السهام.
وأخذت الشمس في الأفق تميل نحو الغروب، وأخذت تميل معها شمس التضحية والفداء، وألقى الليل بظلامه على التلال، ونشر أجنحته على السهول والجبال، وخرست الألسن ونطقت الأسنة وحمحم الموت، وباتت الكوفة كئيبة حزينة حين لطخها أهلها من جديد بعار الخيانة والغدر.
وأثناء ذلك الصمت الرهيب سُمِع ـ في مقدمة الجيش ـ صوت الإمام زيد يرتفع قائلا: الشهادة.. الشهادة.. الحمدلله الذي رزقنيها! فهرعوا إلى مكان الصوت، فإذا بالإمام العظيم مُضَرَّجاً بدمه، قد أصيب بسهم في جبهته، ولما أحس بلذع السهم القاسي ارتفع صوته بتلك الكلمات الخالدة التي ترسم لنا بوضوح أهداف وآمال ذلك الرجل العظيم.
[عدل] الإخبار بمقتله وصلبه قبل مولده

[ على لسان جده رسول الإسلام محمد ]
وفي ذلك أن النبي محمد نظر يوماً إلى زيد بن حارثة فبكى وقال: « المقتول في اللّه المصلوب من أمتي المظلوم من أهل بيتي سمي هذا » وأشار إلى زيد بن حارثة، ثم قال: « أدن مني يا زيد زادك اسمك عندي حباً فإنك سمي الحبيب من ولدي (زيد) ».
ورُوي عن أبي جعفر محمد بن علي، عن النبي محمد، أنه قال للحسين: « يخرج من صلبك رجل يقال له: زيد، يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غراً محجلين، يدخلون الجنة أجمعين بغير حساب ».
[ على لسان أبيه زين العابدين بن الحسين السبط عليهما السلام ]
دَخَلَ أبو حمزة الثمالي ذات يوم على زين العابدين فقال له زين العابدين: يا أبا حمزة ألا أخبرك عن رؤيا رأيتها؟ قال: بلى يا ابن رسول اللّه. قال: رأيت كَأَنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أدخلني جنةً وزوجني بحورية لم أر أحسن منها، ثم قال لي: « يا علي بن الحسين، سَمّ المولود زيداً، فيهنيك زيدٌ ».
عندما بُشّرَ بولادة ابنٍ له من الجارية السندية (جيدا) :
وحين قرعت البشرى سمع زين العابدين بولادة ابنٍ له من الجارية السندية قام فصلى ركعتين شكراً لله، ثم أخذ المصحف مستفتحاً لاختيار اسم مولوده، فخرج في أول السطر قول القرآن: ﴿ وَفَضَّلَ اللّه المُجَاهِدِيْنَ عَلَى القَاعِدِيْنَ أَجْراً عَظِيْماً ﴾[النساء:95]، فأطبق المصحف، ثم قام وصلى ركعات، ثم فتح المصحف، فخرج في أول السطر: ﴿ وَلاَتَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللّه أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ ﴾ [آل عمران: 169]، ثم قام وركع، ثم أخذ المصحف وفتحه فخرج في أول سطر: ﴿ إِنَّ اللّه اشْتَرَى مِنْ المُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللّه فَيَقْتُلُوْنَ وَيُقْتَلُوْنَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِيْ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيْلِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّه فَاسْتَبْشِرُوْا بِبَيْعِكُمُ الَّذِيْ بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيْمُ ﴾ [التوبة:111].
