وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جداً مثل :
( 1 ) - ما كان أسيد بن حضير ، يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته.
( 2 ) - وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.
( 3 ) - وكان سلمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها.
( 4 ) - وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله (ص) في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط ، فلما إفترقا افترقالضوء معهما ، رواه البخاري وغيره.
( 5 ) - وقصة الصديق في الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلاّّ ربي من أسفلها أكثر منها ، فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك فنظر إليها أبوبكر وامرأته فإذا هي أكثر مما كانت ، فرفعها إلى رسول الله (ص) وجاء إليه أقوام كثيرون فأكلوا منها وشبعوا.
( 6 ) - وخبيب بن عدي كان أسيراً عند المشركين بمكة شرفها الله تعالى ، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة.
( 7 ) - وعامر بن فهيرة : قتل شهيداًً فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه [ ص: 277 ] وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل ، وقد رفع وقال عروة : فيرون الملائكة رفعته.
( 8 ) - وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش ، فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حساً على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق ، فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها.
( 9 ) - وسفينة مولى رسول الله (ص) أخبر الأسد بأنه رسول رسول الله (ص) ، فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده.
( 10 ) - والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله تعالى أبر قسمه ، وكان الحرب إذا إشتد على المسلمين في الجهاد يقولون : يا براء أقسم على ربك فيقول : يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم فيهزم العدو ، فلما كان يوم القادسية قال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً .
( 11 ) - وخالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً فقالوا : لا نسلم حتى تشرب [ ص : 278 ] السم فشربه فلم يضره.
( 12 ) - وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلاّ استجيب له ، وهو الذي هزم جنود كسرى وفتح العراق.
( 13 ) - وعمر بن الخطاب لما أرسل جيشاً أمر عليهم رجلاً يسمى سارية ، فبينما عمر يخطب فجعل يصيح على المنبر ، يا سارية الجبل يا سارية الجبل فقدم رسول الجيش فسأل ، فقال : يا أمير المؤمنين لقينا عدواً فهزمونا فإذا بصائح : يا سارية الجبل يا سارية الجبل فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله.
( 14 ) - ولما عذبت الزبيرة على الإسلام في الله فأبت إلاّ الإسلام وذهب بصرها قال : المشركون أصاب بصرها اللات والعزى ، قالت : كلا والله فرد الله عليها بصرها.
( 15 ) - ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمي بصرها لما كذبت عليه ، فقال : اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها وإقتلها في أرضها فعميت ووقعت في حفرة من أرضها فماتت.
( 16 ) - والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله (ص) على البحرين ، وكان يقول في دعائه : يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم [ ص: 279 ] فيستجاب له ، ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والإسقاء لما بعدهم فأجيب ودعا الله لما إعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم ، فمروا كلهم على الماء ما إبتلت سروج خيولهم ، ودعا الله أن لا يروا جسده إذا مات فلم يجدوه في اللحد.
( 17 ) - وجرى مثل ذلك لأبي مسلم الخولاني الذي إلقي في النار فإنه مشى هو ومن معه من العسكر على دجلة وهي ترمى بالخشب من مدها ، ثم إلتفت إلى أصحابه فقال : تفقدون من متاعكم شيئاًً حتى أدعو الله عز وجل فيه ، فقال بعضهم : فقدت مخلاة فقال : إتبعني فتبعه فوجدها قد تعلقت بشيء فأخذها.
- وطلبه الأسود العنسي لما أدعي النبوة فقال له : أتشهد أني رسول الله ، قال : ما أسمع قال : أتشهد أن محمداًً رسول الله ؟ ، قال : نعم فأمر بنار فألقي فيها فوجدوه قائماًً يصلي فيها ، وقد صارت عليه برداً وسلاماً.
- وقدم المدينة بعد موت النبي (ص) فأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر الصديق (ر) ، وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرى من أمة محمد (ص) من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله.
- ووضعت له جارية السم في طعامه فلم يضره.
- وخببت إمرأة عليه زوجته فدعا عليها فعميت وجاءت وتابت ، فدعا لها فرد الله عليها بصرها.
( 18 ) - وكان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاءه ألفي درهم في كمه وما [ ص: 280 ] يلقاه سائل في طريقه ، إلاّ أعطاه بغير عدد ثم يجيء إلى بيته فلا يتغير عددها ولا وزنها.
- ومر بقافلة قد حبسهم الأسد فجاء حتى مس بثيابه الأسد ثم وضع رجله على عنقه ، وقال : إنما أنت كلب من كلاب الرحمن وإني أستحي أن أخاف شيئاً غيره.
- ومرت القافلة ودعا الله تعالى : إن يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار ، ودعا ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصلاة فلم يقدر عليه.
( 19 ) - وتغيب الحسن البصري ، عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاً.
( 20 ) - وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال : اللهم لا تجعل لمخلوق على منة ، ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه ، فلما وصل إلى بيته ، قال : يا بني خذ سرج الفرس فإنه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس.
- وجاع مرة بالأهواز فدعا الله عز وجل وإستطعمه فوقعت خلفه دوخلة رطب في ثوب حرير فأكل التمر ، وبقي الثوب عند زوجته زماناً.
- وجاء الأسد وهو يصلي في غيضة بالليل فلما سلم ، قال له : إطلب الرزق من غير هذا الموضع فولى الأسد وله زئير.
( 21 ) - وكان سعيد بن المسيب في أيام الحرة يسمع الأذإن من قبر [ ص : 281 ] رسول الله (ص) أوقات الصلوات وكان المسجد قد خلا فلم يبق غيره.
