|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 5881
|
الإنتساب : Mar 2007
|
المشاركات : 253
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صبغة الله
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 02-05-2007 الساعة : 02:14 AM
((( الجواب )))
إنّ هذه العقيدة التي ينسبها هذا المفتري والأفّاك الآثم للشيعة أتباع أهل البيت عليهم السلام ليست من عقائدهم ولا يقولون بها ، فالشيعة يعتقدون بالبداء لكن لا بالمعنى الّذي ذكره هذا الرّجل من نسبة الجهل إلى الله سبحانه وتعالى — تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً — يقول الإمام الصادق عليه السلام وهو الإمام السادس من أئمة الشيعة : ( من زعم أنّ الله بدا له في شيء ولم يعلمه أمس فأبرأ منه ) وقال صلوات الله وسلامه عليه أيضاً : ( من زعم أن الله تعالى بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم ) أمّا حول معنى البداء الّذي تقول به الشيعة فننقل هنا كلام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها في صفحة 263 : ( وأمّا البداء الّذي تقول به الشيعة ... فهو عبارة عن إظهار الله جلّ شأنه أمراً يرسم في ألواح المحو والإثبات وربّما يطلع عليه بعض الملائكة المقربين أو أحد الأنبياء والمرسلين فيخبر الملك به النبي والنبي يخبر به أمّته ، لم يقع بعد ذلك ، لأنّه محاه وأوجد في الخارج غيره ، وكل ذلك كان جلّت عظمته يعلمه حق العلم ولكن في علمه المخزون المصون الّذي لم يطّلع عليه لا ملك مقرّب ولانبي مرسل ولا وليٌّ ممتحن ، وهذا المقام من العلم هو المعبّر عنه في القرآن الكريم بـ ( أمّ الكتاب ) المشار إليه وإلى المقام الأول بقوله تعالى : { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب } ( الرّعد : 39 ) .
وأنت كما ترى أخي القاريء الكريم من خلال قول هذا العالم الشيعي أن الشيعة تقول بالبداء بمعنى الإظهار بعد الإخفاء لا الظهور بعد الخفاء ، وعليه فليس في القول به بهذا المعنى أي شيء من نسبة الجهل إليه سبحانه وتعالى .
فرئيس منظمة أهل السّنة في باكستان اخترع واختلق للشيعة عقيدة لا يقولون بها وألصقها بهم ثم أخذ يضللهم ويسبّهم ويشتمهم ويكفرهم بسببها ، يدفعه لكل ذلك الكراهية والبغضاء والحقد الدفين المكنون في صدره تجاه أتباع عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ، فإذا كان هذا حال الرئيس يكذب ويفتري ويسب ويشتم ويكفر وينسب للآخرين عقائد هم منها براء فما حال المرؤسين ؟
إنّ هؤلاء الّذين يشنّعون على الشيعة الإمامية في قولهم بالبداء كأنهم قد خفي عليهم أنّ أهل السّنة يقولون بالبداء . روى البخاري عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : ( إنّ ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا لله أن يبتليهم ..... ) صحيح البخاري ج 2 ص 259 ، والقصة طويلة في البخاري ولكن موضع الشاهد هو قول الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( بدا لله ... ) فالرّسول نسب البداء — الّذي تقول به الإمامية — إلى الله ، فماذا سيقول أولئك المغرورين ؟ هل سيردون على رسول الله ؟! أوليس في انتقادهم لعقيدة الشيعة في البداء هو انتقاد لعقيدة إسلامية ؟ .
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عن هذه الآية الكريمة . { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكّتاب } ( الرّعد : 39 ) . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ( لأقرّن عينيك بتفسيرها ، ولأقرّن عين أمّتي بتفسيرها ، الصدقة على وجهها ، وبرّ الوالدين ، واصطناع المعروف ، يحوّل الشقاء سعادة ، ويزيد في العمر ، ويقي مصارع السوء . ( كنز العمّال ج 1 ص 251 ) . أخرجه ابن أبي شيبة .
وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم هذا هو نفس عقيدة البداء عند الشيعة والآية المذكورة خير دليل ، والشواهد في كتب أهل السّنة على ذلك كثيرة .