وبعد ذلك أطبق زين العابدين المصحف وضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: « إنا لله وإنا إليه راجعون، عُزِّيت في هذا المولود، إنه (زيد)..أما واللـه ما أجد من ولد الحسين في يوم القيامة أعظم منه وسيلة، ولا أصحاباً آثر عند اللّه من أصحابه ».
وقامَ بالتأذين في أذنه اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى، وعوَّذه بالله من الشيطان الرجيم.
قال أبو حمزة: فحججت عاماً آخر فأتيت عليَّ بن الحسين فلما دخلت عليه وجدته حاملا لطفل صغير وهو يقول: يا أبا حمزة، هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا!!.قصة حياة واستشهاد الإمام زيد بن...
[عدل] تراثه الإمام زيد بن علي الفكري المجيد
  1. مجموع الإمام زيد ويشتمل على المجموع الفقهي والحديثي (مسند الإمام زيد).
  2. تفسير غريب القرآن.
  3. مناسك الحج والعمرة، طبع في بغداد.
  4. مجموع رسائل وكتب الإمام زيد. ويحتوي على:
    1. رسالة الإيمان، وتشتمل على شرح لمعنى الإيمان والكلام على عصاة أهل القبلة.
    2. رسالة الصفوة، وتشتمل على تعريف صفوة اللّه من خلقه والكلام عن أهل البيت وأن اللّه اصطفاهم لهداية الناس.
    3. رسالة مدح القلة وذم الكثرة، وتشتمل على مناظرة جرت بينه وبين أهل الشام في القلة والكثرة، وجمع فيها كثيراً من آيات القرآن الدالة على مدح القلة وذم الكثرة.
    4. رسالة تثبيت الوصية، وتتضمن استدلالات على أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أوصى لعلي بالخلافة من بعده.
    5. رسالة تثبيت الإمامة، وتتضمن استدلالات على أن علياً كان أولى الناس بالخلافة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.
    6. رسالة إلى علماء الأمة، وهي الرسالة التي وجهها إلى العلماء يدعوهم فيها إلى القيام بمسئولياتهم وتأييده في ثورته.
    7. رسالة الرد على المجبرة، وهي عبارة عن بضع صفحات أوضح فيها موقفه من القدر، وضمنها رداً على غلاة المجبرة.
    8. رسالة الحقوق، وهي عبارة عن نصائح وتعاليم خُلُقِيَّة وجهها إلى أصحابه ومن بلغته من المسلمين.
    9. مناظرة لأهل الشام في مقتل عثمان والقلة والكثرة.
    10. الرسالة المدنية، وهي عبارة عن جوابات أسئلة وردت إليه من المدينة.
    11. مُجَمَّع يشتمل على بعض مناظراته وأجوبته وخطبه وأشعاره ورسائله وكلماته القصيرة.
    12. الرسالة الشامية، وتتضمن إجابات على استفسارات لأحد أصحاب الإمام زيد بعث بها من الشام.
    13. جواب على واصل بن عطاء في الإمامة.
    14. مجموعة من الأشعار المنسوبة إليه.
    15. مجموعة من الأدعية المروية عنه.
    16. تفسير سورة الفاتحة.
    17. تأويل بعض مشكل القرآن.
    18. كتاب مناسك الحج والعمرة.
[عدل] وفاته