( 22 ) - ورجل من النخع كان له حمار فمات في الطريق ، فقال له أصحابه هلم نتوزع متاعك على رحالنا فقال لهم : أمهلوني هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين ، ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه.
( 23 ) - ولما مات أويس القرني وجدوا في ثيابه أكفاناً لم تكن معه قبل ووجدوا له قبراًً محفوراً فيه لحد في صخرة ، فدفنوه فيه وكفنوه في تلك الأثواب.
( 24 ) - وكان عمرو بن عقبة بن فرقد يصلي يوماًً في شدة الحر فأظلته غمامة.
- وكان السبع يحميه وهو يرعى ركاب أصحابه لأنه كان يشترط على أصحابه في الغزو أنه يخدمهم.
( 25 ) - وكان مطرف بن عبد الله بن الشخير إذا دخل بيته سبحت معه آنيته ، وكان هو وصاحب له يسيران في ظلمة فأضاء لهما طرف السوط.
( 26 ) - ولما مات الأحنف بن قيس وقعت قلنسوة رجل في قبره فأهوى [ ص : 282 ] ليأخذها ، فوجد القبر قد فسح فيه مد البصر.
( 27 ) - وكان إبراهيم التيمي يقيم الشهر والشهرين لا يأكل شيئاًً وخرج يمتار لأهله طعاماً فلم يقدر عليه ، فمر بسهلة حمراء فأخذ منها ثم رجع إلى أهله ففتحها فإذا هي حنطة حمراء ، فكان إذا زرع منها تخرج السنبلة من أصلها إلى فرعها حباً متراكباً.
( 28 ) - وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصال صوتاً حسناً ودمعاً غزيراً وطعاماً من غير تكلف ، فكان إذا قرأ بكى وأبكى ودموعه جارية دهره ، وكان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته ولا يدري من أين يأتيه.
( 29 ) - وكان عبد الواحد بن زيد أصابه الفالج فسأل ربه أن يطلق له أعضاءه وقت الوضوء فكان وقت الوضوء تطلق له أعضاؤه ثم تعود بعده ،
وهذا باب واسع قد بسط الكلام على كرامات الأولياء في غير هذا الموضع.
إبن تيمية - مجموع الفتاوي - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة: ( 379 )
الأرزاق تجري على أيدي العباد
- الأرض وأن الرجلين ليكونان فى الصف وأجر ما بين صلاتهما كما بين السماء والأرض وقد روى : أن أتين المذنبين أحب إلى من زجل المسبحين ، وقد قالوا : أن علماء الآدمين مع وجود المنافى والمضاد أحسن وأفضل ، ثم هم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس ، وأما النفع المتعدى والنفع للخلق وتدبير العالم ، فقد قالوا : هم تجرى أرزاقالعباد على أيديهم وينزلون بالعلوم والوحى ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من أفعال الملائكة والجواب أن صالح البشر لهم مثل ذلك وأكثر منه ، ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع فى المذنبين وشفاعته فى البشر كى يحاسبوا وشفاعته فى أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة ، ثم بعد ذلك تقع شفاعة الملائكة وأين هم من قوله : وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين ، وأين هم ، عن الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وأين هم ممن يدعون إلى الهدى ودين الحق ومن سن سنة حسنة وأين هم من قوله : (ص) : إن من أمتي من يشفع فى أكثر من ربيعة ومضر ، وأين هم من الأقطاب والأوتاد والأغواث والأبدال والنجباء ، فهذا هداك الله وجه التفضيل بالأسباب المعلومة ذكرنا منه إنموذجاً
الرابط:
إبن الجوزي الحنبلي - مناقب الإمام أحمد - رقم الصفحة: ( 454 )
الحق عز وجل يزور قبر إبن حنبل
- حدثني : أبوبكر بن مكارم بن أبي يعلي الحربي وكان شيخاً صالحاً قال : كان قد جاء في بعض السنين مطر كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام ، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كإني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره ، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين ، فقلت : إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث ! فسمعته من القبر وهو يقول : لا ، بل هذا من هيبة الحق عز وجل لأنه عز وجل قد زارني ! ! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل : يا أحمد ، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب ، فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت : يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلاّّ قبرك ؟ ، فقال لي : يا بني ، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (ص) ! لأن معي شعرات من شعره ! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان ! قال ذلك مرتين ! !
إبن القيم الجوزية - روضة المحبين - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة: ( 450 / 451 )
الميت يكلم عمر
- وقال يحيى بن أيوب كان بالمدينة فتى بعجب عمر بن الخطاب (ر) شأنه فإنصرف ليلة من صلاة العشاء ، فتمثلت له إمرأة بين يديه فعرضت له بنفسها ففتن بها ومضت فأتبعها حتى وقف على بابها فأبصر وجلاً ، عن قلبه وحضرته هذه الآية : إن الذين إتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ، فخر مغشياً عليه فنظرت إليه المرأة فإذا هو كالميت فلم تزل هي وجارية لها يتعاونان عليه حتى ألقياه على باب داره فخرج أبوه فرآه ملقى على باب الدار لما به فحمله وأدخله فأفاق فسأله : ما أصابك يا بني فلم يخبره فلم يزل به حتى أخبره فلما تلا الآية شهق شهقة فخرجت نفسه فبلغ عمر (ر) قصته فقال : ألا آذنتموني بموته فذهب حتى وقف على قبره فنادى يا فلان ولمن خاف مقام ربه جنتان فسمع صوتاًً من داخل القبر قد أعطاني ربي يا عمر.