فالشيعة ينزهون الله سبحانه وتعالى عن الجهل فليس في قولهم بالبداء — كما ذكرنا — شيء من نسبة الجهل إليه سبحانه وتعالى ، وهم يعتقدون بأن علم الله مطلق لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .
يقول الشيخ محمد بن محمد المفيد عليه الرّحمة في كتابه أوائل المقالات ص 60 : ( إنّ الله تعالى عالم بكل ما يكون قبل كونه وأنّه لا حادث إلاّ وقد علمه قبل حدوثه ، ولا معلوم وممكن أن يكون معلوماً إلاّ وهو عالم بحقيقته ، وأنّه سبحانه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء وبهذا اقتضت دلائل العقول والكتاب المسطور ، والأخبار المتواترة من آل الرّسول صلى الله عليه وآله وسلّم وهو مذهب جميع الإمامية .
ويقول الشيخ الطوسي قدّس الله روحه : ( ... وأنه تعالى عالم ، بمعنى أن الأشياء واضحة له حاضرة عنده غير غائبة عنه ، بدليل أنه فعل الأفعال المحكمة المتقنة وكل من كان كذلك فهو عالم بالضرورة ) ( الرسائل العشر ص 94 المسألة السادسة ) .
ويقول المقداد بن عبد الله السيوري : ( الباري تعالى عالم بكلّ ما يصح أن يكون معلوماً ، واجباً كان أو ممكناً ، قديماً ، أو حادثاً ) ( النافع يوم الحشر ص 13 ) .
ويقول السيد عبد الله شبّر : ( ويكفي في ثبوت علمه تعالى الآيات المتضافرة والأخبار المتواترة .... أن الله تعالى يعلم الأشياء قبل وجودها كعلمه بها بعد وجودها ، لا يخفى عليه خافية ، يعلم السّر وأخفى ، ما تكن الصدور ولا يجهل شيئاً ) ( حق اليقين ج 1 ص 63 ) .
ويقول السيد محسن الأمين العاملي : ( وعلمه تعالى محيط بجميع الأشياء إحاطة تامة جزئياتها وكلّياتها لا يمكن أن يخفى عليه شيء ) ( نقض الوشيعة ص 515 ) .
ويقول السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي رحمة الله عليه وقدّس سرّه : ( وقد اتفقت كلمة الشيعة الإمامية على أن الله تعالى لم يزل عالماً قبل أن يخلق الخلق بشتى أنواعه بمقتضى حكم العقل الفطري وطبقاً للكتاب والسّنة ) ( محاضرات في أصول الفقه للفياض ج5 ص 333 ) .
ويقول الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله تعالى : ( اتفقت الإمامية — تبعاً لنصوص الكتاب والسّنة والبراهين العقلية — على أنّه سبحانه عالم بالأشياء والحوادث كلّها غابرها وحاضرها ومستقبلها كلّيها وجزئيّها لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض ) ( الإلهيات للشيخ جعفر السبحاني ص 566 ) .
فهذا غيض من فيض من أقوال علماء الشيعة في علم الله سبحانه وتعالى ، وكما هو واضح هذه الأقوال أن الشيعة ينزهون الله عزّ وجل عن الجهل بل ويؤكدون على أن علمه سبحانه مطلق لا تخفى عليه خافية صغيرة ولا كبيرة في غابر الزّمان وحاضره ومستقبله ، ومن ذلك يظهر لنا زيف ما رمى به رئيس منظمة أهل السّنة في باكستان الشيعة من افتراء بقوله أن الشيعة ينسبون الجهل إلى الله سبحانه وتعالى .
وبقي أخيراً أن نشير إلى رواية من الرّوايات التي أوردها هذا الرجل — حيث أن بقية الرّوايات لا إشكال فيها لأنّها ناظرة إلى البداء بالمعنى الّذي ذكرناه لا ما اختلقه ورمى به الشيعة — وهي : ( بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يعرف له ، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون . وأبو محمد ايني الخلف من بعدي وعنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة ) فهذه الرواية ضعيفة السند ففي سندها إسحاق بن محمد النخعي وهو شخص معروف بالكذب ووضعه للحديث ( انظر ترجمته في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 3 ص 68 ) . والحمد لله ربّ العالمين الّذي وفقنا لدحض ما أتى به هذا الرجلّ من باطل وصلّى الله على رسوله محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلّم .
|
|
|
|
|