استشهد الإمام زيد بن علي عام 122 هـ.
[عدل] المصادر

-كتاب / الإفـَـادَة في تاريخ الأئمة السادة للإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الهاروني الحسني http://hamidaddin.net/ebooks
[عدل] وصلات خارجنشأ الإمام زيد بن علي في أحضان والده زين العابدين وأخيه الأكبر محمد الباقر ودرس على يديهما العقيدة المحمدية، فكانَ الإمام زيد مضرب المثل في العلم بشهادة أخيه الأكبر محمد الباقر فقد ذكر الرواة أنه طلب من أخيه محمد الباقر كتاباً كان لجده علي، فنسي أبو جعفر مدة من الزمن، ثم تذكر فأخرجه إليه، فقال له زيد: قد وجدت ما أردت منه في القرآن !! فأراد أبو جعفر أن يختبره وقال له: فأسألك؟ قال زيد: نعم، سلني عما أحببت. ففتح أبو جعفر الكتاب وجعل يسأل، وزيد يجيب كما في الكتاب. فقال أبو جعفر: « بأبي أنت وأمي يا أخي أنت والله نَسِيْج وحدك، بركةُ اللّه على أم ولدتك، لقد أنجبت حين أتت بك شبيه آبائك ».
- قال الإمام زيد: « والله لا تأتونني بحديث تصدقون فيه إلا أتيتكم به من كتاب الله ».
- قال الإمام زيد : « من جاءك عني بأمر أنكره قَلَبُك، وكان مبايناً لما عهدته مِنِّي، ولم تفقهه عَنِّي، ولم تره في كتاب الله عز وجل جائزاً، فأنا منه برئ، وإن رأيت ذلك في كتاب الله عز وجل جائزاً، وللحق مُمَاثِلاً، وعهدت مثله ونظيره مني، ورأيته أشبه بما عهدته عني، وكان أولى بي في التحقيق، فأقبله فإن الحق من أهله ابتدأ وإلى أهله يرجع ».
- شهادة أخيه الأكبر ومعلمهالإمام محمد الباقر، الذي قال في حقه: « لقد أوتي زيدٌ علما لَدُنِيّاً فاسألوه فإنه يعلم ما لا نعلم ».
- وقال الإمام الباقر لمن سأله عنه: « سألتني عن رجل مُلىء إيماناً وعلماً من أطراف شعره إلى قدميه، وهو سيد أهل بيته ».
- وشهادة ابن أخيه ورفيق نشأته ودراسته الإمام جعفر الصادق وذلك حيث يقول: « كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا لدين الله ».
- وشهادة الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت كبير أئمة المذاهب السُّنِّـيَّة، حيث يقول: « ما رأيت في زمنه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جواباً ولا أبين قولاً، لقد كان منقطع القرين ».
- وشهادة المحدث الكبير سليمان بن مهران الأعمش حيث يقول: « مارأيت فيهم ـ يعني أهل البيت ـ أفضل منه ولا أفصح ولا أعلم »..
<H2>[عدل] عبادة الإمام زيد بن علي

- وقال أبو الجارود: دخلت المدينة وكلما سألت عن زيد بن علي قيل لي: ذلك حليف القرآن.
- قال الإمام يحيى بن زيد واصفاً عبادة والده : « رحم اللّه أبي كان أحد المتعبدين، قائم ليله صائم نهاره، كان يصلي في نهاره ما شاء اللّه فإذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة، ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء اللّه، ثم يقوم قائماً على قدميه يدعو الله ويتضرع له ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر سجد سجدة، ثم يصلي الفجر، ثم يجلس للتعقيب حتى يرتفع النهار، ثم يذهب لقضاء حوائجه، فإذا كان قريب الزوال أتى وجلس في مصلاه واشتغل بالتسبيح والتحميد للرب المجيد، فإذا صار الزوال صلى الظهر وجلس، ثم يصلي العصر، ثم يشتغل بالتعقيب ساعة ثم يسجد سجدة، فإذا غربت الشمس صلى المغرب والعشاء ».
[عدل] زهد وورع الإمام زيد بن علي

- قال الإمام زيد : « اللَهُـمَّ إني أسألك سُلُوّاً عن الدنيا، وبغضاً لها ولأهلها، فإنَّ خَـيْـرَها زَهِيْدٌ، وشرَّها عتيدٌ، وجَمْعَها يَنْفَدُ، وصَفْوَها يَرْنَقُ، وجديدَها يَخْلَقُ، وخيرَها يَنْكَدُ، ومافات منها حَسْرَةٌ، وما أُصِيْبَ منها فِتْنَةٌ، إلا من نالته منك عِصْمَةٌ، أسألك اللَهُـمَّ العِصْمَةَ منها، ولاتجعلنا ممن رضي بها، واطمأن إليها، فإِنها مَنْ أمنها خانَتْهُ، ومن اطمأن إليها فَجَعَتْهُ، فلم يُقِمْ في الذي كان فيه منها، ولم يَظْعَنْ به عنها ».
- قال الإمام زيد : « واللـه ماكذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، ولا انتهكت لله مَحْرَماً منذ عرفت أن اللّه يعاقب عليه »
- قال الإمام زيد بن علي : « أوصيكم أن تتخذوا كتاب اللّه قائداً وإماماً، وأن تكونوا له تبعاً فيما أحببتم وكرهتم، وأن تتهموا أنفسكم ورأيكم في مالايوافق القرآن، فإن القرآن شفاء لمن استشفى به، ونور لمن اهتدى به، ونجاة لمن تبعه، من عمل به رَشَد، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فَلَج، ومن خالفه كفر، فيه نبأ من قبلكم، وخبر معادكم، وإليه منتهى أمركم ».
- قال الإمام زيد لأصحابه : « أيها الناس، أفضل العبادة الورع، وأكرم الزاد التقوى، فتورعوا في دنياكم، وتزودوا لآخرتكم »....
[عدل] دعوة الإمام زيد للناس لإمامته والخروج معه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  • قال الإمام زيد في رسالته التي وجهها إلى علماء الأمة : « فوالذي بإذنه دَعَوْتُكم، وبأمره نصحتُ لكم، ما ألتمس أَثَرَةً على مؤمن، ولا ظلماً لِمُعَاهِد، ولوددت أني قد حميتكم مَرَاتع الهَلَكَة، وهديتكم من الضلالة، ولو كنت أوْقِدُ ناراً فأقذفُ بنفسي فيها، لا يقربني ذلك من سخط اللّه، زهداً في هذه الحياة الدنيا، ورغبة مني في نجاتكم، وخلاصكم، فإن أجبتمونا إلى دعوتنا كنتم السعداء والمَوْفُوْرين حظاً ونصيباً ».
  • ومن أقواله المشهورة: « والله لو علمت أن رضاء الله عز وجل في أن أقدح ناراً بيدي حتى إذا اضطرمت رميت بنفسي فيها لفعلت؟ ».
  • قال الإمام زيد في رسالته إلى علماء الأمة: « أنما تصلح الأمور على أيدي العلماء، وتفسد بهم إذا باعوا أمر الله تعالى ونهيه بمعاونة الظالمين الجائرين ».
  • وأيضاً مما قاله الإمام زيد بن علي مُخاطباً علماء الأمة : « أمكنتم الظلمة من الظلم، وزينتم لهم الجور، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقاربة، فهذا حالكم.
  • فيا علماء السوء، محوتم كتاب الله محواً، وضربتم وجه الدين ضرباً، فَنَدَّ والله نَدِيْدَ البعير الشَّارِد، هربا منكم، فبسوء صنيعكم سُفِكت دماء القائمين بدعوة الحق من ذرية النبي ، ورُفِعَت رؤوسهم فوق الأسِنَّة، وصُفِّدوا في الحديد، وخَلص إليهم الذل، واستشعروا الكرب، وتسربلوا الأحزان، يتنفسون الصعداء ويتشاكون الجهد ».
  • وأيضاً مما قاله الإمام زيد بن علي مُخاطباً علماء الأمة يحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : « قد ميزكم اللّه تعالى حق تمييز، ووسمكم سِمَة لاتخفى على ذي لب، وذلك حين قال لكم: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُوْنَ باِلمعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوْنَ الزَّكَاةَ وَيُطِيْعُوْنَ اللَّهَ وَرَسُوْلَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ﴾، فبدأ بفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بفضيلة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر عنده، وبمنزلة القائمين بذلك من عباده... واعلموا أن فريضة اللّه تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أقيمت له استقامت الفرائض بأسرها، هينها وشديدها ».
  • ومما رواه الإمام زيد عن آبائه عن النبي أنه قال: « إن أفضل الشهداء رجل قام إلى إمام جائر فأمره بتقوى اللّه ونهاه عن معصية الله، وجاهده مقبلا غير مدبر، فقتل وهو كذلك ».
[عدل] المواجهة الكُبرى ونكث أهل الكوفة لبيعة الإمام زيد

- بعث يوسف بن عمر القائد الأموي بعض رجاله إلى شوارع الكوفة لإثارة الرعب في قلوب الأهالي، ودعوة الناس إلى الاجتماع في المسجد الأعظم، وحظر التجول وحمل السلاح، وبث الإشاعات عن الجيش القادم من الشام.
ولكن الإمام زيد توجه مع أنصاره لرفع الحصار عن أهل المسجد وطمأنة أهل الكوفة، وفي طريقه إلى المسجد وقعت بينه وبين جند الأمويين مواجهة عنيفة كان النصر فيها حليفه، ولما وصل إلى جوار المسجد نادى أصحابه بشعاره (يا منصور أمت) وأدخلوا الرايات من نوافذ المسجد، وكان نصر بن خزيمة رحمه اللّه ينادي: « يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز ومن الضلال إلى الهدى اخرجوا إلى خير الدنيا والآخرة فإنكم لستم على واحد منها »، ولكنهم حنوا إلى طبعهم القديم (الغدر والخيانة)، واعتذروا بالحصار الموهوم.
وانتشر أصحاب الإمام زيد في الكوفة وأمرهم الإمام زيد أن ينادوا: من ألقى سلاحه فهو آمن. وأخذ يطارد بقايا جند الأمويين في محاولة لتطهير الكوفة منهم، وفجأة ظهر جنود الأمويين القادمون من الحِيْرة؛ فاشتبك أصحاب الإمام معهم واستبسلوا وقاتلوا قتالا شديداً حتى ردوهم على أعقابهم، ثم جمع الإمام زيد أصحابه ونادى فيهم: « انصروني على أهل الشام فواللـه لاينصرني رجل عليهم إلا أخذت بيده حتى ادخله الجنة، ثم قال: واللـه لو علمت عملا هو أرضى لله من قتال أهل الشام لفعلته، وقد كنت نهيتكم أن لاتتبعوا مدبراً ولاتجهزوا على جريح ولاتفتحوا باباً مغلقاً، وإني سمعتهم يسبون علي بن أبي طالب فاقتلوهم من كل وجه ».
واستمرت المواجهة بين المعسكرين، وكان جنود الأمويين يتزايدون بينما كان جند الإمام زيد ينقصون، والتفت الإمام زيد إلى نصر بن خزيمة وقال له: يا نصر أخاف أهل الكوفة أن يكونوا قد فعلوها حسينية! فقال نصر: جعلني اللّه فداك أما أنا فواللـه لأضربن بسيفي بين يديك حتى أموت!!
استبسل الإمام زيد وأصحابه وقاتلوا قتال المستميت فلم يجرؤ أحد على مواجهتهم أو مبارزتهم، وحين شعر الأمويون أنه لاقدرة لهم على المواجهة تحصنوا خلف الكثب والجدران، وأخذوا يمطرون الإمام زيد وأصحابه بوابل من السهام.
وأخذت الشمس في الأفق تميل نحو الغروب، وأخذت تميل معها شمس التضحية والفداء، وألقى الليل بظلامه على التلال، ونشر أجنحته على السهول والجبال، وخرست الألسن ونطقت الأسنة وحمحم الموت، وباتت الكوفة كئيبة حزينة حين لطخها أهلها من جديد بعار الخيانة والغدر.
وأثناء ذلك الصمت الرهيب سُمِع ـ في مقدمة الجيش ـ صوت الإمام زيد يرتفع قائلا: الشهادة.. الشهادة.. الحمدلله الذي رزقنيها! فهرعوا إلى مكان الصوت، فإذا بالإمام العظيم مُضَرَّجاً بدمه، قد أصيب بسهم في جبهته، ولما أحس بلذع السهم القاسي ارتفع صوته بتلك الكلمات الخالدة التي ترسم لنا بوضوح أهداف وآمال ذلك الرجل العظيم.
[عدل] الإخبار بمقتله وصلبه قبل مولده

[ على لسان جده رسول الإسلام محمد ]
وفي ذلك أن النبي محمد نظر يوماً إلى زيد بن حارثة فبكى وقال: « المقتول في اللّه المصلوب من أمتي المظلوم من أهل بيتي سمي هذا » وأشار إلى زيد بن حارثة، ثم قال: « أدن مني يا زيد زادك اسمك عندي حباً فإنك سمي الحبيب من ولدي (زيد) ».
ورُوي عن أبي جعفر محمد بن علي، عن النبي محمد، أنه قال للحسين: « يخرج من صلبك رجل يقال له: زيد، يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غراً محجلين، يدخلون الجنة أجمعين بغير حساب ».
[ على لسان أبيه زين العابدين بن الحسين السبط عليهما السلام ]
دَخَلَ أبو حمزة الثمالي ذات يوم على زين العابدين فقال له زين العابدين: يا أبا حمزة ألا أخبرك عن رؤيا رأيتها؟ قال: بلى يا ابن رسول اللّه. قال: رأيت كَأَنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أدخلني جنةً وزوجني بحورية لم أر أحسن منها، ثم قال لي: « يا علي بن الحسين، سَمّ المولود زيداً، فيهنيك زيدٌ ».
عندما بُشّرَ بولادة ابنٍ له من الجارية السندية (جيدا) :
وحين قرعت البشرى سمع زين العابدين بولادة ابنٍ له من الجارية السندية قام فصلى ركعتين شكراً لله، ثم أخذ المصحف مستفتحاً لاختيار اسم مولوده، فخرج في أول السطر قول القرآن: ﴿ وَفَضَّلَ اللّه المُجَاهِدِيْنَ عَلَى القَاعِدِيْنَ أَجْراً عَظِيْماً ﴾[النساء:95]، فأطبق المصحف، ثم قام وصلى ركعات، ثم فتح المصحف، فخرج في أول السطر: ﴿ وَلاَتَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللّه أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ ﴾ [آل عمران: 169]، ثم قام وركع، ثم أخذ المصحف وفتحه فخرج في أول سطر: ﴿ إِنَّ اللّه اشْتَرَى مِنْ المُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللّه فَيَقْتُلُوْنَ وَيُقْتَلُوْنَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِيْ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيْلِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّه فَاسْتَبْشِرُوْا بِبَيْعِكُمُ الَّذِيْ بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيْمُ ﴾ [التوبة:111].
وبعد ذلك أطبق زين العابدين المصحف وضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: « إنا لله وإنا إليه راجعون، عُزِّيت في هذا المولود، إنه (زيد)..أما واللـه ما أجد من ولد الحسين في يوم القيامة أعظم منه وسيلة، ولا أصحاباً آثر عند اللّه من أصحابه ».
وقامَ بالتأذين في أذنه اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى، وعوَّذه بالله من الشيطان الرجيم.
قال أبو حمزة: فحججت عاماً آخر فأتيت عليَّ بن الحسين فلما دخلت عليه وجدته حاملا لطفل صغير وهو يقول: يا أبا حمزة، هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا!!.قصة حياة واستشهاد الإمام زيد بن...
[عدل] تراثه الإمام زيد بن علي الفكري المجيد
  1. مجموع الإمام زيد ويشتمل على المجموع الفقهي والحديثي (مسند الإمام زيد).
  2. تفسير غريب القرآن.
  3. مناسك الحج والعمرة، طبع في بغداد.
  4. مجموع رسائل وكتب الإمام زيد. ويحتوي على:
    1. رسالة الإيمان، وتشتمل على شرح لمعنى الإيمان والكلام على عصاة أهل القبلة.
    2. رسالة الصفوة، وتشتمل على تعريف صفوة اللّه من خلقه والكلام عن أهل البيت وأن اللّه اصطفاهم لهداية الناس.
    3. رسالة مدح القلة وذم الكثرة، وتشتمل على مناظرة جرت بينه وبين أهل الشام في القلة والكثرة، وجمع فيها كثيراً من آيات القرآن الدالة على مدح القلة وذم الكثرة.
    4. رسالة تثبيت الوصية، وتتضمن استدلالات على أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أوصى لعلي بالخلافة من بعده.
    5. رسالة تثبيت الإمامة، وتتضمن استدلالات على أن علياً كان أولى الناس بالخلافة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.
    6. رسالة إلى علماء الأمة، وهي الرسالة التي وجهها إلى العلماء يدعوهم فيها إلى القيام بمسئولياتهم وتأييده في ثورته.
    7. رسالة الرد على المجبرة، وهي عبارة عن بضع صفحات أوضح فيها موقفه من القدر، وضمنها رداً على غلاة المجبرة.
    8. رسالة الحقوق، وهي عبارة عن نصائح وتعاليم خُلُقِيَّة وجهها إلى أصحابه ومن بلغته من المسلمين.
    9. مناظرة لأهل الشام في مقتل عثمان والقلة والكثرة.
    10. الرسالة المدنية، وهي عبارة عن جوابات أسئلة وردت إليه من المدينة.
    11. مُجَمَّع يشتمل على بعض مناظراته وأجوبته وخطبه وأشعاره ورسائله وكلماته القصيرة.
    12. الرسالة الشامية، وتتضمن إجابات على استفسارات لأحد أصحاب الإمام زيد بعث بها من الشام.
    13. جواب على واصل بن عطاء في الإمامة.
    14. مجموعة من الأشعار المنسوبة إليه.
    15. مجموعة من الأدعية المروية عنه.
    16. تفسير سورة الفاتحة.
    17. تأويل بعض مشكل القرآن.
    18. كتاب مناسك الحج والعمرة.
[عدل] وفاته

استشهد الإمام زيد بن علي عام 122 هـ.
[عدل] المصادر

-كتاب / الإفـَـادَة في تاريخ الأئمة السادة للإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الهاروني الحسني http://hamidaddin.net/ebooks
[عدل] وصلات خارجية

ية</H2>

من مواضيع : ايمن عبدالله محمد 0 الامام المهدي الغائب ..
0 بيعة ابي بكر والتهديد بحرق دار فاطمة عليها السلام من كتب الزيدية
0 سؤال حول الشفاعه
0 نبذه عن الامام زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام
0 موقف عظيم الرسو الاعظم صلوات الله عليه
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:44 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية